الأحد، 17 يونيو 2018

(2) دول الربيع العربي بين الأحلام الوردية والواقع المرير:سابعا: وجهة نظر تحليل وعبر:

سابعا: وجهة نظر تحليل وعبر:
(2) دول الربيع العربي بين الأحلام الوردية والواقع المرير:
هنا سنتناول الأوضاع التي وصلت إليها كل دولة من دول الربيع العربي من حيث الأسباب التي أدت إلى الثورة، والأماني والطموحات التي ارتبطت بالثورة، ثم النتائج التي ترتبت على الثورة وما وصل إليه حال تلك الدول الآن، وهل تغيرت الأوضاع فيها من السيئ إلى الأحسن؟! أم من السيئ إلى الأسوأ منه. وذلك على النحو التالي:
أولا ربيع تونس:
وصف الدكتور(عاصم الدسوقي) ما حدث في تونس بأنها الثورة الأعنف في التاريخ التونسي نتيجة الإحساس بالظلم الذي ساد البلاد  لفترة طويلة,ولم تنجح الحكومة بوعودها الكاذبة في السيطرة عليه وظل الرئيس السابق بن علي يتلاعب بالشعب.لذا ثار حين بات الظــلم لا يحتمل كما علّمنا التاريخ.
كانت نقطة البداية مع النظام التونسي بقيادة بن علي بتاريخ 7/11/1987 عندما انقلب بن علي على الرئيس بورقيبة (بحجة تقدمه في العمر، وظروفه الصحية) والذي كان جزءاً من أركان نظامه وأعمدته، فقد كان وزيرا للداخلية ثم رئيسا للوزراء أو الوزير الأول، لقد رفع بن علي عند مجيئه شعارات التغيير والإصلاح والتجديد وسمى  عهده بالعهد الجديد، وانتقد سياسات ونهج سلفه بورقيبة. لكن هذا العهد الجديد لم يزد عن مجموعة من الشعارات البراقة، والتي لم تر النور، ولم تجاوز الحناجر إلى التطبيق.
حيث دخل بن علي في مواجهة مكشوفة مع كافة القوي الوطنية من إسلاميين وقوميين وشيوعيين الأمر الذي أدى إلى ضرب القوي السياسية المنافسة وتشريد قادتها وكوادرها وملء السجون والمعتقلات من الأحرار والحرائر من أبناء تونس.
فرغم تضمن مواد دستور  1959للعديد من المواد التي تضمن حياة كريمة  للمواطنين  وتضمن حرية الفكر والتعبير وحرية المعتقدات وحرية التنقل, وهو ما يوجد في معظم الدساتير إلا أن ذلك نادراً ما كان  يطبق على أرض الواقع في دولة تونس.
فقد تم تكريس نظام الحزب الواحد وما يتطلبه ذلك من وجود أحزاب الديكور لزوم الدعاية، وبذلك حوّل تونس إلى أكبر سجن في العالم العربي في ظل غياب الحريات والقوى السياسية والمؤسسات المعبرة عن إرادة الشعب، وتم اختزال الوطن كله في الحزب ليُختزل بدوره في القائد والزعيم الذي يفتقد الإحساس بالوطن.
وكانت المؤسسات الدينية أشد المؤسسات قمعا، هذا بخلاف التضييق على الحرية الدينية في العبادة و التنكيل بأهل الدين وأهل الالتزام بكتاب الله وسنة نبيه، فالمحجبات ينزع حجابهن في معاهدهن وعملهن بالقوة، بل وصل الأمر إلى التحقيق في أمر المصلين الذين يرتادون المساجد وكثيرا ما استجوبوا الأطفال الصغار الذين هم دون سن 16 عشر في مراكز الشرطة وتم تهديدهم بل يصل الأمر إلى حد التوقيع على التزامات أو تعهدات.
لقد وصل القمع الديني في تونس إلى نهش حرمة الدور ومن فيها، بعلة التفتيش ومصادرة الكتب والأقراص المضغوطة، ومما يثير الدهشة أنها كتب لا تتحدث عن الإرهاب أو حتى الجهاد، ولكنها كتب إسلامية لا علاقة لها بكل خذ منها: رياض الصالحين وتفسير ابن كثير وشرح العقيدة الطحاوية وأوراق شرح الأصول الثلاثة وهكذا، فكانت تصادر وكأن هذه الكتب أسلحة دمار شامل.
كل هذا القمع جاء نتيجة حتمية للصحوة الإسلامية التي شهدتها تونس أواخر الثمانينات وفوز حركة الاتجاه الإسلامي (النهضة حاليا) على التيارات الأخرى.
هذا بخلاف الفساد الذي تفشي في شتى رقاع الدولة التونسية فقد صدر في فرنسا عام 2009 كتابا تحت عنوان "عاهلة قرطاج"، من تأليف الكاتبين الفرنسيين كاترين غراسييه ونيكولا بو. حمل الكتاب على غلافه صورة ليلى الطرابلسي، زوجة بن علي، وتناول دورها في السيطرة على مفاصل الحكم والنفوذ في تونس، ومساعدتها لأفراد عائلتها وأقربائها ومعاونيها لوضع اليد على مرافق الاقتصاد والأعمال ومصادر الثروة في البلد،وكان هذا الكتاب، بالطبع، ممنوعاً من دخول تونس.
لكن التونسيين المقيمين خارج تونس، وهم كُثر، اطلعوا عليه.
أما المواطنون داخل تونس، فكانت هناك وسائل أخرى لإيصال الكتاب، أو فحواه، لهم.
وبالرغم من أن قضايا الفساد المشار إليها في الكتاب كانت معروفة إلى حد ما داخل البلد، لكن المعلومات الموثقة في الكتاب زادت من حدة النظرة السلبية لدى القطاعات المثقفة والشابة في البلد تجاه النظام والعائلة الحاكمة، خاصة مع تدهور الأوضاع المعيشية لقطاعات متزايدة من السكان، والشبان منهم بشكل خاص، في السنوات الأخيرة، سنوات الأزمة الاقتصادية العالمية، وانعكاساتها السلبية على مختلف بلدان العالم.
كل ذلك  قد أدى إلى وجود التربة الخصبة التي نمت فيها الثورة  وشجعت على صمود الثوار أملا في تحقيق الحلم التونسي بانتهاء الظلم والفساد في الدولة.
(1) الأسباب التي أدت لقيام ثورة تونس:
فتش عن الفساد بكل أنوعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي تجد أسباب الثورة التونسية والتي منها على سبيل المثال لا الحصر : 
1- سيطرة النخبة الحاكمة على مجتمع المال والأعمال في الدولة التونسية، وخير مثال لذلك سيطرة (صخر الماطري) زوج ابنة الرئيس السابق زين العابدين بن على  على بنك الزيتونة، وهو أول بنك إسلامي في تونس فرغم أن الماطري ما زال في أوائل الثلاثينيات من عمره إلا أنه من أبرز رجال الأعمال في تونس فلقد كان الماطري رئيسا لمجلس إدارة شركة النقل للسيارات،  وامتلاك أيضا صحيفة الصباح أوسع الصحف التونسية اليومية انتشارا وإذاعة الزيتونة الإسلامية وبحسب وثائق موقع ويكيليلكس، فقد صودرت عقارات في مواقع رئيسية من مالكيها من قبل السلطات ومنحت في وقت لاحق للاستخدام الخاص لمحمد صخر الماطري صهر بن علي وزوجته ليلي.
هذا بخلاف لي زراع القانون والتحايل عليه للسيطرة على الممتلكات العامة والحصول على القروض الضخمة بدون ضمانات مما أدى إلى تحويل المؤسسات العامة إلى ملكية خاصة للأسرة الحاكمة. 
2- ارتفاع معدلات البطالة وانتشارها في المجتمع التونسي فقد أشارت برقيات ويكليلكس إلى تنامي مشاعر الاشمئزاز بين العديد من التونسيين لوجود الثروات في أيدي القلّة  في المجتمع في وقت بلغت فيه معدلات البطالة30%.
3- الانتهاك المستمر لحقوق الإنسان،  حيث لم يبد النظام أي احترام لسيادة القانون، وفقدان الحريات كحرية الدين وحرية التعبير، وفرض نظام الحزب الواحد.
4- اتساع الهوة بين الشارع والنظام فكل منهما في واد فيما يخص القضايا القومية العربية كالصراع العربي الإسرائيلي. فالنظام في أحضان إسرائيل، والشارع نفر من الطرفين. هذا بخلاف أن النظام وجه قبلته للغرب الفرنسي، متناسيا تنامي الوعي الإسلامي داخل شعبه.
5- الفقر المدقع الذي غرس أنيابه بجسد الشعب التونسي، فلقد انخفضت القدرة الشرائية للفرد نتيجة لارتفاع الأسعار وعجز الميزان التجاري،نظرا لارتفاع الواردات وانخفاض الصادرات. 
6- عدم تكافؤ الفرص نظرا لتوغل المحسوبية والرشوة الأمر الذي أدى إلى أن شغل المواقع العليا بالدولة منْ لا يستحقها، وضياع الفرصة على منْ يستحقها حيث تم وضع الرجل غير المناسب في أماكن لا يستحقها مع إهدار الفرصة أمام منْ هو أكفأ منه. كما أدت الرشوة إلى فساد  كبير  في الاقتصاد جعله يتميز بعدم الشفافية وافتقاد  مصداقية الكثير من مؤسسات الدولة خصوصاً الأمن و القضاء والإدارة.
7- الإحساس العميق بالقهر لدى المواطن التونسي البسيط والذي جاء كنتيجة حتمية لتفشي الظلم والطغيان في كافة أجهزة الدولة وعلى رأسها الشرطة التونسية.      
تلك هي أبرز الأسباب التي ساعدت على الثورة التونسية وأدت إليها تضامنا مع المقهور محمد بوعزيزي. 
(2) شرارة الثورة محمد البوعزيزي:
محمد البوعزيزي وشهرته بسبوسة شاب تونسي ينتمي لعائلة تعيش في فقر مدقع تتكون من تسعة أفراد أحدهم معاق، والده كان عاملا في ليبيا ،توفي عندما كان محمد يبلغ من العمر ثلاث سنوات، فتزوجت بعدها والدته من عمه. تلقى محمد تعليمه في مدرسة مكونة من غرفة واحدة في قرية سيدي صالح واضطر لأن يعمل وهو في سن العاشرة من عمره لأن عمه كان مريضاً ولا يستطيع العمل. ثم ترك المدرسة حتى يستطيع العمل لساعات أطول تذكر عدة مصادر أنه يحمل شهادة جامعية ولكن أخته سامية قالت أنه لم ينه دراسته الثانوية ولكن كان هذا مراده وكان يشجع أخواته على إكمال دراستهم، تقول والدة محمد أنه حاول التقدم للجيش ولكنه لم يوفق وتقدّم لعدة وظائف أخرى دون أن يوفق بها أيضاً. كان محمد يعيل عائلته ويقبض حوالي 140دولار شهرياً أغلبها من بيع الخضار والفاكهة في شوارع سيدي بوزيد على عربة كارو يجرها بنفسه.
اعترضت عناصر من الشرطة في فجر الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول2010  عربة الفاكهة التي كان يجرها محمد البوعزيزي في الأزقة محاولا شق طريقه إلى سوق الفاكهة وحاولوا مصادرة بضاعته.
رأى عم البوعزيزي الواقعة فهرع لنجدة ابن أخيه محاولا إقناع عناصر الشرطة بأن يدعوا الرجل يكمل طريقه إلى السوق طلبا للرزق،ثم ذهب العم إلى مأمور الشرطة وطلب مساعدته، واستجاب المأمور وطلب من الشرطية فادية حمدي التي استوقفت البوعزيزي برفقة شرطيين آخرين أن تدعه وشأنه،الشرطية استجابت ولكن تملكها الغضب لاتصال عم البوعزيزي بالمأمور.
ذهبت الشرطية فادية حمدي إلى السوق مرة أخرى في وقت لاحق، وبدأت مصادرة بضاعة البوعزيزي ووضعت أول سلة فاكهة في سيارتها وعندما شرعت في حمل السلة الثانية اعترضها البوعزيزي، فدفعته وضربته بهراوتها،ثم حاولت الشرطية أن تأخذ ميزان البوعزيزي، وحاول مرة أخرى منعها، عندها دفعته هي ورفيقاها فأوقعوه أرضًا وأخذوا الميزان. بعد ذلك قامت الشرطية بتوجيه صفعة للبوعزيزي على وجهه أمام حوالي 50 شاهدا. عندها عزّت على البوعزيزي نفسه وانفجر يبكي من شدة الخجل. وبحسب الباعة وباقي الشهود الذين كانوا في موقع الحدث، صاح البوعزيزي بالشرطية قائلا: "لماذا تفعلين هذا بي؟ أنا إنسان بسيط، لا أريد سوى أن أعمل".
حاول أن يلتقي البوعزيزي بأحد المسئولين لكن دون جدوى. ثم عاد إلى السوق وأخبر زملاءه الباعة بأنه سوف يشعل النار في نفسه ولكنهم لم يأخذوا كلامه على محمل الجد.
وقف البوعزيزي أمام مبنى البلدية وسكب على نفسه مخفف الأصباغ (ثنر) وأضرم النار في جسده. اشتعلت النيران، وأسرع الناس وأحضروا طفايات الحريق ولكنها كانت فارغة. اتصلوا بالشرطة، لكن لم يأت أحد. ولم تصل سيارة الإسعاف إلا بعد ساعة ونصف من إشعال البوعزيزي النار في نفسه، ليتم نقله إلى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس، حيث زاره زين العابدين بن علي في محاولة لتهدئة الأوضاع وامتصاص الغضب الشعبي. من جانبها نفت الشرطية فادية حمدي صفعها للبوعزيزي وأصرت على براءتها.
أدى حادث محمد البوعزيزي إلى احتجاجات من قِبل أهالي سيدي بوزيد في اليوم التالي، يوم السبت 18 من كانون الأول/ديسمبر عام 2010م، حيث قامت مواجهات بين مئات من الشبان في منطقة سيدي بوزيد وقوات الأمن. المظاهرة كانت للتضامن مع محمد البوعزيزي والاحتجاج على ارتفاع نسبة البطالة، والتهميش والإقصاء في هذه الولاية الداخلية. سرعان ما تطورت الأحداث إلى اشتباكات عنيفة وانتفاضة شعبية شملت معظم مناطق تونس احتجاجاً على ما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. حيث خرج السكان في مسيرات حاشدة للمطالبة بالعمل وحقوق المواطنة والمساواة في الفرص والتنمية.
الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي يزور محمد البوعزيزي في المشفى في محاولة لتهدئة الاحتجاجات.
يعود الفضل في استمرار المظاهرات إلى عناد وبسالة أهالي ناحية سيدي بوزيد الذين اختلط لديهم المطلب الاجتماعي بالغضب والدفاع عن الكرامة التي تمثلت  في حرق الشاب (محمد البوعزيزى) لنفسه رافضا تقبل العجز في مواجهة الإذلال.
أجبرت هذه الانتفاضة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي -الذي كان يحكم البلاد بقبضةٍ حديدية طيلة 23 سنة- على التنحي عن السلطة والهروب من البلاد خِلسةً إلى السعودية في 14 يناير 2011.
وفي نفس اليوم أعلن الوزير الأول محمد الغنوشي عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وذلك استنادًا على الفصل 56 من الدستور التونسي، غير أن المجلس الدستوري قرر اللجوء للفصل 57 من الدستور وأعلن في اليوم التالي السبت 15 يناير 2011 عن تولي رئيس مجلس النواب محمد فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت وذلك لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
سحبت والدة محمد البوعزيزي شكواها ضد الشرطية فادية حمدي في 19 أبريل 2011 "لتجنب الكراهية وللمساعدة في مصالحة سكان سيدي بوزيد" فيما قالت الشرطية "إنني بريئة. لم أصفعه" قبل أن يحكم القاضي بشطب القضية ويأمر بالإفراج عنها.
الشرطية فايدة حمدي التي صفعت محمد البوعزيزي مفجر الثورات العربية
(3) الشرطية فادية حمدي:
" تبدأ السيدة التونسية فادية حمدي حديثها مع صحيفة تلغراف البريطانية مع صفعتي له بدأ سيل من الدماء الذي أتحمل مسؤوليته" هكذا.
تقول السيدة التي صفعت مفجر الثورات العربية محمد البوعزيزي قبل 5 سنوات في مدينة سيدي بوزيد في اللقاء الذي جرى بالتزامن مع ذكرى اندلاع الثورة التونسية: "أحيانا أتمنى لو لم أفعل ما قمت به".
حرق البوعزيزي نفسه إثر مصادرة السيدة عربة الخضار التي كان يعتاش منها، وكانت السيدة تشغل منصب مراقب في بلدية سيدي بوزيد. ولم يسمع بها أحد بعد أن أُسقطت عنها كل التهم وأطلق سراحها، حيث كان النظام التونسي قد انهار وفر الرئيس زين العابدين بن علي إلى السعودية، وعلت أصوات الثورة في مصر على كل الأصوات في الوطن العربي، تلتها الليبية والسورية.
وتضيف حمدي ضمن تصريحاتها المتحشرجة بالبكاء: "أشعر أنني المسئولة عن كل شيء، وألوم نفسي فأنا التي صنعت هذا التاريخ، لأنني أنا التي كنت هناك، وما فعلته هو السبب في هذا الحال.. أنظر إلينا الآن التونسيون يعانون".
وأردفت" عندما أراقب ما يجري حولي في المنطقة وبلادي، أندم أشد الندم ..الموت في كل مكان والتعصب ينتشر ليحصد أرواح الأناس الطيبين".
تظاهرة سنة 2011م تطالب برحيل التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم آنذاك نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل مرفوع فيها لافتة مكتوب عليها البوعزيزي خلى وصية لا تنازل عن القضية
