السبت، 28 يوليو 2018

(2) بعض المواقف الدولية من ثورة يناير:ثانيا ربيع مصر(2) دول الربيع العربي بين الأحلام الوردية والواقع المرير:سابعا: وجهة نظر تحليل وعبر:


سابعا: وجهة نظر تحليل وعبر:
(2) دول الربيع العربي بين الأحلام الوردية والواقع المرير:
ثانيا ربيع مصر:
(2) بعض المواقف الدولية من ثورة يناير:
- دعت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية، في بيان لها يوم 24 يناير، السلطات المصرية إلى عدم قمع المتظاهرين في المسيرة التي توافق عيد الشرطة.
- نشرت گارديان البريطانية أن النظام أعد نفسه لواحدة من أكبر المظاهرات التي خططت لها المعارضة عبر سنوات، حيث يسعى المتظاهرون إلى المطالبة بالإصلاح السياسي.
واعتبرت الصحيفة أن إعلان النشطاء التونسيين عن تنظيم احتجاجات بدورهم تضامناً مع أقرانهم المصريين إنما تمثل خطوة تشير إلى احتمال انتشار الثورة التونسية في أجزاء أخرى من العالم العربي، لافتة إلى أن احتجاجات موازية يتم تنظيمها أمام السفارة المصرية في لندن وواشنطن.
كما رأت الصحيفة أن تنظيم احتجاجات مضادة من قبل أنصار النظام تحت شعار"مبارك: أمن مصر" يعد دليلاً على مدى الجدية التي يتعامل بها النظام الحاكم مع التحدي الذي يواجه سلطته بعد الأحداث التونسية.
- قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إن احتشاد نشطاء الديمقراطية في شوارع القاهرة وثلاث مدن كبرى اليوم كان انتصارا تنظيميا للديمقراطية التي على ما يبدو نفدت طاقتها خلال الأعوام القليلة الماضية رغم اندلاع عدد من المظاهرات اقتصرت على النشطاء واتسمت بقمع الحكومة للصحفيين المستقلين والمدونين.
- مجلة التايم الأمريكية فقد تساءلت عما إذا كانت مصر تشهد ثورة عبر الفيس بوك، في إشارة إلى أن الدعوة إلى الاحتجاجات، اليوم الثلاثاء، قد جاءت من إحدى المجموعات على هذا الموقع الاجتماعي.. ورأت الصحيفة أن مشاركة نصف من قالوا إنهم سيحضرون الاحتجاجات وعددهم يتجاوز 85 ألف شخص، سيجعل الثلاثاء يوماً تاريخياً في النشاط السياسي المصري في عهد مبارك.
- نقلت التايم عن الباحث الأمريكي في العلوم السياسية جوشوا ستاشر قوله إن هناك بالقطع أمورًا مثيرة للاهتمام تحدث.. فقد تسببت أحداث تونس في إشعال طاقة جديدة في ضوء المطالب التي أصبحت حركات المعارضة تطلبها في الشرق الأوسط، لكنه يستطرد قائلاً إن المطالبة بشيء ما يختلف عن رويته يتحقق على أرض الواقع.
- صحيفة التليگراف، بدورها رأت أن هذه المظاهرات المخطط لها في جميع أنحاء البلاد ستمثل اختباراً عما إذا كان نشطاء الإنترنت قادرين على ترجمة رسائلهم الإلكترونية إلى عمل في الشارع.. ووصفت هؤلاء النشطاء بأنهم أصبحوا أكثر الأصوات نشاطاً في انتقادهم للرئيس مبارك وبقائه في الحكم لثلاثة عقود متتالية.
- قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الشباب المصري تمكن بمهارة بالغة من تفعيل وسائل التكنولوجيا الحديثة واستخدامها في التصدي للـفقر والبطالة والفساد والتعذيب، والدعوة للاحتجاج في "يوم الغضب".
(1) الموقف الأمريكي:
اتسم الموقف الأمريكي والمواقف الغربية بشكل عام بقدر كبير من التخبط والارتباك، خاصة في الأيام الأولى للثورة وذلك لعدم وضوح الرؤية، حيث ساد قدر كبير من الترقب والحذر في متابعة الأحداث، في محاولة لاستكشاف موازين القوى واتجاهات التطور على أرض الواقع، فسقوط نظام الرئيس مبارك لم يكن في حسابات الأجندة السياسية الأمريكية على الإطلاق، حيث فشلت جميع مراكز أبحاثها وأجهزتها المخابراتية (فيما هو معلن من طرفها) في التنبؤ بهذا الحدث الضخم.
يؤكد ذلك ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة – وخاصة أجهزتها الاستخباراتية  – فشلت في تقدير حجم المخاطر الحقيقية التي تتهدد نظام الرئيس مبارك بعد سقوط نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، حيث قدرت احتمال تعرض رأس النظام الحاكم في مصر لنفس مصير رأس النظام التونسي السابق بنسبة 20% فقط .
لذا فقد جاءت تصريحات الإدارة الأمريكية تنطوي على الكثير من الترقب والحذر انتظارا لتطور الأحداث فحثت الطرفين على إبداء أكبر قدر من ضبط النفس، وركزت على مطالبة مبارك بعدم استخدام وسائل القمع أو العنف في التعامل مع  المعتصمين والمتظاهرين الذين طالبتهم في الوقت نفسه بالالتزام بالتظاهر السلمي.
صرح الرئيس باراك أوباما: العنف لن ينجح في معالجة مظالم الشعب المصري، وقمع الأفكار لا ينجح أبدا في القضاء عليها، الحكومات حول العالم واجب عليها الاستجابة لمواطنيها،جميع الحكومات يجب أن تحافظ على السلطة من خلال الموافقة لا الإكراه.(1)
فقد صرح  روبرت جيتس السكرتير الصحفي للبيت الأبيض يوم 26 يناير بقوله.." أن بلاده تساند مبارك، لكون بلاده حليف قوى "، فيما اعتبرت كلينتون أن أمام الحكومة المصرية فرصة هامة لتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
لكن سرعان ما اعتمدت السياسة الخارجية الأمريكية عبارات صُنفت على أنها تحول في الموقف الأمريكي مثل: "نتمنى أن تنتهي أعمال العنف في مصر" (28 كانون الثاني/ يناير)، و"الانتقال المنظم للسلطة" (30 كانون الثاني/ يناير)، و"لا بد أن يتم انتقال السلطة الآن وبطريقة ناجعة" (1 شباط/ فبراير)، وفي نهاية المطاف فقد تحققت هذه الرغبات بطريقة ما، وبمعنى آخر فإن الولايات المتحدة تخلت عن نظام مبارك وحكومته في غضون ثلاثة إلى أربعة أيام فقط من بدء ثورة الشعب المصري في 25 كانون الثاني/ يناير، ليتحقق ما صرحت به وزيرة خارجية أمريكا سابقا كوندليزا رايز حيث قالت: "عملنا على مدى نصف قرن على كسب عمالة الحكام، واليوم يجب العمل على كسب عمالة الشعوب"
