الأربعاء، 13 يونيو 2018

ن :(1) الربيع العربي خطوة للأمام؟! أم خطوات للخلف؟! سابعا: وجهة نظر تحليل وعبر:

 سابعا: وجهة نظر تحليل وعبر:
(1) الربيع العربي خطوة للأمام؟! أم خطوات للخلف؟!
(ن) التحاف مع إيران إلى أين؟!:
قبل الخوض في غمار الارتباط الإيراني الشيعي مع الأمريكي الصهيو مسيحي، والذي تشكل منه تحالف تحكمه مصلحة كلا الطرفين في لعبة التوازونات وتبادل المصالح، التي برزت جلية في سياسة العالم منذ بروز فجر الولايات المتحدة كقوة عظمى في العالم، ثم انفرادها بالساحة الدولية تقرر فيها ما تشاء ،علينا أن نسأل أولا هل هذا التحالف قديم ؟! أم أنه تحالف جديد فرضته مصلحة البلدين أو الفكرين: الفكر الشيعي الصفوي والفكر الصهيوني المسيحي البروتستانتي؟! وما هو هدف ذلك التحالف؟! وكيف يكون هناك تحالف والميكنة الإعلامية في البلدين لا تكف عن انتقاد الطرف الآخر؟!
والحقيقة التي قد تجعل ما نقول ضرباً من الخيال أو الجنون، أن هذا التحالف قديم ،وليس وليد اليوم ،أو الأمس القريب، فالجميع يعلم مدى الارتباط الذي جمع شاه إيران بالولايات المتحدة الأمريكية، ولكن حينما اخذ نجم الشاه في الأفول، مدت أمريكا كعادتها يدها إلى خصومه، بل وسعادت هؤلاء الخصوم كي يطيحوا بعرش الشاة، فأمريكا لا يعنيها غير مصلحتها، ولكن إذا كان التحالف الأمريكي الإيراني قد أخذ طابع العلنية في عهد الشاة، فهو في عهد الثورة الإسلامية قد أخذ طابع السرية.
إن تبادل الشتائم وألفاظ الكراهية بين حكام إيران وأمريكا، لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، ففي السياسة ليس من الضروري أن تتطابق الأقوال مع الأفعال، والمفروض لمعرفة اتجاهات السياسة، هو مراقبة التطبيق على الأرض والواقع، ومعرفة لمصلحة منْ تصب نتائج الأفعال.
وحتى نستوعب الصورة أكثر تعالوا بنا نعود إلى الوراء قليلا إلى عام 1979 ففي هذا العام كان لدينا ثلاثة أحداث جسام هي:
·  خلق ورعاية تطرف إسلامي في أفغانستان قائم على فكرة الجهاد.
·  تسليح السعودية ذات الحكم الإسلامي والمذهب الوهابي المتشدد.
·  مجيء الخميني وحكومة إسلامية ذات فكر شيعي متطرف إلى إيران.
وإذا كان الحدثان الأوليان قد جاءا برعاية ومباركة أمريكية، فهل تم الحدث الثالث أيضاً برعاية ومباركة أمريكية و حتى نستوعب سوياً الدرس تعالوا نناقش كل حدث من تلك الأحداث على حده.
-    1 – خلق ورعاية التطرف الإسلامي في أفغانستان.
حسب الرواية الرسمية الأمريكية إن دعم السي آي أية للمجاهدين الأفغان قد بدأ في 1980 أي بعد غزو السوفيت لأفغانستان في 24 كانون الأول 1979 ، ولكن الحقيقة و الواقع الذي ظل سرا حتى يوم قريب مختلف تماما: لقد بدأ الدعم للمجاهدين الأفغان في 3 تموز 1979 حين وقع الرئيس الأمريكي كارتر أول أمر للدعم السري للمعارضة ضد النظام الموالي للسوفيت في كابل، وكان ذلك قبل غزو السوفيت لأفغانستان بستة أشهر.
فهذا ما اعترف به زبجنيو بيرجنسكي مستشار الأمن القومي في حكومة جيمي كارتر الأمريكية مؤخرا في حديثه الذي أدلى به مؤخرا (2005) لصحيفة Le Nouvel Observateur الفرنسية والذي تفاخر فيه: بأن خلق المجاهدين في أفغانستان كان مقصودا تماما، و كان الهدف منه توليد صراع على الحدود السوفيتية، وفيما يلي مقاطع من هذا الحوار مع زبجنيو بيرجنسكي:
المحرر: – يقول روبرت غيتس مدير السي آي أية السابق في مذكراته: بدأت أجهزة المخابرات الأمريكية قبل ستة اشهر من الغزو السوفيتي في دعم المجاهدين، في ذلك الوقت كنتَ المستشار القومي للرئيس كارتر، وهكذا أنتَ لعبت دورا في هذا الشأن،هل تؤكد هذه المقولة؟
 زبجنيو بيرجنسكي: نعم حسب الرواية الرسمية أن دعم السي آي أية للمجاهدين بدأ في 1980 أي بعد غزو السوفيت لأفغانستان في 24 كانون الأول 1979 ولكن الواقع الذي ظل سرا حتى اليوم مختلف تماما: لقد بدأ الدعم في 3 تموز 1979 حين وقع الرئيس كارتر أول أمر للدعم السري للمعارضة ضد النظام الموالي للسوفيت في كابل، وفي نفس اليوم كتبت مذكرة للرئيس أوضحت فيها أن هذا الدعم في نظري سيؤدي إلى تدخل عسكري سوفيتي.
 المحرر: ولكن ألا تشعر بالندم لأنك ساعدت في إعداد (إرهابي المستقبل) بالسلاح والنصيحة؟
زبجنيو بيرجنسكي: ما هو أهم لتاريخ العالم؟ طالبان أم انهيار الإمبراطورية السوفيتية؟ هل الأهم هو بعض الرؤوس الحارة الإسلامية، أو تحرير أوربا الوسطي، ونهاية الحرب الباردة؟
المحرر:
"بعض الرؤوس الحارة"؟ ولكن يُقال الآن مرارا وتكرارا أن الأصولية الإسلامية تمثل تهديدا لكل العالم؟!
زبجنيو بيرجنسكي: هراء!
بماذا نخرج من ذلك الحوار من نتائج:
- احتلال السوفييت لأفغانستان بعد نجاح الأمريكان في خلق حركة متطرفة إسلامية على حدودهم فقد خشوا أن تمتد إلى جمهورياتهم الإسلامية المحاددة.
أن الولايات المتحدة الأمريكية قد عملت على إنشاء وتقوية حركة طالبان الأفغانية ذات الفكر الوهابي المتشدد لتكون بديلا للنظام الأفغاني الموالي للسوفيت.
- أن هذه الحركة ستعمل من خلال فرضية الجهاد على إشعال الصراع داخل الدول الإسلامية الخاضعة للإتحاد السوفيتي، مما يساعد في انهياره.
- جر العرب والمسلمين في مختلف بقاع الأرض إلى ذلك الصراع، ومن ثمة اتخاذ الإتحاد السوفيتي خصماً وعدواً، وهذا ما برز في جماعة الأفغان العرب والجهاد الإسلامي، وكلها تتبع الفكر الوهابي المتشدد.
- العمل على انهيار الإمبراطورية السوفيتية، وتحرير دول أوربا الوسطي من سيطرة السوفيت عليها، علاوة على وضع حد للحرب الباردة بين السوفيت والأمريكان.
- العمل على قلقلة دول آسيا الكبيرة: روسيا والصين والهند، وهي القوى الكبرى المتنافسة مع الهيمنة الأمريكية. وهذه السياسة ناجحة لأن كل هذه البلدان لديها سكان مسلمون في داخلها وعلى حدودها من الجانبين.
- إن (الإرهاب الإسلامي) ليس نتيجة جانبية للسياسة الخارجية الأمريكية، وإنما هو هدفها الرئيسي.
- نمو الاقتصاد الأمريكي من خلال عمليات تصدير السلاح للمجاهدين الأفغان، ليتمكنوا من الوقوف في وجه آلة الحرب الروسية.
- تسليح المملكة العربية السعودية، والذي جاء كنتيجة حتمية لتمويلها لعمليات الجهاد في أفغانستان.
- تحقق الانتقام الأمريكي من السوفيت بسبب موقفهم من احتلال أمريكا لفيتنام وكوبا.
- لا يمثل الإرهاب الإسلامي المتمثل في طالبان، و جماعات الجهاد ذات الفكر الوهابي المتشدد أي مصدر قلق لدى الأمريكان بدليل رد زبجنيو بيرجنسكي على ذلك بكلمة:هراء!
هذا ما يخص الحدث الأول الهام الذي شهده عام 1979 أما عن الحدث الثاني والذي جاء كنتيجة حتمية للحدث الأول وهو: تسليح السعودية ذات الحكم الإسلامي المتشدد، فتعالوا بنا نستعرض ذلك الحدث.

- 2 - تسليح السعودية ذات الحكم الإسلامي والمذهب الوهابي المتشدد:
في هذه الأثناء بدأ كارتر وبرجنسكي في بناء القدرة العسكرية السعودية، والتي تابعها ريغان أيضا حتى أصبحت السعودية أكبر مستفيد من مبيعات السلاح الأمريكي في كل العالم، وقبل سنوات من بدء حرب الخليج في 1991 كانت السعودية قد بنت قواعد ببلايين الدولارات على المواصفات الأمريكية من أجل أن يملأها في يوم قادم الجنود الأمريكان، و السعودية كما هو معروف تتبع حكما إسلاميا متشددا ، فلماذا تريد الولايات المتحدة تسليحها حتى أسنانها بترسانة رهيبة من العتاد؟! وقد بدأ هذا التسليح في الأيام الأخيرة لحكم شاه إيران وقبل قدوم الخميني فلماذا؟!
قلنا إن تسليح السعودية بترسانة ضخمة من الأسلحة جاء كنتيجة حتمية لوجود حركة طالبان، وجماعات الجهاد الإسلامي ضد الغزو السوفيتي عام 1979 و مما يؤكد ذلك:
·  في عام 1980 استغلت الحكومة السعودية الأوضاع العالمية المتوترة في الحروب بين السوفييت و الأفغان من جهة، و بين العراق و إيران من جهة أخرى، و انشغال آل CIA بعمليات التجسس على تلك البلدان بتوقيع صفقة تسلح مع الحكومة الصينية (الند التقليدي للولايات المتحدة) في صفقة قُدرتْ قيمتها بين 2 إلى 3.5 مليارات دولار لتزويد السعودية بصواريخ CSS-2 و إنشاء قاعدة لذلك الغرض و تواجد 1000 مهندس و مدرب صيني لتدريب ضباط سعوديين على إدارة و قيادة تلك الأسلحة.
·  عقدت السعودية صفقة عسكرية كبيرة مع فرنسا، تبلغ حوالي (7,85مليار دولار أمريكي) طال الحديث عنها منذ عام تقريباً، تتضمن شراء أسلحة متطورة منها 48 طائرة مقاتلة مع خيار شراء 48 طائرة أخرى، بالإضافة إلى أعمال الصيانة والخدمة والاستشارة.
·  وفي نفس اليوم، أبلغت وزارة الدفاع الأمريكية، الكونغرس الأمريكي، حول أمكانية بيع السعودية أسلحة تصل قيمتها إلى 6 مليار دولار، بعد أن حصلت على الموافقة من قبل البيت الأبيض عليها.
·  وبعد ذلك عقدت السعودية صفقة دفاعية ضخمة مع بريطانيا، سميت بصفقة العصر، تصل قيمتها في بعض التقارير إلى 70 مليار دولار.
·  كما عقدت السعودية وبريطانيا عام 1985 صفقة عسكرية، تلك الصفقة الشهيرة التي سميت بـ (صفقة اليمامة) اعتبرت أكبر صفقة في القرن العشرين تنقسم إلي قسمين: الأول عام 1985 والثاني عام 1988 وزادت قيمتها عن 30 مليار دولار
·  وفي نوفمبر من عام 1999قام البروفسور الباكستاني الشهير عبد القدير خان (أبو القنبلة النووية الإسلامية الأولى) بزيارة إلى المملكة العربية السعودية ومنذ مدة، تبحث الحكومة السعودية عن صواريخ أكثر حداثة و تطوراً من تلك التي اشترتها من الصين، و قد عرضت الحكومة الصينية على السعودية شراء صواريخ CSS-5 وصواريخ CSS-6 كبديل إلا أن الحكومة السعودية تتطلع إلى باكستان كي تكون الممول القادم للأسلحة الاستراتيجية السعودية.
·      القدرات العسكرية السعودية حتى العام 2000 كانت كالتالي:
70  آلف في الجيش
 57 آلف في الحرس الوطني
 22 آلف في سلاح الجو
13 آلف في البحرية
2 آلف في الحرس الملكي
المجموع الكلي 164 آلف ( في إحصائية أخرى 171,500 فرد).
يُضاف إلى ذلك 75 آلف في الاحتياط، و10 آلاف في وزارة الداخلية، وما يقارب عشرون آلف في جهاز المخابرات، وكذلك 15 آلف حرس حدود، يضاف إليهم 30 آلف من رجال البادية، أما سلاح الجو فكان حتى العام 2000 يتكون من 340 طائرة مقاتلة، العاملة منها 256 طائرة. طائرات النقل 51 طائرة، العاملة منها 38 طائرة، وطائرات الهليكوبتر 228 طائرة، أما المدفعية 780 مدفع، والعاملة 410.
·  وبالمقارنة مع دول أخرى في الشرق الأوسط، كإيران مثلاً، التي تنفق على التسليح أقل من السعودية رغم امتلاكها لمفاعلات نووية، فإيران أنفقت (6,080مليار) عام 2003.
·  وفي 22 مارس 2002 نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية صوراً التقطها قمر ايكونوس الإسرائيلي لقاعدة السليل السعودية العملاقة التي تقع على بعد حوالي 500كم جنوب الرياض. و تقول الصحيفة إن تلك القاعدة التي بنتها الحكومة الصينية تحتوي على عدد ما بين 30 إلى 60 صاروخ باليستي من طراز (CSS-2 DF-3A East Wind)  ووجود قاعدة للقوات الملكية الجوية السعودية من المحتمل وجود 25 طائرة من طراز تورنيدو بها لحماية تلك القاعدة حيث يكون هناك 8 طائرات تورنيدو في الجو دائما.
·  في يناير 2003 تحدثت صحيفة (ميدل ايست نيوزلاين) من واشنطن أن السعودية ستحصل على أجهزة تلوروميتر لقذائف باتريوت المضادة للطائرات. 
وأن الولايات المتحدة الأمريكية صادقت على خطة لتزويد بطاريات باتريوت الموجودة بالمملكة بالمزيد من الأجهزة والمركبات. وتضمن الخطة أجهزة باتريوت التي تنوي المملكة شرائها حتى عام 2007، مقابل 34.4 مليون دولار لشراء 204 جهاز تلوروميتر أحادي وثنائي التردد لقذائف باتريوت للقوات العسكرية الأمريكية والحكومات الموالية لها، ويبلغ حصة السعودية حوالي 29% من الاتفاقية، وذكر بيان صادر عن البنتاغون أن إنتاج تلك الأجهزة سيتم في ولاية فلوريدا وستنتهي في نوفمبر 2007
·  وكانت بريطانيا أبرمت صفقة كبيرة مع السعودية لتزويدها بمقاتلات من نوع "يوروفايتر" أوروبية الصنع، والتي تعتبر بريطانيا إحدى الدول المشاركة في تصميمها، وتتضمن الصفقة شراء نحو سبعين مقاتلة من طراز "يوروفايترـ تايفون"، ولم يتم الإفصاح عن شروط العقد لكن تقارير من السعودية أشارت إلى أن قيمة الصفقة قد تصل إلى عشرين مليار دولار.
·  بتاريخ 21 يوليو 2006 وقعت السعودية صفقة عسكرية مع أمريكا تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار، وتشمل الصفقة طائرات مروحية، ومركبات عسكرية، ومعدات اتصال،وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن ذلك من شأنه مساعدة السعودية في حربها على الإرهاب.
·  فعلى مدى عشر سنوات مضت والسعودية تعد ترسانة عسكرية ضخمة جداً فاقت قدرات دول الشرق الأوسط، بمباركة أمريكية وتسهيلات عقد الصفقات، حتى أصبحت السعودية الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تملك طائرات تجسس "إي واكس" في حين لا تملكها إسرائيل.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن لماذا هذا الحرص من الولايات ا لمتحدة الأمريكية على تسليح المملكة العربية السعودية إلى هذا الحد؟! أليست مفارقة غريبة أن تضع الولايات المتحدة الأمريكية كل هذا العتاد العسكري في يد أصحاب الفكر الوهابي المتشدد؟! ألا تخشى الولايات المتحدة على ربيبتها إسرائيل من هذا العتاد العسكري؟!
أليس ذلك الأمر شئ محير عندما يحاول المرء فهمه أو تدبره؟! وبخاصة أن المملكة العربية السعودية ليس لديها أعداء في المنطقة؟! أم أن هناك عدو جديد سيلوح في الأفق؟!
بالفعل هناك عدو جديد قديم، هذا العدو الجديد ما هو إلا الثورة الإسلامية في إيران، أو بمعنى أدق مجيء الخميني وحكومته الشيعية إلى إيران؟! ألا يدفعنا ذلك الأمر إلى مزيد من التفكير؟! يجعلنا نصل في النهاية أنه بنفس الطريقة المخابراتية التي أوجدت بها الولايات المتحدة الأمريكية جماعة طالبان ،وجماعات الجهاد الأفغاني ذات الفكر الوهابي المتشدد على مقربة من الإتحاد السوفيتي، أنها أيضاً وبنفس الطريقة المخابراتبة قد ساهمت في إيجاد الثورة الشيعية ذات الفكر الخميني المتشدد على مقربة من المملكة العربية السعودية لتكون الخصم القادم والعدو القادم، والذي سيُضخم إعلاميا ودبلوماسيا ليحل محل الإتحاد السوفيتي الذي انهار، واختفى من الوجود؟! وهذا ما يقودنا إلى الحدث الثالث الهام الذي وقع في عام 1979 وهو:
-    3 - مجيء الخميني وحكومته الشيعية إلى إيران:
خلال أخطر مراحل الحرب الباردة، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تري أن حليفها الرئيسي ضد الاتحاد السوفيتي السابق، هو القوي والتيارات الدينية في مختلف أنحاء العالم.. ولعبت القوي الدينية خاصة الإسلامية ذات الفكر الوهابي المتشدد دورا بارزا في القضاء علي الاتحاد السوفيتي، وكانت هي رأس الحربة التي استخدمتها أمريكا ضد السوفيتي في أفغانستان من خلال جماعات المجاهدين والمتطوعين الذين تدفقوا من جميع الدول الإسلامية لمحاربة الغزو السوفيتي لأفغانستان.
ورغم كل ما يتردد عن صراع أمريكا والغرب بوجه عام  مع التيارات الدينية خاصة بعد هجمات واشنطن ونيويورك الإرهابية في سبتمبر 2001، إلا أن العلاقات الودية والوطيدة بين أمريكا والمتأسلمين قادة التطرف الديني ظلت تخدم المصالح الاستراتيجية الأمريكية،ومازالت الاتصالات بين أمريكا والتيارات الدينية مستمرة بل وتحظي هذه التيارات بدعم أمريكي مستمر حتى تصل إلي السلطة وتكون أكثر قدرة علي خدمة مصالح واشنطن.
والآن تعالوا بنا نرى كيف سارت الولايات المتحدة الأمريكية على نفس النسق، والمتمثل في استغلال الجماعات الدينية الإسلامية في تحقيق مصالحها، فمثلا يمتلأ الخطاب الإيراني السياسي الرسمي بوصف الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر، و كثيرا ما تقوم مظاهرات تحتشد في شوارع المدن الإيرانية منددة بممارسات العنجهية الأمريكية في بلاد المسلمين، و لكن قليل من الناس منْ يدرك طبيعة العلاقات الخفية بين الثورة الخمينية منذ قيامها عام 1979،  و أنه لولا الدعم الأمريكي لها ما كانت أن تنجح أو أن تصل إلى حكم إيران, و الذي يريد التفصيل فليرجع إلى كتاب: (رهينة خميني.. الثورة الإيرانية والمخابرات الأمريكية البريطانية)
حيث لا يمكن فهم العلاقات الإيرانية الأمريكية في الخمسة و العشرين سنة الأخيرة إلا بقراءة هذا الكتاب، الذي ألفه روبرت كارمن درايفوس و هو باحث فرنسي متخصص في الشئون الإستخباراتية شغل في أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات مدير قسم الشرق الأوسط في مجلة انتلجنس ريفيو...هذا الكتاب الذي تم تأليفه و طبعه في عام 1980 و نسخه المتداولة قليلة جد،ا و لا ندري لماذا لم يطبع مرة أخرى بعد ترجمته في أوائل الثمانينات.
وبعد استعراض الأدلة الكثيرة يخلص الكتاب إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر قد قام بتعمد هادئ وتدبير مسبق خبيث على حد وصف المؤلف لمساعدة الحركة الإسلامية، التي نُظمت للإطاحة بشاه إيران، واشتركت إدارة كارتر في كل خطوة ابتداءً من الاستعدادات الدعائية إلى تجهيز الأسلحة والذخيرة، ومن الصفقات التي تمت خلف (الكواليس) مع الخونة في جيش الشاه إلى الإنذار النهائي، الذي أعطي للزعيم المهزوم في يناير 1979م لمغادرة إيران، ويمثل هذا فصلاً آخر من فصول الخيانة التي مارستها الدوائر الحاكمة في التاريخ السياسي للولايات المتحدة.
وحتى نفهم حقيقة العلاقة الأمريكية الإيرانية ما بعد انتهاء عصر شاه إيران الذي كان عميلاً للأمريكان، لابد أن ندقق الطرف في تصرفات الخميني بعد أن اعتلى العرش الإيراني، فمن خلال ذلك يمكن فهم حقيقة العلاقة التي ربطت بين الخميني وبين الأمريكان، ولكنها اتصفت بالطابع السري، فماذا فعل الخميني بعد طرد الشاة.؟!
في كانون الثاني 1979 عاد آية الله الخميني منتصرا إلى إيران بعد خمسة عشر عاما في المنفى. وقد اعترف العراق فورا بالحكم الجديد، وأبدى حسن نيته، ولكن الخميني لم يتأثر بذلك ، فقد كان يلوم صدام شخصيا لطرده من النجف في العراق حيث كان يعيش، ولم يخف انه يعتبر حكومة صدام ليست ظالمة وضد الشيعة فقط،  وإنما هي ضد الإسلام هذا فضلا عن أنها حكومة كافرة وغير شرعية..