(4) موقف الغرب والولايات المتحدة الأمريكية من ثورة تونس:
خذل الغرب النظام الحاكم في تونس وتمثل ذلك الخذلان في:
أ - بحث الغرب عن الشفافية والعدالة للاستثمار في تونس وتصاعد الأصوات المنتقدة للنظام.
ب- أدى فتور دعم الغرب للنظام الحاكم إلى تكبيل يد النظام في مواجهة الثورة، فهو لديه القوة الكافية لقمع الشعب لكنه لا يستطيع استعمالها بسب مراقبة المنظمات الحقوقية الخارجية له.
ج- فتور الغرب في مساندة النظام في مواقف السلطة من الاتجاه الإسلامي نظرا لتغير مواقف الغرب من الإسلاميين مثل (الإخوان المسلمين) الذين يختلفون عن الاتجاه الإسلامي التكفيري مثل القاعدة وصاروا مقتنعين بضرورة وجود نظام ديمقراطي بديل حتى وإن أدى ذلك إلى وصول تيار إسلامي إلى الحكم كما هو الحال في تركيا.
أما موقف الولايات المتحدة :
فقد أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشجاعة الشعب التونسي وقال إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب المجتمع الدولي للشهادة على هذا النضال الشجاع من أجل الحصول على الحقوق العالمية التي يجب أن نحافظ عليها.
أما الموقف الفرنسي:
فقد رفضت الحكومة الفرنسية لجوء زين العابدين إليها  وقامت السلطات الفرنسية ببعض الإجراءات لضمان منع أية تحركات مالية مشبوهة للأصول التونسية في فرنسا.
(5) قطر والجزيرة والثورة التونسية:
يرى مراقبون أن قطر عملت على اختراق منطقة المغرب العربي انطلاقا من تونس منذ نهاية عقد التسعينيات ، حيث خصصت قناة « الجزيرة » مساحات مهمة للتحرش بالنظام التونسي والدولة الوطنية ورموزها مقابل تلميع صورة المعارضة المحسوبة عليها وخاصة حزب حركة النهضة المرتبط عقائديا وتنظيميا بالتنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين ، وهو ما جعل الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي يأذن في 26 أكتوبر 2006 بسحب تمثيل بلاده  الدبلوماسي كليا من  قطر احتجاجا على عدد من البرامج التي بثتها قناة الجزيرة القطرية والتي وصفها بلاغ رسمي لوزارة الخارجية التونسية بالحملات المعادية التي تحرض ''على الشغب والفتنة".
وتزامنت تلك  الخطوة مع حملة إعلامية في تونس ضد قناة الجزيرة والسلطات القطرية ، وفسرت الخارجية التونسية قرار إنهاء تمثيلها الدبلوماسي في قطر و غلق سفارة تونس الدوحة بما وصفته ب''الحملات المعادية لتونس والمواقف المغرضة والمركزة والمقصودة التي تجاوزت كل الحدود بما يتنافى مع كل المبادئ التي يقوم عليها العمل الإعلامي" على حد تعبير البيان التونسي الرسمي.
وطلبت السلطات التونسية من السفير التونسي في الدوحة محمد سعد ومن كل طاقم السفارة مغادرة قطر احتجاجا على عدة برامج بثتها قناة الجزيرة القطرية في تلك الفترة ، اعتبرها الجانب الرسمي التونسي حملة معادية له فيها تحريض على أعمال الشغب والفتنة وانتهاك للاتفاقيات الأممية ومقررات الأمم المتحدة التي تمنع الدول من التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى 
وبعد عامين ،وتحديدا في 25 سبتمبر 2008، أعادت تونس فتح سفارتها في الدوحة ، إلا أن السلطات القطرية عادت إلى نهجها التحريضي ضد النظام القائم ، إلى أن قامت بدور رئيسي في الإطاحة به في 14 يناير 2011 ، وهو ما اعترف به رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عندما أكد  في تصريح مثير"إن دولة قطر شريك" في الثورة التونسية أولى ثورات الربيع العربي التي أطاحت بنظام الرئيس بن علي. 
مما زاد في تعميق توجس التونسيين من "اللغز" بين الدولة الخليجية حاضنة الحركات السلفية وبين الحركة التي تقدم نفسها على أنها حزب سياسي مدني بغطاء إخواني ، وفي تصريح أخر قال الغنوشي أن ثورات الربيع العربي انطلقت من تحت عباءة يرسف القرضاوي ،وهو ما أثار جدلا واسعا بين التونسيين ، دفع بالسفير السابق في المنظمة الأممية للتربية والثقافة والعلم ( اليونسكو) المازري الحداد إلى إصدار كتاب « الوجه الخفي للثورة التونسية » والذي أكد فيه أن ما حدث في البلاد كان انقلابا قادته قطر بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على خلفية حراك شعبي تم تضخيمه من قبل الإعلام الذي تموله وتديره الدوحة وبخاصة قناة « الجزيرة »
وأضاف أن « القناصة المتهمين بقتل المتظاهرين والذي اعتبرهم البعض لغزا لعدم العثور على أي منهم ، كانوا قد أدخلوا للبلاد من قبل قطر ، ثم تم تهريبهم من قبل أطراف متحالفة مع نظام آل ثاني. 
وبحسب المحللين التونسيين ، فإن تونس كانت ساحة المران الأول للفوضى الخلاقة في المنطقة ، التي شملت عددا من الدول العربية في ما بعد وكانت تستهدف الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
وبحسب المحلل السياسي عبد الحميد بن مصباح ، فإن الدور القطري كان ظاهرا للعيان ، خصوصا من خلال دعم الإسلاميين والتحريض على بث الفوضى تحت شعارات تصب في اتجاه زعزعة الدولة الوطنية ،وأضاف أن الإعلام القطري كان يقود الحراك الشعبي ، ومن ورائه مراكز للبحوث والدراسات تمولها قطر ، ودعاة ورجال دين تابعون للدوحة ، وتمويلات سخية لجمعيات ومنظمات وأحزاب انخرطت في مشروع تدمير المنطقة برعاية قطرية مباشرة 
بعد الإطاحة بنظام بن علي ، قادت قطر حالة الفوضى في ليبيا ،وجعلت من تونس مركزا لعملياتها الداعمة للميلشيات المسلحة ،كما سيطرت على ثلاث مطارات في جنوب البلاد وهي مطارات  رمادة وجربة وقابس ،وميناء جرجيس البحري ، وحولتها إلى منافذ لتوريد الأسلحة والذخيرة ثم تهريبها إلى ليبيا في صناديق تحمل شعارات الإغاثة والعمل الإنساني.
ويرى المحلل السياسي جمعي القاسمي أن تلك الفترة عرفت تحويل كميات من الأسلحة عن مسارها ، وإخفائها في الأراضي التونسية لتتحول في ما بعد إلى عتاد تستعمله الجماعات الإرهابية ضد الدولة ، كما عملت قطر على تجنيد العناصر الجهادية للمشاركة في الحرب ضد نظام القذافي قبل أن تعود إلى تونس لتنطلق في تنفيذ مشروع قطر الأخر وهو تحويل البلاد إلى إمارة إسلامية يتقاسم حكمها الإخوان والسلفيون الجهاديون من أتباع تنظيم القاعدة الذي اختاروا لجناحهم اسم أنصار الشريعة.
في أكتوبر 2011 جندت قطر وسائل إعلامها لدعم حركة النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي ، كما قدمت دعما سخيا ماليا لحلفائها بحسب أغلب المراقبين ، وبعد وصول حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية القريب منها ، استطاعت قطر أن ترسخ أقدامها في الساحة التونسية عبر استقدام الدعاة المحسوبين عليها للبلاد ومنهم يوسف القرضاوي ونبيل العوضي ووجدي غنيم ، وقامت بتزويد أطراف قريبة منها بأجهزة تجسس على الفاعلين السياسيين ، كما أسست في البلاد فروعا لجمعياتها الخيرية المتهمة بالإرهاب ولمراكزها الباحثة المتخصصة في استقطاب الكفاءات العلمية والأكاديمية ، ويشير المتخصصون في الشأن التونسي إلى أن فترة حكم الترويكا كانت فترة سيطرة قطر على المشهد التونسي ،وكذلك السخرية من التونسيين حتى الأمير السابق حمد بن خليفة وقف في مطار تونس قرطاج الدولي في موقف شهير ، وقال لمستقبليه وهو يمد يده للرئيس المنصف المرزوقي : هل أنا أعلم رئيسكم كيف يصافح ضيوفه.
المرزوقي مع  كبير أحبار يهود تونس حاييم بيتان
(6) إسرائيل وتونس الخضراء:
- قال كبير أحبار يهود تونس حاييم بيتان، إن الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي دعا اليهود الذين كانوا يعيشون في تونس وغادروها إلى العودة إليها.
- نقلت وكالة الأنباء التونسية الحكومية مساء أمس الاثنين 19/12/2011 عن بيتان قوله، إن هذه الدعوة جاءت خلال اجتماعه اليوم مع المنصف المرزوقي، في لقاء وصفه بـالتاريخي).
وأعرب عن ارتياحه لما لمسه لدى المرزوقي من " اهتمام باليهود في تونس، واعتبارهم مواطنين كاملي الحقوق ".
كما ذكرت صحيفة «المصور» التونسية في عددها الصادر بتاريخ 13/2/2012، أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» كثّف نشاطه في مدن تونسية عدة بعد ثورة 14 يناير2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق بن علي. وقالت:
إن «جهاز الموساد» عمل بالتعاون مع المخابرات المركزية الأميركية (سي أي إي) على تجديد نشاط شبكة جواسيسه في تونس بعد الثورة.
ونقلت تحت عنوان «خطير: الموساد كثّف نشاطه بعد الثورة في تونس وجربة وسوسة»، عن تقرير لـ «مركز يافا للدراسات والأبحاث»، أن «شبكة جواسيس الموساد تنتشر بعدد من المدن التونسية، حيث يختص كل فرع بنشاط محدد.
وأوضحت أن «فرع تونس العاصمة لجهاز الموساد، يهتم برصد الأهداف في الجزائر، فيما يهتم فرع جزيرة جربة (500 كلم جنوب شرقي العاصمة) برصد الأهداف في ليبيا، بينما يهتم فرع مدينة سوسة (150 كلم شرق تونس العاصمة) بالقضايا المحلية التونسية.
ووفقا للصحيفة التونسية، فإن شبكة جهاز «الموساد» في تونس تركز على 3 أهداف هي «بناء شبكات تخريب وتحريض، ومراقبة ما يجري في الجزائر وليبيا، إضافة إلى مراقبة ما تبقى من نشاط فلسطيني في تونس، ومتابعة الحركات الإسلامية السلفية.
وأضافت أن «مهمة الشبكة تشمل أيضا متابعة نشاط المعارضة التونسية، وبخاصة منها المناوئة لعملية السلام مع إسرائيل، إلى جانب المحافظة على مصالح الطائفة اليهودية في تونس والجزائر وليبيا.
وأشارت إلى أن «جهاز الموساد نجح في إحداث قلاقل في تونس قبل الثورة وبعدها، بهدف تعطيل أي خطوة لإقامة تحالفات إستراتيجية مع أطراف تعتبرها إسرائيل وأمريكا خارجة عن بيت الطاعة.
- تحت عنوان: الغنوشي يقود تطبيع الإسلام السياسي مع الكيان الصهيوني على موقع شبكة البصرة يقول الدكتور غالب الفريجات:
يقوم الغنوشي بخطوات تطبيعية مع الصهاينة، فزيارته للولايات المتحدة ولقاؤه مع منظمة ايباك ليست من باب الصدفة، أو أن الرجل لا يعي انعكاساتها، ولا يعرف ما تهدف إليه، لان منظمة ايباك معروفة لأصغر عامل في السياسة، لأنها منظمة صهيونية لها ثقلها على الأرض الأمريكية، ولها دورها البارز في صناعة القرار الأمريكي.
لقاء الغنوشي مع ايباك هذه المنظمة الصهيونية لا يصب في باب الخطأ غير المقصود، لان الشيخ الغنوشي له تاريخه الذي يعتد به، وهو بلا شك كان قبل هذه الممارسة التطبيعية يشار إليه على أنه من رموز المناضلين، الذين ناضلوا ضد كل أنواع القهر والجبروت والطغيان، وله اسمه الذي لا يستطيع احد أن ينكره في الساحة السياسية، وخاصة في الإسلام السياسي كرمز من رموز الحركات الإسلامية المناهضة، ولا يمكن له أن يسقط هذه السقطة عن جهل وبدون وعي.
الغنوشي قد حضر مؤتمر دافوس وهو منْ يعرف تمام المعرفة أن هذا المؤتمر يقوده ويخطط له الحركة الصهيونية فقد دعي له إلى جانب رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بنكيران والذي صرح بأن الحركات الإسلامية أكثر انفتاحاً مما يظن البعض وقال " نحن منفتحون جداً ويمكننا ضمان مصالحكم واستثماراتكم بصورة أفضل من قبل، ومصالحنا متكاملة، ماذا تريدون أكثر من ذلك "، وقد أكد كل من راشد الغنوشي وبنكيران " أن على الفلسطينيين أن يقرروا بأنفسهم شأن طبيعة علاقاتهم بإسرائيل " مما يعني خروج دائرة الصراع العربي الصهيوني من بعده القومي أو الديني.
المنصف المرزوقي رئيس النظام التونسي الجديد، والذي جاء بصفقة مع الغنوشي وحركته الإسلامية، التي فازت كأكثر تنظيم سياسي في الانتخابات البرلمانية، صرح قبل ذلك أن تونس ليس لها أعداء، وعلى الفلسطينيين أن يحلوا مشاكلهم مع الإسرائيليين بأنفسهم، فماذا يعني ذلك غير التطبيع بعينه مع الكيان الصهيوني؟، لأنه لا ينظر لهذا الكيان انه قائم على العدوان على ارض فلسطين، وان مجرد وجوده يشكل خطراً على الأمة العربية جمعاء بما فيها تونس. 
لماذا يسقط الإسلام السياسي بهذه السرعة، وقبل أن يتلذذ بطعم السلطة؟، وهل ذلك عائد إلى تحالفات سرية مع الامبريالية الغربية، وبشكل خاص الأمريكية قبل ما أطلقنا عليه الربيع العربي؟.
وإذا كانت هذه إفرازات هذا الربيع، فهل كان بعيداً عن نظرية المؤامرة على الأمة، حيث انتهى دور البعض من عملاء أمريكا في النظام العربي الرسمي، ولابد من الخلاص منهم، لأنهم لم يعودوا يمثلون الدور المطلوب منهم، ووجدت أمريكا ضالتها في الإسلام السياسي الذي سقط بسرعة فاقت كل التصورات، فمنْ يرى ممارسات رموز الإسلام السياسي في العراق وتونس ومصر وليبيا، وما يحاك اليوم ضد سوريا لابد وأن يصل إلى نتيجة واحدة، أن هناك اتفاق سري بين الإسلام السياسي والمخابرات الأمريكية لقيادة النظام العربي الرسمي، مع بقية دول النظام الرجعية، والتي باتت مخلب تنفيذي لهذه المخابرات، سواء في ليبيا أو ما يجري على الأرض في سوريا.
الإسلام بكل تأكيد بريء من ممارسات الذين اتخذوا منه طريقاً للوصول إلى السلطة بأي ثمن، ولوي عنقه بتأويلات واجتهادات ليست مما يدعو إليه، تعتبر انحراف عن الإيمان بمبادئه، لأنه دين تحرر وليس دين عبودية، ولا يضير الإسلام هؤلاء المنحرفين، الذين يريدون تحقيق مآربهم الشخصية على حساب العقيدة والمبادئ، و أي اتصال مع العدو الصهيوني أو التخلي عن قضية فلسطين كقضية مركزية للأمة، تتجاوز التطبيع إلى حد الخيانة، ولا ينفع إصدار التصريحات اللفظية بعد ممارسة الفعل التطبيعي في أحضان ايباك ودافوس.
(7) تونس بعد الثورة:
تمر الذكرى السابعة للثورة التونسية في مشهد تغلب عليه مظاهر القلق، والخوف من انزلاق الأوضاع نحو حالة من عدم الاستقرار، على غرار ما حصل في بعض دول "الربيع العربي" على غرار سوريا وليبيا، إذ إن هناك إجماعاً داخل تونس وخارجها، على أن الاستقرار الحالي هشّ.
قامت "ثورة الياسمين" بتونس نتيجة لمجموعة من المشاكل المتراكمة، ولعل أبرزها المشاكل الاقتصادية المتمثلة في ارتفاع نسبة البطالة وغلاء الأسعار التي أثقلت كاهل المواطن ليجد نفسه أمام باب مغلق .قامت الثورة وهرب الرئيس السابق، وبهروبه أغلقت معه الملفات القديمة وأصبح الشعب يتطلع إلى مستقبل جديد ووضعية اقتصادية أحسن.
اليوم وبعد مرور حوالي سبع سنوات على الثورة بتونس ومن خلال إطلاعنا على التطورات الاقتصادية ما بعد الثورة فإننا نستنتج أن الوضع بقي على حاله بل بالعكس شهد تراجع مما أضفى حالة استياء كبيرة جدا في صفوف الشعب التونسي وهذا ما نلاحظه من خلال:

