الجمعة، 22 يونيو 2018

(ب) مقتل سيد بلال:ثانيا ربيع مصر:


(2) دول الربيع العربي بين الأحلام الوردية والواقع المرير:
ثانيا ربيع مصر:
(ب)    مقتل سيد بلال:
(1) اعتقال سيد بلال:
السيد محمد السيد بلال السوداني.. هو الشاب الذي اشتهر بعد مقتله على يد ضباط أمن الدولة على خلفية التحقيقات في قضية تفجيرات القديسين أوائل 2011 باسم «سيد بلال».
«بلال»..  شاب مصري بسيط كان يبلغ من العمر 30 عامًا حين قُضي مقتولًا، حاصل على دبلوم فني صناعي، وعمل في شركة بتروجت حتى تم اعتقاله في عام 2006، وأودع سجن ليمان أبي زعبل، ثم عاد للعمل في الشركة «براد لحام»، وهو أب لطفل وحيد، وينتمي للدعوة السلفية في الإسكندرية، ولذلك لم يكن يعرفه أحد شأنه شأن كل المنتمين لهذه الدعوة بسبب تفرغهم لها بعيداً عن الأضواء، ولكن رغمًا عنه أدركته الشهرة منذ إعلان مقتله على يد ضباط.
اعتقله ضباط  جهاز أمن الدولة من مسكنه فجر الأربعاء 5 يناير، ومعه الكثيرين من السلفيين للتحقيق معهم في تفجير كنيسة القديسين، أوائل عام 2011، وأخضعوه للتعذيب حتى الموت، ثم أعادوه إلى أهله جثة هامدة بعدها بيوم واحد.
بعد مقتله بـتسعة عشر يومًا اندلعت ثورة يناير التي أطاحت بنظام مبارك، وألقت بوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في سجن طره، وكان مصرع سيد بلال أحد الأسباب المباشرة لاندلاع هذه الثورة، وسمي اليوم الخامس عشر من أيام ثورة الغضب المصرية بيوم الشهيد بلال، الذي يُعتبر الأيقونة الحقيقية للثورة حيث كان سجله ناصع البياض، ولم تستطع الشرطة تسجيل أي قضايا ضده.
وكان من الممكن أن يُدفن سر سيد بلال معه مثل كثيرين، إلا أن شجاعة وبراعة مدير نيابة اللبان حازم زهران هي التي أحيت قضية «بلال»، لأنه استفاد من درس خالد سعيد وقام بتصوير جثة السيد بلال عقب تلقيه بلاغًا من أهليته بمقتله بعد التعذيب، في مبنى جهاز أمن الدولة، وأثبت ما بالجثة من إصابات، وأكد وقت الوفاة التي كان فيها «بلال»، معتقلاً، الأمر الذي أحكم القضية مستنديًا، وساعد في أن يصل الحكم على قاتليه إلى المؤبد.
وعقب وفاته تدهورت صحة والدته، وأصيب توأمه «إبراهيم» بشلل نصفي نفسي، من جراء الضغوط التي تعرض لها، وفقدت زوجته الجنين الذي تركه سيد بين أحشائها بسبب تردي حالتها، ولم يلد لسيد ابن آخر لكن تولدت في مصر ثورة كان سيد بلال هو أيقونتها الحقيقية.(7)
استجابة للدعوة التي أطلقها إبراهيم بلال، شقيق السيد بلال، وذلك في الذكرى السنوية الأولى لوفاته، بعد الوقفة اتجه نحو 2000 سلفيا في مسيرة احتجاجية من مسجد القائد إبراهيم إلى مقر الأمن الوطني، مرددين وحاملين لافتات تطالب بالقصاص العادل.
أحمد حسن الملواني شاهد على مقتل سيد بلال
(2) شاهد عيان:
مفاجأة لم يحسب جهاز أمن الدولة حسابها، شاهد عيان علي جريمة سقط بها شهيد من التعذيب، في مشهد أعاد الصورة القاسية، ففي أذهان المصريين يرتبط الحديث عن جهاز أمن الدولة بلون الدم البشري ورائحته، يحملون في نفوسهم بغضا غريبا، تكون مع طول الخوف الذي عاشوه علي مدار سنوات حكم مبارك المخلوع، يبغضون ذلك المجهول الذي يعصر قلوبهم بقبضة باردة عندما يرون مشهد جثمان أحد شهداء ذلك الجهاز الوحشي، وربما كان هذا هو سبب الثورة التي انطلقت بالإسكندرية عقب مصرع سيد بلال، ذلك الشاب الثلاثيني الذي اعتقله أمن الدولة بالإسكندرية علي خلفية أحداث كنيسة القديسين، ولكن مات خلال 24 ساعة فقط من التعذيب.
أحمد حسن الملواني.. كلمة السر في هذه القضية، هو شاب سلفي أيضا ألقت مباحث أمن الدولة القبض عليه مع 15 سلفيا آخرين بعد تفجيرات الكنيسة بالإسكندرية، وهم الذين ضمهم البلاغ الذي قدم إلي المستشار عبد المجيد محمود النائب العام من مختار نوح المحامي وكيلا عن ورثة محمد السيد بلال السوداني الشهير باسم سيد بلال، وكذلك المعتقلين الآخرين، في البلاغ الذي حمل رقم 3850 بلاغات النائب العام بتاريخ 8 مارس 2011، وعلي الفور بدأ التحقيق في البلاغ الذي أحيل إلي نيابة استئناف الإسكندرية برقم 320 بتاريخ 22 مارس 2011.
أكد البلاغ أن اعتقال الشهيد سيد بلال تزامن مع اعتقال أحمد حسن الملواني، وأن التحقيقات في قضية مقتل سيد بلال جري بها أحداث لا ترضي الله وتخالف القانون، وانتهت بإرهاب الشهود وإجبار ورثة الضحية علي الإدلاء بأقوال غير صحيحة ثم توقفت التحقيقات تماما واستمر اعتقال الـ15 شابا رغم توقف التعذيب عنهم.
بعد تقديم البلاغ الذي طالب المحامي في نهايته بإعادة التحقيق في جريمة قتل سيد بلال مع قبول قيد البلاغ ضد رئيس فرع مباحث أمن الدولة بالإسكندرية والضابط حسام الشناوي وضباط وجنود فرع أمن الدولة باللبان وسماع أقوال الشهود بعد الإفراج عنهم.
تفجير كنيسة القدّيسين في مركز الكرازة الأرثوذكسية بمصر
الرواية التي وردت في البلاغ أكدت أن أحمد حسن الملواني كان شاهدا علي مقتل سيد بلال، ولهذا وفور الإفراج عنه عقب تقديم البلاغ حاورته «صوت الأمة» ليبدأ الحديث قائلا: تم اعتقالي يوم 2يناير الماضي من منزلي بمنطقة الرمل بالإسكندرية الساعة الثانية صباحا.. حيث فوجئت بسيارات الأمن المركزي الضخمة محملة بالمئات من الجنود تحاصر المنطقة، حيث صعد العشرات والجنود وتمركزوا علي سلم العقار شاهرين الأسلحة الآلية وهاجموا المنزل كما لو أنهم يقبضون علي عصابة بها ألف عضو! وقد علمت منهم أنني معتقل بسبب اشتباههم في أن أكون من المتورطين بحادث الكنيسة.
علما بأنهم قد سبق واعتقلوني لمدة 3 سنوات منذ عام 2006إلي عام 2009 بسبب أنني كنت قد أعلنت عن رغبتي وقتها للسفر إلي العراق وقت أن هاجمتها الولايات المتحدة. وعندما سألناه عن علاقته بسيد بلال أكد: نعم كان سيد بلال معنا في مديرية أمن الإسكندرية القديمة بمنطقة اللبان.. وكان قد حضر بعدنا - أنا والعديد من السلفيين- بعدة أيام وكان ضباط من جهاز أمن الدولة بالقاهرة (نعرف أصواتهم وأسماءهم الحركية) قد حضروا خصيصا لاستجوابنا وتعذيبنا بالإسكندرية.. وكنا يوميا ننزل من الدور الأول العلوي، حيث كنا محبوسين إلي الدور الأرضي حيث حجرة التعذيب ..
وفي أحد الأيام وكان معنا سيد بلال دخل هو بينما انتظرنا نحن دورنا في التعذيب خارج الحجرة.. وكنا جميعا قد تم تثبيت غمامة علي أعيننا حتى لا نري شيئا أو نتعرف علي الضباط الذين كانوا يستجوبوننا..إلا أنني استطعت أن أزيح الغمامة من علي عيني قليلا دون أن يشعر أحد وكنت استطيع الرؤية.. وعندما دخل بلال إلي الحجرة ..التي كان بابها ينفتح بطبيعة الحال كل شوية ليدخل بعض الضباط الحاضرين للتعذيب ثم يخرجون ليتحدثوا في هواتفهم قليلا ثم يعودون مرة أخري، أثناء ذلك كنت ألمح ما يجري داخل غرفة التعذيب.. وحدث مع سيد بلال ذات ما تم مع الجميع.. حيث تم إجباره علي خلع ملابسه كما ولدته أمه وتم وضعه علي سرير حديدي وتوثيق قدميه ويديه مشدودين بالسرير..
ثم قام أمين شرطة بدهن جسم السيد بلال بالجاز- وهي طريقة معروفة لأن الجاز يزيد من شدة تأثير الكهرباء علي الجسم - ثم قاموا بصعقه بالكهرباء بشكل متواصل وهستيري حتى شعرنا بأن صرخاته ترج مديرية أمن الإسكندرية القديمة وبعد أن قام الضباط بتعذيبه من وقت صلاة الظهر وحتى صلاة المغرب..