في أول رد فعل على تعيين اللواء عمر سليمان نائبا للرئيس وتسمية رئيس وزراء جديد لمصر أعلنت الولايات المتحدة إن تغيير الأشخاص غير كاف وأكدت على الحاجة إلى إجراء تغيير سياسي "حقيقي" وهددت بإعادة النظر بالمعونات المالية الكبيرة التي تقدمها لمصر.(2)
ثم سعت واشنطن إلى تأمين انتقال آمن ومنظم للسلطة من مبارك لنائبه عمر سليمان، وشهدت تلك النقلة إرسال الدبلوماسي فرانك وايزنر للقاهرة في 31 يناير لإبلاغ مبارك رسالة مفادها أن عليه الإعداد لانتقال تدريجي للسلطة، عبر محاولة تأمين انتقال آمن ومنظم للسلطة من مبارك لنائبه عمر سليمان، بما يتضمنه ذلك من إبعاده لمبارك عن القصر الجمهوري دون تجريده من سلطته الرئاسية فوراً، وبعدها تتفاوض حكومة انتقالية يرأسها سليمان مع رموز المعارضة لإصلاح الدستور وبدء التغييرات الديمقراطية.
وفي نفس الوقت  شددت  كلينتون في عدة برامج حوارية على  عبارة أن الولايات المتحدة ستسعى لحدوث " فترة انتقالية منظمة" في مصر تثمر عن إصلاحات ديمقراطية من دون زعزعة استقرار البلاد.
ففي خطوة غير مسبوقة ظهرت وزيرة الخارجية الأمريكية في خمس مقابلات متتالية في برامج تليفزيونية صباحية الواحدة تلو الأخرى للتعليق على الوضع في مصر. وقد سئلت مرارا وتكرار أن تعلن عن تأييدها أو معارضتها للرئيس المصري، إلا أنها تحاشت تماما الإجابة وأكدت أن "الولايات المتحدة في صف الشعب المصري ونريد مصر ديمقراطية تحترم حقوق شعبها"(3)
أيدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في 6 شباط/ فبراير إشراك جماعة الإخوان المسلمين المعارضة في الحوار الجاري بين الحكومة المصرية والقوى المعارضة للخروج من الأزمة السياسة التي تمر بها مصر.
بعد "موقعة الجمل" تحدثت كلينتون عن تنحية مبارك قائلة "على الأقل يجب تنحية مبارك عن الطريق حتى يتمكن نائبه عمر سليمان من الدخول في محادثات مع قيادات الاحتجاجات بشأن كل شيء بدءا من التغيرات الدستورية وصولا إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة ".
رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي جون كيري قال: إن على الرئيس مبارك أن يدرك إن استقرار مصر يتوقف على تنازله عن الحكم لمصلحة نظام سياسي جديد. ودعا كيري الرئيس المصري إلى الإعلان صراحة عدم نيته الترشح أو ترشيح ابنه للانتخابات الرئاسية وإخراج عائلته من المعادلة السياسية،وناشد كيري البيت الأبيض والكونغرس إعادة النظر في نوع المساعدات التي تقدمها واشنطن لمصر.(4)
رود بارسلي و جون ماكين دمروا الإسلام، أبيدوا أهله!
السناتور الأمريكي جون ماكين دعا الرئيس المصري حسني مبارك إلى التنحي وأعلن متحدث باسم الخارجية الأميركية أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون طالبت عمر سليمان بإجراء تحقيق حول أعمال العنف التي شهدها ميدان التحرير(5)
نشر البيت الأبيض تفاصيل الاتصال الذي قام به نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره المصري عمر سليمان في 8 فبراير والذي ركز على خطوات ملموسة تطالب بها واشنطن، على رأسها رفع قانون الطوارئ ومنع وزارة الداخلية المصرية من اعتقال وتخويف المتظاهرين والصحافيين.
وقال البيان إن بايدن شدد على ضرورة أن " تنتج عملية الانتقال تقدما فوريا وغير قابل للتراجع يتماشى مع طموحات الشعب المصري" . وأضاف أن بايدن " نبه للخطوات التي تعهدت الحكومة المصرية باتخاذها للرد على المعارضة وطالب الحكومة بالعمل الفوري لتحقيق تلك التعهدات" .
حدد البيان أربع نقاط تطالب بها واشنطن، هي:
-  كبح تصرفات وزارة الداخلية من خلال وقف فوري لاعتقال ومضايقة وضرب وحجز الصحافيين والنشطاء السياسيين من المجتمع المدني والسماح بحرية التعبير والتجمع.ب
-      الرفع الفوري لقانون الطوارئ.
-  توسيع المشاركة في الحوار الوطني لتشمل مجموعة كبيرة من أعضاء المعارضة.
-  دعوة المعارضة كشريك في تطوير خريطة طريق وجدول زمني لانتقال السلطة.
شدد البيان على أن تصحب هذه الخطوات سياسة واضحة من عدم الانتقام من المعارضة والمتظاهرين.
اتخذ مجلس الشيوخ خطوة أكثر وضوحا وصراحة في التخلص من مبارك ونظامه رعاها كل من السيناتورين الديمقراطي جون كيري والجمهوري جون ماكين عبر التقدم إلى الكونجرس بمشروع مشترك لإصدار قرار يطالب بالبدء في انتقال فوري ومنظم وسلمي لنظام سياسي ديمقراطي يشمل نقل السلطة لحكومة تصريف الأعمال بالتعاون مع المعارضة والجيش.
وفي تصريحاته أكد السيناتور جون كيري رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ، نفس تصريحات كوندليزا رايز وزيرة الخارجية السابقة حيث طالب  بشراكة أكبر مع الشعب المصري عوضاً على الاعتماد فقط على تمويل الجانب العسكري بتلك العلاقات، وخلص إلى أنه " لمدة ثلاثة عقود، سعت الولايات المتحدة لسياسة محورها مبارك.. الآن علينا النظر لعهد ما بعد مبارك وتطوير سياسة مصرية ".
رحبت الإدارة الأمريكية في النهاية بتنحي مبارك السريع في مساء الجمعة 11 فبراير، بعد تفويضه صلاحياته لنائبه بيوم واحد.
لكن من خلال إمعان النظر في السياق العام للأحداث تبرز لنا ملاحظتين أساسيتين:
(1) الاتصالات المتعددة ما بين كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان الأمريكيين مع نظيريهما المصريين خلال أيام الأزمة، والتي طالبت قادة الجيش المصري بعدم التورط في أعمال عنف ضد المتظاهرين، وفي ذات الوقت ركزت التصريحات والتأكيدات الأمريكية العلنية التي تكررت أكثر من مرة على أن حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي من الحقوق الأساسية ذات الطابع العالمي ومنع استخدام أي  أعمال قمعيه للحد من هذه الحقوق أو محاولة إسكاتها، الأمر الذي أوصل رسالة واضحة بأنه لن يكون من المقبول فض هذه الاحتجاجات عن طريق القوة، وبالتالي وفرت تلك التأكيدات نوعا من الحماية الضمنية للمتظاهرين.
الرئيس مبارك في حديث مع إي بي سي نيوز 3 فبراير 2011.
  