عودة النظام القديم
في هذا السياق، يعتبر المحلل السياسي، منذر ثابت، أن التونسي لم يشعر بعد 6 سنوات بأن أوضاعه المعيشية تتحسن، بل على خلاف ذلك فإنها ازدادت سوءا، ويؤكد ثابت في تصريح لـ "العربية.نت" على أن "النخبة السياسية" التي جاءت بعد 14 يناير 2011 فشلت في إدارة البلاد وفي تقديم الحلول.
ويشير ثابت إلى أن هذا ما يفسر عودة رموز النظام القديم الذي قامت عليه الثورة إلى الواجهة، ويتابع قائلاً: إن منْ يحكم تونس اليوم هم رجالات اشتغلت مع بورقيبة ومع زين العابدين بن علي، وتقلدت مناصب هامة في الدولة، في إشارة لرئيس الدولة الباجي قائد السبسي، ورئيس البرلمان محمد الناصر.
كما يشدد ثابت على أن الذكرى الـ6 لانطلاقة الثورة، لم تعرف مظاهر احتفالية تذكر، باستثناء تظاهرة يتيمة في سيدي بوزيد، مهد الثورة، المدينة التي أقدم فيها محمد البوعزيزي، على حرق نفسه في 17 ديسمبر 2010، لتنطلق بعدها أحداث واضطرابات واسعة، شملت جل المدن والمحافظات التونسية، انتهت بهروب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011