السيد بلال خرج عاريا من الحجرة وكانت حالته صعبة جدا وكان باديا عليه الإعياء الشديد فأحضروا له بطانية وقاموا بتغطيته.. ثم طلب من المخبرين وأمناء الشرطة بصوت خافت ضعيف أن يصلي فأحضروا له جلبابه وألبسوه إياه.. وشرع بلال فعلا في الصلاة وهو جالس علي الكرسي إلا أنه فجأة سقط ميتا من أعلي الكرسي.. فقاموا بحمله وأخذوه خارج المكان ولم نعرف عنه شيئا بعدها ولم نره بالطبع حيث كان قد فارق الحياة.
وعند سؤاله عما إذا كان قد تعرف علي الضباط الذين كانوا يقومون بعمليات التعذيب أكد: نعم هم ذاتهم الذين كانوا يقومون بتعذيبنا عام 2006ولهم أسماء حركية هي :جعفر بك وسراج بك وشوكت بك والقصاص بك..
لقد كان الضباط في حالة عصبية غير عادية وكانوا يقومون بتعذيبنا بشكل بشع ..وقد رد أحدهم علي استغاثة أحد الإخوة أثناء تعذيبه قائلا :"بالله يا ولاد ال...... ده أوباما وساركوزي بنفسهم منتظرين نتيجة التحقيقات ولازم نبلغهم بأسماء اللي فجروا الكنيسة"..
وقد رد أحد الإخوة عليه قائلا :"أنا مستعد أمضي لك إني أنا اللي عملت كده بس أوقف التعذيب"..
لكنه لم يقبل بوقف التعذيب واستمر فيه بشكل أكثر وحشية. وأضاف: بعد أن استشهد بلال قاموا بترحيلنا إلي أمن الدولة بمدينة نصر بالقاهرة..ومن هناك نقلونا إلي سجن استقبال طره وكان ذلك يوم3فبراير الماضي- بعد قيام الثورة - وكانت معاملتنا في أمن الدولة في منتهي المهانة.. فمن يحرك الغمامة من علي عينيه يتعرض فورا للصعق بالكهرباء والضرب المبرح.. كما أننا جميعا كنا مقيدي الأيدي والأرجل وكان علينا ونحن في هذه القيود أن نأكل ونقضي حاجتنا وكان أمرا تعجيزيا فنحن نأكل من طبق لا نري أين هو ولا ما هو محتواه.. وأيدينا وأرجلنا مكبلة ..
كان وضعا غير آدمي وكنا نضطر أن ننام علي بطوننا ونلعق الطعام بأفواهنا. وكان أمناء الشرطة إذا أدخلوا لنا طعاما به دجاج مثلا يقومون بعمل إحصاء لعدد العظام ..فمثلا "ورك الفرخة به عظمتين".. وهكذا.. ومرة جاء أمين شرطة لي وقال لي إنه عد العظام بطبقي بعد الأكل ووجد أن هناك عظمة ناقصة! وقال إن هناك خطورة في أن استخدم العظمة في فك وثاق يدي وقدمي وقام بالتعدي علي و بعثرة كل محتوياتي داخل الزنزانة من أجل البحث عن العظمة!(8)
جانب من الوقفة السلفية للمطالبة بالقصاص لمقتل سيد بلال، أمام مسجد القائد إبراهيم، الإسكندرية، 6 يناير 2012
(3) ردود الأفعال على مقتل سيد بلال:
- علق محمد البرادعي على الحادثة بقوله:"رحم الله السيد بلال ننتظر نتيجة التحقيق. إذا ثبت التعذيب لابد من العقاب الرادع لكل مسئول على كل مستوى. التعذيب انتهاك للإنسانية لا شأن داخلي"(9)
- تقدم مركز الشهاب لحقوق الإنسان ببلاغ إلى النائب ضد وزير الداخلية، اللواء حبيب العادلي، واللواء محمد إبراهيم، مدير أمن الإسكندرية، اتهمهما فيه بالتعذيب والقتل(10)
- خروج مظاهرة في القاهرة تطالب بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي (11)
- حملت حركة 6 أبريل والمعارضة في مصر المسئولية عن مقتل سيد بلال للرئيس حسني مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي لأن الآمن أصبح كل هدفه حماية النظام الحاكم وعدم الاكتراث بسلامة المواطنين.
- مائتا شخصية عامة يرفعون بيانا يطالبون فيه بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي والتحقيق في مقتل سيد بلال(12)
(ج) حوادث متفرقة في ذات التوقيت:
كتب حسن نافعة تحت جرائم تعذيب وقتل بالجملة: بالمصري اليوم عدد  الاثنين 15-11-2010
هل تتذكرون جريمة تعذيب وقتل الشاب السكندري خالد سعيد على يد مخبرين من قسم بوليس سيدي جابر, التي أقامت الدنيا ولم تُقعدها حتى الآن؟ يبدو أنها لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة في سلسلة جرائم مماثلة, تعكس انفلات أجهزة تعتقد أنها أصبحت فوق المساءلة والحساب, ومن ثم يبدو أنها غير قابلة للتوقف.
فقد وصلني شريط فيديو قصير يتحدث عن تفاصيل جريمة جديدة بطلها، هذه المرة، شاب في التاسعة عشرة من عمره, اسمه «أحمد شعبان كوته»، ويتضح من أقوال شهود الحادث, المسجلة في الشريط, أن الشاب وصحبه كانوا في طريق العودة إلى منزلهم ليلا, بعد حضور حفل زفاف أحد الأقارب, حين استوقفتهم الشرطة عند أحد الأكمنة.
ولأن المجني عليه تجرأ ورد على ضابط عامله بغلظة ووجّه إليه سباباً لا يليق, فقد تم إلقاء القبض عليه واصطحابه عنوة إلى قسم سيدي جابر، وهناك انهال عليه الحضور ضرباً وتعذيباً إلى أن فارق الحياة.
ولكي لا يتكرر ما جرى من قبل في حادث خالد سعيد, تم نقل جثة أحمد شعبان سراً، وألقى بها في ترعة المحمودية.
يقول شهود الفيديو إنهم لم يكفوا عن السؤال عن زميلهم طوال اليومين التاليين، لكن لم يُسمح لأحد مطلقاً بزيارته في القسم, ثم قيل لهم لاحقاً إنه غادره. وبعد يوم أو يومين تلقى أحدهم تليفوناً من «فاعل خير» يقول إنه عثر على جاكيت وتليفون محمول, تبين أنهما للضحية, وبعدها تم إخطارهم رسمياً بوجود جثة بالمشرحة طلب منهم التوجه للمستشفى للتعرف عليها.
وبمشاهدة الجثة تبين أنها لزميلهم «أحمد»، وأن عليها آثاراً واضحة لتشوهات تؤكد تعرض المجني عليه لتعذيب وحشي قبل وفاته، وعندما توسل الأقارب والأصدقاء لنقل الجثة إلى منزل القتيل رُفض طلبهم بقسوة وإصرار, وأُمروا بالتوجه بالجثة مباشرة إلى المقابر لدفنها.
المذهل في الأمر أن الشريط الذي يحكى تفاصيل هذه القصة مسجل عليه أنه من إعداد وتصوير صحفي اسمه «محمد عبد الفتاح», وُيظهر شهوداً من لحم ودم, معروفة أسماؤهم ويتحدثون بجرأة غير عادية لم نعهدها من قبل, مما يستدعى تحقيقاً عاجلاً. وبوسع النائب العام أن يعتبر مقالي هذا بلاغاً موجهاً إلى سيادته لإجراء التحقيقات، وأنا على أتم الاستعداد لأن أرسل إليه نسخة من الشريط المذكور إذا لم يكن قد وصله بالفعل! وليت الأمر توقف عند هذا الحد فهناك وقائع تعذيب أخرى لا تقل بشاعة, ربما يود السيد النائب العام أن يشملها بالتحقيق أيضا، لعله يدرك حينئذ أننا إزاء ظاهرة خطيرة, وليس مجرد أحداث فردية معزولة, تتطلب إجراءات عاجلة وحاسمة.
فقد تناقلت الأخبار في اليوم نفسه وقائع أخرى لا تقل بشاعة، حيث قام عدد من أفراد الشرطة:
1- بمطاردة وضرب سائق ميكروباص شاب اسمه «محمد عبد الرحمن - 18 سنة»، مما اضطره إلى القفز في النيل فلقي مصرعه غرقا، وأثبت تقرير الطب الشرعي إصابته بكدمات شديدة في الرأس وجروح ظاهرة. وكانت «الداخلية» قد حاولت دفن جثة الضحية في تكتـّم، غير أن ثورة أهله وزملائه من السائقين في موقف سيارات «عبود» أجبرت الأمن على تسليم جثته لأهله وذويه، والتصريح لهم بدفنه وسط حراسة مشدّدة.
2- بتكبيل الشاب «محمد إبراهيم مصطفى - 29 سنة»، وتفتيشه وهو يسير في الطريق دون أي مبرر أو داعٍ واقتياده إلى «قسم سيدي جابر» (الذي أصبح عنوانا للتعذيب حتى الموت)، حيث انهال عليه نحو عشرة من المخبرين والضباط سباً وضرباً بهراوات غليظة, مما أدى إلى كسر ساقه.
وأثبت تقرير طبي, تم تحريره في «مستشفى سيدي جابر»، إصابته بكسر مضاعف في الساق اليسرى, وبجروح متفرقة في الجسم. ورغم ضغوط ومحاولات ابتزاز بُذلت لمنعه, أصر أهل المجني عليه على تحرير محضر بالواقعة (تحت رقم 14181 لسنة 2010)، ضد رئيس مباحث سيدي جابر وعدد من الضباط.(13)
ألا يستدعى ذلك كله وقفة غاضبة ليس فقط من النائب العام، وإنما من الشعب أيضا؟!
المتظاهرون يشتبكون مع الشرطة المصرية