(2) أوضح المسار العام للمواقف الأمريكية عن تغيرات جوهرية في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية برمتها، حيث أكدت تقارير صحفية ودراسات بحثية عدة قبل وقوع ثورة يناير المصرية إلى إنه ينبغي على الولايات المتحدة التخلي عن سياستها القائمة على تأمين مصالحها عبر دعم الأنظمة القمعية في الشرق الأوسط التي تسوق نفسها للغرب باعتبار أنها تمثل ضمانه للاستقرار والحيلولة دون وصول التيارات الإسلامية المتطرفة إلى السلطة. وذلك لصالح إستراتيجية جديدة  تقوم على دعم عملية تحول ديمقراطي تسعى من خلالها الولايات المتحدة إلى حفظ الترتيبات الأمنية الإقليمية القائمة كأساس لا يمكن الخروج عنه مع ترك الشئون الداخلية للتفاعل، مع السعي لضبط مسارات هذا التفاعل لكي لا ينتج عنه وصول نخب معادية للولايات المتحدة إلى السلطة .
وذلك لأن الإستراتيجية القائمة على دعم النظم القمعية لم تستطع أن تحقق الاستقرار المنشود هذا بخلاف  أنها أصبحت عبئا على الولايات المتحدة التي أصبحت مكروهة لدى شعوب المنطقة إلى حد كبير.
ومثلا لتلك البحوث والدراسات ما جاء في احد أعداد مجلة الايكومنوست البريطانية الشهيرة، الذي صدر في يوليو 2010 وهو يحمل على الغلاف صورة لمبارك مرتديا قناع أبو الهول وهو غارق في الرمال المتحركة لهضبة الأهرامات المصرية بالجيزة، رافعا يدا واحدة من بين الرمال وهو يستغيث دون جدوى . وفى داخل العدد كان الملف الرئيسي يحمل عنوان " وداعا مبارك .. وداعا للعربية السعودية .".
 