خيبة أمل شعبية
يشير غياب البعد الاحتفالي عشية هذا الحدث الهام، الذي تجاوزت تداعياته تونس وأدخلت كامل المنطقة العربية في حراك ثوري، يعود إلى حصول خيبة في الشارع التونسي.
خيبة أمل من آمال وانتظارات علقها على الثورة لتغيير واقعه، الذي يجمع المراقبون على أنه ازداد سوءا، مثلما يؤكد ذلك القيادي السابق في الحزب الشيوعي التونسي عادل الشاوش.
ويشدد عادل الشاوش في لقاء مع مراسل "العربية.نت" على أن تونس عرفت نجاحات في الجانب السياسي، من خلال تنظيم انتخابات ديمقراطية ووجود تداول سلمي على السلطة وهو جوهر الممارسة الديمقراطية برأيه.
لكن يتدارك الشاوش ليشير إلى ما وصفه بوجود فشل ذريع في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، وهنا يشير الشاوش إلى أن الحكومات التي تداولت على الحكم بعد الثورة لم يكن لها برامج وتصورات خاصة في ما يتعلق بوضع منوال تنمية جديد، وهذا ما يفسر انزلاق البلاد نحو أزمة اقتصادية كان لها انعكاس اجتماعي سلبي، تمثل في عودة الحراك الاحتجاجي.
كما يتفهم الشاوش وجود حالة يأس وإحباط أو انكسار لدى قطاع كبير من التونسيين، ما دفع الكثير منهم إلى التشكيك في الثورة أصلا معتبرين أنها "مغامرة" قامت بها قوى خارجية، ولم تكن تعبر عن مطلب مجتمعي داخلي.
في المقابل هناك من يزال يتمسك بأن ما حصل ثورة، وأن الحراك الثوري سوف يستمر حتى تحقيق وعوده.
محمد البوعزيزي
حراك ثوري مستمر
بعد 6 سنوات، بقيت الآمال معلقة، كما تراجع حتى الحق في الحلم، لكن مع ذلك فإن هناك وعياً صامداً بأنه لا يجب الانسياق وراء دعوات تروج لشيطنة التغيير والحنين إلى إعادة إنتاج ما قبل الثورة.
ويرى أصحاب هذا الرأي أن التحولات الكبرى في تاريخ الشعوب لا تتحقق بقرار بل هي مسار وسيرورة.
وبرأيهم فإن المهم هو الإبقاء على روح الثورة، من خلال اليقظة المستمرة لكل ما من شأنه أن يساعد على الردة إلى الوراء، معتبرين أن التأسيس مهمة شاقة وليس في مأمن من الانتكاسات، التي تقودها قوى ترفض التغيير وتعاديه، لأنه في النقيض مع مصالحها.
في هذا الإطار.
يرى الناشط السياسي عبد الواحد اليحياوي في تصريح لـ "العربية.نت" أنه "وبرغم الانتكاسات والتراجعات فإن مسار الثورة التونسية لا يزال عند ما أسميه الحد الأدنى الثوري، وهو معطى مستمد من التجربة التاريخية للثورات".

قلق جماعي وخوف من القادم
إن السمة الغالبة على المشهد التونسي بعد 6 سنوات من الثورة، هي وجود حالة قلق تكاد تكون عامة وشاملة، أحزاب قلقة، مسجد قلق، منظمات قلقة.
هذا القلق يتغذى من غياب رؤية واضحة لإدارة البلاد، ومواجهة مشاكلها التي أصبحت مستعصية، وتهدد وحدة المجتمع واستمرار كيان الدولة.
إلى جانب تصاعد الخطر الإرهابي، الذي أربك الوضع وفرض على التونسيين التعايش معه، من دون أن ننسى أنه ضرب النشاط الاقتصادي، ما جعل نسبة النمو تتدحرج إلى أقل من واحد بالمائة.
وهذا ما أدخل البلاد، في أتون أزمة اجتماعية تعد بمثابة قنبلة موقوتة تهدد الأخضر واليابس، وتمثل خطرا محدقا يهدد مسار الانتقال الديمقراطي الناجح إلى حد الآن، برغم أنه يبقى مساراً هشاً ومهدداً بالانتكاس.
استمرار الفقر ونقص التنمية:
حينما أقدم الشاب محمد البوعزيزي، على إشعال النار في نفسه في مدينة سيدي بوزيد في الأيام الأخيرة من عام 2010، لم يكن يعتقد، أو يسعى إلى الإطاحة بنظام بن علي، أو إشعال فتيل الربيع العربي، بقدر ما كان دافعه رفض الظلم، وقطع مصدر رزقه المتمثل في عربة الخضار.
وشكل حادث البوعزيزي، خلال الأيام التالية، نقطة انطلاق لشرارة ثورة، تحمل طابعا اجتماعيا، ذي صلة بالبطالة، ونقص التنمية، خصوصا في المناطق الداخلية الغربية، والجنوبية، قبل أن يتخذ الحراك حينها طابعا سياسيا.
وتنبع الاحتجاجات الحالية في تونس، من أسباب اجتماعية واقتصادية، مرتبطة مباشرة بزيادة أسعار بعض المواد الأساسية، مطلع  عام 2018.
غير أن الامتداد الزمني لهذه الاحتجاجات قد يحولها إلى حراك نوعي، ويضمنها مطالب سياسية، خصوصا أن أحزاب مثل الجبهة الشعبية، التي تمتلك 15 نائبا برلمانيا، والتيار الديمقراطي (3 نواب) لم يخفيا دعمهما للاحتجاجات.
استمرار تفشي الفساد
من أهم الأسباب، التي شكلت دافعا قويا للثورة التونسية كانت الرغبة في محاربة الفساد، الذي عم البلاد في ظل حكم بن علي، وأصهاره، وأصدقائه، إلا أنه وبعد 7 سنوات، وعلى الرغم من إعلان الحكومة بقيادة يوسف الشاهد، الحرب على الفساد، ظلت تتملك التونسيين قناعة راسخة، حتى اليوم، بأن الفساد لم يكافح بالشكل الكافي.
وفي هذا الصدد، يقول شوقي الطبيب، رئيس الهيئة التونسية لمكافحة الفساد والحوكمة وهي مؤسسة دستورية مستقلة، في تصريحات إعلامية سابقة - إن 70 بالمائة من مشاكل تونس كان بالإمكان تجاوزها في حال قاومنا الفساد -

التداول على السلطة عبر منافسة مفتوحة:
قبل الثورة، لم يكن بالإمكان التداول على السلطة عبر انتخابات مفتوحة، وعلى الرغم من أن تونس شهدت انتخابات في هذه المرحلة، إلا أنها كانت محسومة مسبقا، ما يعني أن أهم إنجاز حققته الثورة لشعبها هو تمكينه من انتخاب ممثليه بشكل ديمقراطي.

صحافة حرة
بعدما كانت الصحافة العمومية، والخاصة خاضعة لرقابة السلطة، أصبح الإعلام أكثر حرية، وتنوعا، وصنفه تقرير مراسلون بلا حدود، في المرتبة الأولى عربيا في تصنيف لم يستثن إلا دولتي موريتانيا، وجزر القمر.
العدالة الانتقالية وحقوق الإنسان
شكلت تونس، في 2014، هيئة دستورية مستقلة من أجل الحقيقة والكرامة، وذلك بهدف الإشراف على تطبيق قانون العدالة الانتقالية، والنظر فيما يتردد من تجاوزات حقوق الإنسان بين الأول من يوليو 1955 و24 دجنبر 2013، تاريخ صدور هذا القانون.
حق التظاهر:
وهو من الحقوق التي حصل عليها التونسيون بعد الثورة، حيث كان التظاهر محظورا زمن بن علي، إلا في نطاق ضيق.
لكن في السنوات السبعة الأخيرة، شهدت تونس عدة تجمعات ومظاهرات حمتها الشرطة بدل قمعها، رغم أن هذا الحق أصبح محل جدل بسبب لجوء بعض المحتجين إلى العنف.
الحجاب والحرية الدينية
كان الحجاب في عهدي بورقيبة وبن علي، محظورا بنص القانون رقم 108 الصادر في 1981، حسب القيادية في حركة النهضة فريدة العبيدي، لكن بعد الثورة تم إسقاط هذا القانون، وأصبح الحجاب حرية شخصية للنساء التونسيات.
كما مارس التونسيون الحرية الدينية فعادت قاعات الصلاة عادت إلى المعاهد ورممت المساجد وصارت الدروس تلقى يوميا في المساجد وظهرت العديد من الجمعيات الإسلامية ، كما سمح في بطاقات التعريف الوطنية بصور المحجبات التي كانت ممنوعة قبل ذلك، وأصبح بالإمكان المكوث في المسجد، فضلا عن الذهاب لصلاة الصبح دون الخوف من شبح الشرطة.
الإرهاب عقبة بوجه الاستقرار:
قبل الثورة، كانت تونس تنعم إلى حد كبير بالأمان، رغم وقوع عمليات إرهابية محدودة، لكنها بعد يناير 2011، تعرضت لعدة ضربات إرهابية استهدفت سياسيين ورجال أمن وعسكريين وسياح أجانب.
كما حاول تنظيم داعش الإرهابي تأسيس إمارة له في بن كردان جنوب شرق البلاد، فيما تتمركز كتيبة عقبة بن نافع، التابعة لتنظيم القاعدة في جبال الشعانبي الغربية، يضاف إلى ذلك ما تمثله عودة مئات التونسيين من مناطق التوتر في ليبيا وسوريا والعراق، وهو ما أثار قلق الناس من تزايد مخاطر التهديد الإرهابي.
أما على المستوى الخارجي، فلم تحض الثورة التونسية بدعم أطراف دولية على الأغلب، لكن اليوم، يخشى محللون إمكانية استغلال أطراف خارجية للاحتجاجات الحالية، لزعزعة الأوضاع في تونس، خاصة وأن الثورة التونسية كانت الوحيدة التي نجت من السيناريوهات المأساوية التي عرفتها دول الربيع العربي مثل ليبيا ومصر وسوريا واليمن.
وإجمالا يمكن القول أنه بعد 7 سنوات من الثورة، حقق التونسيون قفزات على المستوى الديمقراطي والحريات العامة، لكنها على الصعيد الاقتصادي لازالت تراوح مكانها إن لم تتراجع قليلا، في حين يمثل مكافحة الفساد تحديا كبيرا وإن قطعت فيه الحكومة خطوات عديدة، إلا أن الطريق أمامها مازال يبدو بعيدا.
عبد الرؤوف العيادي، عضو المجلس التأسيسي ومؤسس حركة وفاء والمنشق حديثا عن المرزوقي، في تصريح نشرته صحيفة المغرب التونسية  إن “حوالي 300 عنصر من الموساد الإسرائيلي دخلوا تونس

عجز الميزان  التجاري:
يعاني الميزان التجاري التونسي من تفاقم العجز منذ سنوات، فحسب التقرير الأخير للمعهد الوطني للإحصاء فقد تفاقم عجز الميزان التجاري في الثلاثي الأول من سنة 2017 بنسبة 7.6 في المائة ما قيمته 3878 مليون دينار وهو معدل مرتفع جداً. ويعود هذه التفاقم إلى انخفاض صادرات الفوسفات وزيت الزيتون وارتفاع التوريد العشوائي الذي أدى بدوره إلى غلاء الأسعار في كل المواد بصفة كبيرة حدا.

تراجع القطاع السياحي:
تعتبر البلاد التونسية من أهم المستقطبين لسياح في العالم لما تتميز به من مناخ جيدا وجمال المناظر الطبيعية مما جعلها تعتبر من أهم الركائز للاقتصاد التونسي إلا أنه بعد  العمليات الإرهابية التي استهدفت القطاع السياحي، مثل: عملية باردو وسط العاصمة في 18 مارس2017  والتي راح ضحيتها 22 قتيلا من السياح، والعملية  الثانية بمحافظة سوسة في 26 جوان 2017  والتي راح ضحيتها 38 قتيلا أغلبهم من جنسيات بريطانية.
في ضل هذه الأحداث تراجعت عائدات القطاع السياحي من 2700مليون دينار سنويا إلى ما يقارب 1808 مليون دينار سنة 2016 أي ما يعادل حوالي النصف إضافة إلى أن السياحة التونسية لم تتطور بعد الثورة بل بقيت محافظة  على مرتكزات تقليدية مثل البحر  والشواطئ والنزل ولم يطرأ أي تغيير على هذا القطاع.

