الأربعاء، 31 يناير 2018

من 1 : 5: ثالثا: ملاحظات تؤخذ في الاعتبار


(1) أن منْ ينظر إلى إسرائيل  على أساس أنها لا تُمثل سوى تلك البقعة المكانية التي تحتلها من أرض فلسطين فهو ضيق الأفق، وان النظرة الصحيحة لإسرائيل تشمل كل موضع قدم على  أي جزء من العالم يوجد به يهودي ذا نفوذ مالي أو سياسي.

(2) منْ يرى في الصراع العربي الإسرائيلي أنه مجرد صراع سياسي لا صراع ديني فهو ضيق الأفق أيضا، فالعقيدة الصهيونية هي التي تُشكل أساس السياسة الإسرائيلية، وتحدد تحركاتها، بينما نحن ننسى أو نتناسى عقيدتنا ونحن نتعامل مع بني صهيون تعامل لا يعتمد على العقيدة، وإنما تعامل يعتمد على الواقع السياسي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله .إلا الغرقد فأنه من شجر اليهود..)رواه مسلم.. وقال النبي-  صلى الله عليه وسلم - (تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم) .رواه مسلم.

(3) منْ يرى في مساعدة الغرب الصليبي( أوربا وأمريكا ) لإسرائيل أنها مجرد مساعدة سياسية لا عقائدية فهو ضيق الأفق أيضا، فعقيدة الغرب الصليبي ( أوربا وأمريكا ) هي الأساس في صناعة قرار الغرب الصليبي فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي أو التعامل الإسلامي مع الغرب الصليبي( أوربا وأمريكا) فعقيدة الغرب الصليبي: أن الديانة المسيحية لا تعدو عن كونها شكلا من أشكال الديانة اليهودية، أو على الأقل تُمثل انحرافا عنها، كما يؤمنوا بعودة السيد/ المسيح – عليه السلام – إلى الأرض من جديد ليضمهم ويحتضنهم و يُريق دماء أعداءهم، ولكي يعود المسيح – عليه السلام – لابد من إقامة هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى، ولكي يتحقق ذلك لابد من الحفاظ على أمن إسرائيل، وهذا ما يُفسر لنا انحياز أمريكا التام لها.

(4) أن عقيدة الغرب الصليبي تختلف عن عقيدة الشرق الصليبي ( مسيحي العالم العربي ) فالغرب الصليبي يرفع الصليب كرمز للطمع والعداء، أم الشرق الصليبي يرفع الصليب كرمز للتضحية والفداء.

(5) منْ يرى أن سياسة الغرب الصليبي ( أوربا وأمريكا ) تحكمها شيء من الأخلاق أو اعتبارات الود والصداقة فهو ضيق الأفق أيضا، فهؤلاء القوم تحكمها في تعاملاتهم معنا مبادئ هنري كسنجر وزير خارجية أمريكا السابق، والتي تتجسد في: لا يوجد أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون، ولكن توجد مصالح مشتركة، فأينما توجد المصلحة وجدت الصداقة، وأينما ذهبت المصلحة حلت العداوة.
هذه طريقتهم في التعامل معنا أو مع غيرنا ولعل من لحظات الصدق مع النفس إلى حد ما  والتي تؤكد ذلك المعني ما ذكره الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في مقابلة تلفزيونية (لتلفزيون «تيليموندو» وهو شبكة تبث إرسالها باللغة الأسبانية): "إن الولايات المتحدة لا تعتبر الحكومة التي يتزعمها إسلاميون في مصر حليفًا ولا عدوًا" وقال أوباما ذلك بعد أن هاجم حشد من المتظاهرين الغاضبين بسبب فيلم مسيئًا للإسلام، السفارة الأمريكية في القاهرة.
والحقيقة التي لا ريب فيها أن هذا أساس تعاملهم معنا سواء كان على رأس الدولة حكومة لتيار إسلامي أو غير إسلامي، فلا ننسى قديما إلى حد ما تضحية أمريكا بشاه إيران حليفها الإستراتيجي لصالح الشاه، وقريبا تضحيتها بزين العابدين بن على ومبارك وعلى عبد الله صالح، فالمصلحة هي الأساس فلا صداقة دائمة ولا حليف دائم، فالحليف إذا ما أدى دوره وانعدمت المصلحة بوجوده أصبح عدو وجب التخلص منه لصالح الحليف الجديد، الذي تقتضي المصلحة ضرورة التعامل معه.
وليس في كلامي هذا انتقاصا لوطنية أين من الحليف القديم أو الجديد، ولكن على ما يبدو من وجهة نظري سوء تقدير من كل منهم بأصول التعامل مع الغرب الصليبي.

الأحد، 28 يناير 2018

ثالثا: ملاحظات تؤخذ في الاعتبار: نقاط مجملة

ثالثا:     ملاحظات تؤخذ في الاعتبار:
عدة ملاحظات لابد أن تضعها في الاعتبار وأنت تقرأ الواقع السياسي العربي أو الإسلامي أو العالمي حتى تفهم وتستوعب الأحداث التي تدور من حولك في فترة ما يسمي الربيع العربي أبرزها:
(1) أن منْ ينظر إلى إسرائيل  على أساس أنها لا تُمثل سوى تلك البقعة المكانية التي تحتلها من أرض فلسطين فهو ضيق الأفق.
(2) منْ يرى في الصراع العربي الإسرائيلي أنه مجرد صراع سياسي لا صراع ديني فهو ضيق الأفق أيضا.
(4) منْ يرى في مساعدة الغرب الصليبي( أوربا وأمريكا ) لإسرائيل أنها مجرد مساعدة سياسية لا عقائدية فهو ضيق الأفق أيضا.
(5) أن عقيدة الغرب الصليبي تختلف عن عقيدة الشرق الصليبي ( مسيحي العالم العربي ) فالغرب الصليبي يرفع الصليب كرمز للطمع والعداء، أم الشرق الصليبي فيرفع الصليب كرمز للتضحية والفداء.
(6) منْ يرى أن سياسة الغرب الصليبي ( أوربا وأمريكا ) تحكمها شيء من الأخلاق أو اعتبارات الود والصداقة فهو ضيق الأفق أيضا.