 المراجع:
(1)    مبارك.. أطول فترة حكم في تاريخ مصر الحديثة: السبـت 08 ربيـع الاول 1432 هـ 12 فبراير 2011 العدد 11764 جريدة الشرق الأوسط.
(2)    قانون رقم 162 لسنة 1958. ويكي مصدر.
(3)    جريدة الشروق المصرية نسخة محفوظة 24 مارس 2011 على موقع واي باك مشين.
(4)    فيلم "هي فوضى": ثنائية الكبت الجنسي والقمع السياسي - بي بي سي العربية - تاريخ النشر 23 أكتوبر-2007 - تاريخ الوصول 4 يونيو-2009 نسخة محفوظة 27 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
(5)    المصري اليوم عدد – 1235- الأربعاء 31 / 10 / 2007
(6)    اليوم السابع: الداخلية تنفى مسئوليتها عن وفاة الشاب "خالد سعيد" السبت، 12 يونيو 2010 06:39 م
(7)    موقع الوطن نيوز: تعرف على محطات قضية خالد سعيد: الأربعاء 04-03-2015
(8)    كتب: نبيل أبو شال : سيد بلال «أيقونة الثورة»: قتله «أمن دولة» وأحياه «مدير نيابة» الخميس 21-06-2012
(9)    المصدر : صوت الأمة : كتب:حسام الدين مصطفي
(10)                      صفحة محمد البرادعي.
(11)                      النائب العام يأمر بإعادة تشريح جثة بلال شهيد التعذيب.
(12)                      نشطاء يطالبون بضبط جناة تفجير (القديسين).. ومحاسبة المسئولين عن مقتل سيد بلال  200 شخصية يطالبون بإقالة العادلي
(13)                     حسن نافعة: جرائم تعذيب وقتل بالجملة: المصري اليوم عدد  الاثنين 15-11-2010

هناك 19 تعليقًا:

  1. بعد مقتله بـتسعة عشر يومًا اندلعت ثورة يناير التي أطاحت بنظام مبارك، وألقت بوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في سجن طره، وكان مصرع سيد بلال أحد الأسباب المباشرة لاندلاع هذه الثورة، وسمي اليوم الخامس عشر من أيام ثورة الغضب المصرية بيوم الشهيد بلال، الذي يُعتبر الأيقونة الحقيقية للثورة حيث كان سجله ناصع البياض، ولم تستطع الشرطة تسجيل أي قضايا ضده.