ارتفاع نسبة الدين الخارجي:
بلغت نسبة الديون الخارجية في تونس حسب تقرير البنك المركزي لسنة 2015 ما يقارب 53.9 بالمائة من الناتج الداخلي الخام ،أي بارتفاع تجاوز الضعف مقارنة بسنة 2010 والذي بلغت فيه نسبة الديون ما يقارب 36 مليار دينار. لكن تونس تحصلت بعد سنة 2015 على عدة قروض أهمها القرض الضخم والذي بلغت قيمته 2.5 مليار أورو بعنوان القرض الممدد والمشروط بإصلاحات هيكلية.
بناء على هذه المعطيات الجديدة وحسب توقعات صندوق النقد الدولي ستصل قيمة الديون الخارجية سنة 2017 ما يقارب 30.7 مليار دولار ما يعادل 71.4 من الناتج الداخلي الخام،هذا المعدل الذي وصلت له تونس يعتبر الأضخم في تاريخها ويمثل خطرا على اقتصادها.
تراجع الدينار التونسي أمام العملات الأجنبية:
يعاني الدينار التونسي من تراجعات متتالية منذ سنة 2010 حيث كان سعر الدولار في ذلك الوقت يقدر ب1.42 دينار، إلا أن تراجع القطاع السياحي وتراجع الصادرات وانخفاض منسوب الاحتياط من العملة الصعبة في البنك المركزي تسبب في هزات كبيرة للاقتصاد وأثر في سعر صرف الدينار ليصل إلى 2.49 دينار للدولار الواحد سنة 2017 أي بنسبة تراجع تقدر ب 60 بالمائة وهي نسبة كارثية.
تضخم معدل البطالة  
تعتبر البطالة من أهم الأسباب التي قامت من أجلها الثورة بتونس ولكن وبعد مرور سبع سنوات لم نلاحظ أي تحسن في نسبة البطالة بل العكس تماما حيث  صعدت نسبة البطالة في تونس إلى 15.5% حتى نهاية الربع الثالث من العام الماضي(2016) مقارنة بـ13% سجلت في البلاد قبيل اشتعال الثورة.
تشهد نسبة البطالة لدى حاملي الشهادات العليا ارتفاعا سنة بعد أخرى، ليبلغ عدد العاطلين عن العمل 267.7 ألف فرد في الربع الثالث من عام 2016 (31.9%)، مقابل 236.8 ألف عاطل عن العمل في الربع الثاني من ذات العام (30%) أي أن النسبة في تزايد في المقابل لم نرى حلول جذرية من قبل الحكومات  التي توالت على السلطة ما بعد الثورة.

أبرز الأسباب للحالة الاقتصادية المتدهورة:
يعود السبب الرئيسي لتدهور الاقتصاد التونسي إلي أنه لا يعتمد على خلق القيمة المضافة وتثمين الثروات الموجودة بالبلاد كما أنه مرتبط  ارتباط كلي بالسوق الأوروبية حيث أن 83% من الاقتصاد متوجه إلى الاتحاد الأوروبي (50% نحو فرنسا) مع أنه السوق ذات النمو الأضعف في العالم ولا تبشر بخير.
في حين أنه هناك إقتصادات أقوى مثل الشرق الأوسط، والسوق الآسيوية، وأمريكا الجنوبية، ذات نمو مرتفع والتي من شأنها أن تخلق فرص استثمار جديدة وقد تسهم في تعافي الاقتصاد التونسي في حال إذا انخرط فيها وبالتالي سيوفر عديد من مواطن الشغل وتحسين الدورة الاقتصادية التي تكاد تكون متوقفة.
تبدو هذه الأسباب الظاهرة ولكن ليست هي فقط المسببة للتدهور بل أخطر الأسباب هي الفساد الذي انتشر بصفة كبيرة جدا خاصة بعد الثورة حيث ظهرت رموز جديدة أكثر طمعا وجشعا من الذين كانوا قبلهم يخدمون مصالح غير معروفة والتي تهدف إلى إغراق البلاد في الديون والمشاكل التي هي في غنا عنها.
إضافة إلى هذه الرموز الجديدة للفساد فإن الرموز القديمة مازلت موجودة في السلطة ولم يتم إزالتهم حتى الآن بل مازالوا يسرقون البلد ويحولون الأموال إلى أوروبا,يستنزفون طاقات البلاد لفائدة مصالحهم الخاصة متناسين بأن ثروات تونس ليست بملكهم  وحدهم بل هي ملك لكل مواطن تونسي نزيه يعمل بكد من أجل إعمار تونس الخضراء.
وفي النهاية يمكن القول أن السنوات السبع من عمر الثورة التونسية كانت  سمَانٌ في الحريات وعجاف في التنمية والجوانب الاقتصادية.


المراجع:
-  هنا محمود – معلومات أساسية عن جمهورية تونس، آفاق أفريقية (القاهرة: الهيئة العامة للاستعلامات. العدد رقم 7 ؛ خريف 2001). ص158
-      هنا محمود, م.س.ذ – ص:159
-  مورخون – ثورة تونس الأعنف في تاريخها – في WWW-MAKTOOB-COM-13-4-2011
-  عزمي بشارة, وجهات نظر بصدد ثورة تونس الشعبية المجيدة,. في www ALJAZeeRA-NeT-14-4-2011
-  جبلاني العبدلي, قراءة في عوامل نجاح الثورة التونسية, في www-ALJeeRAN.NeT.17/4/2011
-  فرنسا:زين العابدين بن علي لم يطلب اللجوء – في الأهرام المصرية. في 2011/1/22
-  هل ساعد ويكيليكس في إذكاء جذور ثورة تونس, في2011/4/13 www-CNNARABic-com
-  نهي محمد, ما أسباب ثورة تونس, في www-EJABAT_google-com-17/4/2011
-      عزمي بشارة, م.س.ذ.
-  عرب في المهجر يتحدثون عن ثورة الياسمين. تكرار التجربة التونسية في البلاد العربية وارد مع اختلاف النتائج,فيwww-ELAPH-com-16/4/2011
-  أسباب الثورات العربية – الأوضاع المعيشية والاقتصادية السيئة وسوء الأوضاع السياسة والفساد ARwikipedia.org 2011/4/17
-  محمد جمال عرفة.جمهوريات – فيس بوك وتويتر ويوتيوب تقود ثورة تونس – في www- oNislAM-NeT-15/4/2011
-  الاحتجاجات والمظاهرات مطالبة بتغير الأوضاع الاقتصادية في تونس – في - www- MAReFA-oRg-17/4/2011
-      المرجع السابق.
-  حسن سليمان – تونس الثورة.المشهد. التداعيات.العبر.2011/4/16 www-ARABic-AWATe.com..
-      عزمي بشارة, م.س. ذ-
-  عرب في المهجر يتحدثون عن ثورة الياسمين – تكرار التجربة......... - م. س.ذ.
-  ثورة الياسمين. تونس إلي أين والتداعيات الإقليمية.في www-SHoRouKNews-com-17/4/2011
-  نجيب الليبي, الوسط التونسي.في –www-TUNiSALWASAT-com-15/4/2011
-      جبلاني العبدلي,م.س.ذ.
-      نهي محمد, م. س. ذ.
-      نجيب الليبي, م. س.ذ.
-      محمد جمال عرفة. م. س. ذ.
-  التونسيون ينهون حدادهم علي ضحايا الاحتجاجات, في الأهرام 2010/1/23
-  حازم فؤاد, الأوبزرفر. الأنظمة السلطوية الفاسدة كلها هشة – وبن علي لم يكن استثناء..في www-DOSTOR-Org-17/4/2011
-  الزعماء العرب خائفون بعد ثورة تونس..في www-ASSAFiR-com-14/4/2011
-  المواقف الإيرانية من الثورات العربية..في wwwFReeDOM-Ye-com-17/4/2011
-      مورخون, ثورة تونس الأعنف........م. س.ذ.
-  خالد صبيح, مواقف من ثورة تونس,في www-AHeWAR-oRg -17/4/2011
-  عبد الباقي خليفة – تونس.. ثورة الشعب تدخل مرحلة جنى الثمار. في www-Almoslim-NeT-14/4/2011
-      عرب في المهجر يتحدثون عن ثورة الياسمين. م. س.ذ.
-  حاتم التقاطي, الثورة التونسية ومستقبل القول, في www-essAHAFA-iNFo-14/4/2011
-      (4) الحبيب الأسود: صفحات من التآمر القطري على تونس
-      http://www.afrigatenews.net/content
-  عادل برينيس: تونس: الوضع الاقتصادي بعد مرور7 سنوات على الثورة: https://arabic.sputniknews.com
-  عادل برينيس: تونس: الوضع الاقتصادي بعد مرور7 سنوات على الثورة: https://arabic.sputniknews.com
-      http://www.alyaoum24.com/1019329.html
-  منذر بالضيافي: بعد 6 سنوات من الثورة.. تونس إلى أين؟ محللون: عودة النظام القديم.. خيبة أمل شعبية.. وتشكيك في الثورة ومنجزاتها وخوف من المستقبل: https://www.alarabiya.net


هناك 16 تعليقًا:

  1. سابعا: وجهة نظر تحليل وعبر:
    (2) دول الربيع العربي بين الأحلام الوردية والواقع المرير:
    هنا سنتناول الأوضاع التي وصلت إليها كل دولة من دول الربيع العربي من حيث الأسباب التي أدت إلى الثورة، والأماني والطموحات التي ارتبطت بالثورة، ثم النتائج التي ترتبت على الثورة وما وصل إليه حال تلك الدول الآن، وهل تغيرت الأوضاع فيها من السيئ إلى الأحسن؟! أم من السيئ إلى الأسوأ منه. وذلك على النحو التالي:
    أولا ربيع تونس:
    وصف الدكتور(عاصم الدسوقي) ما حدث في تونس بأنها الثورة الأعنف في التاريخ التونسي نتيجة الإحساس بالظلم الذي ساد البلاد لفترة طويلة,ولم تنجح الحكومة بوعودها الكاذبة في السيطرة عليه وظل الرئيس السابق بن علي يتلاعب بالشعب.لذا ثار حين بات الظــلم لا يحتمل كما علّمنا التاريخ.
    كانت نقطة البداية مع النظام التونسي بقيادة بن علي بتاريخ 7/11/1987 عندما انقلب بن علي على الرئيس بورقيبة (بحجة تقدمه في العمر، وظروفه الصحية) والذي كان جزءاً من أركان نظامه وأعمدته، فقد كان وزيرا للداخلية ثم رئيسا للوزراء أو الوزير الأول، لقد رفع بن علي عند مجيئه شعارات التغيير والإصلاح والتجديد وسمى عهده بالعهد الجديد، وانتقد سياسات ونهج سلفه بورقيبة. لكن هذا العهد الجديد لم يزد عن مجموعة من الشعارات البراقة، والتي لم تر النور، ولم تجاوز الحناجر إلى التطبيق.
    حيث دخل بن علي في مواجهة مكشوفة مع كافة القوي الوطنية من إسلاميين وقوميين وشيوعيين الأمر الذي أدى إلى ضرب القوي السياسية المنافسة وتشريد قادتها وكوادرها وملء السجون والمعتقلات من الأحرار والحرائر من أبناء تونس.
    فرغم تضمن مواد دستور 1959للعديد من المواد التي تضمن حياة كريمة للمواطنين وتضمن حرية الفكر والتعبير وحرية المعتقدات وحرية التنقل, وهو ما يوجد في معظم الدساتير إلا أن ذلك نادراً ما كان يطبق على أرض الواقع في دولة تونس.
    فقد تم تكريس نظام الحزب الواحد وما يتطلبه ذلك من وجود أحزاب الديكور لزوم الدعاية، وبذلك حوّل تونس إلى أكبر سجن في العالم العربي في ظل غياب الحريات والقوى السياسية والمؤسسات المعبرة عن إرادة الشعب، وتم اختزال الوطن كله في الحزب ليُختزل بدوره في القائد والزعيم الذي يفتقد الإحساس بالوطن.
    وكانت المؤسسات الدينية أشد المؤسسات قمعا، هذا بخلاف التضييق على الحرية الدينية في العبادة و التنكيل بأهل الدين وأهل الالتزام بكتاب الله وسنة نبيه، فالمحجبات ينزع حجابهن في معاهدهن وعملهن بالقوة، بل وصل الأمر إلى التحقيق في أمر المصلين الذين يرتادون المساجد وكثيرا ما استجوبوا الأطفال الصغار الذين هم دون سن 16 عشر في مراكز الشرطة وتم تهديدهم بل يصل الأمر إلى حد التوقيع على التزامات أو تعهدات.
    لقد وصل القمع الديني في تونس إلى نهش حرمة الدور ومن فيها، بعلة التفتيش ومصادرة الكتب والأقراص المضغوطة، ومما يثير الدهشة أنها كتب لا تتحدث عن الإرهاب أو حتى الجهاد، ولكنها كتب إسلامية لا علاقة لها بكل خذ منها: رياض الصالحين وتفسير ابن كثير وشرح العقيدة الطحاوية وأوراق شرح الأصول الثلاثة وهكذا، فكانت تصادر وكأن هذه الكتب أسلحة دمار شامل.
    كل هذا القمع جاء نتيجة حتمية للصحوة الإسلامية التي شهدتها تونس أواخر الثمانينات وفوز حركة الاتجاه الإسلامي (النهضة حاليا) على التيارات الأخرى.
    هذا بخلاف الفساد الذي تفشي في شتى رقاع الدولة التونسية فقد صدر في فرنسا عام 2009 كتابا تحت عنوان "عاهلة قرطاج"، من تأليف الكاتبين الفرنسيين كاترين غراسييه ونيكولا بو. حمل الكتاب على غلافه صورة ليلى الطرابلسي، زوجة بن علي، وتناول دورها في السيطرة على مفاصل الحكم والنفوذ في تونس، ومساعدتها لأفراد عائلتها وأقربائها ومعاونيها لوضع اليد على مرافق الاقتصاد والأعمال ومصادر الثروة في البلد،وكان هذا الكتاب، بالطبع، ممنوعاً من دخول تونس.
    لكن التونسيين المقيمين خارج تونس، وهم كُثر، اطلعوا عليه.
    أما المواطنون داخل تونس، فكانت هناك وسائل أخرى لإيصال الكتاب، أو فحواه، لهم.
    وبالرغم من أن قضايا الفساد المشار إليها في الكتاب كانت معروفة إلى حد ما داخل البلد، لكن المعلومات الموثقة في الكتاب زادت من حدة النظرة السلبية لدى القطاعات المثقفة والشابة في البلد تجاه النظام والعائلة الحاكمة، خاصة مع تدهور الأوضاع المعيشية لقطاعات متزايدة من السكان، والشبان منهم بشكل خاص، في السنوات الأخيرة، سنوات الأزمة الاقتصادية العالمية، وانعكاساتها السلبية على مختلف بلدان العالم.
    كل ذلك قد أدى إلى وجود التربة الخصبة التي نمت فيها الثورة وشجعت على صمود الثوار أملا في تحقيق الحلم التونسي بانتهاء الظلم والفساد في الدولة.