(7) في عالم السياسة وأنت ترقب الأحداث لا تهتم كثيرا بالأقوال ولا بالحديث المنمق بل اجعل جُل تركيزك واهتمامك منصب على الأفعال مثال لذلك:
-    واقع العلاقات الإيرانية الأمريكية حسب الأفعال لا الأقوال:
-    واقع علاقة إيران مع إسرائيل اليهود حسب الأفعال لا الأقوال:
(8) الاقتصاد والسياسة منْ لا يملك قوته لا يملك كلمته.
(9)  الحماقة في تصديق أي شئ: حين لا تتوافر المعلومة إلا من العدو. 
(10) الإعلام والعقل.
(11) أيصبح العدو صديق؟!
(12) سيرة الرسول -  صلى الله عليه وسلم –
•      صدق أمانة إخلاص
•      التعامل مع أهل قريش وأهل ثقيف
•      تحويل القبلة.
تعامله – صلى الله عليه وسلم – مع أهل الذمة – اليهود والنصارى –


(13) مخططات اليهود ومصالح الغرب الصليبي:
(أ)  الخلفية الدينية:
(ب) الخلفية السياسية:
(ج) بروتوكولات حكماء صهيون
(د)  وثيقة مجلة: كيفونيم Kivonimأو الاتجاهات:
(م)  الخطة الشيطانية:أدوات تنفيذ المؤامرة:
(1) حقائق راسخة في العقيدة اليهودية:
(2) المؤامرة
(3) أدوات تنفيذ المؤامرة:
(أ)  السيطرة على الاقتصاد العالمي:
(1) عائلة روتشيلد
(2‌) عائلة روكفلر:
(3‌) عائلة مورغان
(4) روبرت موردوخ
(5‌) بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي
(6‌) البنك الدولي World Bank   - صندوق النقد الدولي International monetary fund
(7‌) اليهود وأسواق المال ( بورصة وول ستريت )
(8‌) منظمة التجارة الدولية (WTO)
(9‌) سيطرة اليهود على مجال العقار Real estate
(10‌)    اليهود والقمار
(ب) السيطرة على المؤسسات الدولية:

أولا: عصبة الأمم:
(1) مولد ونشأة عُصبة الأمم:
(2) شهادات صهيونية وغير صهيونية:
(3) وعد بلفور:
(4) مؤتمر سان ريمو:
(5) الانتداب البريطاني على فلسطين:
(أ‌)  صك الانتداب البريطاني على فلسطين:
(ب‌) عصبة الأمم في خدمة اليهود:
(ت‌) الحقيقة المرة:
ثانيا: الأمم المتحدة:
(أ‌)  اليهود و هيئة الأمم المتحدة
(ب‌) نشأة الأمم المتحدة
(ت‌) رجال اليهود في الأمم المتحدة:
(ث‌) الأمم المتحدة وعضوية "إسرائيل"
ثالثا: مجلس الأمن
(ج) إحياء اليهود لتجارة الرقيق الأبيض لتدمير أخلاق الشعوب:
(1) تجارة الرقيق الأبيض تُرافق القوات الدولية:
أ - في كوسوفو:
ب - في العراق بعد الغزو الدولي لها:
ج - في أفغانستان:
(2) ممارسة اليهود للدعارة في العصر الحديث:
(4) اليهود يطورون مهنة الدعارة:
(5) اليهود والشذوذ الجنسي:
(د) دولة إسرائيل وتجارة الرقيق الأبيض:
(1) شبكات الدعارة الصهيونية والمنطقة العربية:
(2) البغاء في إسرائيل بالأرقام
(م) السيطرة على دوائر صُنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية:
(1) أسباب الانحياز الأمريكي لإسرائيل:
(2) سيطرة اليهود على مراكز اتخاذ القرار السياسي فى إدارات رؤساء الولايات المتحدة:منذ عهد هاري ترومان إلى وقتنا الحاضر ، وهذه أمثلة.

(ن)  الحادي عشر من سبتمبر بين الحقيقة والافتراء
أولا: برجا التجارة العالمية : الموقع والإنشاء:
ثانيا: الرواية الأمريكية الرسمية للحدث
ثالثا: مبنى البنتاجون
رابعا: زيف وكذب الرواية الأمريكية
خامسا: بعض الأراء حول زيف وكذب الرواية الرسمية الأمريكية:
سادسا: الأسباب التي تدعم زيف وكذب الرواية الأمريكية
سابعا:منْ الجاني في أحداث الحادي عشر من سبتمبر ومنْ المجني عليه:

(و) تقسيم الدول العربية باتفاقية سايكس – بيكو الثانية:
1: المؤمنين بين العداوة والمودة:
2: خيبة العرب الكبرى:
(أ‌)  الشريف حسين بن علي الهاشمي
(ب‌) اتفاقية سايكس -  بيكو
(ت‌) لورانس العرب:
(ث‌) تنفيذ المؤامرة:
أولا التغلب على العقبة الأولى السلطان عبد الحميد الثاني:
ثانيا: التغلب على العقبة الثانية: وحدة المسلمين
ثالثا خيبة أمل والاحساس بالخديعة
والآن تعالوا نناقش تلك النقاط في شيئ من التفصيل:

الثلاثاء، 23 يناير 2018

ثانيا: العرب بين الشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الجديد:


ثانيا: العرب بين الشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الجديد:
نشرت مجلة “بوليسي مايك” (PolicyMic) وموقعها الالكتروني أخيرا، أشهر الرسوم والصور التي توضح كيف صاغت بريطانيا العظمى الشرق الأوسط الكبير، وصولا إلى التداعيات والآثار السلبية التي يعاني منها معظم سكان المنطقة اليوم: من كشمير إلى العراق وسوريا وفلسطين!
فمقولة - الإمبراطورية البريطانية التي لا تغرب عنها الشمس - أطلقت في ذروة القوة العسكرية لبريطانيا كأكبر إمبراطورية عرفها التاريخ الحديث، حيث غطت مساحة 13.01 ألف كيلومتر مربع من الأراضي، أي (ربع مساحة العالم تقريبا) شملت حوالي 458 مليون شخص في عام 1938 من خلال المستعمرات في الخارج: مصادر طبيعية وأراض زراعية ومحميات ومصانع ومراكز تجارية وولايات سيادية.
وعلى الرغم من الإنجازات العديدة التي قامت بها بريطانيا فقد كانت الإمبراطورية الاستعمارية مسؤولة عن زرع الفتن وبذور التوتر العالمي والصراعات والحروب في المنطقة، وكثير منها لا يزال مستمرا في التفاقم حتى اليوم. وعندما سئل: كيف يمكن أن تساعد بريطانيا في إنهاء الصراع بين باكستان والهند حول كشمير؟ قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون: شخصيا لا أريد أن تنخرط بريطانيا في مشاكل العالم وأن تلعب دورا قياديا مرة أخرى.. نحن مسؤولون أساسا عما حدث ويحدث في الشرق الأوسط تحديدا.

الإمبراطورية البريطانية سنة 1919
وتبين الخريطة المنقولة عن ويكيبيديا  كل الدول والمناطق التي خضعت للقانون والحكم البريطاني في العالم. وفي حين أن بريطانيا قد لا تكون مسؤولة مسؤولية مباشرة عن كل ما حدث في المنطقة، فإن تدخلها خدمة لمصالحها الذاتية والسياسات التي اتبعتها ومنها سياسة فرق تسد كانت مدمرة تماما ولا توجد فائدة منها على الإطلاق.
في رأي عدد من المؤرخين أيضا، فإن بريطانيا لا تتحمل وحدها المسؤولية التاريخية عن الكثير من الصراعات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث إنه من المستحيل أن نلخص كل تاريخ الشرق الأوسط في عنصر واحد فقط، ونتغافل عن كل التعقيدات والفروق الدقيقة الأخرى، ولكن يبدو أن درس التاريخ الحديث كله موجود وبشكل مكثف في هذه الصور التي ننشرها مجمعة لنعرف كيف وصلت بريطانيا – سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة – بالشرق الأوسط إلى هذه الحالة المأساوية! 
صورة 1- عام 1875 بداية الطريق إلى الهند
خلال القرن التاسع عشر اعتبرت مصر والسودان مناطق استراتيجية للقوى الاستعمارية من حيث إمكانية السيطرة العالمية والقارية. وفي عام 1875 اشترت بريطانيا أسهم مصر في قناة السويس بنحو (4 ملايين جنيه إسترليني)، مما جعلها أكبر مساهم في هذه الشركة الحيوية، وهو ما أمن لبريطانيا الحفاظ على مسار العبور البحري إلى الهند. وفي حين استمر هذا العقد حتى عام 1956 فإن هذه الخطوة الاستراتيجية الجبارة كانت بداية سيطرة الإمبراطورية البريطانية على أنحاء مصر سياسة وأرضا.
صورة 2- بين عامي 1876 – 1882 حماية مصر قبل احتلالها
قبل عام 1876 حكم مصر الخديوي إسماعيل باشا ، وقد أراد جعلها قطعة من أوروبا، وبلغت ديون مصر نحو 100 مليون جنية إسترليني، مما جعله يرهن قناة السويس لبريطانيا، ونتيجة لذلك اضطر لقبول السيطرة (الأنجلو فرنسية) على الخزانة والجمارك وكاتب البريد والسكك الحديدية والموانئ! وبعد الاضطرابات التي حدثت في الإسكندرية وصعود الحركة القومية المصرية في مواجهة الاستعمار بقيادة الزعيم أحمد عرابي، غزت بريطانيا الإسكندرية واحتلت القوات البريطانية مصر رسميا عام 1882 بما في ذلك العباد والبلاد وقناة السويس. ويصور هذا الرسم كيف هزم الأسد البريطاني تمساح النيل رمز مصر وسيطر عليه.


صورة 3- عام 1915 تقسيم الإمبراطورية العثمانية
عقب حرب القوات البحرية البريطانية ضد الجيش التركي – بيومين فقط – وقعت الحكومة البريطانية اتفاقا سريا مع روسيا واشتمل على (تقسيم افتراضي) لأراضي الإمبراطورية العثمانية فيما بينهما كمناطق نفوذ في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى. ووفقا للاتفاق الذي تم توقيعه في 20 مارس عام 1915 فإن مطالب روسيا تضمنت: القسطنطينية والبوسفور والدردنيل وشبه جزيرة جاليبولي وأكثر من نصف القسم الأوروبي من تركيا. أما بريطانيا فقد طالبت بالمناطق الأخرى من الإمبراطورية العثمانية السابقة ووسط بلاد فارس (إيران) وبلاد ما بين النهرين (العراق) والذي عرف وقتئذ بأنه من أغنى مناطق النفط في العالم. ويكشف الاتفاق السري عن تغيير في التحالفات خلال الحرب العظمى، فقد حاربت بريطانيا عام 1854 روسيا لمنعها من المطالبة بالقسطنطينية، بل وأرسل رئيس الوزراء” بنيامين دزرائيلي” الأسطول البريطاني في عام 1878 إلى الدردنيل خلال الحرب الروسية - التركية لدفع روسيا بعيدا عن القسطنطينية!