    ردحذف
  2. شاهد عيان:
    مفاجأة لم يحسب جهاز أمن الدولة حسابها، شاهد عيان علي جريمة سقط بها شهيد من التعذيب، في مشهد أعاد الصورة القاسية، ففي أذهان المصريين يرتبط الحديث عن جهاز أمن الدولة بلون الدم البشري ورائحته، يحملون في نفوسهم بغضا غريبا، تكون مع طول الخوف الذي عاشوه علي مدار سنوات حكم مبارك المخلوع، يبغضون ذلك المجهول الذي يعصر قلوبهم بقبضة باردة عندما يرون مشهد جثمان أحد شهداء ذلك الجهاز الوحشي، وربما كان هذا هو سبب الثورة التي انطلقت بالإسكندرية عقب مصرع سيد بلال، ذلك الشاب الثلاثيني الذي اعتقله أمن الدولة بالإسكندرية علي خلفية أحداث كنيسة القديسين، ولكن مات خلال 24 ساعة فقط من التعذيب.
    أحمد حسن الملواني.. كلمة السر في هذه القضية، هو شاب سلفي أيضا ألقت مباحث أمن الدولة القبض عليه مع 15 سلفيا آخرين بعد تفجيرات الكنيسة بالإسكندرية، وهم الذين ضمهم البلاغ الذي قدم إلي المستشار عبد المجيد محمود النائب العام من مختار نوح المحامي وكيلا عن ورثة محمد السيد بلال السوداني الشهير باسم سيد بلال، وكذلك المعتقلين الآخرين، في البلاغ الذي حمل رقم 3850 بلاغات النائب العام بتاريخ 8 مارس 2011، وعلي الفور بدأ التحقيق في البلاغ الذي أحيل إلي نيابة استئناف الإسكندرية برقم 320 بتاريخ 22 مارس 2011.
    أكد البلاغ أن اعتقال الشهيد سيد بلال تزامن مع اعتقال أحمد حسن الملواني، وأن التحقيقات في قضية مقتل سيد بلال جري بها أحداث لا ترضي الله وتخالف القانون، وانتهت بإرهاب الشهود وإجبار ورثة الضحية علي الإدلاء بأقوال غير صحيحة ثم توقفت التحقيقات تماما واستمر اعتقال الـ15 شابا رغم توقف التعذيب عنهم.
    بعد تقديم البلاغ الذي طالب المحامي في نهايته بإعادة التحقيق في جريمة قتل سيد بلال مع قبول قيد البلاغ ضد رئيس فرع مباحث أمن الدولة بالإسكندرية والضابط حسام الشناوي وضباط وجنود فرع أمن الدولة باللبان وسماع أقوال الشهود بعد الإفراج عنهم.

    ردحذف
  3. ردود الأفعال على مقتل سيد بلال:
    - علق محمد البرادعي على الحادثة بقوله:"رحم الله السيد بلال ننتظر نتيجة التحقيق. إذا ثبت التعذيب لابد من العقاب الرادع لكل مسئول على كل مستوى. التعذيب انتهاك للإنسانية لا شأن داخلي"(9)
    - تقدم مركز الشهاب لحقوق الإنسان ببلاغ إلى النائب ضد وزير الداخلية، اللواء حبيب العادلي، واللواء محمد إبراهيم، مدير أمن الإسكندرية، اتهمهما فيه بالتعذيب والقتل(10)
    - خروج مظاهرة في القاهرة تطالب بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي (11)
    - حملت حركة 6 أبريل والمعارضة في مصر المسئولية عن مقتل سيد بلال للرئيس حسني مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي لأن الآمن أصبح كل هدفه حماية النظام الحاكم وعدم الاكتراث بسلامة المواطنين.
    - مائتا شخصية عامة يرفعون بيانا يطالبون فيه بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي والتحقيق في مقتل سيد بلال(12)

    ردحذف
  4. 2- بتكبيل الشاب «محمد إبراهيم مصطفى - 29 سنة»، وتفتيشه وهو يسير في الطريق دون أي مبرر أو داعٍ واقتياده إلى «قسم سيدي جابر» (الذي أصبح عنوانا للتعذيب حتى الموت)، حيث انهال عليه نحو عشرة من المخبرين والضباط سباً وضرباً بهراوات غليظة, مما أدى إلى كسر ساقه.
    وأثبت تقرير طبي, تم تحريره في «مستشفى سيدي جابر»، إصابته بكسر مضاعف في الساق اليسرى, وبجروح متفرقة في الجسم. ورغم ضغوط ومحاولات ابتزاز بُذلت لمنعه, أصر أهل المجني عليه على تحرير محضر بالواقعة (تحت رقم 14181 لسنة 2010)، ضد رئيس مباحث سيدي جابر وعدد من الضباط.(13)
    ألا يستدعى ذلك كله وقفة غاضبة ليس فقط من النائب العام، وإنما من الشعب أيضا؟!

    ردحذف
  5. (2) شاهد عيان:
    مفاجأة لم يحسب جهاز أمن الدولة حسابها، شاهد عيان علي جريمة سقط بها شهيد من التعذيب، في مشهد أعاد الصورة القاسية، ففي أذهان المصريين يرتبط الحديث عن جهاز أمن الدولة بلون الدم البشري ورائحته، يحملون في نفوسهم بغضا غريبا، تكون مع طول الخوف الذي عاشوه علي مدار سنوات حكم مبارك المخلوع، يبغضون ذلك المجهول الذي يعصر قلوبهم بقبضة باردة عندما يرون مشهد جثمان أحد شهداء ذلك الجهاز الوحشي، وربما كان هذا هو سبب الثورة التي انطلقت بالإسكندرية عقب مصرع سيد بلال، ذلك الشاب الثلاثيني الذي اعتقله أمن الدولة بالإسكندرية علي خلفية أحداث كنيسة القديسين، ولكن مات خلال 24 ساعة فقط من التعذيب.
    أحمد حسن الملواني.. كلمة السر في هذه القضية، هو شاب سلفي أيضا ألقت مباحث أمن الدولة القبض عليه مع 15 سلفيا آخرين بعد تفجيرات الكنيسة بالإسكندرية، وهم الذين ضمهم البلاغ الذي قدم إلي المستشار عبد المجيد محمود النائب العام من مختار نوح المحامي وكيلا عن ورثة محمد السيد بلال السوداني الشهير باسم سيد بلال، وكذلك المعتقلين الآخرين، في البلاغ الذي حمل رقم 3850 بلاغات النائب العام بتاريخ 8 مارس 2011، وعلي الفور بدأ التحقيق في البلاغ الذي أحيل إلي نيابة استئناف الإسكندرية برقم 320 بتاريخ 22 مارس 2011.
    أكد البلاغ أن اعتقال الشهيد سيد بلال تزامن مع اعتقال أحمد حسن الملواني، وأن التحقيقات في قضية مقتل سيد بلال جري بها أحداث لا ترضي الله وتخالف القانون، وانتهت بإرهاب الشهود وإجبار ورثة الضحية علي الإدلاء بأقوال غير صحيحة ثم توقفت التحقيقات تماما واستمر اعتقال الـ15 شابا رغم توقف التعذيب عنهم.
    بعد تقديم البلاغ الذي طالب المحامي في نهايته بإعادة التحقيق في جريمة قتل سيد بلال مع قبول قيد البلاغ ضد رئيس فرع مباحث أمن الدولة بالإسكندرية والضابط حسام الشناوي وضباط وجنود فرع أمن الدولة باللبان وسماع أقوال الشهود بعد الإفراج عنهم.