    ردحذف
  2. يعود الفضل في استمرار المظاهرات إلى عناد وبسالة أهالي ناحية سيدي بوزيد الذين اختلط لديهم المطلب الاجتماعي بالغضب والدفاع عن الكرامة التي تمثلت في حرق الشاب (محمد البوعزيزى) لنفسه رافضا تقبل العجز في مواجهة الإذلال.
    أجبرت هذه الانتفاضة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي -الذي كان يحكم البلاد بقبضةٍ حديدية طيلة 23 سنة- على التنحي عن السلطة والهروب من البلاد خِلسةً إلى السعودية في 14 يناير 2011.
    وفي نفس اليوم أعلن الوزير الأول محمد الغنوشي عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وذلك استنادًا على الفصل 56 من الدستور التونسي، غير أن المجلس الدستوري قرر اللجوء للفصل 57 من الدستور وأعلن في اليوم التالي السبت 15 يناير 2011 عن تولي رئيس مجلس النواب محمد فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت وذلك لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
    سحبت والدة محمد البوعزيزي شكواها ضد الشرطية فادية حمدي في 19 أبريل 2011 "لتجنب الكراهية وللمساعدة في مصالحة سكان سيدي بوزيد" فيما قالت الشرطية "إنني بريئة. لم أصفعه" قبل أن يحكم القاضي بشطب القضية ويأمر بالإفراج عنها.

    ردحذف
  3. (4) موقف الغرب والولايات المتحدة الأمريكية من ثورة تونس:
    خذل الغرب النظام الحاكم في تونس وتمثل ذلك الخذلان في:
    أ - بحث الغرب عن الشفافية والعدالة للاستثمار في تونس وتصاعد الأصوات المنتقدة للنظام.
    ب- أدى فتور دعم الغرب للنظام الحاكم إلى تكبيل يد النظام في مواجهة الثورة، فهو لديه القوة الكافية لقمع الشعب لكنه لا يستطيع استعمالها بسب مراقبة المنظمات الحقوقية الخارجية له.
    ج- فتور الغرب في مساندة النظام في مواقف السلطة من الاتجاه الإسلامي نظرا لتغير مواقف الغرب من الإسلاميين مثل (الإخوان المسلمين) الذين يختلفون عن الاتجاه الإسلامي التكفيري مثل القاعدة وصاروا مقتنعين بضرورة وجود نظام ديمقراطي بديل حتى وإن أدى ذلك إلى وصول تيار إسلامي إلى الحكم كما هو الحال في تركيا.
    أما موقف الولايات المتحدة :
    فقد أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشجاعة الشعب التونسي وقال إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب المجتمع الدولي للشهادة على هذا النضال الشجاع من أجل الحصول على الحقوق العالمية التي يجب أن نحافظ عليها.
    أما الموقف الفرنسي:
    فقد رفضت الحكومة الفرنسية لجوء زين العابدين إليها وقامت السلطات الفرنسية ببعض الإجراءات لضمان منع أية تحركات مالية مشبوهة للأصول التونسية في فرنسا.

    ردحذف
  4. (5) قطر والجزيرة والثورة التونسية:
    يرى مراقبون أن قطر عملت على اختراق منطقة المغرب العربي انطلاقا من تونس منذ نهاية عقد التسعينيات ، حيث خصصت قناة « الجزيرة » مساحات مهمة للتحرش بالنظام التونسي والدولة الوطنية ورموزها مقابل تلميع صورة المعارضة المحسوبة عليها وخاصة حزب حركة النهضة المرتبط عقائديا وتنظيميا بالتنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين ، وهو ما جعل الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي يأذن في 26 أكتوبر 2006 بسحب تمثيل بلاده الدبلوماسي كليا من قطر احتجاجا على عدد من البرامج التي بثتها قناة الجزيرة القطرية والتي وصفها بلاغ رسمي لوزارة الخارجية التونسية بالحملات المعادية التي تحرض ''على الشغب والفتنة".
    وتزامنت تلك الخطوة مع حملة إعلامية في تونس ضد قناة الجزيرة والسلطات القطرية ، وفسرت الخارجية التونسية قرار إنهاء تمثيلها الدبلوماسي في قطر و غلق سفارة تونس الدوحة بما وصفته ب''الحملات المعادية لتونس والمواقف المغرضة والمركزة والمقصودة التي تجاوزت كل الحدود بما يتنافى مع كل المبادئ التي يقوم عليها العمل الإعلامي" على حد تعبير البيان التونسي الرسمي.
    وطلبت السلطات التونسية من السفير التونسي في الدوحة محمد سعد ومن كل طاقم السفارة مغادرة قطر احتجاجا على عدة برامج بثتها قناة الجزيرة القطرية في تلك الفترة ، اعتبرها الجانب الرسمي التونسي حملة معادية له فيها تحريض على أعمال الشغب والفتنة وانتهاك للاتفاقيات الأممية ومقررات الأمم المتحدة التي تمنع الدول من التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى
    وبعد عامين ،وتحديدا في 25 سبتمبر 2008، أعادت تونس فتح سفارتها في الدوحة ، إلا أن السلطات القطرية عادت إلى نهجها التحريضي ضد النظام القائم ، إلى أن قامت بدور رئيسي في الإطاحة به في 14 يناير 2011 ، وهو ما اعترف به رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عندما أكد في تصريح مثير"إن دولة قطر شريك" في الثورة التونسية أولى ثورات الربيع العربي التي أطاحت بنظام الرئيس بن علي.
    مما زاد في تعميق توجس التونسيين من "اللغز" بين الدولة الخليجية حاضنة الحركات السلفية وبين الحركة التي تقدم نفسها على أنها حزب سياسي مدني بغطاء إخواني ، وفي تصريح أخر قال الغنوشي أن ثورات الربيع العربي انطلقت من تحت عباءة يرسف القرضاوي ،وهو ما أثار جدلا واسعا بين التونسيين ، دفع بالسفير السابق في المنظمة الأممية للتربية والثقافة والعلم ( اليونسكو) المازري الحداد إلى إصدار كتاب « الوجه الخفي للثورة التونسية » والذي أكد فيه أن ما حدث في البلاد كان انقلابا قادته قطر بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على خلفية حراك شعبي تم تضخيمه من قبل الإعلام الذي تموله وتديره الدوحة وبخاصة قناة « الجزيرة »
    وأضاف أن « القناصة المتهمين بقتل المتظاهرين والذي اعتبرهم البعض لغزا لعدم العثور على أي منهم ، كانوا قد أدخلوا للبلاد من قبل قطر ، ثم تم تهريبهم من قبل أطراف متحالفة مع نظام آل ثاني.
    وبحسب المحللين التونسيين ، فإن تونس كانت ساحة المران الأول للفوضى الخلاقة في المنطقة ، التي شملت عددا من الدول العربية في ما بعد وكانت تستهدف الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
    وبحسب المحلل السياسي عبد الحميد بن مصباح ، فإن الدور القطري كان ظاهرا للعيان ، خصوصا من خلال دعم الإسلاميين والتحريض على بث الفوضى تحت شعارات تصب في اتجاه زعزعة الدولة الوطنية ،وأضاف أن الإعلام القطري كان يقود الحراك الشعبي ، ومن ورائه مراكز للبحوث والدراسات تمولها قطر ، ودعاة ورجال دين تابعون للدوحة ، وتمويلات سخية لجمعيات ومنظمات وأحزاب انخرطت في مشروع تدمير المنطقة برعاية قطرية مباشرة
    بعد الإطاحة بنظام بن علي ، قادت قطر حالة الفوضى في ليبيا ،وجعلت من تونس مركزا لعملياتها الداعمة للميلشيات المسلحة ،كما سيطرت على ثلاث مطارات في جنوب البلاد وهي مطارات رمادة وجربة وقابس ،وميناء جرجيس البحري ، وحولتها إلى منافذ لتوريد الأسلحة والذخيرة ثم تهريبها إلى ليبيا في صناديق تحمل شعارات الإغاثة والعمل الإنساني.
    ويرى المحلل السياسي جمعي القاسمي أن تلك الفترة عرفت تحويل كميات من الأسلحة عن مسارها ، وإخفائها في الأراضي التونسية لتتحول في ما بعد إلى عتاد تستعمله الجماعات الإرهابية ضد الدولة ، كما عملت قطر على تجنيد العناصر الجهادية للمشاركة في الحرب ضد نظام القذافي قبل أن تعود إلى تونس لتنطلق في تنفيذ مشروع قطر الأخر وهو تحويل البلاد إلى إمارة إسلامية يتقاسم حكمها الإخوان والسلفيون ا