وفي بداية صيف 1979 نقض الخميني اتفاقية 1975 بين شاه إيران والعراق، و التي تعهد فيه البلدان بعدم التدخل في شؤون بعضهما البعض، وبدأت إيران في تزويد الأكراد بالأسلحة لمحاربة حكم البعث ،وفي النجف بدأ بتمويل أية الله باقر الصدر لإثارة تمرد ينهي حكم البعث، وينصب حكومة إسلامية أصولية.
و إذا نظرنا إلى هذا التصرف من قبل الخميني في ضوء فرضية العداء ما بينه وبين الأمريكان، والقائم على اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية الشيطان الأكبر، نجد أن هذا السلوك منه وهو التحريض الفوري على الحرب مع العراق يصعب فهمه، ويدفع إلى الشك والريبة لماذا ؟!

لان الدكتاتور شاه إيران السابق كان عميلا لأمريكا وقد نُصب في مؤامرة الانقلاب، التي أدارتها السي آي أية في عام 1953 وبناءاً عليه فإن معظم السلاح والمعدات العسكرية الإيرانية كانت صناعة أمريكية،  ومع حقيقة أن الثورة الإيرانية تضمنت بعض المعارك، فالدولة الجديدة كانت إذن في أمس الحاجة إلى قطع غيار للسلاح الأمريكي، ومع ذلك فإن الخميني استمر في إثارة استفزازات مناهضة لأمريكا، وفي نفس الوقت يثير مقدمات لحرب مع العراق، فهل يُعقل هذا؟!
فقد قام في حينها كما نعلم بالاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران واحتجز بعض الرهائن، ألا يبدو هذا الأمر في الظاهر شئ محير وغير مفهوم ، ويدفع إلى الشك والريبة أليس كذلك؟  إذا كان الخميني يحتاج إلى قطع غيار أمريكية لجيشه؟! فكيف سيدخل حربا مع العراق ؟!وكيف يهاجم السفارة الأمريكية؟
ولكن كل شيء يستوضح ويصبح مفهوما،ً إذا أدركنا أن الخميني في الواقع لم يكن عدوا للولايات المتحدة، وانه مثل سابقه الشاه كان عميلا أمريكيا، وان تحريضاته واستفزازاته كانت جزءا من تمثيلية سياسية لخداع الرأي العام أملتها لعبة تبادل المصالح والتوازونات، وهذا ما سيفتضح أكثر من خلال النقاط التالية:
·  في 1980 زعمت الواشنطن بوست بان "الاستيلاء على رهائن السفارة الأمريكية حرم الجيش الإيراني من قطع الغيار الأمريكية والأوربية والتي يحتاجها بشدة " ولكن هذا كان قولا كاذبا، لأن أزمة الرهائن لم تحرم الخميني من أي شيء بل على العكس. عرضت الولايات المتحدة أن تدفع بلايين الدولارات في مقايضة الرهائن وقد قبلت إيران هذا وكان المبلغ النهائي 8 بليون دولار.(نيويورك تيمز 11 كانون ثان 1981)
·  وطوال الحرب الإيرانية العراقية استلمت إيران شحنات سرية من الأسلحة الأمريكية، وحين انكشفت الحكاية تسببت في إحراج كبير لإدارة ريغان في ما عُرف عام 1986 بفضيحة إيران جيت، وفضيحة إيران كونترا. وقد ادعى المسئولون الأمريكان حين كُشف السر، أن الشحنات كانت لغرض دفع إيران للتأثير على حزب الله الذي كان في وقتها يحتجز رهائن أمريكيين آخرين،  وقد أسرعت وسائل الإعلام الأمريكية لتأكيد هذه الأكذوبة مثلا في أواخر 1986 كتبت واشنطن بوست "أنها علمت من مصادر مطلعة أن وسيطا حكوميا إيرانيا ابلغ ممثلين أمريكيين انه يستطيع أن يرتب لإطلاق سراح رهينة أمريكية في لبنان إذا باعت أمريكا لإيران صواريخ 500 TOW المضادة للدبابات."        ولكن هذا التوضيح كان سخيفا، لأن اكبر قوة في العالم لن تسلح قوة من الدرجة الخامسة من اجل التأثير على منظمة (إرهابية) صغيرة في عالم ثالث لإطلاق سراح بعض الرهائن.
وعلى أية حال لم تكن القصة حقيقية في الأساس، فإن التحقيقات التي قام بها الكونغرس حول العلاقة بين ريغان والخميني، والتي كشف عنها في 1991 كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز فيما بعد، انه فور تنصيب ريغان في 1981 غيرت الإدارة سرا وبشكل قاطع سياستها، وسمحت لإسرائيل أن تبيع أسلحة أمريكية بقيمة عدة بلايين من الدولارات والذخائر للحكومة الإيرانية "
وتغيير السياسة هذا جاء قبل الرعاية الإيرانية لاحتجاز الرهائن الأمريكان في بيروت عام 1982.."- نيويورك تايمز 8 كانون أول 1991
إذن لم يكن لتسليح إيران علاقة بالتأثير على إطلاق رهائن أمريكان في لبنان، هذا بخلاف أن الشحنات الأولية للأسلحة الأمريكية إلى إيران خلال الحرب الإيرانية العراقية ،كانت تتم عن طريق إسرائيل التي كانت الحكومة الإيرانية الإسلامية تنادي بتدميرها.

 فلنا أن نسأل: كيف قبلت الحكومة الإسرائيلية ذلك؟ وإيران تنادي بتدميرها؟! وقد تحججت نيويورك تايمز بأن إسرائيل كانت تريد إضعاف كلا البلدين: العراق وإيران،وان إسرائيل أرادت أن تثبت أن لها سياسة خارجية مستقلة عن الولايات المتحدة. ولكن نفس صحيفة نيويورك تايمز تكشف مايلي بخصوص شحن الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إيران:
-1- أن طائرات مستأجرة من الأرجنتين وايرلندة والولايات المتحدة كانت تستخدم لنقل أسلحة أمريكية الصنع إلى إسرائيل ثم إلى إيران، وفي بعض الحالات مباشرة إلى طهران
-2- أن هذه الطائرات المستأجرة لنقل الأسلحة الأمريكية إلى إيران كانت تطير من قاعدة جوية سرية قرب توسكون في أريزونا تعرف باسم محطة مانترا الجوية. 
-3- لسنوات كانت وكالة المخابرات المركزية تستخدم مانترا لشحنات أسلحة سرية.
-4- انه كان هناك تدفق مستمر من (قطع الغيار ومعدات أخرى لأسطول طائرات أف 14 التابعة لإيران) وأنها كانت "معدات حساسة وصادراتها مراقبة من قبل المسئولين الأمريكان وكانت تنقل من الولايات المتحدة إلى إسرائيل التي لا تملك طائرات أف 14":
5- انه "كما قال مسئولون إسرائيليون سابقون إن اتفاقية 1981 مع وزير الخارجية الكساند هيج كانت بالتنسيق مع روبرت ماكفيرلين الذي كان مستشار وزارة الخارجية في حينها "
ولكن الولايات المتحدة استمرت في إرسال الشحنات بعد سنتين أو أربعة من ظهور فضيحة إيران جيت في عام 1986، وكان من المتوقع أن ذيوع الفضيحة واعتذار ريغان والتحقيقات الخ قد يوقف مبيعات الأسلحة، ولكنها استمرت وقد كسبت أمريكا منافع عديدة من تقوية الإسلاميين الإيرانيين، بل يمكن القول بأنها كانت ضربة معلم، لأن السوفيت كانوا يرحبون بالخميني، رغم أنهم لم يكونوا فرحين بتطرفه الإسلامي، ولكنهم فضلوه على وجود الشاه وهو عميل واضح لأمريكا على حدودهم،  إذن قيام الولايات المتحدة باستبدال الشاه بعميل إسلامي يصرخ عاليا بعداوته لأمريكا، يسهل عليها بث عدم الاستقرار والقلاقل في داخل الاتحاد السوفيتي بواسطة التطرف الإسلامي الذي تزعم أنها تحاربه أليست عملية ذكية فعلا.؟!
شاه إيران في اجتماع مع (من اليمين) زبيغنيو برزيزينسكي، والرئيس جيمي كارتر وسايروس فانس ووليم سوليفان وألفريد أثيرتون 1977.

إذن فإن ما حدث مباشرة قبل الحرب العراقية الإيرانية وما حدث خلالها وما حدث بعدها يؤكد فرضية دعم أمريكا للإسلاميين الإيرانيين و بل تسهيل عملية ابتلاعهم العراق؟
لقد بذلت الولايات المتحدة الأمريكية، التي خسرت مصالحها الحيوية في إيران نتيجة لتقويض نظام الشاه آنذاك، بذلت كل ما في وسعها للحيلولة دون وصول اليساريين الإيرانيين الموالين لموسكو إلى السلطة في طهران، لأن ذلك كان سيكون بمثابة انتصار كبير للمعسكر الشيوعي السوفيتي، على حساب المعسكر الرأسمالي الأمريكي والغربي، في ذروة الحرب الباردة بينهما، فكان ذلك سيعتبر تحقيقا لحلم الاتحاد السوفيتي في الوصول إلى المياه الدافئة في الخليج، ومن ثم حرمان واشنطن وحلفائها، من الموارد النفطية الهائلة التي "تشفطها" من بحيرات هذه المنطقة بأرخص الأسعار، والتي تعتبر المحرك الأساسي للآلة الصناعية الرأسمالية في الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف الدول الغربية، والتي يتوقف عليها رخاء المجتمعات الغربية.
من هنا يرى المحللون أن واشنطن قد ساعدت بشكل أو بآخر على تسلم الخميني وأتباعه لمقاليد الأمور في طهران، بعد اندلاع الثورة، لأن الخميني كان معروفا بعداوته الشديدة للشيوعيين مثلما عرف بعداواته للأمريكيين، وقال الباحث الأمريكي روبرت ديفوس، صاحب " لعبة الشيطان " في مقابلة مع مجلة الوطن العربي 10/3/2006.:.. تاريخيا فإن الولايات المتحدة وافقت على قدوم الخميني للسلطة... وقد ذهب البريطانيون أبعد من ذلك ، ونقلوا للخميني أسماء عملاء أل " كي. جي. بي " المخابرات الروسية في طهران، التي حصلوا عليها من منشق روسي أي أنهم حاولوا حماية الخميني..