    ردحذف
  6. بتكبيل الشاب «محمد إبراهيم مصطفى - 29 سنة»، وتفتيشه وهو يسير في الطريق دون أي مبرر أو داعٍ واقتياده إلى «قسم سيدي جابر» (الذي أصبح عنوانا للتعذيب حتى الموت)، حيث انهال عليه نحو عشرة من المخبرين والضباط سباً وضرباً بهراوات غليظة, مما أدى إلى كسر ساقه.
    وأثبت تقرير طبي, تم تحريره في «مستشفى سيدي جابر»، إصابته بكسر مضاعف في الساق اليسرى, وبجروح متفرقة في الجسم. ورغم ضغوط ومحاولات ابتزاز بُذلت لمنعه, أصر أهل المجني عليه على تحرير محضر بالواقعة (تحت رقم 14181 لسنة 2010)، ضد رئيس مباحث سيدي جابر وعدد من الضباط.(13)
    ألا يستدعى ذلك كله وقفة غاضبة ليس فقط من النائب العام، وإنما من الشعب أيضا؟!

    ردحذف
  7. شاهد عيان:
    مفاجأة لم يحسب جهاز أمن الدولة حسابها، شاهد عيان علي جريمة سقط بها شهيد من التعذيب، في مشهد أعاد الصورة القاسية، ففي أذهان المصريين يرتبط الحديث عن جهاز أمن الدولة بلون الدم البشري ورائحته، يحملون في نفوسهم بغضا غريبا، تكون مع طول الخوف الذي عاشوه علي مدار سنوات حكم مبارك المخلوع، يبغضون ذلك المجهول الذي يعصر قلوبهم بقبضة باردة عندما يرون مشهد جثمان أحد شهداء ذلك الجهاز الوحشي، وربما كان هذا هو سبب الثورة التي انطلقت بالإسكندرية عقب مصرع سيد بلال، ذلك الشاب الثلاثيني الذي اعتقله أمن الدولة بالإسكندرية علي خلفية أحداث كنيسة القديسين، ولكن مات خلال 24 ساعة فقط من التعذيب.
    أحمد حسن الملواني.. كلمة السر في هذه القضية، هو شاب سلفي أيضا ألقت مباحث أمن الدولة القبض عليه مع 15 سلفيا آخرين بعد تفجيرات الكنيسة بالإسكندرية، وهم الذين ضمهم البلاغ الذي قدم إلي المستشار عبد المجيد محمود النائب العام من مختار نوح المحامي وكيلا عن ورثة محمد السيد بلال السوداني الشهير باسم سيد بلال، وكذلك المعتقلين الآخرين، في البلاغ الذي حمل رقم 3850 بلاغات النائب العام بتاريخ 8 مارس 2011، وعلي الفور بدأ التحقيق في البلاغ الذي أحيل إلي نيابة استئناف الإسكندرية برقم 320 بتاريخ 22 مارس 2011.
    أكد البلاغ أن اعتقال الشهيد سيد بلال تزامن مع اعتقال أحمد حسن الملواني، وأن التحقيقات في قضية مقتل سيد بلال جري بها أحداث لا ترضي الله وتخالف القانون، وانتهت بإرهاب الشهود وإجبار ورثة الضحية علي الإدلاء بأقوال غير صحيحة ثم توقفت التحقيقات تماما واستمر اعتقال الـ15 شابا رغم توقف التعذيب عنهم.
    بعد تقديم البلاغ الذي طالب المحامي في نهايته بإعادة التحقيق في جريمة قتل سيد بلال مع قبول قيد البلاغ ضد رئيس فرع مباحث أمن الدولة بالإسكندرية والضابط حسام الشناوي وضباط وجنود فرع أمن الدولة باللبان وسماع أقوال الشهود بعد الإفراج عنهم.

    ردحذف
  8. ردود الأفعال على مقتل سيد بلال:
    - علق محمد البرادعي على الحادثة بقوله:"رحم الله السيد بلال ننتظر نتيجة التحقيق. إذا ثبت التعذيب لابد من العقاب الرادع لكل مسئول على كل مستوى. التعذيب انتهاك للإنسانية لا شأن داخلي"(9)
    - تقدم مركز الشهاب لحقوق الإنسان ببلاغ إلى النائب ضد وزير الداخلية، اللواء حبيب العادلي، واللواء محمد إبراهيم، مدير أمن الإسكندرية، اتهمهما فيه بالتعذيب والقتل(10)
    - خروج مظاهرة في القاهرة تطالب بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي (11)
    - حملت حركة 6 أبريل والمعارضة في مصر المسئولية عن مقتل سيد بلال للرئيس حسني مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي لأن الآمن أصبح كل هدفه حماية النظام الحاكم وعدم الاكتراث بسلامة المواطنين.
    - مائتا شخصية عامة يرفعون بيانا يطالبون فيه بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي والتحقيق في مقتل سيد بلال(12)

    ردحذف
  9. ردود الأفعال على مقتل سيد بلال:
    - علق محمد البرادعي على الحادثة بقوله:"رحم الله السيد بلال ننتظر نتيجة التحقيق. إذا ثبت التعذيب لابد من العقاب الرادع لكل مسئول على كل مستوى. التعذيب انتهاك للإنسانية لا شأن داخلي"(9)
    - تقدم مركز الشهاب لحقوق الإنسان ببلاغ إلى النائب ضد وزير الداخلية، اللواء حبيب العادلي، واللواء محمد إبراهيم، مدير أمن الإسكندرية، اتهمهما فيه بالتعذيب والقتل(10)
    - خروج مظاهرة في القاهرة تطالب بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي (11)
    - حملت حركة 6 أبريل والمعارضة في مصر المسئولية عن مقتل سيد بلال للرئيس حسني مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي لأن الآمن أصبح كل هدفه حماية النظام الحاكم وعدم الاكتراث بسلامة المواطنين.
    - مائتا شخصية عامة يرفعون بيانا يطالبون فيه بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي والتحقيق في مقتل سيد بلال(12)

    ردحذف
  10. حملت حركة 6 أبريل والمعارضة في مصر المسئولية عن مقتل سيد بلال للرئيس حسني مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي لأن الآمن أصبح كل هدفه حماية النظام الحاكم وعدم الاكتراث بسلامة المواطنين.
    - مائتا شخصية عامة يرفعون بيانا يطالبون فيه بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي والتحقيق في مقتل سيد بلال(12)

    ردحذف
  11. - بتكبيل الشاب «محمد إبراهيم مصطفى - 29 سنة»، وتفتيشه وهو يسير في الطريق دون أي مبرر أو داعٍ واقتياده إلى «قسم سيدي جابر» (الذي أصبح عنوانا للتعذيب حتى الموت)، حيث انهال عليه نحو عشرة من المخبرين والضباط سباً وضرباً بهراوات غليظة, مما أدى إلى كسر ساقه.
    وأثبت تقرير طبي, تم تحريره في «مستشفى سيدي جابر»، إصابته بكسر مضاعف في الساق اليسرى, وبجروح متفرقة في الجسم. ورغم ضغوط ومحاولات ابتزاز بُذلت لمنعه, أصر أهل المجني عليه على تحرير محضر بالواقعة (تحت رقم 14181 لسنة 2010)، ضد رئيس مباحث سيدي جابر وعدد من الضباط.(13)
    ألا يستدعى ذلك كله وقفة غاضبة ليس فقط من النائب العام، وإنما من الشعب أيضا؟!