    ردحذف
  5. تحت عنوان: الغنوشي يقود تطبيع الإسلام السياسي مع الكيان الصهيوني على موقع شبكة البصرة يقول الدكتور غالب الفريجات:
    يقوم الغنوشي بخطوات تطبيعية مع الصهاينة، فزيارته للولايات المتحدة ولقاؤه مع منظمة ايباك ليست من باب الصدفة، أو أن الرجل لا يعي انعكاساتها، ولا يعرف ما تهدف إليه، لان منظمة ايباك معروفة لأصغر عامل في السياسة، لأنها منظمة صهيونية لها ثقلها على الأرض الأمريكية، ولها دورها البارز في صناعة القرار الأمريكي.
    لقاء الغنوشي مع ايباك هذه المنظمة الصهيونية لا يصب في باب الخطأ غير المقصود، لان الشيخ الغنوشي له تاريخه الذي يعتد به، وهو بلا شك كان قبل هذه الممارسة التطبيعية يشار إليه على أنه من رموز المناضلين، الذين ناضلوا ضد كل أنواع القهر والجبروت والطغيان، وله اسمه الذي لا يستطيع احد أن ينكره في الساحة السياسية، وخاصة في الإسلام السياسي كرمز من رموز الحركات الإسلامية المناهضة، ولا يمكن له أن يسقط هذه السقطة عن جهل وبدون وعي.
    الغنوشي قد حضر مؤتمر دافوس وهو منْ يعرف تمام المعرفة أن هذا المؤتمر يقوده ويخطط له الحركة الصهيونية فقد دعي له إلى جانب رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بنكيران والذي صرح بأن الحركات الإسلامية أكثر انفتاحاً مما يظن البعض وقال " نحن منفتحون جداً ويمكننا ضمان مصالحكم واستثماراتكم بصورة أفضل من قبل، ومصالحنا متكاملة، ماذا تريدون أكثر من ذلك "، وقد أكد كل من راشد الغنوشي وبنكيران " أن على الفلسطينيين أن يقرروا بأنفسهم شأن طبيعة علاقاتهم بإسرائيل " مما يعني خروج دائرة الصراع العربي الصهيوني من بعده القومي أو الديني.
    المنصف المرزوقي رئيس النظام التونسي الجديد، والذي جاء بصفقة مع الغنوشي وحركته الإسلامية، التي فازت كأكثر تنظيم سياسي في الانتخابات البرلمانية، صرح قبل ذلك أن تونس ليس لها أعداء، وعلى الفلسطينيين أن يحلوا مشاكلهم مع الإسرائيليين بأنفسهم، فماذا يعني ذلك غير التطبيع بعينه مع الكيان الصهيوني؟، لأنه لا ينظر لهذا الكيان انه قائم على العدوان على ارض فلسطين، وان مجرد وجوده يشكل خطراً على الأمة العربية جمعاء بما فيها تونس.
    لماذا يسقط الإسلام السياسي بهذه السرعة، وقبل أن يتلذذ بطعم السلطة؟، وهل ذلك عائد إلى تحالفات سرية مع الامبريالية الغربية، وبشكل خاص الأمريكية قبل ما أطلقنا عليه الربيع العربي؟.
    وإذا كانت هذه إفرازات هذا الربيع، فهل كان بعيداً عن نظرية المؤامرة على الأمة، حيث انتهى دور البعض من عملاء أمريكا في النظام العربي الرسمي، ولابد من الخلاص منهم، لأنهم لم يعودوا يمثلون الدور المطلوب منهم، ووجدت أمريكا ضالتها في الإسلام السياسي الذي سقط بسرعة فاقت كل التصورات، فمنْ يرى ممارسات رموز الإسلام السياسي في العراق وتونس ومصر وليبيا، وما يحاك اليوم ضد سوريا لابد وأن يصل إلى نتيجة واحدة، أن هناك اتفاق سري بين الإسلام السياسي والمخابرات الأمريكية لقيادة النظام العربي الرسمي، مع بقية دول النظام الرجعية، والتي باتت مخلب تنفيذي لهذه المخابرات، سواء في ليبيا أو ما يجري على الأرض في سوريا.
    الإسلام بكل تأكيد بريء من ممارسات الذين اتخذوا منه طريقاً للوصول إلى السلطة بأي ثمن، ولوي عنقه بتأويلات واجتهادات ليست مما يدعو إليه، تعتبر انحراف عن الإيمان بمبادئه، لأنه دين تحرر وليس دين عبودية، ولا يضير الإسلام هؤلاء المنحرفين، الذين يريدون تحقيق مآربهم الشخصية على حساب العقيدة والمبادئ، و أي اتصال مع العدو الصهيوني أو التخلي عن قضية فلسطين كقضية مركزية للأمة، تتجاوز التطبيع إلى حد الخيانة، ولا ينفع إصدار التصريحات اللفظية بعد ممارسة الفعل التطبيعي في أحضان ايباك ودافوس.

    ردحذف
  6. خيبة أمل شعبية
    يشير غياب البعد الاحتفالي عشية هذا الحدث الهام، الذي تجاوزت تداعياته تونس وأدخلت كامل المنطقة العربية في حراك ثوري، يعود إلى حصول خيبة في الشارع التونسي.
    خيبة أمل من آمال وانتظارات علقها على الثورة لتغيير واقعه، الذي يجمع المراقبون على أنه ازداد سوءا، مثلما يؤكد ذلك القيادي السابق في الحزب الشيوعي التونسي عادل الشاوش.
    ويشدد عادل الشاوش في لقاء مع مراسل "العربية.نت" على أن تونس عرفت نجاحات في الجانب السياسي، من خلال تنظيم انتخابات ديمقراطية ووجود تداول سلمي على السلطة وهو جوهر الممارسة الديمقراطية برأيه.
    لكن يتدارك الشاوش ليشير إلى ما وصفه بوجود فشل ذريع في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، وهنا يشير الشاوش إلى أن الحكومات التي تداولت على الحكم بعد الثورة لم يكن لها برامج وتصورات خاصة في ما يتعلق بوضع منوال تنمية جديد، وهذا ما يفسر انزلاق البلاد نحو أزمة اقتصادية كان لها انعكاس اجتماعي سلبي، تمثل في عودة الحراك الاحتجاجي.
    كما يتفهم الشاوش وجود حالة يأس وإحباط أو انكسار لدى قطاع كبير من التونسيين، ما دفع الكثير منهم إلى التشكيك في الثورة أصلا معتبرين أنها "مغامرة" قامت بها قوى خارجية، ولم تكن تعبر عن مطلب مجتمعي داخلي.
    في المقابل هناك من يزال يتمسك بأن ما حصل ثورة، وأن الحراك الثوري سوف يستمر حتى تحقيق وعوده.

    ردحذف
  7. استمرار الفقر ونقص التنمية:
    حينما أقدم الشاب محمد البوعزيزي، على إشعال النار في نفسه في مدينة سيدي بوزيد في الأيام الأخيرة من عام 2010، لم يكن يعتقد، أو يسعى إلى الإطاحة بنظام بن علي، أو إشعال فتيل الربيع العربي، بقدر ما كان دافعه رفض الظلم، وقطع مصدر رزقه المتمثل في عربة الخضار.
    وشكل حادث البوعزيزي، خلال الأيام التالية، نقطة انطلاق لشرارة ثورة، تحمل طابعا اجتماعيا، ذي صلة بالبطالة، ونقص التنمية، خصوصا في المناطق الداخلية الغربية، والجنوبية، قبل أن يتخذ الحراك حينها طابعا سياسيا.
    وتنبع الاحتجاجات الحالية في تونس، من أسباب اجتماعية واقتصادية، مرتبطة مباشرة بزيادة أسعار بعض المواد الأساسية، مطلع عام 2018.
    غير أن الامتداد الزمني لهذه الاحتجاجات قد يحولها إلى حراك نوعي، ويضمنها مطالب سياسية، خصوصا أن أحزاب مثل الجبهة الشعبية، التي تمتلك 15 نائبا برلمانيا، والتيار الديمقراطي (3 نواب) لم يخفيا دعمهما للاحتجاجات.

    ردحذف
  8. صحافة حرة
    بعدما كانت الصحافة العمومية، والخاصة خاضعة لرقابة السلطة، أصبح الإعلام أكثر حرية، وتنوعا، وصنفه تقرير مراسلون بلا حدود، في المرتبة الأولى عربيا في تصنيف لم يستثن إلا دولتي موريتانيا، وجزر القمر.
    العدالة الانتقالية وحقوق الإنسان
    شكلت تونس، في 2014، هيئة دستورية مستقلة من أجل الحقيقة والكرامة، وذلك بهدف الإشراف على تطبيق قانون العدالة الانتقالية، والنظر فيما يتردد من تجاوزات حقوق الإنسان بين الأول من يوليو 1955 و24 دجنبر 2013، تاريخ صدور هذا القانون.

    ردحذف
  9. الإرهاب عقبة بوجه الاستقرار:
    قبل الثورة، كانت تونس تنعم إلى حد كبير بالأمان، رغم وقوع عمليات إرهابية محدودة، لكنها بعد يناير 2011، تعرضت لعدة ضربات إرهابية استهدفت سياسيين ورجال أمن وعسكريين وسياح أجانب.
    كما حاول تنظيم داعش الإرهابي تأسيس إمارة له في بن كردان جنوب شرق البلاد، فيما تتمركز كتيبة عقبة بن نافع، التابعة لتنظيم القاعدة في جبال الشعانبي الغربية، يضاف إلى ذلك ما تمثله عودة مئات التونسيين من مناطق التوتر في ليبيا وسوريا والعراق، وهو ما أثار قلق الناس من تزايد مخاطر التهديد الإرهابي.
    أما على المستوى الخارجي، فلم تحض الثورة التونسية بدعم أطراف دولية على الأغلب، لكن اليوم، يخشى محللون إمكانية استغلال أطراف خارجية للاحتجاجات الحالية، لزعزعة الأوضاع في تونس، خاصة وأن الثورة التونسية كانت الوحيدة التي نجت من السيناريوهات المأساوية التي عرفتها دول الربيع العربي مثل ليبيا ومصر وسوريا واليمن.
    وإجمالا يمكن القول أنه بعد 7 سنوات من الثورة، حقق التونسيون قفزات على المستوى الديمقراطي والحريات العامة، لكنها على الصعيد الاقتصادي لازالت تراوح مكانها إن لم تتراجع قليلا، في حين يمثل مكافحة الفساد تحديا كبيرا وإن قطعت فيه الحكومة خطوات عديدة، إلا أن الطريق أمامها مازال يبدو بعيدا.

    ردحذف
  10. ارتفاع نسبة الدين الخارجي:
    بلغت نسبة الديون الخارجية في تونس حسب تقرير البنك المركزي لسنة 2015 ما يقارب 53.9 بالمائة من الناتج الداخلي الخام ،أي بارتفاع تجاوز الضعف مقارنة بسنة 2010 والذي بلغت فيه نسبة الديون ما يقارب 36 مليار دينار. لكن تونس تحصلت بعد سنة 2015 على عدة قروض أهمها القرض الضخم والذي بلغت قيمته 2.5 مليار أورو بعنوان القرض الممدد والمشروط بإصلاحات هيكلية.
    بناء على هذه المعطيات الجديدة وحسب توقعات صندوق النقد الدولي ستصل قيمة الديون الخارجية سنة 2017 ما يقارب 30.7 مليار دولار ما يعادل 71.4 من الناتج الداخلي الخام،هذا المعدل الذي وصلت له تونس يعتبر الأضخم في تاريخها ويمثل خطرا على اقتصادها.

    ردحذف
  11. شرارة الثورة محمد البوعزيزي:
    محمد البوعزيزي وشهرته بسبوسة شاب تونسي ينتمي لعائلة تعيش في فقر مدقع تتكون من تسعة أفراد أحدهم معاق، والده كان عاملا في ليبيا ،توفي عندما كان محمد يبلغ من العمر ثلاث سنوات، فتزوجت بعدها والدته من عمه. تلقى محمد تعليمه في مدرسة مكونة من غرفة واحدة في قرية سيدي صالح واضطر لأن يعمل وهو في سن العاشرة من عمره لأن عمه كان مريضاً ولا يستطيع العمل. ثم ترك المدرسة حتى يستطيع العمل لساعات أطول تذكر عدة مصادر أنه يحمل شهادة جامعية ولكن أخته سامية قالت أنه لم ينه دراسته الثانوية ولكن كان هذا مراده وكان يشجع أخواته على إكمال دراستهم، تقول والدة محمد أنه حاول التقدم للجيش ولكنه لم يوفق وتقدّم لعدة وظائف أخرى دون أن يوفق بها أيضاً. كان محمد يعيل عائلته ويقبض حوالي 140دولار شهرياً أغلبها من بيع الخضار والفاكهة في شوارع سيدي بوزيد على عربة كارو يجرها بنفسه.
    اعترضت عناصر من الشرطة في فجر الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول2010 عربة الفاكهة التي كان يجرها محمد البوعزيزي في الأزقة محاولا شق طريقه إلى سوق الفاكهة وحاولوا مصادرة بضاعته.
    رأى عم البوعزيزي الواقعة فهرع لنجدة ابن أخيه محاولا إقناع عناصر الشرطة بأن يدعوا الرجل يكمل طريقه إلى السوق طلبا للرزق،ثم ذهب العم إلى مأمور الشرطة وطلب مساعدته، واستجاب المأمور وطلب من الشرطية فادية حمدي التي استوقفت البوعزيزي برفقة شرطيين آخرين أن تدعه وشأنه،الشرطية استجابت ولكن تملكها الغضب لاتصال عم البوعزيزي بالمأمور.
    ذهبت الشرطية فادية حمدي إلى السوق مرة أخرى في وقت لاحق، وبدأت مصادرة بضاعة البوعزيزي ووضعت أول سلة فاكهة في سيارتها وعندما شرعت في حمل السلة الثانية اعترضها البوعزيزي، فدفعته وضربته بهراوتها،ثم حاولت الشرطية أن تأخذ ميزان البوعزيزي، وحاول مرة أخرى منعها، عندها دفعته هي ورفيقاها فأوقعوه أرضًا وأخذوا الميزان. بعد ذلك قامت الشرطية بتوجيه صفعة للبوعزيزي على وجهه أمام حوالي 50 شاهدا. عندها عزّت على البوعزيزي نفسه وانفجر يبكي من شدة الخجل. وبحسب الباعة وباقي الشهود الذين كانوا في موقع الحدث، صاح البوعزيزي بالشرطية قائلا: "لماذا تفعلين هذا بي؟ أنا إنسان بسيط، لا أريد سوى أن أعمل".
    حاول أن يلتقي البوعزيزي بأحد المسئولين لكن دون جدوى. ثم عاد إلى السوق وأخبر زملاءه الباعة بأنه سوف يشعل النار في نفسه ولكنهم لم يأخذوا كلامه على محمل الجد.
    وقف البوعزيزي أمام مبنى البلدية وسكب على نفسه مخفف الأصباغ (ثنر) وأضرم النار في جسده. اشتعلت النيران، وأسرع الناس وأحضروا طفايات الحريق ولكنها كانت فارغة. اتصلوا بالشرطة، لكن لم يأت أحد. ولم تصل سيارة الإسعاف إلا بعد ساعة ونصف من إشعال البوعزيزي النار في نفسه، ليتم نقله إلى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس، حيث زاره زين العابدين بن علي في محاولة لتهدئة الأوضاع وامتصاص الغضب الشعبي. من جانبها نفت الشرطية فادية حمدي صفعها للبوعزيزي وأصرت على براءتها.
    أدى حادث محمد البوعزيزي إلى احتجاجات من قِبل أهالي سيدي بوزيد في اليوم التالي، يوم السبت 18 من كانون الأول/ديسمبر عام 2010م، حيث قامت مواجهات بين مئات من الشبان في منطقة سيدي بوزيد وقوات الأمن. المظاهرة كانت للتضامن مع محمد البوعزيزي والاحتجاج على ارتفاع نسبة البطالة، والتهميش والإقصاء في هذه الولاية الداخلية. سرعان ما تطورت الأحداث إلى اشتباكات عنيفة وانتفاضة شعبية شملت معظم مناطق تونس احتجاجاً على ما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. حيث خرج السكان في مسيرات حاشدة للمطالبة بالعمل وحقوق المواطنة والمساواة في الفرص والتنمية.