صورة 4- 1914 – 1918 الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية

على الرغم من أن محاولة ألمانيا الاستيلاء على أوروبا واحتلال دولها قد توقفت - تأثرت منطقة الشرق الأوسط أيضا بتداعيات هذه الحروب الأوروبية - فإن الإمبراطورية العثمانية – أعظم قوة إسلامية في المنطقة وقتئذ – قد اختارت الوقوف إلى جانب ألمانيا وأعلنت الحرب ضد فرنسا وروسيا وبريطانيا العظمى في نوفمبر عام 1914. كانت الإمبراطورية العثمانية تمثل تهديدا خطيرا للإمبراطورية البريطانية، ومن ثم تركزت الضربات البريطانية الاستباقية ضد تركيا تحديدا حتى استطاعت أن تسقطها من عرشها، ومع انتهاء الحرب استولت بريطانيا العظمى على أراضي الإمبراطورية العثمانية والتي ستصبح فيما بعد: سوريا ولبنان والعراق وفلسطين وشرق الأردن. 
صورة 5- عام 1916 تشجيع الثورة العربية الكبرى

توظيف أكياس الذهب ودبلوماسية لورانس العرب ووعود الاستقلال العربي.. كانت هذه هي عدة وعتاد بريطانيا في حربها الناعمة ضد الأتراك العثمانيين، فقد شجعت الانتفاضات العربية في عام 1916 ضد تركيا والإمبراطورية العثمانية، وهي الانتفاضات المعروفة باسم:” الثورة العربية الكبرى”، ومع ذلك فقد فشل الحلفاء المنتصرون بعد الحرب في منح الاستقلال الكامل للشعوب العربية، وبدلا من ذلك فقد وضعت هذه الشعوب تحت السيطرة البريطانية والفرنسية ( بالقوة) بموجب معاهدة “فرساي”.

صورة 6- عام 1916 ترسيم حدود الشرق الأوسط
بعد أكثر من سنة على توقيع الاتفاق السري بين روسيا وبريطانيا العظمى وفرنسا وهي المعاهدة المعروفة بسايكس بيكو.. قسمت معظم أراضي المنطقة العربية التي كانت خاضعة للإمبراطورية العثمانية إلى مناطق للنفوذ العالمي بعد الحرب بين بريطانيا وفرنسا، وبتوقيع السير مارك سايكس وفرانسوا جورج بيكو، ورغم كل ما يقال عن تقسيم منطقة الشرق الأوسط عبر الحدود المصطنعة التي تلبي الاحتياجات الاستعمارية لكل من بريطانيا وفرنسا، ورغم أن هذه الحدود لم تكن تتوافق مع التمايزات والاختلافات الطائفية والقبلية والعرقية على أرض الواقع، ناهيك عن فشل معظم مشاريع القومية العربية (العلمانية) والتخلف في مختلف المستويات، فإن الشعوب العربية كانت أفضل حالا في ظل الإمبراطوريات الأوروبية من وجودهم تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية أو مما هم عليه الآن!

صورة 7- 1914 – 1918 بذر بذور الصراع بين إسرائيل وفلسطين

بعد الحرب العالمية الأولى وفي غمار تقسيم الإمبراطورية العثمانية منحت الحكومة البريطانية تفويضا لحكم فلسطين، بما في ذلك الالتزام أمام الجالية اليهودية في بريطانيا بإنشاء “وطن قومي” لليهود في منطقة الشرق الأوسط، وهي الفكرة التي طرحها وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور. وحرصا على احتفاظ بريطانيا بوعودها وعدت العرب أيضا بدولة عربية على نفس الأرض!وقد تصاعد التوتر بين الجانبين وتطور في النهاية إلى أن أصبح الصراع الإسرائيلي الفلسطيني “ الشهير”، والذي بدأ قبل قرن من الآن، وقد واجه البريطانيون الشغب والانتفاضات المتتالية من كلا الجانبين العربي واليهودي في النصف الأول من القرن العشرين.

صورة 8 - عام 1947 الأمم المتحدة تصوت على تقسيم فلسطين
بعد أن حكمت فلسطين منذ عام 1920 سلمت بريطانيا المسؤولية عن حل قضية الصراع العربي - الصهيوني إلى الأمم المتحدة في عام 1947، ومنذ ذلك الوقت ابتليت المنطقة بالاضطرابات المزمنة والمعقدة بين”العرب أصحاب الأرض” وسكانها الأصليين واليهود ( المهاجرين) الذين لا يبدأ تاريخهم أبعد من عام 1910، حيث تنازع الجانبان على نفس الأرض التي كانت تسيطر عليها بريطانيا. وقد أوصت الأمم المتحدة بتقسيم الأرض إلى دولتين منفصلتين ومستقلتين بين اليهود والفلسطينيين ووفقا لخطة التقسيم تمنح نسبة 56.47 % من أراضي فلسطين للدولة اليهودية و43.53 % للدولة العربية. ورغم أن الفلسطينيين عارضوا خطة التقسيم منذ البداية فقد وافقت القوات اليهودية وأمنت حصتها المخصصة من أراضي فلسطين حسب الأمم المتحدة فضلا عن الأراضي العربية الأخرى.
صورة 9 - عام 1948 إعداد المسرح للصراع بين إسرائيل وفلسطين إلى اليوم
مع انسحاب بريطانيا من المنطقة في 14 مايو عام 1948 وإعلان قيام دولة إسرائيل كأول دولة يهودية منذ ما يقرب من ألفي سنة ( 2000 )، غزت – في اليوم التالي مباشرة – خمسة جيوش عربية إسرائيل: من مصر والأردن ولبنان وسوريا والعراق. وقد تمكن الجيش الإسرائيلي من درء العرب والاستيلاء على المناطق الرئيسة في فلسطين بما في ذلك الجليل والساحل الفلسطيني وشريط من الأراضي التي تربط المنطقة الساحلية إلى الغرب من القدس. وبعد مفاوضات ومناقشات أعلنت الأمم المتحدة وقف إطلاق النار في عام 1949 حيث اكتسبت إسرائيل منذ ذلك التاريخ السيطرة الدائمة على هذه المناطق.