    ردحذف
  12. شاهد عيان:
    مفاجأة لم يحسب جهاز أمن الدولة حسابها، شاهد عيان علي جريمة سقط بها شهيد من التعذيب، في مشهد أعاد الصورة القاسية، ففي أذهان المصريين يرتبط الحديث عن جهاز أمن الدولة بلون الدم البشري ورائحته، يحملون في نفوسهم بغضا غريبا، تكون مع طول الخوف الذي عاشوه علي مدار سنوات حكم مبارك المخلوع، يبغضون ذلك المجهول الذي يعصر قلوبهم بقبضة باردة عندما يرون مشهد جثمان أحد شهداء ذلك الجهاز الوحشي، وربما كان هذا هو سبب الثورة التي انطلقت بالإسكندرية عقب مصرع سيد بلال، ذلك الشاب الثلاثيني الذي اعتقله أمن الدولة بالإسكندرية علي خلفية أحداث كنيسة القديسين، ولكن مات خلال 24 ساعة فقط من التعذيب.
    أحمد حسن الملواني.. كلمة السر في هذه القضية، هو شاب سلفي أيضا ألقت مباحث أمن الدولة القبض عليه مع 15 سلفيا آخرين بعد تفجيرات الكنيسة بالإسكندرية، وهم الذين ضمهم البلاغ الذي قدم إلي المستشار عبد المجيد محمود النائب العام من مختار نوح المحامي وكيلا عن ورثة محمد السيد بلال السوداني الشهير باسم سيد بلال، وكذلك المعتقلين الآخرين، في البلاغ الذي حمل رقم 3850 بلاغات النائب العام بتاريخ 8 مارس 2011، وعلي الفور بدأ التحقيق في البلاغ الذي أحيل إلي نيابة استئناف الإسكندرية برقم 320 بتاريخ 22 مارس 2011.
    أكد البلاغ أن اعتقال الشهيد سيد بلال تزامن مع اعتقال أحمد حسن الملواني، وأن التحقيقات في قضية مقتل سيد بلال جري بها أحداث لا ترضي الله وتخالف القانون، وانتهت بإرهاب الشهود وإجبار ورثة الضحية علي الإدلاء بأقوال غير صحيحة ثم توقفت التحقيقات تماما واستمر اعتقال الـ15 شابا رغم توقف التعذيب عنهم.
    بعد تقديم البلاغ الذي طالب المحامي في نهايته بإعادة التحقيق في جريمة قتل سيد بلال مع قبول قيد البلاغ ضد رئيس فرع مباحث أمن الدولة بالإسكندرية والضابط حسام الشناوي وضباط وجنود فرع أمن الدولة باللبان وسماع أقوال الشهود بعد الإفراج عنهم.

    ردحذف
  13. شاهد عيان:
    مفاجأة لم يحسب جهاز أمن الدولة حسابها، شاهد عيان علي جريمة سقط بها شهيد من التعذيب، في مشهد أعاد الصورة القاسية، ففي أذهان المصريين يرتبط الحديث عن جهاز أمن الدولة بلون الدم البشري ورائحته، يحملون في نفوسهم بغضا غريبا، تكون مع طول الخوف الذي عاشوه علي مدار سنوات حكم مبارك المخلوع، يبغضون ذلك المجهول الذي يعصر قلوبهم بقبضة باردة عندما يرون مشهد جثمان أحد شهداء ذلك الجهاز الوحشي، وربما كان هذا هو سبب الثورة التي انطلقت بالإسكندرية عقب مصرع سيد بلال، ذلك الشاب الثلاثيني الذي اعتقله أمن الدولة بالإسكندرية علي خلفية أحداث كنيسة القديسين، ولكن مات خلال 24 ساعة فقط من التعذيب.
    أحمد حسن الملواني.. كلمة السر في هذه القضية، هو شاب سلفي أيضا ألقت مباحث أمن الدولة القبض عليه مع 15 سلفيا آخرين بعد تفجيرات الكنيسة بالإسكندرية، وهم الذين ضمهم البلاغ الذي قدم إلي المستشار عبد المجيد محمود النائب العام من مختار نوح المحامي وكيلا عن ورثة محمد السيد بلال السوداني الشهير باسم سيد بلال، وكذلك المعتقلين الآخرين، في البلاغ الذي حمل رقم 3850 بلاغات النائب العام بتاريخ 8 مارس 2011، وعلي الفور بدأ التحقيق في البلاغ الذي أحيل إلي نيابة استئناف الإسكندرية برقم 320 بتاريخ 22 مارس 2011.
    أكد البلاغ أن اعتقال الشهيد سيد بلال تزامن مع اعتقال أحمد حسن الملواني، وأن التحقيقات في قضية مقتل سيد بلال جري بها أحداث لا ترضي الله وتخالف القانون، وانتهت بإرهاب الشهود وإجبار ورثة الضحية علي الإدلاء بأقوال غير صحيحة ثم توقفت التحقيقات تماما واستمر اعتقال الـ15 شابا رغم توقف التعذيب عنهم.
    بعد تقديم البلاغ الذي طالب المحامي في نهايته بإعادة التحقيق في جريمة قتل سيد بلال مع قبول قيد البلاغ ضد رئيس فرع مباحث أمن الدولة بالإسكندرية والضابط حسام الشناوي وضباط وجنود فرع أمن الدولة باللبان وسماع أقوال الشهود بعد الإفراج عنهم.

    ردحذف
  14. حوادث متفرقة في ذات التوقيت:
    كتب حسن نافعة تحت جرائم تعذيب وقتل بالجملة: بالمصري اليوم عدد الاثنين 15-11-2010
    هل تتذكرون جريمة تعذيب وقتل الشاب السكندري خالد سعيد على يد مخبرين من قسم بوليس سيدي جابر, التي أقامت الدنيا ولم تُقعدها حتى الآن؟ يبدو أنها لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة في سلسلة جرائم مماثلة, تعكس انفلات أجهزة تعتقد أنها أصبحت فوق المساءلة والحساب, ومن ثم يبدو أنها غير قابلة للتوقف.
    فقد وصلني شريط فيديو قصير يتحدث عن تفاصيل جريمة جديدة بطلها، هذه المرة، شاب في التاسعة عشرة من عمره, اسمه «أحمد شعبان كوته»، ويتضح من أقوال شهود الحادث, المسجلة في الشريط, أن الشاب وصحبه كانوا في طريق العودة إلى منزلهم ليلا, بعد حضور حفل زفاف أحد الأقارب, حين استوقفتهم الشرطة عند أحد الأكمنة.
    ولأن المجني عليه تجرأ ورد على ضابط عامله بغلظة ووجّه إليه سباباً لا يليق, فقد تم إلقاء القبض عليه واصطحابه عنوة إلى قسم سيدي جابر، وهناك انهال عليه الحضور ضرباً وتعذيباً إلى أن فارق الحياة.
    ولكي لا يتكرر ما جرى من قبل في حادث خالد سعيد, تم نقل جثة أحمد شعبان سراً، وألقى بها في ترعة المحمودية.
    يقول شهود الفيديو إنهم لم يكفوا عن السؤال عن زميلهم طوال اليومين التاليين، لكن لم يُسمح لأحد مطلقاً بزيارته في القسم, ثم قيل لهم لاحقاً إنه غادره. وبعد يوم أو يومين تلقى أحدهم تليفوناً من «فاعل خير» يقول إنه عثر على جاكيت وتليفون محمول, تبين أنهما للضحية, وبعدها تم إخطارهم رسمياً بوجود جثة بالمشرحة طلب منهم التوجه للمستشفى للتعرف عليها.
    وبمشاهدة الجثة تبين أنها لزميلهم «أحمد»، وأن عليها آثاراً واضحة لتشوهات تؤكد تعرض المجني عليه لتعذيب وحشي قبل وفاته، وعندما توسل الأقارب والأصدقاء لنقل الجثة إلى منزل القتيل رُفض طلبهم بقسوة وإصرار, وأُمروا بالتوجه بالجثة مباشرة إلى المقابر لدفنها.
    المذهل في الأمر أن الشريط الذي يحكى تفاصيل هذه القصة مسجل عليه أنه من إعداد وتصوير صحفي اسمه «محمد عبد الفتاح», وُيظهر شهوداً من لحم ودم, معروفة أسماؤهم ويتحدثون بجرأة غير عادية لم نعهدها من قبل, مما يستدعى تحقيقاً عاجلاً. وبوسع النائب العام أن يعتبر مقالي هذا بلاغاً موجهاً إلى سيادته لإجراء التحقيقات، وأنا على أتم الاستعداد لأن أرسل إليه نسخة من الشريط المذكور إذا لم يكن قد وصله بالفعل! وليت الأمر توقف عند هذا الحد فهناك وقائع تعذيب أخرى لا تقل بشاعة, ربما يود السيد النائب العام أن يشملها بالتحقيق أيضا، لعله يدرك حينئذ أننا إزاء ظاهرة خطيرة, وليس مجرد أحداث فردية معزولة, تتطلب إجراءات عاجلة وحاسمة.