ولعل هذا التحول في السياسة الأمريكية هو الذي يفسر لنا عدم اهتمام الإدارة الأمريكية لما ألح عليه مبارك في حديثه الصحفي أثناء الأزمة مع محطة إيه بى سى  التلفزيونية الأمريكية وتشديده على أن البديل لنظامه هو حركة الإخوان المسلمين.
فلقد بدا واضحا أن التعامل مع الحركات الإسلامية كطرف أساسي في المجتمعات العربية سيكون أحد مرتكزات الإستراتيجية الأمريكية الجديدة، تكريسا لسياسة الاحتواء بدلا من سياسة المواجهة ، فإطلاق حرية الحركة والتفاعل لهذه الحركات مع القوى السياسية الأخرى في المجتمع  سوف يؤثر بلا شك على خطابها ومضمون أطروحاتها السياسية، عبر مواجهتها للواقع واضطرارها لمحاولة تقديم حلول واقعية لمشاكل مجتمعاتها، بعد تحولها من حركات تتعرض للقمع والملاحقة بأشكال وصور عديدة، إلى قوى سياسية معترف بها سياسيا وقانونيا،هذا المناخ الجديد، سوف يشهد بلا شك عمليات واسعة للفرز بين الاتجاهات والأفكار والأجنحة المتعددة بداخلها، كما سوف يفتح مجالا لصراعات الأجيال داخل هذه الحركات وبشكل خاص الحركات الإسلامية وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين. ومن ثمة يمكن عبر وسائل عدة ، تقليل فرص هذه الحركات في الانفراد بالسلطة أو إحداث تحولات جوهرية تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة وسياساتها.
التقطت حركة الإخوان المسلمين هذه الإشارات عبر الاتصالات العديدة التي قامت بها واشنطن وشملت معظم الحركات والتكتلات المشاركة في الأحداث، فسارعت الحركة بإطلاق مجموعة من التصريحات هدفت منها إلى طمأنة الداخل المصري وكذلك الآخر الخارج ( الولايات المتحدة بوجه خاص ) من أن حركة الإخوان لن تنافس على انتخابات الرئاسة القادمة، كما أنها لن تسعى إلى الهيمنة على البرلمان، حيث لن تتقدم بمرشحيها إلا في عدد محدد من الدوائر، مع ما ترافق مع ذلك من تصريحات عن قبول حركة الإخوان لما يقبل به الشعب المصري فيما يتعلق باتفاقية 1979 بين مصر وإسرائيل، بمعنى أن الحركة لن تثير مشاكل في خصوص هذا الأمر بالغ الأهمية لكل من الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل (6)
ومن متابعة الموقف الأمريكي وتفاعلاته مع مسار الأحداث في مصر خلال أحداث ثورة يناير يبرز لنا سؤال مفاده هل تغير الموقف الأمريكي من نظام مبارك
كان إدراكا منها أن النظام سوف يسقط لا محالة؟! ومن ثمة ينبغي عليها حجز مقعدها في المرحلة القادمة؟! أم أنها فعلت ذلك انطلاقا من إستراتيجية تسعى لجعل التغيير في مصر منصة لإطلاق مشروعها للشرق الأوسط الكبير  من خلال ما عُرف بالفوضى الخلاقة؟!

المراجع:
(1)           أسوشيتد برس (via أخبار جوجل). تمت أرشفته من الأصل في 1 February 2011. اطلع عليه بتاريخ 02 فبراير 2011.
(2)           رد فعل على تعيين اللواء عمر سليمان نائبا للرئيس ، بي بي سي العربية - تاريخ الوُلوج 30 يناير 2011.
(3)           الولايات المتحدة في صف الشعب المصري ، بي بي سي العربية - تاريخ الوُلوج 30 يناير 2011.
(4)           جون كيري ، بي بي سي العربية - تاريخ الوُلوج 1 فبراير 2011.
(5)           جون ماكين، بي بي سي العربية - تاريخ الوُلوج 3 فبراير 2011.
(6)            الموقف الدولي والعربي من ثورة 25 يناير في مصر بقلم: هانئ رسلان

الأحد، 15 يوليو 2018

(15) (16) (17) ثانيا ربيع مصر:(2) دول الربيع العربي بين الأحلام الوردية والواقع المرير:


سابعا: وجهة نظر تحليل وعبر:

(2) دول الربيع العربي بين الأحلام الوردية والواقع المرير:

ثانيا ربيع مصر:
(15) الثورة التونسية :
لا يمكن إنكار حقيقة أن ثورة تونس شكلت دفعة قوية لـ ثورة 25 يناير، فكان للثورة الشعبية التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن على أثرٌ كبيرٌ في تأجيج مشاعر الغضب الشعبي في الشارع المصري ضد استمرار النظام.
في 18 ديسمبر 2010، كان إحراق محمد البوعزيزي  لنفسه أمام مقر البلدية بمقاطعة سيدي بوزيد مقدمة لثورة انتشرت في أرجاء تونس، وانتهت بهروب رئيس الدولة في 14 يناير 2011 حفزت ثورة تونس الشباب المصري للتعجيل بتنظيم مظاهرات للمطالبة ببعض الحقوق المشروعة، واتخذوا من مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للتحاور و التشاور فيما بينهم.
على نمط الثورة التونسية في 17 يناير 2011 أشعل مواطن مصري النار في نفسه أمام مجلس الشعب احتجاجا على مصاعب الحياة، وكان الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب هو الوحيد الذي قدر عواقب ذلك الحادث، وطالب الحكومة بالنظر في تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، بينما ادعت بعض الجهات الأمنية أن هذا الشخص مختل عقليا. ، أما باقي أركان النظام في مصر فظل "نائمين على حرير"، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في 19 كانون الثاني/ يناير من أن "مصر ليست تونس.. دي [هذا] كلام فارغ".
تكرر الحادث في أيام 18، 19، 20، يناير حيث قتل نحو سبعة أفراد أنفسهم إما بالحرق أو بالشنق احتجاجا على سوء الأحوال المعيشية، والمطالبة بالإصلاح، ولكن للأسف لم تكترث الحكومة ولا النظام بتلك الحوادث، التي تركت عميق الأثر لدى عامة الشعب المصري.
فصراخ الشعب التونسي في وجه عتاة نظامه الحاكم، حفز المصريين وأشعرهم بأن حلمهم من الممكن أن يتحقق، ولم يكن غباء نظام مبارك أقل من غباء نظام بن علي، حيث استمر كلاهما في المكابرة وإنكار الواقع، واتهام الشعب بأنه ممول وأنه ينفذ مخططات أجنبية تخريبية، وفي النهاية نجحت ثورة 25 يناير في مصر كما نجحت الثورة الشعبية في تونس، وتنحى مبارك عن الحكم، بعد 18 يوماً من الثورة، بينما هرب بن علي إلى خارج البلاد خوفاً من أن تحرقه نيران الغضب.
توقيع اتفاق الغاز في مصر بين النظام المصري وإسرائيل في 30 يونيو 2005م في الصورة (يمين) سامح فهمي وزير البترول المصري و(يسار) وزير البنية التحتية الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر
(16) تصدير الغاز لإسرائيل:
وقعت الحكومة المصرية عام 2005 مع إسرائيل اتفاقية لتصدير 1.7 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي لمدة 20 عاما، بثمن يتراوح بين 70 سنتا و1.5 دولار للمليون وحدة حرارية في حين يصل سعر التكلفة للوحدة الحرارية 2.65 دولار، كما حصلت شركة الغاز الإسرائيلية على إعفاء ضريبي من الحكومة المصرية لمدة 3 سنوات من عام 2005 إلى عام 2008(1)
أثارت هذه الاتفاقية حملة احتجاجات كبيرة دفعت عددا كبيرا من نواب مجلس الشعب المصري إلى الاحتجاج وتقديم طلبات إحاطة.(2)
يمتد خط أنابيب الغاز بطول مائة كيلومتر من العريش في سيناء إلى نقطة على ساحل مدينة عسقلان جنوب السواحل الإسرائيلية على البحر المتوسط، وشركة غاز شرق المتوسط، المسئولة عن تنفيذ الاتفاق، هي عبارة عن شراكة بين كل من رجل الأعمال المصري حسين سالم، الذي يملك أغلب أسهم الشركة، ومجموعة ميرهاف الإسرائيلية، وشركة أمبال الأميركية الإسرائيلية، وشركة بي تي تي التايلندية، ورجل الأعمال الأميركي سام زيل.(3)
تسببت هذه الاتفاقية في أزمات عدة بسبب معارضة خبراء بترول وسفراء سابقين، فالتصدير لا يجب أن يبدأ إلا في حالة وجود فائض عن حاجة الدولة، وهو مالا يتوفر في مصر.
اعتبرت تلك العقود إهداراً للمال العام ومجاملة لإسرائيل فضلا عما يشوبها من فساد وعدم شفافية.
وقد حكمت محكمة القضاء الإداري المصرية بوقف قرار الحكومة بتصدير الغاز الطبيعي إلى إسرائيل، إلا أن الحكومة المصرية قدمت طعنًا لإلغاء الحكم للمحكمة الإدارية العليا التي قضت بإلغاء حكم المحكمة الإدارية.
(17) مواقف نظام مبارك من القضايا القومية والإسلامية:
فرق كبير جدا بين طموحات الشعوب وأفعال الحكام فيما يخص القضايا القومية الكبرى مثل الصراع العربي الإسرائيلي، والقضايا الإسلامية مثل مذابح المسلمين في منطقة البلقان وغيرها من رقاع العالم الممتد.
فإذا كانت أمال وطموحات الشعوب تتعدى حدود العبارات وتميل إلى اتخاذ مواقف أكثر جرأة في الدفاع عن قضايانا العربية والإسلامية، نجد أن الحكومات لا تتجاوز مواقفها عبارات الشجب والإدانة والحلول السلمية، بينما الدماء العربية والإسلامية قد روت الأرض حتى عجزت ذراتها عن استيعاب المزيد من الدماء.
فعلى مدار عشرين عاما من 1989: 2009، سعي مبارك لسلام فلسطيني إسرائيلي، طرح مبارك في يونيو/ حزيران 1989خطته للسلام بين فلسطين وإسرائيل تتضمن نقاطا منها مبدأ الأرض مقابل السلام وإقرار الحقوق للفلسطينيين ووقف الأنشطة الاستيطان فيما عرف وقتها بخطة مبارك وسلام بيكر، وحتى قمة شرم الشيخ عقب استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو في شرم الشيخ في مايو/أيار، أكد مبارك إن تحقيق السلام أمر ممكن، فيما دعا نتنياهو إلى سلام مع الفلسطينيين يتزامن مع ما وصفه بتحقيق الأمن والرخاء، كلها محاولات لم تسفر عن وقف نزيف الدم الفلسطيني ولا من حصار غزة فدينا في تلك الفترة العديد من المذابح وعلى رأسها مذبحة صابرا وشاتيلا في سنة 1982والتي راح ضحيتها 1500 شهيد من الفلسطينيين واللبنانيين العزّل، بينهم الأطفال والنساء، فضلاً عن اغتصاب النساء.
هذا بخلاف مذبحة قانا في لبنان وغيرها من المذابح والتي لم يتجاوز رد الفعل المصري سوى عبارات الشجب والإنكار، ثم حصار العراق، ثم احتلاله، ثم إسلاميا في البلقان في البوسنة والهرسك وسربنيتشا، والشيشان وكشمير و...الخ
كل هذه المواقف عمقت نظرت الرفض داخل الشعب المصري للنظام الحاكم والتي تراكمت على مدار ثلاثين عاما.
وفي نهاية استعراض أسباب ثورة يناير ندرك أن الثورة قامت بها ثلاث فئات رئيسة هي:
أولا، أبناء الشعب العاديين وغير والذين ليس لهم أي دور أو هدف سياسي وهم السواد العظم من الثوار. ثانيا: أعضاء الحركات الاجتماعية ونشطاء حقوق الإنسان.
ثالثا: الجيش الذي وقف على الحياد خلال فترة الـ 18 يوم الحاسمة في عمر هذه الثورة و لم يتدخل لقمع المتظاهرين .