وهذا ما صرح به تحديدا، أبو الحسن بني صدر، أول رئيس إيراني بعد الثورة والقائد العام للقوات المسلحة، بين 1980 و1981، قبل أن يختلف مع الخميني فيستقيل – أو بالأصح يُقال - من منصبه بعد ذلك. قال أبو الحسن بني صدر في مقابلة مع مجلة المشاهد السياسي العدد 36 ، 17-23نوفمبر1996:
( لقد كان هناك ثورة وافق عليها الخميني، كما وافق على الديمقراطية وعلى أن يكون الشعب هو مصدر السلطات، لكنه بعد ما وصل إلى قيادة الثورة عقد صفقة مع الأمريكيين والإسرائيليين وقام بانقلاب. هذه الحقيقة)
ثم قال: نحن قمنا بالثورة من أجل إقامة الديمقراطية الحقيقية في إيران ليس ديمقراطية على طريقة الغرب، بل ديمقراطية تفتح الباب لمشاركة الجميع في القرار. لكن الخميني كما قلت سابقا، عقد صفقة سرية مع الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين وقام بانقلاب حقيقي)
وفي هذا الاتجاه: يعتبر أبو الحسن بني صدر عملية اقتحام السفارة الأمريكية في طهران تمثيلية دبرها الخميني مع الأمريكيان.وقال بني صدر في مقابلة أجراها مؤخرا مع جريدة الشرق الأوسط 4 فبراير2009: ( أما في ما يخص أزمة الرهائن الأمريكيين بعد احتلال الطلبة الإيرانيين للسفارة الأمريكية، فبالطبع عقدت السلطات في إيران صفقة سرية مع إدارة رونالد ريغان لإطلاق الرهائن الأمريكيين، في إيران ولبنان. (جزء منها كان معروفا تم الاتفاق عليه في الجزائر ويقضي بالإفراج عن نحو 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية التي جمدتها أمريكا بعد الثورة مقابل إطلاق الأمريكيين المحتجزين في السفارة الأمريكية بطهران، وجزء آخر متعلق بشراء أسلحة أمريكية وإسرائيلية لدعم المجهود الحربي الإيراني خلال الحرب مع العراق مقابل إطلاق أمريكيين محتجزين في لبنان، وهى الصفقة التي عرفت بإيران غيت).
وأشار بني صدر إلى أن القيادة الإيرانية تقوم بالعداء في الظاهر، ثم اعتماد سياسة عقد صفقات في السر، وضرب مثلا على ذلك بفضيحة إيران جيت، تلك الفضيحة التي قام بها الرئيس ريغان في عام1985- ،1986 وأعطى إيران مقابل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في بيروت صواريخ هوك  وتاو  لاستخدامها في حربها ضد العراق
 فأمريكا – لدى قادة طهران وفي وسائل الإعلام الإيرانية- هي الشيطان الأكبر، وإسرائيل هي أداة تنفيذ هذه السياسة الشيطانية. وعندما قررت إيران في مرحلة معينة من حربها مع العراق أن تشتري سلاحا أمريكيا فعلت ذلك بوساطة إسرائيلية، وضربت عرض الحائط بكل المبادئ، وذلك على رغم كل ما يذكر عن نفي ذلك. كل هذا من جهة
ريتشارد نيكسون الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية.
.ومن جهة أخرى فإن اليمين المسيحي الجديد في الحزب الجمهوري الأمريكي، قام باستغلال الثورة الإيرانية، وأزمة الرهائن الأمريكيين في طهران، وتوظيفهما أمام الرأي العام الأمريكي للإطاحة بالرئيس الأمريكي الديمقراطي كارتر، ومن ثم عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض من جديد ، بعد أن كانوا قد خرجوا منه في أعقاب فضيحة (ووترجيت) التي كان بطلها الرئيس نيكسون الجمهوري، في منتصف السبعينيات من القرن الماضي. وفعلا حقق الجمهوريون هدفهم فكسبوا الانتخابات،التي جرت في أواخر عام 1981 وعادوا عودة قوية إلى البيت الأبيض من جديد بزعامة رولاند ريجان اليميني المحافظ.، واحترق كارتر والديمقراطيون بتلك الأزمة وذهبوا ضحية لها.
ودخول المحافظين الجدد في صفقات ولقاءات خلف الكواليس، مع قيادة الثورة الشيعية ذات المضمون القومي الفارسي الصاعدة في طهران، غير مستبعد على الإطلاق، إذ أن هؤلاء – ومثلهم كثير من القيادات اليهودية في الكيان الصهيوني والولايات المتحدة – يحثون على التعامل مع الشيعة ويوصون الحكومات الغربية بالتمكين لهم في المنطقة وتلك بالنسبة لهم إستراتجية كفيلة بضمان أمن إسرائيل وبتحقيق أهدافهم الخبيثة في تفتيت منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

ويشير الباحث الأمريكي روبرت ديفوس في مقابلته مع مجلة الوطن العربي المذكورة أعلاه، إلى أن: إسرائيل ترى الأقليات حلفاء لها مثل الموارنة والدروز والعلويين.. وأن الشيعة لم يكونوا يؤمنون بالقضية العربية بل كانوا يهتمون بقضايا أخرى، كما يشير إلى أن هناك دراسات عديدة في مراكز الأبحاث توصي بالتعامل مع الإسلاميين الشيعة لأنه يمكن الوثوق بهم على خلاف الإسلاميين السنة، بل يدعوا  باحثون مثل ريشارد بيرل ودانييل بليتكام لقيام جمهوريا شيعية في المنطقة.

وفي أزمة الخليج الثانية التي دشنها الرئيس العراقي صدام حسين بعملية اجتياح الكويت في 2أغسطس 1990، اتخذت إيران موقفا صارما من العراق، إلا أنه مع وصول الحشود الأجنبية إلى أراضي الحرمين، بدأت تقلل من لهجتها تجاه العراق وتصعدها ضد التواجد الأجنبي في المنطقة، واتخذت قرارا بعدم المشاركة مع التحالف الثلاثيني الدولي والعربي في الحرب ضد العراق.
وكانت تلك خطوة إيجابية قوبلت بالارتياح من قبل الحركات الإسلامية في البلدان العربية والإسلامية، بل أن ذلك قد طمأن القيادة العراقية ودفعها لأن تسرع بإرسال طائراتها لتودعها في إيران خوفا من تعرضها إلى القصف، وقد قوبل ذلك بأحسن العبارات الودية وبمعسول الكلام من المسئولين الإيرانيين، دعاة الوحدة الإسلامية.
وفعلا ظلت القيادة الإيرانية ملتزمة بذلك الحياد طوال فترة الغارات الجوية على العراق، ولكن عند بدء عملية الاجتياح البري فعلت إيران ما لم يكن في الحسبان، وثبت أن ذلك الهدوء لم يكن سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة، فإنه ما أن بدأت الحرب البرية ووصلت طلائع القوات الأمريكية إلى الحدود العراقية الجنوبية حتى زجّ الإيرانيون بعشرات الآلاف من الجماعات العراقية الشيعية التابعة لهم ليطعنوا الجيش العراقي في الظهر طعنة نجلاء قاصمة، عندما كان يخوض مع القوات الغازية أكبر معركة بالدبابات منذ الحرب العالمية الثانية، كما وصفتها وسائل الأعلام في ذلك الوقت.
طريق الموت.
وقامت تلك الجماعات بالتنسيق مع أعوانهم في الداخل بثورة همجية عارمة، ودمروا جميع المؤسسات العراقية في الجنوب وقطعوا على القوات العراقية خط الرجعة، وارتكبوا مذبحة طائفية غادرة ورهيبة ضد فلول الجيش العراقي، التي تقطعت بها السبل بعد الانسحاب من الكويت، وهو الأمر الذي أثبت وجود صفقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين، إلا أن الأنظمة العربية المشاركة في الحرب، وخاصة النظام السعودي اعترضت على ذلك، خوفا من تسلم الشيعة الموالين لإيران لمقاليد الأمور في العراق.
وبعد الحادي عشر من سبتمبر2001 وغزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان بدعوى محاربة الإرهاب، كثرت اللقاءات السرية بين المسئولين الإيرانيين والأمريكيين وراء الكواليس وخلف الأبواب المغلقة، في العواصم الغربية، على الرغم من العداء الظاهر بين إيران "محور الشر"  على حد وصف الأمريكان، والولايات المتحدة " الشيطان الأكبر"  على حد وصف الإيرانيين، وقد عرضت إيران من خلال تلك اللقاءات التعاون بحماس مع الولايات المتحدة لإسقاط نظام طالبان الإسلامي، عدوها اللدود في كابول لا لشيء إلا لأن حركة طالبان حركة سنية تنادي بإقامة خلافة إسلامية، وكانت تناوئ الوجود الإيراني الشيعي في أفغانستان، مثلما كانت تناوئ الوجود الأمريكي أو الروسي أو الهندي.

وأثناء عمليات القصف الجوي على طالبان والمدن الأفغانية، قدمت إيران للأمريكيين معلومات استخباراتية دقيقة مدعمة بالخرائط، التي تحدد بدقة مواقع مقاتلي حركة طالبان لقصفها. وحددوا على تلك الخريطة الأهداف التي نصحوا القوات الأمريكية أن تركز عليها وخاصة في شمال أفغانستان حتى يخلو الشمال لحزب الشمال الشيعي الأفغاني، والذي ساعد الأمريكان كثيراً في الحرب على طالبان.
ولعبت إيران دورا مهما في تشكيل الحكومة الانتقالية في كابول بعد انهيار نظام طالبان، وقامت بتعزيز العلاقات معها وأكدت على دعمها لحكومة حميد كرزاي الذي يعتبر مواليا للأمريكيين، وكان الرئيس الإيراني محمد خاتمي أول رئيس دولة أجنبية يزور كابول في 12/8/2002 برفقة العديد من الوزراء، منذ سقوط نظام طالبان أعداء طهران في تشرين الثاني (نوفمبر) 2001.

وساعدت إيران بملاحقة المجاهدين من أعضاء تنظيم القاعدة. ولعبت دورا هاما في اعتقال الملا كريكار زعيم جماعة أنصار الإسلام، التي تخوض حربا ضد الفصائل الكردية في شمال العراق في أمستردام في هولندا. فضلا عن التعاون الأمني الأمريكي ـ الإيراني، حيث قامت طهران بملاحقة أشخاص اُعتقد أنهم أعضاء في القاعدة بناء علي معلومات أمنية أمريكية، وكل تلك الخدمات وغيرها – بطبيعة الحال - لم تكن خدمات قدمتها طهران لواشنطن مجانا وبدون مقابل
كما كانت إيران لاعب أساسي في عملية احتلال العراق، وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين، في عام 2003، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تبين للقاصي والداني، أن إيران كانت هي المستفيد الأكبر من سقوط هذا النظام في بغداد.
فقبل الاحتلال الأمريكي للعراق كانت التقارير الصادرة عن الدبلوماسيين والمحليين تتحدث عن اتصالات ومحادثات سرية، تجري وراء الكواليس في باريس أو بلد آخر حيادي بين المسئولين الأمريكيين والإيرانيين تمهيدا لضرب العرق وإسقاط نظامه، وأكدت تلك التقارير أنه تم التوصل: إلي أرضية توافق حول احتمال انتهاك الطائرات الأمريكية التي تتعرض لنيران المضادة العراقية للمجال الجوي الإيراني.
وأن إيران قدمت أيضا معلومات جمعتها أجهزتها المتخصصة حول مخزون الأسلحة الكيميائية والبرامج النووية والصواريخ العراقية وكشفت تفاصيل عن أماكن أو أشخاص ( عملاء ) يفيدون المفتشين الدوليين في مهماتهم.
كما سعي الأمريكيون إلي الحصول علي ضمانات تفيد بأن المعارضة الشيعية العراقية في إيران ستلعب الدور المسند إليها في عهد ما بعد صدام، وذكر برنامج وثائقي لـ'بي بي سي' أن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي عرض التعاون مع الولايات المتحدة حيال العراق للإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين، والذي اعتبره عدواً لإيران. وبالمقابل - بعثت الإدارة الأمريكية برسالة لطهران عن طريق بلد ثالث طمأنت الحكومة الإيرانية فيها بان إيران لن تكون الهدف التالي في إطار الحرب الأمريكية علي الإرهاب

وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته – آنذاك لوسائل الأعلام- وإذا كانت الحشود الشعبية الإيرانية تهتف الموت لأمريكا خلال صلاة الجمعة، فإن إيران تنسق معها بشأن القضية العراقية، كما فعلت العام الماضي بشأن المسألة الأفغانية..وذكرت بعض وسائل الإعلام أن شقيق الرئيس الإيراني محمد خاتمي أعلن في تشرين الأول (أكتوبر) 2002، أن الإطاحة صدام حسين... سيكون أسعد يوم بالنسبة لإيران.
وفي ذلك الوقت رأى عدد من المسئولين الإيرانيين أن العراق ونظامه العربي المعادي للفرس، بحسب تسمية بغداد للإيرانيين، شراً اكبر من الولايات المتحدة وقد تجسد ذلك بالصوت والصورة وعلى مرأى ومسمع من العالم، بالطرب الإيراني والشيعي الكبير، لإعدام صدام حسين و«رقصة الموت» حول جسده المشنوق، صبيحة عيد الأضحى المبارك أواخر العام 2006
وفي بداية الحرب قامت المخابرات الإيرانية بإبلاغ القوات البريطانية الحليف الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية في العدوان على العراق، عن زوارق حربية في مياه الخليج كان العراق قد أعدها بشكل محكم، لمهاجمة القوات الغازية حال توغلها في المياه الإقليمية العراقية.
وكانت إيران شريكا رئيسيا في المجازر الرهيبة التي حدثت لأهل السنة في العراق وفي حملات التهجير الواسعة التي مورست ضدهم وخاصة من العاصمة بغداد، خلال السنوات الماضية على أيدي المليشيات الشيعية مثل فيلق بدر وجيش المهدي التابعين للحرس الثوري الإيراني، فقد كشف الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين السُنًة في تصريح له في مؤتمر عقد في أنقره في عام 2006، عن أن العراقيين من أهل السُنًة الذين قتلتهم المليشيات الموالية لإيران يبلغ عددهم زهاء مائتي ألف. وبالجملة فإن ما فعلته إيران في العراق أكثر بكثير مما فعلته في أفغانستان، فكانت المتحمس الأكبر للحكومة العراقية الشيعية التي تشكلت تحت حراب الاحتلال، وكانت إيران أول من أعترف بها، وأول من أقام سفارة له في العراق، وكان الرئيس الإيراني احمدي نجاد أول رئيس دولة أجنبية يزور بغداد تحت الاحتلال.