    ردحذف
  12. الشرطية فادية حمدي:
    " تبدأ السيدة التونسية فادية حمدي حديثها مع صحيفة تلغراف البريطانية مع صفعتي له بدأ سيل من الدماء الذي أتحمل مسؤوليته" هكذا.
    تقول السيدة التي صفعت مفجر الثورات العربية محمد البوعزيزي قبل 5 سنوات في مدينة سيدي بوزيد في اللقاء الذي جرى بالتزامن مع ذكرى اندلاع الثورة التونسية: "أحيانا أتمنى لو لم أفعل ما قمت به".
    حرق البوعزيزي نفسه إثر مصادرة السيدة عربة الخضار التي كان يعتاش منها، وكانت السيدة تشغل منصب مراقب في بلدية سيدي بوزيد. ولم يسمع بها أحد بعد أن أُسقطت عنها كل التهم وأطلق سراحها، حيث كان النظام التونسي قد انهار وفر الرئيس زين العابدين بن علي إلى السعودية، وعلت أصوات الثورة في مصر على كل الأصوات في الوطن العربي، تلتها الليبية والسورية.
    وتضيف حمدي ضمن تصريحاتها المتحشرجة بالبكاء: "أشعر أنني المسئولة عن كل شيء، وألوم نفسي فأنا التي صنعت هذا التاريخ، لأنني أنا التي كنت هناك، وما فعلته هو السبب في هذا الحال.. أنظر إلينا الآن التونسيون يعانون".
    وأردفت" عندما أراقب ما يجري حولي في المنطقة وبلادي، أندم أشد الندم ..الموت في كل مكان والتعصب ينتشر ليحصد أرواح الأناس الطيبين".

    ردحذف
  13. - تحت عنوان: الغنوشي يقود تطبيع الإسلام السياسي مع الكيان الصهيوني على موقع شبكة البصرة يقول الدكتور غالب الفريجات:
    يقوم الغنوشي بخطوات تطبيعية مع الصهاينة، فزيارته للولايات المتحدة ولقاؤه مع منظمة ايباك ليست من باب الصدفة، أو أن الرجل لا يعي انعكاساتها، ولا يعرف ما تهدف إليه، لان منظمة ايباك معروفة لأصغر عامل في السياسة، لأنها منظمة صهيونية لها ثقلها على الأرض الأمريكية، ولها دورها البارز في صناعة القرار الأمريكي.
    لقاء الغنوشي مع ايباك هذه المنظمة الصهيونية لا يصب في باب الخطأ غير المقصود، لان الشيخ الغنوشي له تاريخه الذي يعتد به، وهو بلا شك كان قبل هذه الممارسة التطبيعية يشار إليه على أنه من رموز المناضلين، الذين ناضلوا ضد كل أنواع القهر والجبروت والطغيان، وله اسمه الذي لا يستطيع احد أن ينكره في الساحة السياسية، وخاصة في الإسلام السياسي كرمز من رموز الحركات الإسلامية المناهضة، ولا يمكن له أن يسقط هذه السقطة عن جهل وبدون وعي.
    الغنوشي قد حضر مؤتمر دافوس وهو منْ يعرف تمام المعرفة أن هذا المؤتمر يقوده ويخطط له الحركة الصهيونية فقد دعي له إلى جانب رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بنكيران والذي صرح بأن الحركات الإسلامية أكثر انفتاحاً مما يظن البعض وقال " نحن منفتحون جداً ويمكننا ضمان مصالحكم واستثماراتكم بصورة أفضل من قبل، ومصالحنا متكاملة، ماذا تريدون أكثر من ذلك "، وقد أكد كل من راشد الغنوشي وبنكيران " أن على الفلسطينيين أن يقرروا بأنفسهم شأن طبيعة علاقاتهم بإسرائيل " مما يعني خروج دائرة الصراع العربي الصهيوني من بعده القومي أو الديني.
    المنصف المرزوقي رئيس النظام التونسي الجديد، والذي جاء بصفقة مع الغنوشي وحركته الإسلامية، التي فازت كأكثر تنظيم سياسي في الانتخابات البرلمانية، صرح قبل ذلك أن تونس ليس لها أعداء، وعلى الفلسطينيين أن يحلوا مشاكلهم مع الإسرائيليين بأنفسهم، فماذا يعني ذلك غير التطبيع بعينه مع الكيان الصهيوني؟، لأنه لا ينظر لهذا الكيان انه قائم على العدوان على ارض فلسطين، وان مجرد وجوده يشكل خطراً على الأمة العربية جمعاء بما فيها تونس.
    لماذا يسقط الإسلام السياسي بهذه السرعة، وقبل أن يتلذذ بطعم السلطة؟، وهل ذلك عائد إلى تحالفات سرية مع الامبريالية الغربية، وبشكل خاص الأمريكية قبل ما أطلقنا عليه الربيع العربي؟.
    وإذا كانت هذه إفرازات هذا الربيع، فهل كان بعيداً عن نظرية المؤامرة على الأمة، حيث انتهى دور البعض من عملاء أمريكا في النظام العربي الرسمي، ولابد من الخلاص منهم، لأنهم لم يعودوا يمثلون الدور المطلوب منهم، ووجدت أمريكا ضالتها في الإسلام السياسي الذي سقط بسرعة فاقت كل التصورات، فمنْ يرى ممارسات رموز الإسلام السياسي في العراق وتونس ومصر وليبيا، وما يحاك اليوم ضد سوريا لابد وأن يصل إلى نتيجة واحدة، أن هناك اتفاق سري بين الإسلام السياسي والمخابرات الأمريكية لقيادة النظام العربي الرسمي، مع بقية دول النظام الرجعية، والتي باتت مخلب تنفيذي لهذه المخابرات، سواء في ليبيا أو ما يجري على الأرض في سوريا.
    الإسلام بكل تأكيد بريء من ممارسات الذين اتخذوا منه طريقاً للوصول إلى السلطة بأي ثمن، ولوي عنقه بتأويلات واجتهادات ليست مما يدعو إليه، تعتبر انحراف عن الإيمان بمبادئه، لأنه دين تحرر وليس دين عبودية، ولا يضير الإسلام هؤلاء المنحرفين، الذين يريدون تحقيق مآربهم الشخصية على حساب العقيدة والمبادئ، و أي اتصال مع العدو الصهيوني أو التخلي عن قضية فلسطين كقضية مركزية للأمة، تتجاوز التطبيع إلى حد الخيانة، ولا ينفع إصدار التصريحات اللفظية بعد ممارسة الفعل التطبيعي في أحضان ايباك ودافوس.

    ردحذف
  14. خيبة أمل شعبية
    يشير غياب البعد الاحتفالي عشية هذا الحدث الهام، الذي تجاوزت تداعياته تونس وأدخلت كامل المنطقة العربية في حراك ثوري، يعود إلى حصول خيبة في الشارع التونسي.
    خيبة أمل من آمال وانتظارات علقها على الثورة لتغيير واقعه، الذي يجمع المراقبون على أنه ازداد سوءا، مثلما يؤكد ذلك القيادي السابق في الحزب الشيوعي التونسي عادل الشاوش.
    ويشدد عادل الشاوش في لقاء مع مراسل "العربية.نت" على أن تونس عرفت نجاحات في الجانب السياسي، من خلال تنظيم انتخابات ديمقراطية ووجود تداول سلمي على السلطة وهو جوهر الممارسة الديمقراطية برأيه.
    لكن يتدارك الشاوش ليشير إلى ما وصفه بوجود فشل ذريع في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، وهنا يشير الشاوش إلى أن الحكومات التي تداولت على الحكم بعد الثورة لم يكن لها برامج وتصورات خاصة في ما يتعلق بوضع منوال تنمية جديد، وهذا ما يفسر انزلاق البلاد نحو أزمة اقتصادية كان لها انعكاس اجتماعي سلبي، تمثل في عودة الحراك الاحتجاجي.
    كما يتفهم الشاوش وجود حالة يأس وإحباط أو انكسار لدى قطاع كبير من التونسيين، ما دفع الكثير منهم إلى التشكيك في الثورة أصلا معتبرين أنها "مغامرة" قامت بها قوى خارجية، ولم تكن تعبر عن مطلب مجتمعي داخلي.
    في المقابل هناك من يزال يتمسك بأن ما حصل ثورة، وأن الحراك الثوري سوف يستمر حتى تحقيق وعوده.

    ردحذف
  15. خيبة أمل شعبية
    يشير غياب البعد الاحتفالي عشية هذا الحدث الهام، الذي تجاوزت تداعياته تونس وأدخلت كامل المنطقة العربية في حراك ثوري، يعود إلى حصول خيبة في الشارع التونسي.
    خيبة أمل من آمال وانتظارات علقها على الثورة لتغيير واقعه، الذي يجمع المراقبون على أنه ازداد سوءا، مثلما يؤكد ذلك القيادي السابق في الحزب الشيوعي التونسي عادل الشاوش.
    ويشدد عادل الشاوش في لقاء مع مراسل "العربية.نت" على أن تونس عرفت نجاحات في الجانب السياسي، من خلال تنظيم انتخابات ديمقراطية ووجود تداول سلمي على السلطة وهو جوهر الممارسة الديمقراطية برأيه.
    لكن يتدارك الشاوش ليشير إلى ما وصفه بوجود فشل ذريع في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، وهنا يشير الشاوش إلى أن الحكومات التي تداولت على الحكم بعد الثورة لم يكن لها برامج وتصورات خاصة في ما يتعلق بوضع منوال تنمية جديد، وهذا ما يفسر انزلاق البلاد نحو أزمة اقتصادية كان لها انعكاس اجتماعي سلبي، تمثل في عودة الحراك الاحتجاجي.
    كما يتفهم الشاوش وجود حالة يأس وإحباط أو انكسار لدى قطاع كبير من التونسيين، ما دفع الكثير منهم إلى التشكيك في الثورة أصلا معتبرين أنها "مغامرة" قامت بها قوى خارجية، ولم تكن تعبر عن مطلب مجتمعي داخلي.
    في المقابل هناك من يزال يتمسك بأن ما حصل ثورة، وأن الحراك الثوري سوف يستمر حتى تحقيق وعوده.

    ردحذف
  16. تراجع الدينار التونسي أمام العملات الأجنبية:
    يعاني الدينار التونسي من تراجعات متتالية منذ سنة 2010 حيث كان سعر الدولار في ذلك الوقت يقدر ب1.42 دينار، إلا أن تراجع القطاع السياحي وتراجع الصادرات وانخفاض منسوب الاحتياط من العملة الصعبة في البنك المركزي تسبب في هزات كبيرة للاقتصاد وأثر في سعر صرف الدينار ليصل إلى 2.49 دينار للدولار الواحد سنة 2017 أي بنسبة تراجع تقدر ب 60 بالمائة وهي نسبة كارثية.

    ردحذف