المراجع:
(1) البديل، 12 نوفمبر 2010 - خيار التدويل يتهدد قضية تصدير الغاز المصري لإسرائيل، الجزيرة نت، 21 نوفمبر 2008م نسخة محفوظة 07 فبراير 2009 على موقع واي باك مشين.
(2) مصر تزيد صادرات الغاز لإسرائيل، الجزيرة نت، 8 يونيو 2009م نسخة محفوظة 21 يوليو 2009 على موقع واي باك مشين.
(3) أحكام لـ«الإدارية العليا» في يوم واحد: السماح بتصدير الغاز لإسرائيل واستمرار الأمن في الجامعات.. ومنع دخول المساعدات لـ«غزة»، المصري اليوم، 3 فبراير 2009م

الأربعاء، 11 يوليو 2018

(14) ظاهرة البوعزيزي:ثانيا ربيع مصر:(2) دول الربيع العربي بين الأحلام الوردية والواقع المرير:



سابعا: وجهة نظر تحليل وعبر:
(2) دول الربيع العربي بين الأحلام الوردية والواقع المرير:
ثانيا ربيع مصر:
 (14) ظاهرة البوعزيزي:
التونسي محمد البوعزيزي الذي أشعل النار في جسده اعتراضا على ما تعرض له من إهانة وإذلال على يد الشرطية التونسية فادية حمدي فضلا عن إحساسه بالقهر والظلم، وكان هذا السلوك منه بمثابة الشرارة التي انبعثت منها نار الثورة في منطقة سيد بوزيد ثم امتدت لتشمل كافة المدن التونسية، اعتراضا على فساد نظام حكم بن علي والتي لم تهدأ شرارتها إلا بهروب بن علي إلى السعودية.
كما انتقلت عدوى الثورة التونسية إلى مصر، كذلك انتقلت عدوى محمد البوعزيزي إلى مصر فقبل أسبوع من بداية أحداث ثورة 25 يناير 2011  قام أربعة مواطنين مصريين في يوم الثلاثاء 18 يناير 2011 بإشعال النار في أنفسهم بشكل منفصل احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والاقتصادية والسياسية السيئة هم:
محمد فاروق حسن وسيد علي ومحمد عاشور سرور من و أحمد هاشم السيد من الإسكندرية، ولم يقف الأمر عند هؤلاء فقط بل قام غيرهم بإنهاء حياته إما لذات الظروف أو لغيرها مشابهه وهم على سبيل المثال لا الحصر: 

عبده عبد المنعم

الأول: عبده عبد المنعم
الاثنين 17 يناير 2011: قال شهود عيان إن الرجل ويدعى عبده عبد المنعم من مدينة القنطرة بالإسماعيلية، قام بسكب البنزين على جسده أمام البوابة رقم (3) لمجلس الشعب، وأخذ يردد هتافات ضد الدولة والنظام والبطالة، ثم أشعل النار في نفسه.
وأسرع أحد سائقي التاكسي إلى الرجل المشتعل وقام بإخماد النيران بواسطة طفاية الحريق الخاصة بسيارته، بمساعدة المارة الذين تصادف مرورهم بالشارع.
وتم نقل الرجل على الفور إلى مستشفى المنيرة بالسيدة زينب، حيث أشارت مصادر طبية لمصراوي أن الرجل أصيب بحروق بنسبة 40%، مؤكدين أن سرعة إطفاء النيران قد ساهم بشكل كبير في إنقاذ حياته.
وبعد استقرار حالة الرجل، قامت النيابة بسماع أقواله في الواقعة، حيث قال إنه يملك مطعم بمدينة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية، وأنه أقدم على إشعال النار في نفسه احتجاجا على عدم صرف حصة الخبز الخاصة بمطعمه، مما تسبب له في البطالة.
وتشير الدلائل الأولية إلى أن اسمه عبده عبد الحميد، صاحب مطعم بالقنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية، من مواليد 1962، وأنه أقدم على ذلك بسبب غلق مطعمه ومحاولته تقديم شكوى للمسئولين إلا أن محاولته باءت بالفشل، ما جعله يقدم على هذه الخطوة
.
وقال حراس أمن أمام إحدى بوابات مجلس الشعب، إن سائق سيارة أجرة استعمل طفاية الحريق الموجودة بسيارته في إخماد النار التي أمسكت بالرجل، وأن رجال إطفاء في المجلس استعملوا طفاية حريق خاصة بهم في إخماد النار أيضا.
وقال حارس، "صب على الجزء الأسفل من جسمه بنزينا في الغالب، وأشعل النار، وارتمى على الأرض."
وأضاف أن الرجل بدا للحراس في بادئ الأمر كما لو كان جاء للاعتصام، أمام المجلس وأن 4 ضباط حاولوا إبعاده عن المكان.
وتابع "ابتعد عنهم قليلا ثم أشعل النار في جسمه".
وقال الحارس، "أمن المجلس وجد في ملابسه بطاقة هوية مسجل بها اسمه: عبده عبد المنعم حمادة جعفر خليفة، مولود في العاشر من فبراير عام 1962 من مدينة القنطرة غرب محافظة الإسماعيلية، وصاحب مطعم."
وذكر أحد شهود العيان أن الشاب كان يردد هتافا يقول، "أمن الدولة يا أمن الدولة حقي ضايع جوا (داخل) الدولة."
من جانبها ذكرت مصادر طبية أن المصاب يعاني من حروق من الدرجة الثالثة وحالته خطيرة جدا.
(الاثنين 17 يناير 2011 بتوقيت القاهرة الشروق)