وهي اليوم – أي إيران - شريكا رئيسيا في احتلال العراق بجانب الولايات المتحدة الأمريكية ( الشيطان الأكبر ) سواء نفت ذلك، أم لم تنف، وهناك محللون أمريكيون وغربيون يصفون ما يجري بين الولايات المتحدة وإيران بأنه "تحالف بمنطق الأمر الواقع" إذ يقول هؤلاء: إن إيران والولايات المتحدة حليفتان بمنطق الأمر الواقع في الحرب ضد صدام حسين، وهذا ما كتبه الصحافي اليهودي توماس فريدمان... في أكتوبر1996 في تعليق له في صحيفة " النيوورك تايم".
وأما ما يحدث بين هذين الطرفين من نزاع وخلاف وحروب إعلامية ومواجهات كلامية، فذلك كله صراع على قسمة الغنائم، وحول الماء والكلأ اللذان يدخلان في حمى الطرف الثالث شبه الغائب عن المسرح أو العاجز عن الدفاع عن حماه المستباح. وهو هنا الدول العربية بعامة ودول الخليج بخاصة، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، لكي يقوم كل منهما بتحسين موقعه وظروف تفاوضه مع الطرف الآخر حتى يكون له نصيب أكبر من الغنيمة، أو لكي يشعر حليفه بأنه موجود وعلى إطلاع بما يجري، وقادر على تعكير الصفو وإثارة المشاكل، وخاصة بالنسبة للضبع الإيراني، أمام الثور الأمريكي. فلا تنفرد أمريكا وحدها بالغنيمة بل تترك نصيبا منها لإيران.
وهذا مثل خلاف وصراع أخوة جشعين على قسمة تركة جاءت لهم عفوا ومن غير تعب أو مجهود، أو مثل صراع الوحوش على الفريسة في البرية، ومن هذه الزاوية تأتي مقاومة حزب الله الشيعي التابع لإيران في جنوب لبنان، وتصريحات القادة الإيرانيين النارية وخطبهم الصاخبة، حول الشيطان الأكبر.. أمريكا، وحول نسف إسرائيل من الوجود، بل إنني لا أتردد في القول بأن إيران من هذا المنطلق تدعم حركتي حماس والجهاد.
ومن هذه الزاوية أيضا تأتي الضغوط  الصهيو أمريكية على إيران وتصريحات القادة والمسئولين الأمريكيين والصهاينة حول التهديد بغزو إيران أو بضرب المفاعل النووي الإيراني. وهي تصريحات متبادلة منذ ثلاثة عقود دون أن يكون لها أي صدى على أرض الواقع، والغرض منها ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون ليس إلا، فإيران تتضخم عسكريا وتتقدم تقنيا وتكنولوجيا وتستمر في تطوير مشروعها النووي، وفي التمدد سياسيا وثقافيا – في المنطقة وفي غير المنطقة- والكيان الصهيوني بدوره،يزداد توسعا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويزداد عربدة وغطرسة تجاه الشعب الفلسطيني، وأخرها العدوان الهمجي على غزة في يناير2009،  وفي أثناء ثورات الربيع العربي، والذي لم نسمع خلاله من إيران زعيمة محور الممانعة، سوى الكلام والتصريحات الفارغة، التي لم تسمن ولم تغن من جوع.
وفوق ذلك وقبله وبعده فالتنسيق الإيراني الصهيو أمريكي قائم، على قدم وساق، والصفقات بين الجانبين تتم على أعلى مستوى، سواء في العراق أو أفغانستان أو لبنان وربما في أماكن أخرى – كفلسطين مثلا – والله أعلم!! والضحية والخاسر الأكبر من وراء ذلك هم العرب والمسلمون، واللوم في ذلك لا يقع على إيران أو أمريكا فكل منهما يلهث خلف مصالحه، وإنما يقع اللوم بدرجة أساسية على الأنظمة العربية الرسمية الخانعة والمنبطحة تحت الأقدام، والذين انطلت عليهم هذه الخدعة الرهيبة.

فالأنظمة العربية هي التي باعت العراق وأفغانستان، وهي التي فرطت في فلسطين، وتخلت عن دعم مقاومة شعبها، وتركت الباب مفتوحا على مصراعيه لتلج منه إيران بمبرر دعم حركات المقاومة في فلسطين، رغم أنه يستحيل أن يكون منْ شارك في احتلال أفغانستان المسلمة، وفي احتلال العراق المسلمة وقبل ذلك في ضرب ثورة الشيشان المسلمة، يستحيل أن يكون نصيرا للمجاهدين في فلسطين المسلمة، ولو ملأ الدنيا بالشعارات، وضجها بالهتافات.
وأنا والله لا أخشى على حماس من الكيان الصهيوني بقدر ما أخشى عليها من إيران، فالكيان الصهيوني يريد الأرض والموارد، وأما إيران فتريد غزو القلوب والعقول ومعهما الأرض، وحماس حذرة من الكيان الصهيوني ومحصنة تجاهه، وهي تستمد قوتها وشرعيتها وتعزز وجودها من خلال مقاومته، في الوقت الذي هي فيه مطمئنة لجانب إيران، وهنا مبعث القلق فمن مكمنه يؤتى الحذر، كما قال المثل العربي.
قال السفير محمد حسين عادلي في منتدى نظمته وكالة رويترز إن طهران مستعدة للعمل مرة أخرى مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط حينما تتلاقى مصالحهما، ولا توجد روابط دبلوماسية بين طهران وواشنطن منذ الثورة الإيرانية عام 1979 والعلاقات العلنية بينهما حاليا متوترة .
غير إن عادلي قال إنهما تعاونتا من خلال القنوات الدبلوماسية لدول أخرى بينها بريطانيا لتعزيز مصالحهما المشتركة في إجراء انتخابات ناجحة في العراق، وقال عادلي «من اجل الانتخابات الأخيرة كان هناك تعاون ضمني وصريح مباشر، وغير مباشر بين البلدين إيران والولايات المتحدة من اجل إبقاء الأغلبية هادئة ولمصلحة الانتخابات».
وأضاف «انه من اجل جعل أغلبية السكان في العراق مع التطورات هناك وبخاصة الانتخابات فإننا تشاورنا، وأجرينا اتصالات مع الجماعات الشيعية  التي لنا بها بعض الروابط أو النفوذ». وأضاف قوله «شجعناهم على إن هذه العملية لمصلحة العراق». وتشن واشنطن حملة شعواء على إيران متهمة إياها بمحاولة امتلاك أسلحة نووية ومساندة جماعات إرهابية في المنطقة، وتنفي طهران هذه الاتهامات بشدة، وقال عادلي انه قبل الانتخابات العراقية تبادلت إيران والولايات المتحدة وجهات النظر من خلال أقسام رعاية المصالح في سفارات باكستان وسويسرا في واشنطن وطهران ولكنهما تعاونتا أيضا من خلال لندن اقرب حلفاء واشنطن في حرب العراق، وأشار إلى أن طهران وواشنطن كثيرا ما تتقارب مصالحهما،وكانت أولوياتهما الإستراتيجية المشتركة قد جمعتهما خلال الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 حينما أطيح نظام طالبان.
إن التقارب الأمريكي - الإيراني في العراق لم يعد سراً، و إبان أزمة مقتدى الصدر أعلن وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من طهران مساعدتها في تسوية الأزمة العراقية وقد أرسلت الأخيرة, بالفعل وفدا إلى العراق وبدأ يقوم بجهود تهدف إلى التأثير على الشيعة العراقيين باتجاه التهدئة أي في الحقيقة, حل الأزمة الأمريكية في العراق.

وتشير مصادر صحفية أن هناك مجالاً مفتوحاً للحوارات والجلسات السرية بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص العراق، والتي تُعقد في الغرف الخلفية، والتي يديرها رفسنجاني من إيران، والدكتور ولاياتي من الإمارات العربية المتحدة والسفارة الإيرانية في الكويت.وهنا وجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال

حرب العراق الأولى أكانت لتحرير للكويت ؟! أم حماية لإيران؟!
الرأس المدبر: زلماي خليل زاد اذا أردت أن ترى كيف تعمل السياسة الأمريكية، اتبع مسيرة زلماي خليل زاد لأنه احد معماريها الرئيسيين. إليكم تسلسل الأحداث:
 1988: إيران تخرج من الحرب العراقية الإيرانية مهيضة الجناحين وأسوأ من حال العراق حتى أنها توافق على وقف إطلاق النار وكان زلماي خليل زاد في حينها "مسئول مكتب تخطيط السياسة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية" حينها كتب ورقة للرئيس القادم بوش الأب يدعو فيها إلى (تقوية إيران واحتواء العراق).
1989: ينشر زلماي مقالة في لوس انجيلس تايمز بعنوان "مستقبل إيران كقطعة شطرنج أو قوة في الخليج" يقول فيها مايلي: " لقد دمر العراق الإيرانيين في نهاية الحرب وقد أسروا حوالي نصف الدبابات الإيرانية والأسلحة والمدفعية وقد اجبر النصر العراقي إيران على تقبل وقف إطلاق النار الذي قارنه خميني بتجرع السم.
العراق الآن قوة مهيمنة ولديه 45 فرقة عركتها الحرب مقابل 12 فرقة إيرانية كما أن لديها نسبة اكبر من الدبابات والطائرات. طهران تبحث عن طرق للتغلب على نقصها الاستراتيجي والحصول على درجة من الحماية ضد العراق، إن المزيد من الضعف الإيراني لن يكون عامل استقرار، ولكنه سيزيد من هيمنة العراق على الخليج مما يجعل إيران أكثر عرضة للتأثير السوفيتي.
 ومن الواضح أن خليل زاد يفضل أن تكون إيران هي القوة الكبرى في الخليج، وليس مجرد قطعة شطرنج ومن الواضح انه لم يكن يحب أن يكون العراق قويا بإزاء إيران.
1990: يصبح خليل زاد مساعدا لوزير الدفاع لشؤون التخطيط السياسي، وهو منصب سوف يشغله إلى 1992، وهذا يعني انه كان في عام 1991 في ذات المنصب وهي السنة التي شنت فيها أمريكا الحرب على العراق.
1991- حرب الخليج أمريكا تدمر البنية التحتية:  العسكرية والمدنية العراقية ثم تفرض حصارا شاملا على العراق مات فيه نصف مليون طفل (أكثر ممن مات في هيروشيما) وكان هذا اكبر من جرم العراق (غزو دويلة الكويت) وحتى لو قبلنا بالقصة الرسمية حول ما حدث وهي تحرير الكويت، ولكن ماذا كانت النتيجة التي ترتبت على ذلك كانت أمريكا (تقوي إيران وتحتوي العراق) بالضبط كما نصح خليل زاد. 
1992: في مقالة افتتاحية في الواشنطن بوست بعنوان (سلحوا أهل البوسنة) كتب خليل زاد يقول بأنه ينبغي تسليح مسلمي البوسنة وان الإستراتيجية الأفغانية – الاعتماد على الدول الإسلامية لتسليح وتدريب المجاهدين ينبغي أن تُتبع هنا - وقد فعلت الولايات المتحدة بالضبط هذا الذي اقترحه.
وكما بين تحقيقا أجرته حكومة هولندة فإن المخابرات العسكرية الأمريكية نسقت مع إيران لاستيراد ألاف من المجاهدين الأجانب إلى البوسنة وقد حارب هؤلاء دفاعا عن مسلمي البوسنة.
2003: تعاونت إيران بشدة مع الغزو الأمريكي للعراق (في نفس الوقت الذي كانت تكيل فيه الاتهامات للأمريكان لصرف الانتباه ) وقد اتخذت أمريكا الإجراء العسكري في غزو العراق لتقوية النظام الإيراني، وكان الشخص المسئول عن العمليات الأمريكية في العراق وأفغانستان هو خليل زاد.
2005: زلماي خليل زاد وهو الآن السفير الأمريكي في العراق يدعو إلى انسحاب القوات الأمريكية في السنة التالية حتى وهو يلاحظ النفوذ الإيراني كما وصفه "يعمل على تحقيق هدفه طويل الأمد لتأسيس هيمنة إقليمية"
كان زبجنيو برجنسكي مستشار الأمن القومي في إدارة كارتر كان مرشد خليل زاد حين كان كلاهما في هيئة تدريس جامعة كولومبيا، وكما رأينا فيما سلف أن برجنسكي هو الذي ابتكر سياسة دعم الإرهاب الإسلامي في أفغانستان 1979 وكذلك سياسة تسليح السعودية.
وهكذا فإن التحجج بأن الولايات المتحدة ليس لديها سياسة عامة لرعاية الإرهاب الإسلامي في أسيا يصبح أمراً سخيفا، ولا مسوغ له، إضافة إلى انه من الجدير الإشارة إلى انه إذا كان رعاية الإرهاب الإسلامي في آسيا هو سياسة أمريكية، فإن العراق كان إذن عائقا لتحقيقه لأنه كان دولة علمانية،  وكان قوة إقليمية مؤثرة، وهكذا يمكن تفسير حرب الخليج في 1991، والأخيرة في 2003 ضد العراق على أنها عملية إزالة شوكة في خاصرة إستراتيجية تشجيع الإرهاب الإسلامي.
كان العراق عائقا أمام سياسة أمريكا في تشجيع الإرهاب، ولهذا شنت حرب الخليج، ذكرنا أنفا أنه في 1988 بعد حرب طويلة امتدت لثمانية أعوام خرجت إيران محطمة اقتصاديا وقد قبلت وقف إطلاق النار على مضض, في تلك السنة: عين الجنرال نورمان شوارتسكوف الذي سيدير الحرب بعد ثلاث سنوات في 1991، ليرأس القيادة المركزية الأمريكية أو ما تسمى السينتكوم. ماهي السينتكوم ؟
الجنرال نورمان شوارزكوف والرئيس جورج بوش الأب يتفقدان الجنود الأمريكيين في السعودية يوم عيد الفصح من سنة 1991.
إن قائد السينتكوم يشرف على كل الأنشطة العسكرية الأمريكية في 19 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا والخليج العربي: يقول ميلتون فيورست في كتابه (قصور من رمال): أن "شوارتسكوف حول القيادة المركزية التي أقيمت عام 1983 لمكافحة الخطر السوفيتي، من اجل مجابهة العراقيين الآن، وقد كان مؤمنا بأن العراق هو العدو الحقيقي في المنطقة " هل يبدو غريبا أن تحول أمريكا القيادة المركزية في 1988 لاستهداف العراق؟! حيث أن السينتكوم مركز قيادة هائل جدا والاتحاد السوفيتي كان ما يزال موجودا.؟!
وأكثر من هذا أن السينتكوم كانت قد تأسست "لمكافحة الخطر السوفيتي" نعم ولكن الخطر السوفيتي لمنْ؟ الإجابة على هذا السؤال تزيل أي غموض في سبب كون العراق الهدف الجديد.وكما أوضحت نيويورك تايمز في 1988:
"اصل السينتكوم يعود إلى 1979 حين أطيح بشاه إيران واضطربت بلاده بسبب الثورة الإسلامية، من اجل توفير قدرة عسكرية لدعم سياسة الرئيس كارتر في الخليج (عام 1980) تأسست قوة النشر السريع المشتركة، وكانت مقدمة للسينتكوم.كان بول كيلي هو قائدها الأول وطلب منه رسم خطط للدفاع عن إيران ضد غزو سوفيتي"- نيويورك تايمز 22 تموز 1988
من الواضح مما تقدم أن الولايات المتحدة أقامت السينتكوم بشكل واضح للدفاع عن إيران الخميني فور وصوله إلى الحكم في 1979، أليس هذا يتفق مع فكرة أن الخميني كان عميلا أمريكيا؟! وماذا أيضا يتفق مع هذه النظرية ؟ أن يصبح العراق الهدف الجديد للسنتكوم في 1988 فور انتصاره على إيران.؟!
أذكركم الآن ما الذي كان على المحك في المنطقة "هل يسود النظام البعثي العراقي العلماني ؟! أم شيعية الخميني المتطرفة ؟!" إذا كان هذا هو الهدف الموجود على المحك يكون إذن دعم إيران منذ 1979 دعما لصعود الإسلاميين الشيعة، كقوة رئيسية سوف تهيمن على الشرق الأوسط،. وهكذا حين أعادت أمريكا توجيه القيادة المركزية لتحمي إيران من العراق، كانت تحمي صعود الإسلاميين الشيعة، وحين دمرت أمريكا العراق في 1991 كانت تحقق ذلك أيضا.
هربرت نورمان شوارزكوف
 زعم البعض أن نورمان شوارتسكوف هو الذي أتى بفكرة إعادة توجيه القيادة المركزية (سينتكوم) ضد العراق، ولكنه كان يتبع الأوامر، لقد كان مسئولا عن تطبيق هذه السياسة، وأيضا في إدارة حرب الخليج ضد العراق،ومن الواضح انه كان للجنرال عدة استخدامات فقد كان هو الذي يحضر دبلوماسيا لهذه الحرب أيضا.
الولايات المتحدة الأمريكية أمرت الكويت أن يستفز العراق طبقا لصحيفة التايمز الصادرة في لندن: "حين انتقل شوارتسكوف إلى القيادة المركزية في 1988 انغمس بسرعة في الثقافة والعادات العربية، وقد ارتدى الملابس العربية في دعوة غداء مع ضباط كويتيين، لقد شرع في جولة دبلوماسية في العواصم العربية "
دبلوماسية لأي هدف؟
كما تبين، كان الهدف إقناع دول الخليج بأن عليهم الآن أن ينظروا إلى العراق باعتباره عدوا، وقد استغرق منه هذا جهدا كبيرا لأن دول الخليج هذه كانت لتوها قد مولت العراق في جهوده الحربية ضد إيران، وبالضبط لأن الأصوليين في إيران الشيعية كانت هم الذين يشكلون خطرا عليهم وليس العراقيين.
والكويت خصوصا كانت قلقة من الإيرانيين لأن لديها أقلية شيعية كبيرة، فالهجمات الإيرانية على الكويت خلال الحرب مع العراق، لم تقتصر على مهاجمة السفن الكويتية في البحر، وإنما في 1983 قام عملاء إيران بتفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية مما أسفر عن مقتل 6 وإصابة 80.
و في 1985 جرت محاولة للاعتداء على حياة أمير الكويت. وجرت عمليات تخريب لمرافق حقول النفط الكويتية، لم تكن الكويت تود الاعتراف بأن الكثير من مرتكبي تلك الحوادث كانوا كويتيين شيعة من المتعاطفين مع رسالة خميني، وكانت الكويت متأكدة أن وراءهم إيران.)- المصدر فيورست في كتابه قصور من رمال.
أوضحت صحيفة هوستون كرونيكل 11 تشرين أول 1992: أن شوارتسكوف كان يؤمن بأن نصر العراق على إيران غير ميزان القوى في الخليج العربي.. ولكن ملك الأردن حسين نصح شوارتسكوف قائلا " لا تقلق حول العراقيين أنهم متعبون من الحرب، وليس لديهم نوايا عدوانية تجاه إخوانهم العرب " حتى الملك فهد في السعودية والسلطان قابوس بن سعيد في عمان، واللذين لم يكونا يحبان صدام، لم يكونا يشعران بالخطر منه"-
ولكن طبقا للكاتب مليتون فيورست كان إلحاح شوارتسكوف مستمرا فقد قال:
أخبرني دبلوماسي أمريكي في الكويت بعد تحريرها "كان شوارتسكوف يقوم بزيارات هنا قبل الحرب، ربما مرتين في السنة.كان جنرالا سياسيا وهذا في حد ذاته شيء غير عادي، وكانت له علاقات حميمة مع الوزراء المهمين، وكان لديه غرائز سياسية جيدة، ورغم انه لم يكن هناك اتفاقات أو التزامات ولكن حين حدث غزو العراق للكويت كان لديه علاقات مهمة يحتاجها.
وكان الكويتيون يخشون أنهم حين يستدعون الأمريكان لا يأتون، ولكن شوارتسكوف كان يؤكد لهم بإصرار بان الأمريكان سيلبون النداء.." ويقر شوارتسكوف انه تجول في الخليج محذرا من العراق.. لم يكن يشكك في شرعية مخاوف صدام بشأن الأموال والجزر، ولكنه يحدد مهمته بأنها تنحصر في إقناع عرب الخليج أن العراق أصبح اشد خطرا من إيران عليهم.
شيء مثير للاهتمام أن نعلم أن شوارتسكوف نفسه يقر بأن للعراق مخاوف (شرعية) بشأن المال والجزر. ولكن لاحظ أن الجنرال (يحدد مهمته بأنها تنحصر في إقناع عرب الخليج أن العراق اشد خطرا من إيران عليهم) إذن مهمته لم تكن تحذير عرب الخليج من – خطر حقيقي – وإنما -إقناعهم – بخطر مفترض معين. لو كان الخطر حقيقيا لما احتاج شوارتسكوف أن يقوم بهذه الجولات لإقناع دول الخليج به.لأنهم في تلك الحالة كانوا سيشعرون بالخطر قبل شوارتسكوف. ما فعله شوارتسكوف من تكرار التحفيز وليّ الأذرع في الخليج يعني انه كان يوضح بجلاء للدول العميلة للولايات المتحدة بأن الولايات المتحدة جادة في رغبتها أن تراهم يتبنون هذا الموقف " أن العراق الآن هو العدو".
ما تبع ذلك يتماشى مع هذا التحليل. بعد أن قام نورمان شوارتسكوف بجولاته في الخليج وهو يهمس في آذان الملوك والأمراء أن العراق أصبح خطرا كبيرا، كانت الكويت هي أكثر الدول التي تم تحذيرها بخطر العراق، هي أكثر الدول خروجا على المألوف، للمبادرة بالصراع مع العراق، ولكن الكويت كانت صغيرة وعاجزة عن الدفاع عن نفسها نسبة للعراق، كما اثبت ذلك غزو العراق لها فيما بعد، كما أن شوارتسكوف حذرها مرارا من خطر العراق عليها.
مع عقارب الساعة من الأعلى يسارا ما بعد هجمات 11 سبتمبر؛ المشاة الأمريكية في أفغانستان؛ جندي أمريكي ومترجم أفغاني في ولاية زابل، أفغانستان؛ إنفجار سيارة عراقية مفخخة في بغداد
سوف أعطيك الآن فكرة عن همسات شوارتسكوف للكويتيين وعن الحيرة التي تسببوا فيها في المنطقة ثم سوف أبين لك أن الكويتيين بذلوا جهدا كبيرا لمسح الابتسامة الخبيثة من وجوههم.
 مقاطع من كتاب ميلتون فيورست :
( ولي عهد الأردن الأمير حسن كان أول من جلب انتباهي إلى دليل، يوحي بأن هناك تفاهما بين الولايات المتحدة والكويت خلال الربيع والصيف اللذين سبقا الحرب،  قال الأمير إن العالم العربي كله يشعر بالدهشة من تصرفات الكويت المتحدية للعراق حول المسائل الخلافية في بداية 1990.
وكانت الخلافات بدأت حين ضاعفت الكويت إنتاجها من النفط ، وقد صادف ذلك انهيار أسعار النفط العالمية إلى ما دون مستوى السعر الذي حددته اوبيك،. وقد أشار خبراء اقتصاد النفط أن الكويت بصفتها دولة صغيرة عدد سكانها لا يتجاوز نصف مليون ولديها استثمارات أجنبية تنتج دخلا هائلا، فهي إذن كانت تستطيع تحمل انهيار الأسعار.
في حين أن العراق وهو دولة ذات 17 مليون نسمة في حينها، وكانت خارجة من الحرب وغارقة بالديون، وتحتاج بشدة إلى المال لإعادة الاعمار، وقال الأمير مع أن من حق الكويت أن تعمل ما تريد، ولكن الحكومات عادة لا تتخذ قرارات بدون حسبان النتائج السياسية، وبالتأكيد ليس هناك نظام مسئول يفشل في اعتبار التباين الكبير في القوة العسكرية بين العراق والكويت.
ماذا كان التفسير؟! كانت سياسة الكويت النفطية تضعف العراق بشدة، كان العراقيون يحولون أم قصر وهي قرية لصيادي السمك تقع على ساحل العراق الضيق المطل على الخليج إلى مرفق بحري مهم.. وكانت أم قصر تحتاج فقط من أجل سلامة ثغر العراق، إلى جزيرتي وربة وبوبيان، وهما جزيرتان غير مسكونتين من قبل الكويتيين، وتقعان على فم الميناء، وقد طلب العراقيون من الكويت إما منحهما مجانا أو بالتأجير، ولكن الكويتيين رفضوا أي اتفاق بهذا الشأن.
في هذه الأثناء ومع انهيار القوة السوفيتية بسرعة، كانت واشنطن تفكر بإمكانية الحفاظ على أسطول دائم في الخليج، وهذا يحدث لأول مرة منذ مغادرة البريطانيين. وقد تصور الكثير من العرب أن تشدد الكويت بشأن الجزيرتين مقصود به ضمان تفوق الأمريكان البحري في الخليج.
خلال المفاوضات بين العراق والكويت في بداية عام 1990 ، لم تتنازل الكويت عن أي شيء فيما يخص تقسيم حقول الرميلة على الحدود مع العراق، وهو خلاف يعود إلى زمن الاستعمار البريطاني، بل أكثر من هذا زادت الكويت الطين بلة بمطالبتها إعادة قروضها إلى العراق مع الفوائد، وهي القروض التي منحتها للعراق أثناء الحرب مع إيران,
وكان العراق يأمل أن تتنازل الكويت عن الديون، لأن العراق كان يخوض حربا مع إيران، والكويت هي من أهم المستفيدين من هزيمة إيران حيث كان الكويتيون يشعرون بالقلق من إيران بسبب أقليتها الشيعية الكبيرة.
 وكان رد العراق المطالبة بتعويضات تقارب بليونين ونصف دولار من النفط ، الذي اتهمت الكويت بأنها سرقته بطريقة الحفر المائل من آبار الرميلة، ومما زاد من سوء الأوضاع أن الكويت أرجعت موفدين كانوا قد جاءوا لمقابلة الأمير حسب مواعيد متفق عليها سلفا،  وقد اعتبر معظم العرب أن الكويت كانت تتصرف بشكل أهوج.