    ردحذف
  15. المذهل في الأمر أن الشريط الذي يحكى تفاصيل هذه القصة مسجل عليه أنه من إعداد وتصوير صحفي اسمه «محمد عبد الفتاح», وُيظهر شهوداً من لحم ودم, معروفة أسماؤهم ويتحدثون بجرأة غير عادية لم نعهدها من قبل, مما يستدعى تحقيقاً عاجلاً. وبوسع النائب العام أن يعتبر مقالي هذا بلاغاً موجهاً إلى سيادته لإجراء التحقيقات، وأنا على أتم الاستعداد لأن أرسل إليه نسخة من الشريط المذكور إذا لم يكن قد وصله بالفعل! وليت الأمر توقف عند هذا الحد فهناك وقائع تعذيب أخرى لا تقل بشاعة, ربما يود السيد النائب العام أن يشملها بالتحقيق أيضا، لعله يدرك حينئذ أننا إزاء ظاهرة خطيرة, وليس مجرد أحداث فردية معزولة, تتطلب إجراءات عاجلة وحاسمة.

    ردحذف
  16. فقد وصلني شريط فيديو قصير يتحدث عن تفاصيل جريمة جديدة بطلها، هذه المرة، شاب في التاسعة عشرة من عمره, اسمه «أحمد شعبان كوته»، ويتضح من أقوال شهود الحادث, المسجلة في الشريط, أن الشاب وصحبه كانوا في طريق العودة إلى منزلهم ليلا, بعد حضور حفل زفاف أحد الأقارب, حين استوقفتهم الشرطة عند أحد الأكمنة.
    ولأن المجني عليه تجرأ ورد على ضابط عامله بغلظة ووجّه إليه سباباً لا يليق, فقد تم إلقاء القبض عليه واصطحابه عنوة إلى قسم سيدي جابر، وهناك انهال عليه الحضور ضرباً وتعذيباً إلى أن فارق الحياة.

    ردحذف
  17. الرواية التي وردت في البلاغ أكدت أن أحمد حسن الملواني كان شاهدا علي مقتل سيد بلال، ولهذا وفور الإفراج عنه عقب تقديم البلاغ حاورته «صوت الأمة» ليبدأ الحديث قائلا: تم اعتقالي يوم 2يناير الماضي من منزلي بمنطقة الرمل بالإسكندرية الساعة الثانية صباحا.. حيث فوجئت بسيارات الأمن المركزي الضخمة محملة بالمئات من الجنود تحاصر المنطقة، حيث صعد العشرات والجنود وتمركزوا علي سلم العقار شاهرين الأسلحة الآلية وهاجموا المنزل كما لو أنهم يقبضون علي عصابة بها ألف عضو! وقد علمت منهم أنني معتقل بسبب اشتباههم في أن أكون من المتورطين بحادث الكنيسة.
    علما بأنهم قد سبق واعتقلوني لمدة 3 سنوات منذ عام 2006إلي عام 2009 بسبب أنني كنت قد أعلنت عن رغبتي وقتها للسفر إلي العراق وقت أن هاجمتها الولايات المتحدة. وعندما سألناه عن علاقته بسيد بلال أكد: نعم كان سيد بلال معنا في مديرية أمن الإسكندرية القديمة بمنطقة اللبان.. وكان قد حضر بعدنا - أنا والعديد من السلفيين- بعدة أيام وكان ضباط من جهاز أمن الدولة بالقاهرة (نعرف أصواتهم وأسماءهم الحركية) قد حضروا خصيصا لاستجوابنا وتعذيبنا بالإسكندرية.. وكنا يوميا ننزل من الدور الأول العلوي، حيث كنا محبوسين إلي الدور الأرضي حيث حجرة التعذيب ..
    وفي أحد الأيام وكان معنا سيد بلال دخل هو بينما انتظرنا نحن دورنا في التعذيب خارج الحجرة.. وكنا جميعا قد تم تثبيت غمامة علي أعيننا حتى لا نري شيئا أو نتعرف علي الضباط الذين كانوا يستجوبوننا..إلا أنني استطعت أن أزيح الغمامة من علي عيني قليلا دون أن يشعر أحد وكنت استطيع الرؤية.. وعندما دخل بلال إلي الحجرة ..التي كان بابها ينفتح بطبيعة الحال كل شوية ليدخل بعض الضباط الحاضرين للتعذيب ثم يخرجون ليتحدثوا في هواتفهم قليلا ثم يعودون مرة أخري، أثناء ذلك كنت ألمح ما يجري داخل غرفة التعذيب.. وحدث مع سيد بلال ذات ما تم مع الجميع.. حيث تم إجباره علي خلع ملابسه كما ولدته أمه وتم وضعه علي سرير حديدي وتوثيق قدميه ويديه مشدودين بالسرير..
    ثم قام أمين شرطة بدهن جسم السيد بلال بالجاز- وهي طريقة معروفة لأن الجاز يزيد من شدة تأثير الكهرباء علي الجسم - ثم قاموا بصعقه بالكهرباء بشكل متواصل وهستيري حتى شعرنا بأن صرخاته ترج مديرية أمن الإسكندرية القديمة وبعد أن قام الضباط بتعذيبه من وقت صلاة الظهر وحتى صلاة المغرب..
    السيد بلال خرج عاريا من الحجرة وكانت حالته صعبة جدا وكان باديا عليه الإعياء الشديد فأحضروا له بطانية وقاموا بتغطيته.. ثم طلب من المخبرين وأمناء الشرطة بصوت خافت ضعيف أن يصلي فأحضروا له جلبابه وألبسوه إياه.. وشرع بلال فعلا في الصلاة وهو جالس علي الكرسي إلا أنه فجأة سقط ميتا من أعلي الكرسي.. فقاموا بحمله وأخذوه خارج المكان ولم نعرف عنه شيئا بعدها ولم نره بالطبع حيث كان قد فارق الحياة.
    وعند سؤاله عما إذا كان قد تعرف علي الضباط الذين كانوا يقومون بعمليات التعذيب أكد: نعم هم ذاتهم الذين كانوا يقومون بتعذيبنا عام 2006ولهم أسماء حركية هي :جعفر بك وسراج بك وشوكت بك والقصاص بك..