صورة 10 - ما بعد الحرب العالمية الأولى.. مصالح ذاتية في العراق
بعد أن حاربت الدولة العثمانية إلى جانب دول المحور: ألمانيا والنمسا والمجر، احتل البريطانيون بغداد. وقد ظلت العراق تحت الانتداب البريطاني على مدى عقود ثلاثة لاحقة كمزيج معقد من المجموعات الإثنية الدينية والعرقية. ومع ذلك لم تكتف شهية بريطانيا الشرهة بما كسبت، وإنما أرادت السيطرة على حقول النفط في الدولة الجديدة الوليدة وخطوط السكك الحديدية والأنهار الصالحة للملاحة، ولاسيما “ دجلة “ و” الفرات” لأغراض التجارة والنقل، ولم يساورهم القلق إلا من هذا الخليط من القبائل والعشائر والعرقيات، بما في ذلك الأكراد والشيعة حول البصرة والطائفة السنية وملوكها في بغداد، ومن ثم نشأ الحكم الملكي الهاشمي في 1921 ومنحت البلاد استقلالها في الثالث من أكتوبر 1932، وبموجب بنود المعاهدة والاتفاق “ الأنجلو - عراقي “ في عام 1930 تم الإبقاء على القوات البريطانية وتدريب الجيش العراقي، ومع ذلك فقد أصبحت العراق هي الأرضية الخصبة للتمرد ضد الوجود البريطاني، خاصة بين الضباط القوميين الجدد.
الشرق الأوسط الجديد:
حينما تحدث الملك محمد السادس في خطابه أمام مجلس التعاون الخليجي عن مؤامرات التقسيم التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وقال إن التقسيم يزحف من الشرق إلى الغرب، وإن خطره يهدد الوحدة الترابية للمغرب، وهو ما يقصد بالضبط الصحراء المغربية، عاد عدد من العارفين بأسرار أمريكا إلى ما حدث في الكونغرس الأمريكي قبل سنوات وإلى الداهية هنري لويس، ذلك الأمريكي الذي لم يخف عداءه للعرب والمسلمين، والذي خط أكبر مشروع تقسيم للعالم العربي و الإسلامي.
تبدأ خطة "برنارد لويس" من خلاصته في دراسة العرب والمسلمين، إحداها تعتبر أن تخلف العرب  المسلمين يعود إلى الدين الإسلامي، ويقول بلا هوادة إن تخلف العرب والمسلمين يعود إلى توقف الاجتهاد الديني مع متطلبات العصر، وهو يعود في هذه الخلاصة المثيرة إلى دراسته للتاريخ الإسلامي والعربي والتي حصل بموجبها على الدكتوراة في تاريخ الإسلام من كلية الدراسات الشرقية بلندن سنة 1936، ولذلك فإنه يعد واحدا من المنظرين المستشرقين لتفتيت العالم الإسلامي والعربي وفق معايير ليست بالضرورة وطنية.
العثمانيون... عرب القرون الوسطى...لاسيما السوريين...تاريخ الشرق الأوسط...العرب والمسلمون...الإسلام والمسيحية...مذابح الأرمن...أزمة الإسلام...عناوين لأبحاث كثيرة ل "برنارد لويس" قادته ليصبح واحدا من المطلوبين لدى الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس "بوش" في نهاية السبعينات من القرن الماضي، قبل أن يحصل على الجنسية الأمريكية سنة 1982، وسنة واحدة بعدها سيضع مشروعه الاستراتيجي القائم على تقسيم العالم العربي إلى دويلات بناء معايير إثنية مختلفة.
ومنذ ذلك التاربخ أصبح "برناد لويس" مرجعا في السياسة الأمريكية في التعاطي مع العالم العربي والإسلامي، وأصبح مستشارا لوزارة الدفاع الأمريكية، وهو ما ممكنه من الذهاب بعيدا مع مشروعه التفتيتي للعالم العربي و الإسلامي ووثق خرائطه بنفسه، لتتم المصادقة عليه من قبل الكونغكرس الأمريكي في جلسة سرية سنة 1983 على النحو التالي.
تقسيم مصر إلى أربع دويلات : سيناء وشرق الدلتا، والدولة النصرانية وعاصمتها الإسكندرية، ودولة النوبة، وعاصمتها السودان ثم مصر الإسلامية و عاصمتها القاهرة.
تقسيم السودان إلى أربع دويلات : دويلة النوبة، ودويلة الشمال السوداني، ودويلة الجنوب السوداني المسيحي ثم دارفور.
تفكيك ليبيا إلى دولة البربر، ودولة البوليساريو ثم الباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس ولييبا.
إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات من الخريطة، وتحويل شبه الجزيرة العربية إلى ثلاث دويلات، دويلة الإحساء الشيعية، وتضم الكويت والإمارات وقطر عمان والبحرين ثم دويلة نجد السنية ثم دويلة الحجاز السنية.
تفتيت العراق إلى دولة شيعية في الجنوب حول البصرة، ودويلة سنية في وسط العراق حول بغداد، ثم دويلة كردية في الشمال والشمال الشرقي.
ثم تقسيم سوريا إلى أربع دويلات : دويلة علوية شيعية، ودويلة سنية في منطقة حلب، ودويلة سنية في منطقة دمشق، ثم دويلة الدروز  في الجولان ولبنان.
أما لبنان فقد اقترح مشروع "برناد لويس" تقسيمها إلى دويلة سنية في الشمال وعاصمتها طرابلس، ثم دويلة مارونية شمالا عاصمتها جونية، ودويلة سهل البقاع العلوية عاصمتها بعلبك، وبيروت الدولية، وكانتون فلسطيني حول صيدا، وكانتون كتائبي في الجنوب، ودويلة درزية ثم كانتون  مسيحي تحت النفوذ الاسرائيلي.
تفتيت ايران وباكستان وأفغانستان إلى كردستان، و أذربيجان، وتركمسنتان، وعربستان، وايرانستان، وبوخنستان، وبلونستان، وأفغانستان، وباكستان ثم كشمير، أما تركيا فيقترح مشروع "برنارد لويس" انتزاع جزء منها وضمه إلى الدولة الكردية المزمع إقامتها في العراق وتصفية الأردن  وابتلاع فلسطين بالكامل.
بالله عليكم ألا نرى الآن ملامح ذلك التقسيم في كل من: العراق، سوريا، ليبيا، السودان، لبنان ... ولم يبق إلا مصر ؟!