 وقد قال احد مستشاري الأمير حسن " لم نكن نستطيع تجميع قطع الموزاييك.، ولكن كانت لدينا شكوكنا، فقد كان الكويتيون يتصرفون بعنجهية، واخبرونا رسميا بأن الولايات المتحدة ستتدخل، لا نعلم من أين جاءوا بذلك الانطباع، من الولايات المتحدة ذاتها أم من طرف آخر، مثل البريطانيين أو السعوديين، ولكنهم قالوا أنهم يعرفون ما يفعلون، وكان يبدو عليهم الشعور بالأمان."- انتهى الاقتباس من فيورست.
ويمكن التكهن بأنهم علموا ذلك من شوارتسكوف، الذي كان يزورهم عدة مرات في السنة. وبطبيعة الحال، لم يكن المسئولون الكويتيون يستطيعون التصريح علنا "نعم نحن عملاء الأمريكان وقد طلبوا منا استفزاز العراق مع وعد بدعم عسكري أمريكي ولهذا فعلنا ما أمرنا به" ولكن من الطريف أن نرى أنهم قالوا علنا شيئا قريبا جدا من هذا المعنى.
 الشيخ علي الخليفة وزير النفط الكويتي السابق أنكر أولا "بأن الكويت في مفاوضات مع العراق كانت تحت تأثير احتمال الدعم العسكري الأمريكي.." فقد كرر على أسماع ميلتون فيورست الخطاب الكويتي في هذه المسرحية، وهو اتهام صدام حسين بكل جريمة على وجه الأرض. ثم ختم باعتراف مذهل :
 "ولكن السياسة الأمريكية كانت واضحة. لقد فهمناها، ولكن صدام لم يفهمها،كنا نعرف أن الولايات المتحدة لن تسمح لهم باجتياحنا"
وقد أوضح الشيخ سالم للكاتب فيورست بأنه رغم أن الولايات المتحدة لم تكتب ذلك التعهد على ورق، ولكن التفاهم بين الولايات المتحدة والكويت كان واضحا جدا وبكلماته:
 "في الوقت الذي بدأت فيه الأزمة في بداية 1990 كنا نعلم إننا نستطيع أن نعتمد على الأمريكان،  كان هناك حديث متبادل على مستوى السفراء قبل الغزو لم يكن هناك التزام مكتوب، ولكنه كان مثل الزواج،أحيانا لا تقول لزوجتك "احبك" ولكنك تعلم أن العلاقة ستؤدي إلى أشياء معينة تؤدي نفس المعنى "
لم تكن الولايات المتحدة تستطيع كتابة ذلك على الورق لأنها لو فعلت لامتنع العراقيون عن الغزو، وهكذا بعثوا شوارتسكوف من أجل تليين الكويتيين لمدة سنتين لإقناعهم بتأكيدات أمريكا.
 الآن السؤال هو: تحت أية فرضية كان من الضروري على حكام الولايات المتحدة دفع الكويت للتحريض على حرب مع العراق؟!
 لم يكن هناك إلا فرضية واحدة وهي:أن الولايات المتحدة تريد الدفاع عن إسلامية إيران الشيعية، ولكن ينبغي في الظاهر أن يكون السبب شيئا آخر، وبقيام الكويت باستفزاز العراق، يمكن لأمريكا الزعم أمام الرأي العام ،أنها تدافع عن دولة بريئة تم غزوها، في حين أن نقاد السياسة الخارجية الأمريكية كانوا يشتكون بمرارة من أن أمريكا كانت تدافع عن نفطها في الكويت، ولكن كل هذا الجدل كان للتلهي وصرف النظر عن الحقيقة، لأن القول بان حماية إيران جزء من سياسة أمريكا في دعم التطرف الإسلامي، لم يكن من الفرضيات التي قال بها أي شخص في الإعلام تفسيرا للحرب في الخليج، ولو كانت أمريكا تسعى لحماية الوصول إلى نفط الخليج، لما دفعت الكويت لاستفزاز العراق. بل على العكس إن هذا يخالف منطق هذه الفرضية.
وحتى يثبُتْ   سخافة فرضية أن أمريكا هاجمت العراق من اجل النفط، تعالوا بنا نناقش ذلك الأمر،  اعرف أن الكثير من الناس يعتقدون أن أمريكا تفعل كل شيء من اجل النفط، ولكن إذا كان المرء يفكر بطريقة علمية، فينبغي أن يهتم فقط بالبحث عن دليل يدعم هذا الزعم، وعما إذا كان ذلك الدليل منطقيا؟! أم لا؟!

. وطبقا لنيويورك تايمز "حين أسس جيمي كارتر السينتكوم في 1979 فقد فعل ذلك لأنه كان خائفا من أن يستغل السوفيت عدم استقرار إيران، ويحاولوا الهيمنة على حقول النفط في الخليج" والآن ربما تكون القدرة على حماية النفط هي منفعة جانبية للسينتكوم، ولكن من الصعب القول أن هذا هو هدفها الرئيسي.
 لقد رأينا سابقا من هذا البحث أن السياسة الأمريكية قد رعت حركات إسلامية حتى حين لم يكن هناك نفط، وبرجنسكي نفسه أوضح بأن تشجيع التطرف الإسلامي السُني في أفغانستان كان المقصود به تركيع الاتحاد السوفيتي. وفي نفس الوقت الذي بادر فيه برجنسكي بالسياسة المؤيدة للإسلاميين، تأسست السينتكوم بوضوح لحماية جمهورية إيران الإسلامية الشيعية أيضا على الحدود السوفيتية، وحتى لو افترضنا أن الهدف الأصيل للسينتكوم كان حماية مصالح النفط الأمريكية في الخليج من السوفيت فلاشيء أبدا يفسر بان يحل العراق محل الاتحاد السوفيتي كخطر على تلك المصالح حين وجهت السينتكوم عام 1988 لمواجهة العراق. تأمل:
·  العراق في 1988 لم يكن يشكل خطرا بحجم الاتحاد السوفيتي.
·  كان في ذلك العام قد ضعف وتعب من حرب 8 سنوات مع إيران حتى لو خرج منها أفضل قليلا من إيران.
·  لديه وفرة من نفطه الخاص لهذا كان الدافع لغزو البلاد المجاورة لسبب اقتصادي غير وارد. 
·  كان أيضا الدافع الاستراتيجي اقل احتمالا لان صدام حسين كان يعرف تماما أن أي هجوم على عملاء أمريكا في الخليج سوف يستدعي غضب أمريكا وكانت هذه قد النقطة قد وضحت بجلاء أثناء الحرب الإيرانية العراقية بموقفها حين رفعت أمريكا علمها على ناقلات النفط الكويتية في الخليج
·  كما رأينا اخذ استفزاز العراق لمهاجمة الكويت الكثير من الجهد من الولايات المتحدة وهذا يبين أن العراق لم يكن خطرا على المصالح النفطية الأمريكية في الخليج، لو كانت أمريكا تريد فعلا حماية نفط الخليج، فكل ما كان عليها أن تفعله هو تحذير العراقيين من أن أي مساس بالدول العميلة لها في الخليج سوف يعرض العراق للعقاب، ثم إذا فعل العراق أي شيء يمكن للولايات المتحدة معاقبة العراق ولكن ما فعلته أمريكا هو التحريض على حرب مع العراق الذي لم يكن يشكل أي تهديد.
هذا بالضبط هو ما حدث أيضا في حرب بوش الابن في حربه على العراق. 
اقرب الاستنتاجات إلى المنطق هي انه في حرب 1991 هاجمت أمريكا العراق من اجل حماية إيران كانت العملية من اجل "تقوية إيران واحتواء العراق" بالضبط كما نصح زلماي خليل زاد.
وكما كانت حرب الخليج الأولى دعماً لإيران، كانت حرب الخليج الثانية للخلاص من صدام حسين لأجل عيون إيران وإسرائيل فقد صرح الصهيوني الجمهوري الأمريكي " توم لا نتوس D- Calif " صرح مهدئاً أعضاء الكنيست الإسرائيليين القلقين بقوله :" لن تكون لديكم أية مشكلة مع صدام فسنتخلص من هذا الوغد قريباً،  وسنضع في مكانه ديكتاتوراً مؤيداً للغرب والذي سيكون جيداً لنا ولكم"