الثاني: انتحار جزار بالإسكندرية لفشله في السفر إلى الخارج
الاثنين 17 يناير 2011: تناول جزار كمية من الأدوية المخدرة، ثم قام بشنق نفسه للتخلص من حياته، بعد فشله في السفر للعمل بالخارج.
وكان قد تلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء محمد إبراهيم، بلاغا من مستشفى التأمين الصحي بطوسون بدائرة قسم المنتزه، بوصول خضير فؤاد خضير (21 سنة جزار)، مقيم بمنطقة المعمورة، متوقي إثر انتحاره عن طريق الشنق، وتعاطي أدوية غير معلومة.
وبسؤال والده (60 سنة بالمعاش)، قرر أن نجله يعاني اضطرابا نفسيا منذ عام، بسبب رغبته في السفر للعمل للخارج، واليوم وأثناء وجوده معهم غافلهم وصعد إلى غرفة بسطح العقار، وقام بتعليق نفسه بسقفها، ولم تتهم الأسرة أحدا بالتسبب في وفاته
( الشروق الاثنين 17 يناير 2011) 

محمد فاروق محمد حسن الذي يعمل محاميا سكب الكيروسين على نفسه وأشعل النار
الثالث: ثاني مصري يحرق نفسه أمام مجلس الشعب -
الثلاثاء 18 يناير 2011: للمرة الثانية خلال 24 ساعة فقط ، أشعل صباح اليوم الثلاثاء مواطن مصري النيران في نفسه أمام بوابة رقم 1 بمجلس الشعب وتمكن حرس المجلس من إطفاء النيران خلال لحظات
وقال شهود عيان إنهم فوجئوا بشخص ملتحي يقف أمام مجلس الشعب في حوالي الساعة الثانية عشر ظهرا ثم قام بسكب البنزين على نفسه دون أن ينطق بكلمة وأشعل النيران في نفسه.

وتمكنت شرطة المجلس من السيطرة على النار وحضرت سيارة الإسعاف وتم نقله إلى مستشفى المنيرة العام لتلقى العلاج .
وبحسب شهود عيان فان المواطن المصري له لحية بيضاء وفى العقد الخامس من عمره .
يذكر أن أجهزة الأمن المصرية قد اتخذت إجراءات احترازية شديدة في المناطق الحساسة والتي كانت مسرحا للمظاهرات والاحتجاجات ومنها شارع مجلس الشعب وأمام مجلس الوزراء وأمام مجلس الشورى وأمام مجمع التحرير بوسط القاهرة ، وأمام نقابة المحامين ونقابة الصحفيين ودار القضاء العالي .
( الشروق الثلاثاء 18 يناير 2011   )

الرابع: البطالة تدفع شاب عشريني لإشعال النار في نفسه
الثلاثاء، 18 يناير 2011: أعلنت مديرية الصحة بمحافظة الإسكندرية وفاة المواطن أحمد هاشم السيد (25 سنة) عاطل، و الذي أشعل النيران في نفسه صباح اليوم.
من جانبه قال الدكتور سلامة عبد المنعم مدير مديرية الصحة بالإسكندرية في اتصال هاتفي مع "اليوم السابع" أن المواطن توفى الساعة 3 متأثرا بحروق من الدرجة الثالثة بمختلف أنحاء الجسم في مستشفى الأميري الجامعي، والذي نقل إليه صباح اليوم.
( مصراوى الثلاثاء، 18 يناير 2011 (


نتيجة بحث الصور عن محامى يشعل النيران في نفسه أمام مجلس الشعب
الخامس: إحباط محاولة موظف بالمعاش إحراق نفسه أمام مجلس الشعب
18 يناير 2011: أحبطت الإدارة العامة لمباحث القاهرة، محاولة موظف على المعاش إشعال النيران فى نفسه أمام مجلس الشعب، حيث تم ضبطه وبحوزته زجاجتان تحتويان على بنزين، وتم اقتياده إلى قسم شرطة السيدة زينب لتحرير المحضر اللازم بالواقعة، وإخطار النيابة لمباشرة التحقيق.
جاء ذلك بعد مرور دقائق معدودة على إشعال محامى النيران في نفسه أمام مجلس الشعب، حيث اشتبه ضباط مباحث القاهرة في شخص أمام مجلس الشعب وبحوزته حقيبة جلدية، فتم ضبطه وتبين أنه "سيد .ع" بالمعاش، وبتفتيش الحقيبة عثر بداخلها على زجاجتين تحويان مادة البنزين وبمواجهته اعترف أنه كان ينوى سكب البنزين على ملابسه وإشعال النيران
( اليوم السابع الثلاثاء18 يناير 2011 )