 المراجع:
(1) https://www.fay3.com/iVlte51X0
(2) http://www.alayam24.com/articles-28073.html

الاثنين، 22 يناير 2018

أولا: توطئة بها تورية:

أولا: توطئة بها تورية:

في البدء أقول: إنني إنسان فاسد، وإن لم أكن فاسدا بالكلية فعلى الأقل بي مسحة من فساد، فلم يخلقني الله – جل في علاه – ملكا أُصيب فلا أخطئ، ولم يخلقني – سبحانه وتعالى – شيطانا أُخطئ فلا أُصيب، وإنما خلقتني بشرا أخطئ وأصيب، فإذا أصبت حمدت الله تعالي، وإن أخطأت استغفرته – سبحانه – على خطئي.
من ذلك المنطق أُعلن أنني إرتكبت حقيقة أو خيالا كل الموبقات إلا شيئ واحد ألا وهو الشرك بالله – جل في علاه - ال تعالى:( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُو ا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.)[الزمر:53].
وقال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم – (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.) أخرجه الترمذي وابن ماجه والدارمي.
مما تقدم أطلب من الجميع قراءة الموضوع بعيدا عن حبه أو كرهه لي، قراءة بالعقل لا بالعين، قراءة فهم وتدبر وإدارك، فانظر واقرأ بعيدا عن وجهة نظرك في الكاتب، لأننا للأسف الشديد نُسقط وجهة نظرنا سواء كانت صحيحة أو خاطئة في الكاتب على ما يكتب، فنخرج أمراضنا النفسية على شخص الكاتب، وليس على صدق أو كذب ما يقول.

إخواني وبني جلدتي:
إن الثورات العربية التي إجتاحت ومازالت تجتاح منطقتنا العربية ليست هي الأولى في التاريخ العربي والإسلامي .. فمنذ حوالي 100 عام كان الغرب يخطط لإسقاط الدولة العثمانية التي تمثل الخلافة الإسلامية ومركز ثقل العالم الإسلامي فهي دولة قوية متقدمة موحدة فيها خليفة المسلمين، ولديها ممتلكات كثيرة تمثلت بالولايات التابعة لها العربية وغير العربية، و فيها الأرض المقدسة القدس و الشام و فلسطين وهي ما أغرت الغرب لاقتسام ممتلكاتها.
 لكن (الغرب) ومن خلفهم اليهود أدركوا بأنهم يجب أن يعملوا على إحداث شرخ في داخل ذاك الجسد، حتى يتمكنوا من الإجهاز عليه، فانطلقوا نحو العرب لتحريضهم ضد العثمانيين، عن طريق شرخ بنية العرب الداخلية و استخدام العملاء للتجسس و زرع أفكار تقسيمية لصناعة ثورة عربية كبرى حدثت عام 1916م أدت إلى تفتيت الوحدة الإسلامية و احتلال الدول العربية و تقسيمها و زرع أفكار القومية العربية بدلاً من الوحدة الإسلامية و كذلك سقوط دولة الخلافة الإسلامية و إنشاء تركيا الأتاتوركية العلمانية بعد أن كانت اسطنبول مقر الخلافة العثمانية و أهم أهداف إسقاط الخلافة العثمانية في ذلك الوقت كان احتلال القدس.
لورنس العرب في شمال جدة عام 1917.