مما تقدم أيها السادة نخلص إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد ساهمت في إنشاء وتكوين الإرهاب الإسلامي من خلال تشجيع الجماعات المتطرفة سواء كانت جماعات سنية تنتهج الفكر الوهابي المتشدد، أو كانت جماعات شيعية تنتهج الفكر الفارسي الصفوي المتشدد، وأنها أحسنت استخدام الفرقين في تركيع الاتحاد السوفيتي، والعمل على انهياره.
وإذا كانت المملكة العربية السعودية تُمثل الجماعات السنية المتشددة ذات المذهب الوهابي، فإن إيران تُمثل الجماعات الشيعية المتشددة ذات المذهب الفارسي الصفوي، وإذا كانت الولايات المتحدة قد عملت على تسليح السعودية منذ 1980 لضمان تمويلها للجهاد الأفغاني ضد الاحتلال السوفيتي، والذي تجاوز 22 مليار دولار، فإنها في ذات الوقت حرصت على حماية إيران الشيعية منذ اعتلاء الخميني العرش الإيراني، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد ربت كلا الخصمين بين أحضانها حتى تأتي اللحظة التي ترى أن كلا الخصمين قد أدى الدور الذي عليه، فلن تتورع عن ضربهما في بعضهما البعض حتى تتخلص منهما.
ومن الواضح أن الولايات المتحدة تميل إلى إيران الشيعية الفارسية الصفوية أكثر من ميلها للمملكة العربية السعودية السنية ذات المذهب الوهابي المتشدد، وذلك لأمور عدة منها:
·  أن فريضة الجهاد عند الشيعة معطلة لحين ظهور المهدي المنتظر، فلا جهاد إلا بقدومه، وليس الأمر كذلك فيما يخص السعودية السُنًية.
·  أن الحرب الأمريكية مع حركة طالبان الأفغانية لم تضع أوزارها بعد، فالأفق السياسي المسدود أمام الأمريكيين في أفغانستان، جعلهم يراهنون على إستخدام مزيد من القوة، لإرغام طالبان على القبول بالتفاوض وفقا للشروط الأمريكية. أي الوصول إلى الحالة العراقية في أفغانستان بترسيخ حكومة عميلة وضعيفة تضع قوة الدولة وأجهزتها من أجل حماية التواجد الأمريكي العسكري الرابض في الظل بعيدا عن الأعين داخل قواعد عسكرية كبيرة ومحصنة جيدا.
  وبالفعل تستنفر أمريكا وحلفاؤها الأوربيون طاقتهم لتدريب أجهزة القمع الأفغانية من جيش وشرطة ليكونوا مؤهلين لأداء المهمة نيابة عن قوات الاحتلال التي سيلوذ أكثرها ـ من الحلفاء الصغارـ بالفرار من أفغانستان. ويبقى كبار قادة الغزو "أمريكا وبريطانيا" في قواعدهم الحصينة للتدخل عند الضرورة القصوى، ومن ثمة فما زالت أمريكا بحاجة إلى إيران سواء في العراق أو أفغانستان.
·  لا تشكل إيران أي تهديد للأمريكان فقد اكتملت حلقة التطويق حول إيران من قبل القوات الأمريكية وتسهيلات القواعد موجودة (في العراق، أفغانستان، أوزبكستان، قرغستان، باكستان، تركيا، الخليج، مضيق هرمز)، أما بقية الدول (أرمينيا وتركمستان وأذربيجان) فهي حليفة لأمريكا وتقدم تسهيلات المطارات وغيرها، ومن ثمة فمن السهل على الولايات محاصرتها والقضاء عليها في أي وقت تشاء

من ذلك نُدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية قد اتخذت قراراً بالوقوف إلى جوار إيران الشيعية الفارسية الصفوية ضد المملكة العربية السعودية السُنًية صاحبة المذهب الوهابي المتشدد في الحرب التي ستجري بين الطرفين بتحريض أمريكي، فعمدت أمريكا إلى إضعاف حلفاء السعودية مثل: تونس ومصر وليبيا واليمن من خلال ثورات الربيع العربي بتلك الدول، التي تمثل عمق استراتيجي للمملكة العربية السعودية، فلا تجد منْ ينصرها غير أمريكا، التي ستأتي لا لحماية السعودية، وإنما للحصول على النفط لتخرج من كبوتها الاقتصادية في سيناريو مكرر لحرب الكويت والعراق من خلال استفزاز الكويت للعراق، ومما يؤكد ذلك ما يلي:
   - تقرير سري أعده أليكسي ماسلوف:
في تقرير مثير للقلق أعده أليكسي ماسلوف الممثل العسكري الأقدم من البعثة الدائمة لروسيا إلى حلف الناتو، ذكر بأن القيادة في أمريكا أخطرت نظيرتها في روسيا – بناء على اتفاقية ضبط التسلح النووي الموقعة بين البلدين والتي تلزم كل منهما القيام بإخطار الدولة الأخرى في حال القيام بتدريبات مماثلة دون إلزام للدولة بالإفصاح عن الأسباب الداعية لذلك  – قيامهم بتدريبات عسكرية طارئة  من الدرجة الثانية القصوى DEFCON  حيث لها خمس درجات  الدرجة الخامسة، وتعني حالة سلم والدرجة ! وتعني حالة حرب وحاليا هم في الدرجة الثانية حسب الموقع التالي،  والتي تعني زيادة استعداد القوات لحالة حرب، وأن كل الأجهزة المعنية والأفراد المعنيين بهذه الحرب قد تلقو الإخطار بالاستعداد لاحتمال حرب، وأن وقت وتفاصيل الحرب قد تم إصدارها   – والذي ستتم بحضور الرئيس أوباما في 27 سبتمبر  بدنفر
والذي جاء فيه إن وحدات أسطول حلف الشمال قد اتخذت مواقعها قبالة الساحل الشرقي الأمريكي مع نظيراتها البريطانية والفرنسية والأمريكية للقيام بمناورات أطلق عليها FRUKUS 2011 والتي تضم عشرات آلاف من مشاة البحرية الأمريكية للتصدي لهجوم نووي وشيك على واحد أو أكثر من المدن الأمريكية. ووفقا للتقرير فإن كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة تلقى معلومات متينة تفيد بأن هناك تخطيط لتفجير جهاز نووي منخفض المستوى خلال الأسبوع القادم بواسطة كل من الاستخبارات الباكستانية والسعودية، كما يشير التقرير إلى أن الرئيس اوباما في طريقة إلى قاعدة فورت دروم العسكرية في نيويورك اليوم للإطلاع والإشراف على هذا العمليات الجارية.
وهنا سؤال لماذا هذه المناورة؟! ولماذا تحديد العدو في المملكة العربية السعودية وباكستان؟! وما ذلك سوى للربط الذي تربط فيه أمريكا بين المخابرات السعودية وتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر وأن المتفجرات التي اُستخدمت في ذلك قدمت من باكستان؟!

·      تحذير روسي سابق:
     وقد سبق أن أصدر الروس تحذير سابق بشأن الحرب ضد السعودية من قبل الأمريكان, لختم الحرب المفتوحة على الإرهاب، والتي تحالفت فيها أمريكا علنا مع الممالك العربية بينما تحالفت سرا مع إيران العدو التقليدي للمسلمين السُنًة، والتي تكللت بإسقاط حكومتين إسلاميتين كانتا تشكلان تهديدا قويا على إيران وهما: حكومة صدام حسين وحكومة طالبان، وبينما التحالف العلني لم يجني سوى الخسارة  بينما التحالف السري يحصد الانتصارات.
إإعلان أوباما عن خططه لبدء سحب “القوات العسكرية الأمريكية” من أفغانستان:
فقد تزايدت مخاوف المملكة العربية السعودية نحو إعلان أوباما عن خططه لبدء سحب “القوات العسكرية الأمريكية” من أفغانستان، والتي يعتقد كل من السعوديين والباكستانيين بأنها سوف تستخدم بدلاً من ذلك لاستهداف كل منهم, بموجب خطة أعدها اثنين من الأصدقاء الأكثر ثقة لدى أوباما وهما المواطنان الباكستانيان، وحيد حامد و حسن شاندو.  تهدف إلى: 
1_ تدمير بلاد العرب والمسلمين السٌنُة، وفي نفس الوقت حماية حلفائها الجدد من الشيعة وذلك بتقليم أظافر أعداء إيران، والقوى التي تشكل خطر عليها من أفغانستان وباكستان مرورا بالعراق وسوريا ولبنان وصولا لليمن والبحرين.
2_ كما تقتضي الخطة تمكين الشيعة في الدول الإسلامية السٌنُية والعربية حتى تلك التي يمثل السٌنُة فيها أغلبية عددية، كما حصل في باكستان وكل ذلك نظير للخدمات التي يقدمها الشيعة لأمريكا في التخلص من المسلمين السنة وتنفيذ مخططاتهم، وهذا أتضح جليا في العراق و أفغانستان  حيث أصبحت تلك الدول السنية تحت حكومات شيعية أو موالية لإيران وهي محمية بالقوة الأمريكية، والتي لولا تلك الحماية لسقطت تلك الحكومات منذ سنوات, 
3_ كما تشمل الخطة محاولة إخراج مصر من التحالف السني العربي لتنحاز لإيران، وتم المساومة على ذلك مقابل التخلص من الرئيس حسني مبارك ،للبدء في تلك العلاقات والتي كان مبارك يعتبر عائق في تنفيذها بالرغم من اعتباره الحليف الأوثق لأمريكا في المنطقة (فمنْ هم الجماعة أو الأشخاص الذين تحالفوا مع إيران لإسقاط مبارك  وخدمة إيران)
      ثورة شعبية سلمية:
ما يجري في سوريا في هذه المرحلة التي تشهد ثورة شعبية سلمية عامة مستمرة ومتصاعدة منذ 5 شهور، والتي قابلها النظام بالبطش والقتل الأعمى للشعب، فلم يفرق بين الرجال والنساء، أو كبير وصغير حتى تجاوز عدد القتلى المعروفين 2500 قتيل فضلاً عن 15 ألف معتقل، ولتبرير هذه الوحشية في الاعتداء على الشعب لجأ النظام لكذبة مفضوحة، وهي وجود جماعات إسلامية تقوم بالاعتداء على الناس وقوى الأمن؛ ولأن هذه كذبة سمجة لم يصدقها أحد لا سيما أن هذه الجماعات الوهمية المعادية للنظام لا تقتل إلا المتظاهرين ضد النظام فقط ،أما المتظاهرين لتأييد النظام فهذه الجماعات الوهمية لا تتعرض لهم !! ولمزيد من فضح هذه الأكذوبة التي لا زال يتشدق بها بشار الأسد في رده على وزير الخارجية التركي مؤخراً ،والتي يرددها الإعلام السوري والإيراني، فلماذا لم تتحرك الولايات المتحدة والغرب الأوربي والسيدة/ الأمم المتحدة والسيد/ مجلس الأمن ضد قتل المدنيين السوريين لماذا؟ أليسوا مثل الليبيين؟! ببساطة لم يتحركوا لأن ما يتم في سورية عبارة عن تصفية للسُنًة على يد نظام بشار الأسد العلوي وبمساعدة إيرانية، وهذا ما يريده الأمريكان؟!
     خطاب أوباما:
في خطابه الأخير في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر الأخ/ أوباما يقتبس من التوراة أحد مزامير سيدنا/ سليمان - عليه السلام - وُضِعَ هذا المزمور بسبب الخلاص الذي أعطاه الله لشعبه إثر أزمة عسكرية مع عدو. ربما خلاص أورشليم من حصار أشور أو خلاصها من أي عدو آخر، وربما كتبه داود إثر انتصاره في معركة من المعارك إذ شاهد عمل الله العجيب معه.المزمور يعلن عن سكنى الله وسط شعبه، سر قوتهم وإحساسهم بالأمان وملجأهم.والروح القدس حلّ على الكنيسة، وهو الآن ساكن فيها وفي أفرادها، يقودها ويعطيها روح القوة. ولذلك تصلي الكنيسة هذا المزمور في صلاة الساعة الثالثة إذ يحدثنا عن الروح القدس.” نهر سواقيه تفرح مدينة الله مقدس مساكن العلي”. واترك لكم فهم المعنى خلف ذلك المزمور تحديداً في هذا التوقيت؟! لم يكن ذلك الاقتباس مصادفة، ولكنه جاء مع استراتيجية الأخ أوباما، والتي تتمشى مع ضغط الصهيونية البنكية عليه من أجل:
-1-   إتمام المشروع الصهيوني الإسرائيلي في المنطقة العربية، وهو الآن في مراحله الأخيرة من: تهويد القدس ـ هدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل مكانه ـ طرد الفلسطينيين من كل فلسطين ـ إتمام هيمنة إسرائيل على المنطقة العربية ،كلها تحت حماية عسكرية أمريكية مقيمة دوما في المنطقة برا وبحرا.
-2- إغراق المنطقة العربية في صراعات داخلية ـ لصرف أنظار شعوبها عما يحدث في فلسطين، ولإيجاد عدو من داخل المنطقة بديل عن إسرائيل، وتستخدم إسرائيل في ذلك كامل الطاقة الأمريكية، وطاقة الأنظمة المحلية، وطاقة تنظيمات شعبية علمانية وإسلامية.
-3- ـ فرض حصار بحري على جزيرة العرب تمهيدا لتمدد إسرائيلي مستقبلي صوب المدينة المنورة ومكة المكرمة.
-4- تحطيم اليمن وتفتيته، بصفته الخزان البشرى الرئيسي في جزيرة العرب ومخزونها المقاتل الوحيد ، المتمثل في قبائل اليمن القوية والمسلحة.
-5-  تصفية القبائل الإسلامية في الصومال ، لفسح المجال أمام مساهمة إفريقية لغزو جزيرة العرب ضمن إسناد عسكري لتقدم إسرائيلى قادم ، عندما تكتمل شرائطه ، من الشمال صوب المدينة ومكة
-6- يجئ رفع وتيرة قعقعة السلاح الأمريكي في أفغانستان كجزء من خطة صرف الأنظار عما يحدث في القدس خاصة، وفلسطين عامة.   
-7- إشعال حالة من الكراهية العنصرية ضد المسلمين في أوروبا لصرف أنظار الأوروبيين عن المتسبب الحقيقي عن الكارثة المالية. وما قد ينتج عن ذلك من انبعاث الكراهية التقليدية لليهود في أوروبا، وربما بشكل إنتقامى هذه المرة. أي أنهم يخلقون أيضا لشعوب لأوروبا عدوا بديلا عن اليهود عدوهم التقليدي عبر قرون طويلة، تماما كما يفعلون مع العرب. ولذلك جاء رد الأخ أوباما على طلب أبو مازن للجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل الاعتراف بدولة فلسطين مراوغة ونفاق حيث قال:
في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء بأن الفلسطينيين يستحقون دولة، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المحادثات مع إسرائيل. وقال أوباما في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «أنا مقتنع بأنه لا يوجد طريق مختصر لإنهاء صراع مستمر منذ عقود. السلام لا يمكن أن يتحقق من خلال البيانات والقرارات في الأمم المتحدة.» وأضاف «قبل عام أعربت من على هذا المنبر عن الأمل بقيام فلسطين مستقلة. كنت ولا زلت أؤمن بهذا الأمر اليوم بأن الفلسطينيين يستحقون الحصول على دولة لهم. إلا إنني قلت أيضا إن السلام الفعلي لا يمكن الوصول إليه إلا بين الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم». وتابع اوباما «بعد عام ورغم الجهود المكثفة للولايات المتحدة ودول أخرى فإن الطرفين لم يتمكنا من حل خلافاتهما. أمام هذا المأزق اقترحت قاعدة جديدة للمفاوضات في أيار/مايو».