السادس: وفاة الشاب السكندري الذي أشعل النار في جسده وأسرته تؤكد: دمه في رقبة الحكومة
الثلاثاء 18 يناير 2011: وفاة الشاب السكندري الذي أشعل النار في جسده وأسرته تؤكد: دمه في رقبة الحكومة
والدته : أبني مؤمن بالله وما كنش مريض نفسي وماعرفش عمل كده ليه
الشاب أشعل النار في نفسه بمنزله في الإسكندرية
توفى عصر الثلاثاء المواطن أحمد هشام السيد 25 سنة من الإسكندرية متأثرا بإصابته بعدما قام بإشعال النار في جسده صباح اليوم بمنزله احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة وفشله في الحصول على وظيفة.
وفي أول رد فعل لأسرته عقب إعلان وفاته بمستشفى رأس التين بالإسكندرية متأثرا بحروقه التي بلغت 95% حملت أسرته الحكومة مسؤولية وفاته وقال والده: دمه في رقبة الحكومة
وشددت الجهات الأمنية الرقابة حول مستشفى رأس التين لحين استكمال الإجراءات الرسمية لدفنه، ومن المنتظر أن تشارك العديد من القوى الوطنية في جنازته.
انتقلت عدوي حرق المواطنين لأنفسهم احتجاجاً على الأوضاع المعيشية إلى الإسكندرية حيث قام احد المواطن أحمد هشام السيد – 25 عاما – بحرق نفسه أمام منزله صباح اليوم الثلاثاء احتجاجاً علي الظروف المعيشية وفشله في الحصول على فرصة عمل مناسبة وكان هشام قد قام بإشعال النار في نفسه أمام منزله صباح الثلاثاء بمنطقة خورشيد بالإسكندرية وقال شهود عيان أنهم فوجئوا بصراخ أحمد بعد أن قام بإشعال النار بنفسه وهو ما دفعهم إلى محاولة إطفاء النار إلا أنهم عجزوا عن إطفاء النار سريعا وهو ما تسبب في انتشار الحروق في كافة أنحاء جسده .
وأضاف شهود العيان لـ" الدستور الأصلي " أن أحمد شاب على خُلق ولم يصدر منه سابقا أي بوادر عنف أو احتكاك مع أي من جيرانه وانه حسن السمعة ، لافتين إلى أنه حاول التقدم لعدد من الوظائف إلا أنه لم يوفق وهو ما دفعه إلي الانتحار .
بعد وفاته بأكثر من ساعة ونصف لم تعلم والدة الشاب أحمد هاشم السيد بوفاته بمستشفى رأس التين متأثرا بالحروق ، وفى أول تصريح لها قالت لـ" الدستور الأصلي " : أبني مؤمن بالله وكان ببصلي الجمعة في الجامع وعمره ما فكر في الانتحار ولا عمره كان مريض نفسي وماعرفش عمل كده ليه في نفسه إحنا ناس غلابة .
وعن ابنها المحترق قالت : أبني من مواليد عام 1986 ولم يكمل تعليمه وتوقف في المرحلة الابتدائية ومنذ ذلك الحين تنقل بين عدد من المهن المختلفة ومؤخرا كان يعمل " فواعلي " على باب الله – حسب والدته - .
وأضافت : أبنى حظه وحش وما كنش معاه فلوس علشان يخطب ويتجوز زى صحابه وده كان مسبب لنا كلنا أزمة ، لكنه كان بيخاف من ربنا وما كنش بيمشي في الحرام .
وقالت : ابني عمره ما أتكلم في السياسة ولا عمره كان مع اللي بيشتغلوا في السياسة وولع في نفسه من همه.
(الثلاثاء 18 يناير 2011. نقلا عن: الدستور)
السابع: إنتحار قبطى لعجزه عن سداد ديونه بالمرج 
20 يناير 2011: لم يجد أحد الأشخاص المقيمين بمنطقة المرج طريقاً إمامه لسداد الديون التي تراكمت عليه سوى أن يقوم بالانتحار بشنق نفسه داخل مسكنه، بعدما عجز عن سداد الديون، تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.
تلقى اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، إخطارا من الأهالي بمنطقة المرج، مفاده اكتشافهم انتحار جارهم المدعو "يونان فؤاد عبد المسيح" (42 سنة) سائق بشركة "كوكاكولا"، فأمر بسرعة انتقال رجال المباحث وكشف غموض الواقعة.
وبالانتقال تبين من تحريات المقدم هاني عبد الرءوف، رئيس مباحث المرج، أن المتوفى تراكمت عليه الديون، وبعدما فشل في سدادها لم يجد أمامه سوى أن يقدم على الانتحار، وتم العثور على جثته مشنوقا ومعلقا في "النجفة" بإحدى غرف شقته معلقا بسلك ألمونيوم، فتم إخطار اللواء أمين غز الدين، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.
(اليوم السابع الخميس، 20 يناير 2011 )


الثامن: نجار يشنق نفسه بالعجوزة ويؤكد فى رسالة: انتحرت بسبب فقرى
الأحد، 23 يناير 2011: انتحر نجار في منطقة أرض اللواء بالعجوزة شنق نفسه داخل غرفته، تاركاً خلفه رسالة تفيد أنه لجأ إلى الانتحار لمروره بضائقة مالية، ولعجزه في مواجهة ظروف الحياة الصعبة، تم نقل الجثة إلى المستشفى، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.
تلقى اللواء كمال الدالي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بلاغاً بالعثور على "سمير" (27 سنة) نجار، معلقاً من رقبته بسقف شقته في أرض اللواء بالعجوزة، فتم إخطار اللواء أسامة المراسي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، وكلف رجال المباحث بالانتقال إلى محل الواقعة، وبيان سبب الحادث.
بانتقال المقدم أحمد الوتيدى، رئيس مباحث العجوزة، تبين أن الجثة خاصة بنجار معلقة بحبل مربوط
في مروحة بسقف الصالة، ومصابة بتجمع دموي بالرقبة، كما عثر خلال المعاينة على رسالة بخط يد المنتحر مكتوب فيها أنه قرر الانتحار لمروره بضائقة مالية وعجزه عن مواجهة متطلبات الحياة.
وتبين من التحريات أنه قام بصنع مشنقة في غرفة نومه، حيث ربط حبلا في المروحة، وشنق نفسه، بعد ترك رسالة يقول فيها أنا لست مريضاً نفسياً، لكن يائس من ظروف الحياة الصعبة، لعدم وجود المال.
وأشارت التحريات إلى أن المنتحر متزوج، وكان يعانى من أزمة نفسية أصيب على إثرها بحالة اكتئاب حادة.
(اليوم السابع- مصراوى – محيط: الأحد، 23 يناير 2011 )