ومن العملاء الذين تم استخدامهم لتلك المهام
 توماس إدوارد لورانس المعروف بلورانس العرب، فهل ثورات الربيع العربي التي يدعمها برنار هنري ليفي وتذكرنا بلورنس العرب ومشاريعه في المنطقة العربية في النصف الأول من القرن العشرين. تلك المشاريع التي لم تنتج سوى الفشل والتبعية؟! ستكون نتيجتها هي ذات النتائج التي ترتبت على الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية سنة 1916؟!
هذا بخلاف الثقة التي يُعطيها الكثير من الثوار والدوائر القائمة على الحكم الآن في بلاد الربيع العربي للغرب الأوربي والكاوبوي الأمريكي، و أحياناً أخرى للشيعة الصفوية الفارسية في إيران، فما هي النتائج التي ترتبت على الثورة العربية الكبرى سنة 1916
1. تقسيم الوطن العربي إلى مناطق نفوذ بين الحلفاء، وخضوع بلداننا للاحتلال، ورسم حدود بين الأقطار العربية.
2.التمسك بالعصبية والقومية بدلاً من الأممية التي ركز عليها الإسلام، الذي قام على مبدأ لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى؛ فقد خدع لورنس هذا، العرب بضرورة إقامة حكم عربي واستبدال خليفة المسلمين في نظر مسلمي العالم بشريف من نسل الرسول – صلى الله عليه وسلم - كحاكم للحرمين وحامى للكعبة، وهنا دخلت العنصرية والقبلية، فصار شعارنا أنا ومن بعدي الطوفان، لا بل صرنا نتشبث بالسلطة ونتصارع عليها.
3.أسهمت وبشكل كبير في إنهاء حكم الإسلام وإضعاف المسلمين عالمياً وخضوعهم للصليبيين. فلورنس لم يكن يهمه من أمر العرب شيئاً فهو لم يكرّس نفسه لإنشاء دولة عربية موحدة كما يُشاع لأنّه كان يُقدّم مصلحة بلاده على أي شيء آخر، ومصلحة بريطانيا تقضي بإبقاء الشرق الأوسط منقسماً على ذاته، يقول لورنس في أحد تقاريره: لو تمكنا من تحريض العرب على انتزاع حقوقهم من تركيا فجاءه وبالعنف لقضينا على خطر الإسلام إلى الأبد ودفعنا المسلمين إلى إعلان الحرب على أنفسهم فنمزقهم من داخلهم وفي عقر دارهم، وسيقوم نتيجة لذلك خليفة للمسلمين في تركيا وآخر في العالم العربي ليخوضا حرباً دينية داخلية فيما بينهما، ولن يخيفنا الإسلام بعد هذا أبداً

4.  بسببها تم كسر شوكة المسلمين والعرب، إذ كانت العقبة الأساسية التي كانت تواجه بريطانيا وحلفاءها هي الإسلام؛ لذلك سعوا للقضاء عليه عن طريق هدم الخِلافة الإسلامية، والدليل تقرير سريّ كتبه لورنس عام 1916 بعنوان سياسة مكة أوضح فيه رأيه في ثورة العرب: إنّ نشاط الحسين مفيد لنا إذ أنّه ينسجم مع أهدافنا الكبيرة، وهي تفكيك الرابطة الإسلامية وهزيمة الإمبراطورية العثمانية وانحلالها، لأنّ الدول التي ستنشأ لتخلف الأتراك لن تشكل أي خطر على مصالحنا… فإذا تمكنا من التحكم بهم بصورة صحيحة فإنهم سيبقون منقسمين سياسياً إلى دويلات تحسد بعضها البعض ولا يمكن أن تتحد".
5. أسهمت في زرع بذور التفرقة والتجزئة بيننا حتى بتنا عاجزين عن توحيد عملتنا وأسواقنا،واسهم في القضاء على أي فكرة أو مشروع للتكامل العربي.
6. هي منْ مهدت الطريق لاحتلال فلسطين.
7.إنها ورثتنا الخيانة والغدر والتخلي عن قضايانا فمنذ ذلك التاريخ والعرب لا يتكاتفون وكلما ظهر فيهم رجل صالح تأمروا عليه وغدروا به وأقصوه خوفاً على المناصب والمصالح.
فهل يتشابه المصير العربي في ثورات الربيع العربي مع ماحدث في ثورة العرب الكبرى؟! وما هي أبرز النتائج التي برزت على السطح الآن في دول الربيع العربي بعد مضي ما يربو على الخمسة أعوام ؟! وهل هي نتائج سلبية ؟! أم إيجابية؟!
قبل الخوض في هذا الموضوع لابد من أن ألقي الضوء على عقيدتي التي بها أدين وأعتقد، وتشكل الأساس الذي عليه ومن خلاله أرنو إلى كل شئ من حولي، ويمكن إيجاز ذلك في النقاط التالية:

· أنا إنسان فاسد فإن لم أكن فاسدا بالكلية فعلى الأقل بي مسحة من فساد، فقد شاءت إرادة الحق – تبارك وتعالى – أن يكون أصلي طين عُجن بالماء، وأن يخلقني من نطفة من ماء مهين، ثم جعلني من البني آدميين قائلا على لسان رسوله الكريم – صل الله وسلم عليه وعلى آله أجمعين - : كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون. فاللهم أجعلني دائما من عبادك التوابين الموحدين المتطهرين.
· أنا فل من الفلول وعميل من العملاء أقولها بملء فمي حتى لا يقوم منْ لا يمكنه الرد على حجتي بوصفي بالعمالة والفلول ليُحدث نوع من الإسقاط السالب على ما أقول، وذلك  لأني أعلم أن وصف الفلول والعمالة جاهزة لكل منْ يحاول إيضاح جانب من حقيقة ما حدث، ولكن هذا لن يُثني المرء على قول كلمة الحق، حتى ولو وقفت غصة في حناجر منْ لا يقبلون النقد، هؤلاء الذين انتفخت أوداجهم لمجرد وجودهم العابر في ميدان التحرير، وإن الأيام القادمة ستكشف عن الكثير من الحقائق التي مازالت مستترة والتي ستثبت أن هناك منْ تآمر على ذلك البلد ليس بدافع التغيير ومقاومة الفساد، وإنما بدافع القفز على السلطة، ومحكمة التاريخ لم ولن تكذب أو تتجمل
· فلم يخلقني الله – جل في علاه – ملكا يُصيب، ولا يُخطأ، ولم يخلقني شيطانا يُخطئ، ولا يُصيب، وإنما خلقني بشرا يُصيب ويُخطئ، فإن أصبتُ حمدت الله وأثنيت عليه، وإن أخطأت تُبت إلى الله، وأنبتُ إليه.
· لست إخوانيا ولا سلفيا ولا جهاديا و لا يمنيا ولا يساريا ولا داعشيا بل أنا مسلما أتمنى على الله أن يرفعني من درجة الإسلام إلى درجة الإيمان، ثم أتوسل إليه أن يرفعني درجة أخرى من مرتبة الإيمان إلى مرتبة الإحسان، وهي أن أعبد الله كأني أراه فإن لم أكن أراه فهو يراني.
· أأمن بأن حرية العقيدة حق مكفول للجميع، منحه الحق – تبارك وتعالى – لكل عباده دون استثناء فقد قال – جل شأنه – ( لا إكراه في الدين )
· أأمن أن منْ له الحق في حساب العبد على عقيدته هو منْ منحه حرية العقيدة – جل شأنه – فلا يحق لإنسان أن يحاسب المرء على حق منحه له خالق السموات والأرض.
· أأمن بأن إخواننا النصارى بغض النظر عن مذاهبهم في النصرانية ( كاثوليك أو أرثوذكس أو بروتستنت...الخ) ينقسمون من وجهة نظري إلى قسمين:

-  القسم الأول مسيحية سياسية:  وهي التي ترفع الصليب رمزا للطمع والعداء،  من أجل تحقيق مكاسب دنيوية، وهذا القسم من النصارى يرتكز في بلاد الغرب في أوربا وأمريكا وهؤلاء هم أصحاب الحروب الصليبية في الماضي والحاضر بل والمستقبل،وهؤلاء منْ قصدهم - الحق تبارك وتعالى – {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} (1) البقرة:120

-  أما القسم الثاني: وهو المسيحية الدينية: وهي التي ترفع الصليب رمزا للتضحية والفداء، وهذا القسم من النصارى يرتكز في بلاد المشرق الإسلامي بصفة عامة والمشرق العربي بصفة خاصة، وهؤلاء هم الذين قصدهم – المولى جل وعلا – في قوله {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (2) المائدة:82.
· تعلمت من القرآن الكريم أن أُعمل عقلي في كل ما يدور حولي وفي كل ما أقرأ أو أسمع، فلا يُعقل أن تكون أول رسالة للقرآن الكريم  للمسلمين على وجه الأرض تنحصر في الدعوة للعلم والتعلم وإعمال العقل في قوله تعالى للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ونحن رغم ذلك نوقف عقولنا ونمنعها من التدبر والفهم.
· وتعلمت من سيرة الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – أن الصدق والأمانة والإخلاص هم الأساس الذي يوصل المرء إلى هدفه الذي إليه يسعى، وأن المرء لن يُرضي كل البشر، ومن ثمة فلا أعبأ بمدح أو ذم الناس فمدحهم وذمهم سواء، بل أحيانا يكون الذم أفضل للمرء من المدح على حد قول ابن حزم الأندلسي في كتابة الأخلاق والسير في مداواة النفوس،   وانه يجب على الإنسان أن يعمل ما هو مقتنع به، وأن مدار العمل على النية التي لا يطلع عليها إلا الله – جل في علاه – وأنه لا خير في ثقافة لا تتحول إلى سلوك، فما قيمة أن تعلم، ولا تعمل بما تعلم، وأن الغضب يُذهب العقل، فقدر المستطاع اجتهدت ألا أغضب حتى لا أعطل عقلي.
· لا أعبأ كثيرا بتعديل وجهة نظر الآخرين عني، فليراني كل منهم حيث يشاء، فمنْ يراني قديس فهو وشأنه ومن يراني إبليس فهو وشأنه، ومنْ يراني مظلوما، فكما يشاء، ومن يراني ظالما، فهو وما أراد، ومن يراني عميلا فهذا رأيه، وفي النهاية على حد قول الأخ/ محمد الحسيني من إخوان بلدنا متعجبا لأحد إخوانه من حالي قائلا عني: "أني مرة أعمل شقي، ومرة أعمل فقي", فهذا رأيه، ويرجع عدم اهتمامي بتعديل وجهة نظر الآخرين عني لأنني ببساطة أعبد رب الناس، ولا أعبد الناس، ورب الناس يطلع على سري وعلني، وهو الذي سيحاسبني، أما الناس فلا يرون غير الظاهر ولا يعلمون النية والباطن، ولا يستطيعون جلب منفعة لي إلا بإرادة الله، ولا دفع ضرر إلا بإرادة الله، فإذا كانوا عاجزون، فكيف بي أهتم بآراء عاجزين مثلي؟!

· تتلمذت على يد ابن خلدون وتعلمت منه أن العلم الحقيقي هو العلم المستمد من الواقع ، كما تعلمت منه كيف أدرس الواقع من حولي وكيف أصل إلى الخيوط التي تربط ذلك الواقع بديني وعقيدتي، و كم الصلة بين تلك الخيوط في الماضي والحاضر وكذلك المستقبل.
· قرأت لأرسطو وتعلمت من نظرية المحرك الأول التي تقول: أن كل متحرك لابد له من محرك وهكذا حتى نصل إلى المحرك الأول الذي يُحرك ولا يتحرك.، علمتني هذه النظرية أن تكون نظرتي لأي ظاهرة اجتماعية تنطوي على الكثير من العمق والبحث خلف الأسباب التي تقف خلف تلك الظاهرة والتي قد لا تكون واضحة لعموم الناس.
· قرأت الكثير من قصص الجاسوسية فتعلمت منها الاهتمام بأدق التفاصيل التي قد لا تكون واضحة للعامة، وقد لا تشغل بالهم، وهذا ساعدني في فهم الكثير من الظواهر.

تلك كلمات أتمنى أن نُدرك معناها قبل أن ندخل إلى نتائج الربيع العربي.