هناك 14 تعليقًا:

  1. سابعا: وجهة نظر تحليل وعبر:
    (1) الربيع العربي خطوة للأمام؟! أم خطوات للخلف؟!
    (ن) التحاف مع إيران إلى أين؟!:
    قبل الخوض في غمار الارتباط الإيراني الشيعي مع الأمريكي الصهيو مسيحي، والذي تشكل منه تحالف تحكمه مصلحة كلا الطرفين في لعبة التوازونات وتبادل المصالح، التي برزت جلية في سياسة العالم منذ بروز فجر الولايات المتحدة كقوة عظمى في العالم، ثم انفرادها بالساحة الدولية تقرر فيها ما تشاء ،علينا أن نسأل أولا هل هذا التحالف قديم ؟! أم أنه تحالف جديد فرضته مصلحة البلدين أو الفكرين: الفكر الشيعي الصفوي والفكر الصهيوني المسيحي البروتستانتي؟! وما هو هدف ذلك التحالف؟! وكيف يكون هناك تحالف والميكنة الإعلامية في البلدين لا تكف عن انتقاد الطرف الآخر؟!

    ردحذف
  2. وحتى نستوعب الصورة أكثر تعالوا بنا نعود إلى الوراء قليلا إلى عام 1979 ففي هذا العام كان لدينا ثلاثة أحداث جسام هي:
    · خلق ورعاية تطرف إسلامي في أفغانستان قائم على فكرة الجهاد.
    · تسليح السعودية ذات الحكم الإسلامي والمذهب الوهابي المتشدد.
    · مجيء الخميني وحكومة إسلامية ذات فكر شيعي متطرف إلى إيران.
    وإذا كان الحدثان الأوليان قد جاءا برعاية ومباركة أمريكية، فهل تم الحدث الثالث أيضاً برعاية ومباركة أمريكية و حتى نستوعب سوياً الدرس تعالوا نناقش كل حدث من تلك الأحداث على حده.

    ردحذف
  3. · مجيء الخميني وحكومة إسلامية ذات فكر شيعي متطرف إلى إيران.
    وإذا كان الحدثان الأوليان قد جاءا برعاية ومباركة أمريكية، فهل تم الحدث الثالث أيضاً برعاية ومباركة أمريكية و حتى نستوعب سوياً الدرس تعالوا نناقش كل حدث من تلك الأحداث على حده.

    ردحذف
  4. · وفي نوفمبر من عام 1999قام البروفسور الباكستاني الشهير عبد القدير خان (أبو القنبلة النووية الإسلامية الأولى) بزيارة إلى المملكة العربية السعودية ومنذ مدة، تبحث الحكومة السعودية عن صواريخ أكثر حداثة و تطوراً من تلك التي اشترتها من الصين، و قد عرضت الحكومة الصينية على السعودية شراء صواريخ CSS-5 وصواريخ CSS-6 كبديل إلا أن الحكومة السعودية تتطلع إلى باكستان كي تكون الممول القادم للأسلحة الاستراتيجية السعودية.
    · القدرات العسكرية السعودية حتى العام 2000 كانت كالتالي:
    70 آلف في الجيش
    57 آلف في الحرس الوطني
    22 آلف في سلاح الجو
    13 آلف في البحرية
    2 آلف في الحرس الملكي
    المجموع الكلي 164 آلف ( في إحصائية أخرى 171,500 فرد).
    يُضاف إلى ذلك 75 آلف في الاحتياط، و10 آلاف في وزارة الداخلية، وما يقارب عشرون آلف في جهاز المخابرات، وكذلك 15 آلف حرس حدود، يضاف إليهم 30 آلف من رجال البادية، أما سلاح الجو فكان حتى العام 2000 يتكون من 340 طائرة مقاتلة، العاملة منها 256 طائرة. طائرات النقل 51 طائرة، العاملة منها 38 طائرة، وطائرات الهليكوبتر 228 طائرة، أما المدفعية 780 مدفع، والعاملة 410.
    · وبالمقارنة مع دول أخرى في الشرق الأوسط، كإيران مثلاً، التي تنفق على التسليح أقل من السعودية رغم امتلاكها لمفاعلات نووية، فإيران أنفقت (6,080مليار) عام 2003.
    · وفي 22 مارس 2002 نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية صوراً التقطها قمر ايكونوس الإسرائيلي لقاعدة السليل السعودية العملاقة التي تقع على بعد حوالي 500كم جنوب الرياض. و تقول الصحيفة إن تلك القاعدة التي بنتها الحكومة الصينية تحتوي على عدد ما بين 30 إلى 60 صاروخ باليستي من طراز (CSS-2 DF-3A East Wind) ووجود قاعدة للقوات الملكية الجوية السعودية من المحتمل وجود 25 طائرة من طراز تورنيدو بها لحماية تلك القاعدة حيث يكون هناك 8 طائرات تورنيدو في الجو دائما.
    · في يناير 2003 تحدثت صحيفة (ميدل ايست نيوزلاين) من واشنطن أن السعودية ستحصل على أجهزة تلوروميتر لقذائف باتريوت المضادة للطائرات.
    وأن الولايات المتحدة الأمريكية صادقت على خطة لتزويد بطاريات باتريوت الموجودة بالمملكة بالمزيد من الأجهزة والمركبات. وتضمن الخطة أجهزة باتريوت التي تنوي المملكة شرائها حتى عام 2007، مقابل 34.4 مليون دولار لشراء 204 جهاز تلوروميتر أحادي وثنائي التردد لقذائف باتريوت للقوات العسكرية الأمريكية والحكومات الموالية لها، ويبلغ حصة السعودية حوالي 29% من الاتفاقية، وذكر بيان صادر عن البنتاغون أن إنتاج تلك الأجهزة سيتم في ولاية فلوريدا وستنتهي في نوفمبر 2007
    · وكانت بريطانيا أبرمت صفقة كبيرة مع السعودية لتزويدها بمقاتلات من نوع "يوروفايتر" أوروبية الصنع، والتي تعتبر بريطانيا إحدى الدول المشاركة في تصميمها، وتتضمن الصفقة شراء نحو سبعين مقاتلة من طراز "يوروفايترـ تايفون"، ولم يتم الإفصاح عن شروط العقد لكن تقارير من السعودية أشارت إلى أن قيمة الصفقة قد تصل إلى عشرين مليار دولار.
    · بتاريخ 21 يوليو 2006 وقعت السعودية صفقة عسكرية مع أمريكا تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار، وتشمل الصفقة طائرات مروحية، ومركبات عسكرية، ومعدات اتصال،وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن ذلك من شأنه مساعدة السعودية في حربها على الإرهاب.
    · فعلى مدى عشر سنوات مضت والسعودية تعد ترسانة عسكرية ضخمة جداً فاقت قدرات دول الشرق الأوسط، بمباركة أمريكية وتسهيلات عقد الصفقات، حتى أصبحت السعودية الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تملك طائرات تجسس "إي واكس" في حين لا تملكها إسرائيل.

    ردحذف
  5. - 3 - مجيء الخميني وحكومته الشيعية إلى إيران:
    خلال أخطر مراحل الحرب الباردة، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تري أن حليفها الرئيسي ضد الاتحاد السوفيتي السابق، هو القوي والتيارات الدينية في مختلف أنحاء العالم.. ولعبت القوي الدينية خاصة الإسلامية ذات الفكر الوهابي المتشدد دورا بارزا في القضاء علي الاتحاد السوفيتي، وكانت هي رأس الحربة التي استخدمتها أمريكا ضد السوفيتي في أفغانستان من خلال جماعات المجاهدين والمتطوعين الذين تدفقوا من جميع الدول الإسلامية لمحاربة الغزو السوفيتي لأفغانستان.
    ورغم كل ما يتردد عن صراع أمريكا والغرب بوجه عام مع التيارات الدينية خاصة بعد هجمات واشنطن ونيويورك الإرهابية في سبتمبر 2001، إلا أن العلاقات الودية والوطيدة بين أمريكا والمتأسلمين قادة التطرف الديني ظلت تخدم المصالح الاستراتيجية الأمريكية،ومازالت الاتصالات بين أمريكا والتيارات الدينية مستمرة بل وتحظي هذه التيارات بدعم أمريكي مستمر حتى تصل إلي السلطة وتكون أكثر قدرة علي خدمة مصالح واشنطن.
    والآن تعالوا بنا نرى كيف سارت الولايات المتحدة الأمريكية على نفس النسق، والمتمثل في استغلال الجماعات الدينية الإسلامية في تحقيق مصالحها، فمثلا يمتلأ الخطاب الإيراني السياسي الرسمي بوصف الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر، و كثيرا ما تقوم مظاهرات تحتشد في شوارع المدن الإيرانية منددة بممارسات العنجهية الأمريكية في بلاد المسلمين، و لكن قليل من الناس منْ يدرك طبيعة العلاقات الخفية بين الثورة الخمينية منذ قيامها عام 1979، و أنه لولا الدعم الأمريكي لها ما كانت أن تنجح أو أن تصل إلى حكم إيران, و الذي يريد التفصيل فليرجع إلى كتاب: (رهينة خميني.. الثورة الإيرانية والمخابرات الأمريكية البريطانية)

    ردحذف
  6. فلنا أن نسأل: كيف قبلت الحكومة الإسرائيلية ذلك؟ وإيران تنادي بتدميرها؟! وقد تحججت نيويورك تايمز بأن إسرائيل كانت تريد إضعاف كلا البلدين: العراق وإيران،وان إسرائيل أرادت أن تثبت أن لها سياسة خارجية مستقلة عن الولايات المتحدة. ولكن نفس صحيفة نيويورك تايمز تكشف مايلي بخصوص شحن الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إيران:
    -1- أن طائرات مستأجرة من الأرجنتين وايرلندة والولايات المتحدة كانت تستخدم لنقل أسلحة أمريكية الصنع إلى إسرائيل ثم إلى إيران، وفي بعض الحالات مباشرة إلى طهران
    -2- أن هذه الطائرات المستأجرة لنقل الأسلحة الأمريكية إلى إيران كانت تطير من قاعدة جوية سرية قرب توسكون في أريزونا تعرف باسم محطة مانترا الجوية.
    -3- لسنوات كانت وكالة المخابرات المركزية تستخدم مانترا لشحنات أسلحة سرية.
    -4- انه كان هناك تدفق مستمر من (قطع الغيار ومعدات أخرى لأسطول طائرات أف 14 التابعة لإيران) وأنها كانت "معدات حساسة وصادراتها مراقبة من قبل المسئولين الأمريكان وكانت تنقل من الولايات المتحدة إلى إسرائيل التي لا تملك طائرات أف 14":
    5- انه "كما قال مسئولون إسرائيليون سابقون إن اتفاقية 1981 مع وزير الخارجية الكساند هيج كانت بالتنسيق مع روبرت ماكفيرلين الذي كان مستشار وزارة الخارجية في حينها "
    ولكن الولايات المتحدة استمرت في إرسال الشحنات بعد سنتين أو أربعة من ظهور فضيحة إيران جيت في عام 1986، وكان من المتوقع أن ذيوع الفضيحة واعتذار ريغان والتحقيقات الخ قد يوقف مبيعات الأسلحة، ولكنها استمرت وقد كسبت أمريكا منافع عديدة من تقوية الإسلاميين الإيرانيين، بل يمكن القول بأنها كانت ضربة معلم، لأن السوفيت كانوا يرحبون بالخميني، رغم أنهم لم يكونوا فرحين بتطرفه الإسلامي، ولكنهم فضلوه على وجود الشاه وهو عميل واضح لأمريكا على حدودهم، إذن قيام الولايات المتحدة باستبدال الشاه بعميل إسلامي يصرخ عاليا بعداوته لأمريكا، يسهل عليها بث عدم الاستقرار والقلاقل في داخل الاتحاد السوفيتي بواسطة التطرف الإسلامي الذي تزعم أنها تحاربه أليست عملية ذكية فعلا.؟!

    ردحذف
  7. .ومن جهة أخرى فإن اليمين المسيحي الجديد في الحزب الجمهوري الأمريكي، قام باستغلال الثورة الإيرانية، وأزمة الرهائن الأمريكيين في طهران، وتوظيفهما أمام الرأي العام الأمريكي للإطاحة بالرئيس الأمريكي الديمقراطي كارتر، ومن ثم عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض من جديد ، بعد أن كانوا قد خرجوا منه في أعقاب فضيحة (ووترجيت) التي كان بطلها الرئيس نيكسون الجمهوري، في منتصف السبعينيات من القرن الماضي. وفعلا حقق الجمهوريون هدفهم فكسبوا الانتخابات،التي جرت في أواخر عام 1981 وعادوا عودة قوية إلى البيت الأبيض من جديد بزعامة رولاند ريجان اليميني المحافظ.، واحترق كارتر والديمقراطيون بتلك الأزمة وذهبوا ضحية لها.
    ودخول المحافظين الجدد في صفقات ولقاءات خلف الكواليس، مع قيادة الثورة الشيعية ذات المضمون القومي الفارسي الصاعدة في طهران، غير مستبعد على الإطلاق، إذ أن هؤلاء – ومثلهم كثير من القيادات اليهودية في الكيان الصهيوني والولايات المتحدة – يحثون على التعامل مع الشيعة ويوصون الحكومات الغربية بالتمكين لهم في المنطقة وتلك بالنسبة لهم إستراتجية كفيلة بضمان أمن إسرائيل وبتحقيق أهدافهم الخبيثة في تفتيت منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

    ردحذف
  8. وقامت تلك الجماعات بالتنسيق مع أعوانهم في الداخل بثورة همجية عارمة، ودمروا جميع المؤسسات العراقية في الجنوب وقطعوا على القوات العراقية خط الرجعة، وارتكبوا مذبحة طائفية غادرة ورهيبة ضد فلول الجيش العراقي، التي تقطعت بها السبل بعد الانسحاب من الكويت، وهو الأمر الذي أثبت وجود صفقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين، إلا أن الأنظمة العربية المشاركة في الحرب، وخاصة النظام السعودي اعترضت على ذلك، خوفا من تسلم الشيعة الموالين لإيران لمقاليد الأمور في العراق.
    وبعد الحادي عشر من سبتمبر2001 وغزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان بدعوى محاربة الإرهاب، كثرت اللقاءات السرية بين المسئولين الإيرانيين والأمريكيين وراء الكواليس وخلف الأبواب المغلقة، في العواصم الغربية، على الرغم من العداء الظاهر بين إيران "محور الشر" على حد وصف الأمريكان، والولايات المتحدة " الشيطان الأكبر" على حد وصف الإيرانيين، وقد عرضت إيران من خلال تلك اللقاءات التعاون بحماس مع الولايات المتحدة لإسقاط نظام طالبان الإسلامي، عدوها اللدود في كابول لا لشيء إلا لأن حركة طالبان حركة سنية تنادي بإقامة خلافة إسلامية، وكانت تناوئ الوجود الإيراني الشيعي في أفغانستان، مثلما كانت تناوئ الوجود الأمريكي أو الروسي أو الهندي.

    ردحذف
  9. وقامت تلك الجماعات بالتنسيق مع أعوانهم في الداخل بثورة همجية عارمة، ودمروا جميع المؤسسات العراقية في الجنوب وقطعوا على القوات العراقية خط الرجعة، وارتكبوا مذبحة طائفية غادرة ورهيبة ضد فلول الجيش العراقي، التي تقطعت بها السبل بعد الانسحاب من الكويت، وهو الأمر الذي أثبت وجود صفقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين، إلا أن الأنظمة العربية المشاركة في الحرب، وخاصة النظام السعودي اعترضت على ذلك، خوفا من تسلم الشيعة الموالين لإيران لمقاليد الأمور في العراق.
    وبعد الحادي عشر من سبتمبر2001 وغزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان بدعوى محاربة الإرهاب، كثرت اللقاءات السرية بين المسئولين الإيرانيين والأمريكيين وراء الكواليس وخلف الأبواب المغلقة، في العواصم الغربية، على الرغم من العداء الظاهر بين إيران "محور الشر" على حد وصف الأمريكان، والولايات المتحدة " الشيطان الأكبر" على حد وصف الإيرانيين، وقد عرضت إيران من خلال تلك اللقاءات التعاون بحماس مع الولايات المتحدة لإسقاط نظام طالبان الإسلامي، عدوها اللدود في كابول لا لشيء إلا لأن حركة طالبان حركة سنية تنادي بإقامة خلافة إسلامية، وكانت تناوئ الوجود الإيراني الشيعي في أفغانستان، مثلما كانت تناوئ الوجود الأمريكي أو الروسي أو الهندي.