    ردحذف
  18. Alfata Altaesh22 يونيو 2018 9:52 ص
    بعد مقتله بـتسعة عشر يومًا اندلعت ثورة يناير التي أطاحت بنظام مبارك، وألقت بوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في سجن طره، وكان مصرع سيد بلال أحد الأسباب المباشرة لاندلاع هذه الثورة، وسمي اليوم الخامس عشر من أيام ثورة الغضب المصرية بيوم الشهيد بلال، الذي يُعتبر الأيقونة الحقيقية للثورة حيث كان سجله ناصع البياض، ولم تستطع الشرطة تسجيل أي قضايا ضده.

    ردحذف
  19. الرواية التي وردت في البلاغ أكدت أن أحمد حسن الملواني كان شاهدا علي مقتل سيد بلال، ولهذا وفور الإفراج عنه عقب تقديم البلاغ حاورته «صوت الأمة» ليبدأ الحديث قائلا: تم اعتقالي يوم 2يناير الماضي من منزلي بمنطقة الرمل بالإسكندرية الساعة الثانية صباحا.. حيث فوجئت بسيارات الأمن المركزي الضخمة محملة بالمئات من الجنود تحاصر المنطقة، حيث صعد العشرات والجنود وتمركزوا علي سلم العقار شاهرين الأسلحة الآلية وهاجموا المنزل كما لو أنهم يقبضون علي عصابة بها ألف عضو! وقد علمت منهم أنني معتقل بسبب اشتباههم في أن أكون من المتورطين بحادث الكنيسة.
    علما بأنهم قد سبق واعتقلوني لمدة 3 سنوات منذ عام 2006إلي عام 2009 بسبب أنني كنت قد أعلنت عن رغبتي وقتها للسفر إلي العراق وقت أن هاجمتها الولايات المتحدة. وعندما سألناه عن علاقته بسيد بلال أكد: نعم كان سيد بلال معنا في مديرية أمن الإسكندرية القديمة بمنطقة اللبان.. وكان قد حضر بعدنا - أنا والعديد من السلفيين- بعدة أيام وكان ضباط من جهاز أمن الدولة بالقاهرة (نعرف أصواتهم وأسماءهم الحركية) قد حضروا خصيصا لاستجوابنا وتعذيبنا بالإسكندرية.. وكنا يوميا ننزل من الدور الأول العلوي، حيث كنا محبوسين إلي الدور الأرضي حيث حجرة التعذيب ..
    وفي أحد الأيام وكان معنا سيد بلال دخل هو بينما انتظرنا نحن دورنا في التعذيب خارج الحجرة.. وكنا جميعا قد تم تثبيت غمامة علي أعيننا حتى لا نري شيئا أو نتعرف علي الضباط الذين كانوا يستجوبوننا..إلا أنني استطعت أن أزيح الغمامة من علي عيني قليلا دون أن يشعر أحد وكنت استطيع الرؤية.. وعندما دخل بلال إلي الحجرة ..التي كان بابها ينفتح بطبيعة الحال كل شوية ليدخل بعض الضباط الحاضرين للتعذيب ثم يخرجون ليتحدثوا في هواتفهم قليلا ثم يعودون مرة أخري، أثناء ذلك كنت ألمح ما يجري داخل غرفة التعذيب.. وحدث مع سيد بلال ذات ما تم مع الجميع.. حيث تم إجباره علي خلع ملابسه كما ولدته أمه وتم وضعه علي سرير حديدي وتوثيق قدميه ويديه مشدودين بالسرير..
    ثم قام أمين شرطة بدهن جسم السيد بلال بالجاز- وهي طريقة معروفة لأن الجاز يزيد من شدة تأثير الكهرباء علي الجسم - ثم قاموا بصعقه بالكهرباء بشكل متواصل وهستيري حتى شعرنا بأن صرخاته ترج مديرية أمن الإسكندرية القديمة وبعد أن قام الضباط بتعذيبه من وقت صلاة الظهر وحتى صلاة المغرب..
    السيد بلال خرج عاريا من الحجرة وكانت حالته صعبة جدا وكان باديا عليه الإعياء الشديد فأحضروا له بطانية وقاموا بتغطيته.. ثم طلب من المخبرين وأمناء الشرطة بصوت خافت ضعيف أن يصلي فأحضروا له جلبابه وألبسوه إياه.. وشرع بلال فعلا في الصلاة وهو جالس علي الكرسي إلا أنه فجأة سقط ميتا من أعلي الكرسي.. فقاموا بحمله وأخذوه خارج المكان ولم نعرف عنه شيئا بعدها ولم نره بالطبع حيث كان قد فارق الحياة.
    وعند سؤاله عما إذا كان قد تعرف علي الضباط الذين كانوا يقومون بعمليات التعذيب أكد: نعم هم ذاتهم الذين كانوا يقومون بتعذيبنا عام 2006ولهم أسماء حركية هي :جعفر بك وسراج بك وشوكت بك والقصاص بك..

    لقد كان الضباط في حالة عصبية غير عادية وكانوا يقومون بتعذيبنا بشكل بشع ..وقد رد أحدهم علي استغاثة أحد الإخوة أثناء تعذيبه قائلا :"بالله يا ولاد ال...... ده أوباما وساركوزي بنفسهم منتظرين نتيجة التحقيقات ولازم نبلغهم بأسماء اللي فجروا الكنيسة"..
    وقد رد أحد الإخوة عليه قائلا :"أنا مستعد أمضي لك إني أنا اللي عملت كده بس أوقف التعذيب"..
    لكنه لم يقبل بوقف التعذيب واستمر فيه بشكل أكثر وحشية. وأضاف: بعد أن استشهد بلال قاموا بترحيلنا إلي أمن الدولة بمدينة نصر بالقاهرة..ومن هناك نقلونا إلي سجن استقبال طره وكان ذلك يوم3فبراير الماضي- بعد قيام الثورة - وكانت معاملتنا في أمن الدولة في منتهي المهانة.. فمن يحرك الغمامة من علي عينيه يتعرض فورا للصعق بالكهرباء والضرب المبرح.. كما أننا جميعا كنا مقيدي الأيدي والأرجل وكان علينا ونحن في هذه القيود أن نأكل ونقضي حاجتنا وكان أمرا تعجيزيا فنحن نأكل من طبق لا نري أين هو ولا ما هو محتواه.. وأيدينا وأرجلنا مكبلة ..
    كان وضعا غير آدمي وكنا نضطر أن ننام علي بطوننا ونلعق الطعام بأفواهنا. وكان أمناء الشرطة إذا أدخلوا لنا طعاما به دجاج مثلا يقومون بعمل إحصاء لعدد العظام ..فمثلا "ورك الفرخة به عظمتين".. وهكذا.. ومرة جاء أمين شرطة لي وقال لي إنه عد العظام بطبقي بعد الأكل ووجد أن هناك عظمة ناقصة! وقال إن هناك خطورة في أن استخدم العظمة في فك وثاق يدي وقدمي وقام بالتعدي علي و بعثرة كل محتوياتي داخل الزنزانة من أجل البحث عن العظمة!(8)

    ردحذف