    ردحذف
  10. poiuy poiuy14 يونيو 2018 12:29 م
    وقامت تلك الجماعات بالتنسيق مع أعوانهم في الداخل بثورة همجية عارمة، ودمروا جميع المؤسسات العراقية في الجنوب وقطعوا على القوات العراقية خط الرجعة، وارتكبوا مذبحة طائفية غادرة ورهيبة ضد فلول الجيش العراقي، التي تقطعت بها السبل بعد الانسحاب من الكويت، وهو الأمر الذي أثبت وجود صفقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين، إلا أن الأنظمة العربية المشاركة في الحرب، وخاصة النظام السعودي اعترضت على ذلك، خوفا من تسلم الشيعة الموالين لإيران لمقاليد الأمور في العراق.
    وبعد الحادي عشر من سبتمبر2001 وغزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان بدعوى محاربة الإرهاب، كثرت اللقاءات السرية بين المسئولين الإيرانيين والأمريكيين وراء الكواليس وخلف الأبواب المغلقة، في العواصم الغربية، على الرغم من العداء الظاهر بين إيران "محور الشر" على حد وصف الأمريكان، والولايات المتحدة " الشيطان الأكبر" على حد وصف الإيرانيين، وقد عرضت إيران من خلال تلك اللقاءات التعاون بحماس مع الولايات المتحدة لإسقاط نظام طالبان الإسلامي، عدوها اللدود في كابول لا لشيء إلا لأن حركة طالبان حركة سنية تنادي بإقامة خلافة إسلامية، وكانت تناوئ الوجود الإيراني الشيعي في أفغانستان، مثلما كانت تناوئ الوجود الأمريكي أو الروسي أو الهندي.

    ردحذف
  11. وهي اليوم – أي إيران - شريكا رئيسيا في احتلال العراق بجانب الولايات المتحدة الأمريكية ( الشيطان الأكبر ) سواء نفت ذلك، أم لم تنف، وهناك محللون أمريكيون وغربيون يصفون ما يجري بين الولايات المتحدة وإيران بأنه "تحالف بمنطق الأمر الواقع" إذ يقول هؤلاء: إن إيران والولايات المتحدة حليفتان بمنطق الأمر الواقع في الحرب ضد صدام حسين، وهذا ما كتبه الصحافي اليهودي توماس فريدمان... في أكتوبر1996 في تعليق له في صحيفة " النيوورك تايم".
    وأما ما يحدث بين هذين الطرفين من نزاع وخلاف وحروب إعلامية ومواجهات كلامية، فذلك كله صراع على قسمة الغنائم، وحول الماء والكلأ اللذان يدخلان في حمى الطرف الثالث شبه الغائب عن المسرح أو العاجز عن الدفاع عن حماه المستباح. وهو هنا الدول العربية بعامة ودول الخليج بخاصة، هذا من جهة.
    ومن جهة أخرى، لكي يقوم كل منهما بتحسين موقعه وظروف تفاوضه مع الطرف الآخر حتى يكون له نصيب أكبر من الغنيمة، أو لكي يشعر حليفه بأنه موجود وعلى إطلاع بما يجري، وقادر على تعكير الصفو وإثارة المشاكل، وخاصة بالنسبة للضبع الإيراني، أمام الثور الأمريكي. فلا تنفرد أمريكا وحدها بالغنيمة بل تترك نصيبا منها لإيران.
    وهذا مثل خلاف وصراع أخوة جشعين على قسمة تركة جاءت لهم عفوا ومن غير تعب أو مجهود، أو مثل صراع الوحوش على الفريسة في البرية، ومن هذه الزاوية تأتي مقاومة حزب الله الشيعي التابع لإيران في جنوب لبنان، وتصريحات القادة الإيرانيين النارية وخطبهم الصاخبة، حول الشيطان الأكبر.. أمريكا، وحول نسف إسرائيل من الوجود، بل إنني لا أتردد في القول بأن إيران من هذا المنطلق تدعم حركتي حماس والجهاد.
    ومن هذه الزاوية أيضا تأتي الضغوط الصهيو أمريكية على إيران وتصريحات القادة والمسئولين الأمريكيين والصهاينة حول التهديد بغزو إيران أو بضرب المفاعل النووي الإيراني. وهي تصريحات متبادلة منذ ثلاثة عقود دون أن يكون لها أي صدى على أرض الواقع، والغرض منها ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون ليس إلا، فإيران تتضخم عسكريا وتتقدم تقنيا وتكنولوجيا وتستمر في تطوير مشروعها النووي، وفي التمدد سياسيا وثقافيا – في المنطقة وفي غير المنطقة- والكيان الصهيوني بدوره،يزداد توسعا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويزداد عربدة وغطرسة تجاه الشعب الفلسطيني، وأخرها العدوان الهمجي على غزة في يناير2009، وفي أثناء ثورات الربيع العربي، والذي لم نسمع خلاله من إيران زعيمة محور الممانعة، سوى الكلام والتصريحات الفارغة، التي لم تسمن ولم تغن من جوع.
    وفوق ذلك وقبله وبعده فالتنسيق الإيراني الصهيو أمريكي قائم، على قدم وساق، والصفقات بين الجانبين تتم على أعلى مستوى، سواء في العراق أو أفغانستان أو لبنان وربما في أماكن أخرى – كفلسطين مثلا – والله أعلم!! والضحية والخاسر الأكبر من وراء ذلك هم العرب والمسلمون، واللوم في ذلك لا يقع على إيران أو أمريكا فكل منهما يلهث خلف مصالحه، وإنما يقع اللوم بدرجة أساسية على الأنظمة العربية الرسمية الخانعة والمنبطحة تحت الأقدام، والذين انطلت عليهم هذه الخدعة الرهيبة.

    ردحذف
  12. وتشير مصادر صحفية أن هناك مجالاً مفتوحاً للحوارات والجلسات السرية بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص العراق، والتي تُعقد في الغرف الخلفية، والتي يديرها رفسنجاني من إيران، والدكتور ولاياتي من الإمارات العربية المتحدة والسفارة الإيرانية في الكويت.وهنا وجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال

    ردحذف
  13. حرب العراق الأولى أكانت لتحرير للكويت ؟! أم حماية لإيران؟!
    الرأس المدبر: زلماي خليل زاد اذا أردت أن ترى كيف تعمل السياسة الأمريكية، اتبع مسيرة زلماي خليل زاد لأنه احد معماريها الرئيسيين. إليكم تسلسل الأحداث:
    1988: إيران تخرج من الحرب العراقية الإيرانية مهيضة الجناحين وأسوأ من حال العراق حتى أنها توافق على وقف إطلاق النار وكان زلماي خليل زاد في حينها "مسئول مكتب تخطيط السياسة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية" حينها كتب ورقة للرئيس القادم بوش الأب يدعو فيها إلى (تقوية إيران واحتواء العراق).
    1989: ينشر زلماي مقالة في لوس انجيلس تايمز بعنوان "مستقبل إيران كقطعة شطرنج أو قوة في الخليج" يقول فيها مايلي: " لقد دمر العراق الإيرانيين في نهاية الحرب وقد أسروا حوالي نصف الدبابات الإيرانية والأسلحة والمدفعية وقد اجبر النصر العراقي إيران على تقبل وقف إطلاق النار الذي قارنه خميني بتجرع السم.
    العراق الآن قوة مهيمنة ولديه 45 فرقة عركتها الحرب مقابل 12 فرقة إيرانية كما أن لديها نسبة اكبر من الدبابات والطائرات. طهران تبحث عن طرق للتغلب على نقصها الاستراتيجي والحصول على درجة من الحماية ضد العراق، إن المزيد من الضعف الإيراني لن يكون عامل استقرار، ولكنه سيزيد من هيمنة العراق على الخليج مما يجعل إيران أكثر عرضة للتأثير السوفيتي.
    ومن الواضح أن خليل زاد يفضل أن تكون إيران هي القوة الكبرى في الخليج، وليس مجرد قطعة شطرنج ومن الواضح انه لم يكن يحب أن يكون العراق قويا بإزاء إيران.
    1990: يصبح خليل زاد مساعدا لوزير الدفاع لشؤون التخطيط السياسي، وهو منصب سوف يشغله إلى 1992، وهذا يعني انه كان في عام 1991 في ذات المنصب وهي السنة التي شنت فيها أمريكا الحرب على العراق.
    1991- حرب الخليج أمريكا تدمر البنية التحتية: العسكرية والمدنية العراقية ثم تفرض حصارا شاملا على العراق مات فيه نصف مليون طفل (أكثر ممن مات في هيروشيما) وكان هذا اكبر من جرم العراق (غزو دويلة الكويت) وحتى لو قبلنا بالقصة الرسمية حول ما حدث وهي تحرير الكويت، ولكن ماذا كانت النتيجة التي ترتبت على ذلك كانت أمريكا (تقوي إيران وتحتوي العراق) بالضبط كما نصح خليل زاد.
    1992: في مقالة افتتاحية في الواشنطن بوست بعنوان (سلحوا أهل البوسنة) كتب خليل زاد يقول بأنه ينبغي تسليح مسلمي البوسنة وان الإستراتيجية الأفغانية – الاعتماد على الدول الإسلامية لتسليح وتدريب المجاهدين ينبغي أن تُتبع هنا - وقد فعلت الولايات المتحدة بالضبط هذا الذي اقترحه.
    وكما بين تحقيقا أجرته حكومة هولندة فإن المخابرات العسكرية الأمريكية نسقت مع إيران لاستيراد ألاف من المجاهدين الأجانب إلى البوسنة وقد حارب هؤلاء دفاعا عن مسلمي البوسنة.
    2003: تعاونت إيران بشدة مع الغزو الأمريكي للعراق (في نفس الوقت الذي كانت تكيل فيه الاتهامات للأمريكان لصرف الانتباه ) وقد اتخذت أمريكا الإجراء العسكري في غزو العراق لتقوية النظام الإيراني، وكان الشخص المسئول عن العمليات الأمريكية في العراق وأفغانستان هو خليل زاد.
    2005: زلماي خليل زاد وهو الآن السفير الأمريكي في العراق يدعو إلى انسحاب القوات الأمريكية في السنة التالية حتى وهو يلاحظ النفوذ الإيراني كما وصفه "يعمل على تحقيق هدفه طويل الأمد لتأسيس هيمنة إقليمية"
    كان زبجنيو برجنسكي مستشار الأمن القومي في إدارة كارتر كان مرشد خليل زاد حين كان كلاهما في هيئة تدريس جامعة كولومبيا، وكما رأينا فيما سلف أن برجنسكي هو الذي ابتكر سياسة دعم الإرهاب الإسلامي في أفغانستان 1979 وكذلك سياسة تسليح السعودية.
    وهكذا فإن التحجج بأن الولايات المتحدة ليس لديها سياسة عامة لرعاية الإرهاب الإسلامي في أسيا يصبح أمراً سخيفا، ولا مسوغ له، إضافة إلى انه من الجدير الإشارة إلى انه إذا كان رعاية الإرهاب الإسلامي في آسيا هو سياسة أمريكية، فإن العراق كان إذن عائقا لتحقيقه لأنه كان دولة علمانية، وكان قوة إقليمية مؤثرة، وهكذا يمكن تفسير حرب الخليج في 1991، والأخيرة في 2003 ضد العراق على أنها عملية إزالة شوكة في خاصرة إستراتيجية تشجيع الإرهاب الإسلامي.
    كان العراق عائقا أمام سياسة أمريكا في تشجيع الإرهاب، ولهذا شنت حرب الخليج، ذكرنا أنفا أنه في 1988 بعد حرب طويلة امتدت لثمانية أعوام خرجت إيران محطمة اقتصاديا وقد قبلت وقف إطلاق النار على مضض, في تلك السنة: عين الجنرال نورمان شوارتسكوف الذي سيدير الحرب بعد ثلاث سنوات في 1991، ليرأس القيادة المركزية الأمريكية أو ما تسمى السينتكوم. ماهي السينتكوم ؟

    ردحذف
  14. . وطبقا لنيويورك تايمز "حين أسس جيمي كارتر السينتكوم في 1979 فقد فعل ذلك لأنه كان خائفا من أن يستغل السوفيت عدم استقرار إيران، ويحاولوا الهيمنة على حقول النفط في الخليج" والآن ربما تكون القدرة على حماية النفط هي منفعة جانبية للسينتكوم، ولكن من الصعب القول أن هذا هو هدفها الرئيسي.
    لقد رأينا سابقا من هذا البحث أن السياسة الأمريكية قد رعت حركات إسلامية حتى حين لم يكن هناك نفط، وبرجنسكي نفسه أوضح بأن تشجيع التطرف الإسلامي السُني في أفغانستان كان المقصود به تركيع الاتحاد السوفيتي. وفي نفس الوقت الذي بادر فيه برجنسكي بالسياسة المؤيدة للإسلاميين، تأسست السينتكوم بوضوح لحماية جمهورية إيران الإسلامية الشيعية أيضا على الحدود السوفيتية، وحتى لو افترضنا أن الهدف الأصيل للسينتكوم كان حماية مصالح النفط الأمريكية في الخليج من السوفيت فلاشيء أبدا يفسر بان يحل العراق محل الاتحاد السوفيتي كخطر على تلك المصالح حين وجهت السينتكوم عام 1988 لمواجهة العراق. تأمل:
    · العراق في 1988 لم يكن يشكل خطرا بحجم الاتحاد السوفيتي.
    · كان في ذلك العام قد ضعف وتعب من حرب 8 سنوات مع إيران حتى لو خرج منها أفضل قليلا من إيران.
    · لديه وفرة من نفطه الخاص لهذا كان الدافع لغزو البلاد المجاورة لسبب اقتصادي غير وارد.
    · كان أيضا الدافع الاستراتيجي اقل احتمالا لان صدام حسين كان يعرف تماما أن أي هجوم على عملاء أمريكا في الخليج سوف يستدعي غضب أمريكا وكانت هذه قد النقطة قد وضحت بجلاء أثناء الحرب الإيرانية العراقية بموقفها حين رفعت أمريكا علمها على ناقلات النفط الكويتية في الخليج
    · كما رأينا اخذ استفزاز العراق لمهاجمة الكويت الكثير من الجهد من الولايات المتحدة وهذا يبين أن العراق لم يكن خطرا على المصالح النفطية الأمريكية في الخليج، لو كانت أمريكا تريد فعلا حماية نفط الخليج، فكل ما كان عليها أن تفعله هو تحذير العراقيين من أن أي مساس بالدول العميلة لها في الخليج سوف يعرض العراق للعقاب، ثم إذا فعل العراق أي شيء يمكن للولايات المتحدة معاقبة العراق ولكن ما فعلته أمريكا هو التحريض على حرب مع العراق الذي لم يكن يشكل أي تهديد.
    هذا بالضبط هو ما حدث أيضا في حرب بوش الابن في حربه على العراق.
    اقرب الاستنتاجات إلى المنطق هي انه في حرب 1991 هاجمت أمريكا العراق من اجل حماية إيران كانت العملية من اجل "تقوية إيران واحتواء العراق" بالضبط كما نصح زلماي خليل زاد.
    وكما كانت حرب الخليج الأولى دعماً لإيران، كانت حرب الخليج الثانية للخلاص من صدام حسين لأجل عيون إيران وإسرائيل فقد صرح الصهيوني الجمهوري الأمريكي " توم لا نتوس D- Calif " صرح مهدئاً أعضاء الكنيست الإسرائيليين القلقين بقوله :" لن تكون لديكم أية مشكلة مع صدام فسنتخلص من هذا الوغد قريباً، وسنضع في مكانه ديكتاتوراً مؤيداً للغرب والذي سيكون جيداً لنا ولكم"

    ردحذف