السبت، 12 مايو 2018

(ن) السيطرة على دوائر صُنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية(3) أدوات تنفيذ المؤامرة:الخطة الشيطانية:(12) مخططات اليهود ومصالح الغرب الصليبي:



(12) مخططات اليهود ومصالح الغرب الصليبي:
الخطة الشيطانية:
(3) أدوات تنفيذ المؤامرة:
(ن) السيطرة على دوائر صُنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية
توطئة:
إذا ما تتبعنا تاريخ دولة إسرائيل منذ إنشائها وانضمامها لهيئة الأمم المتحدة لوجدنا أنها الدولة الوحيدة على مستوى العالم التي تضرب عرض الحائط بقواعد القانون الدولي دون أدني شعور بالألم أو وخز الضمير أو حتى مبالاة بالانتقادات التي توجه لها في هذا الشأن، فساسة إسرائيل سواء كانوا من حزب العمل أو الليكود أو غيرها من الأحزاب اليمنية المتطرفة لا يختلفون فيما بينهم في قراراتهم السياسية و التي تتفق جميعها في عدم احترام ما يُسمى بالقانون الدولي أو العدالة الدولية فلا فرق بين إسحاق شامير أو إسحاق رابين ولا فرق شارون أو نتنياهو  كما لا فرق بين ليبرمان أو شيمون برييز فجميعهم اشترك في نحر العدالة الدولية دون خوف أو مبالاة.
ففي عهد هؤلاء جميعا رغم اختلاف لغة حوارهم عن الحقوق والواجبات قامت  إسرائيل ولسنوات طويلة بانتهاك مبادئ القانون الدولي الراسخة، بل إنها تحدت قرارات الأمم المتحدة العديدة التي صدرت أثناء احتلالها للأرض التي استولت عليها عنوة سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا.
ولم تكتف إسرائيل بعمليات العدوان العسكري المتكررة خارج نطاق القانون الدولي بل إنها مارست  العديد من عمليات الاغتيال خارج نطاق ذات القانون سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها في العديد من الدول، فلقد قامت إسرائيل ولسنوات طويلة باغتيال كل منْ يُعارضها أو يرفع في وجهها عصا المعصية، ولم تقف اغتيالات إسرائيل  على المعارضين لسياساتها بل تعدت ذلك إلى اغتيال العديد من العلماء العرب حتى لا يُسهموا في تطور مجتمعاتهم كالدكتور/ يحيى المشد وغيره،هذا بخلاف جواسيسها الذين تنشرهم في كل مكان من العالم.
 
يرى غالبية العالم أن سياسات إسرائيل - وخاصة اضطهادها للفلسطينيين - إجرامية وشائنة، وهذا ما يبدو واضحا من الإجماع الدولي على سبيل المثال في العديد من قرارات الأمم المتحدة التي تدين إسرائيل والتي تمت الموافقة عليها بأغلبية ساحقة، ولكن أين ذهبت هذه القرارات سواء كانت من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن فجميعها ظل حبيس الأدراج ولم ير النور، ولم يُسرع السيد/ مجلس الأمن بفرضها أو تنفيذها بالقوة، فالعدالة الدولية سريعة التنفيذ على العالم العربي والإسلامي فقط، فقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بردا وسلاما على إسرائيل، ونارا وسموما على العرب والمسلمين.
إن حال إسرائيل وتصرفها مع القرارات الدولية يٌعطينا نتيجة واحدة إذا ما حاولنا تفسير ما نراه وتقوم به إسرائيل على مدار تاريخها منذ ولادتها ولادة مُبتسرة من رحم الأطماع الأنجلو ساكسون، تتركز هذه النتيجة في: أن إسرائيل دولة فوق القانون، فهي لا تحترم القانون الدولي إلا في حالة واحدة هي خدمة مصالحها فقط ، أما أن تٌقدم تنازلات فهذا أمر غير وارد، وهذا ما يؤكده: كوفي عنان السكرتير العام للأمم المتحدة مؤخرا حيث قال  " إن العالم بأسره يطالب بانسحاب إسرائيل من المناطق الفلسطينية المحتلة، لا أظن أن العالم بأسره .. يمكن أن يكون على خطأ." (1)
وقبل الخوض في أسباب الانحياز الأمريكي لإسرائيل تعالوا بنا نرى ماذا قال المسئولون الأمريكان عن  عن لاجئي الحرب اليهود فترة الحرب العالمية الثانية:

استطلاعات الرأي:
- في استطلاع رأي أُجري عام 1938، 67% من الأمريكيين قالوا لمجلة  فورتشن أن على الولايات المتحدة أن تحاول إبقاء كل اللاجئين الألمان والنمساويين ولاجئين سياسيين آخرين بعيدا عنها، في حين قال 18% منهم أن على أمريكا السماح لهم بالدخول ولكن من دون رفع حصص الهجرة.
- في استطلاع رأي آخر أجري عام 1938، تمت الإشارة إليه في كتاب “اليهود في العقل الأمريكي”، حوالي 75% من المشاركين في الاستطلاع قالوا بأنهم يعارضون الزيادة في عدد اليهود الألمان الذين يٌسمح بإعادة توطينهم في الولايات المتحدة.
- في يناير 1939، 61% من الأمريكيين قالوا لغالوب بأنهم يعارضون توطين 10,000 لاجئ من الأطفال، “معظمهم من اليهود”، في الولايات المتحدة.
- في شهر مايو من العام نفسه، 12% من الأمريكيين قالوا إنهم سيؤيدون حملة واسعة النطاق ضد اليهود في الولايات المتحدة، في حين قال 8% منهم بأنهم سيشعرون بالتعاطف مع حملة كهذه، وفقا لكتاب فرانكلين روزفلت واليهود”.
- بحلول عام 1944، ارتفع العدد إلى 43% من الأمريكيين الذين قالوا بأنهم سيؤيدون حملة ضد اليهودي أو سيتعاطفون مع حملة كهذه. الاستطلاعات المذكورة في كتاب اليهود في العقل الأمريكي أظهرت أن 24% من الأمريكيين اعتقدوا أن اليهود خطر على أمريكا.

التصريحات
- نائب الكونغرس جيكوب ثوركلسون، جمهوري من ولاية مونتانا، قال إن المهاجرين اليهود جزء من حكومة غير مرئية مرتبطة بـيهودي شيوعي وبـممولين دوليين يهود.
- السناتور روبرت رينولدز، ديمقراطي من كارولينا الشمالية، قال إن اليهود: يقومون بشكل ممنهج ببناء إمبراطورية يهودية في هذا البلد. وقال: لتقم أوروبا بالاهتمام بشعبها، لا يمكننا الاهتمام بشعبنا، ناهيك عن استيراد المزيد للاهتمام بهم.
- وقال رينولدز لمجلة لايف أن كل ما يريده هو: أن تكون لأبنائنا الرائعين وبناتنا الرائعات جميع الوظائف في هذا البلد الرائع. بحسب “TheIntercept.com”.
- الرئيس فرانكلين روزفلت بنفسه حذر من أن اللاجئين اليهود قد يكونون جواسيس يهود مكرهين على القيام بعطاءات للرايخ بسبب تهديدات ضد أقاربهم في بلادهم.
- في مؤتمر صحافي، شرح روزفلت كيف أن اللاجئين وخاصة اللاجئين اليهود – قد يكونوا مجبرين على العمل لصالح النازيين لتهديدهم بأنهم إذا رفضوا ذلك سيُقال لهم: نحن نأسف بشكل مروع، ولكن سيتم أخذ والدك ووالدتك المسنين وإطلاق النار عليهما.
- تحذيرات مشابهة ضد نازيين متنكرين كلاجئين ظهرت في ساترداي إيفنينغ بوست، وهي مجلة أمريكية، بحسب موقع “Reason.com”.

الأرقام:
- أمريكا لم تتخذ إجراءات محددة لمساعدة اللاجئين اليهود حتى شهر يناير من عام 1944، عندما قام روزفلت، مجبرا بعد ممارسة ضغوط عليه من أعضاء في حكومته ويهود أمريكيين، بتشكيل مجلس لاجئي حرب للمساعدة في إنقاذ اليهود في أوروبا.
حتى ذلك الحين، حصل بضعة الآلاف من اليهود على تصريح بدخول الولايات المتحدة ضمن حصة ألمانية-نمساوية من 1938 وحتى 1941، التي لم تكن تقتصر على اليهود فقط. ولكن خلال معظم فترة رئاسة روزفلت، تم ملئ أقل من 25% فقط من الحصة الأمريكية للاجئين من ألمانيا. بالإجمال، أكثر من 190,000 من الأماكن المعدة لحصة اللاجئين من ألمانيا ومن الدول التي احتلتها دول المحور لم يتم استخدامها خلال المحرقة.
- في عام 1938، بعد أسبوعين فقط من ليل البلور، طرح وزير الداخلية الأمريكي فكرة توطين لاجئين في ألاسكا، وبعد ذلك بوقت قصير بدأ مكتبه بدراسة هذه الإمكانية.
- في مارس 1940، طرح السناتور روبرت واغنر (نيويورك) والنائب فرانك هافنر (كاليفورنيا) مشروعي قانون لإعادة توطين 10,000 لاجئ حرب في مناطق نائية لا تحتسب على حصص الهجرة في أمريكا. ولكن الفكرة اصطدمت بمعارضين في الكونغرس الذين أعربوا عن مخاوفهم من أن: هؤلاء الأجانب لا يمكنهم الانصهار في ألاسكا، وسيشكلون تهديدا على حضارتنا الأمريكية.
- في واحدة من أكثر الحوادث الشائنة فيما يتعلق باللاجئين اليهود، أبحرت سفينة اس اس سانت لويس، التي كانت محملة بيهود فارين من النازيين، إلى المياه قبالة سواحل فلوريدا، وتوسل المسافرون على متنها من روزفلت دخول البلاد، ولكن روزفلت قال لا، والسفينة – التي كانت قريبة بما فيه الكفاية ليتمكن مسافروها من رؤية أضواء ميامي – عاد إلى أوروبا. ما يقرب من نصف المسافرين الذين كانوا على متنها قضوا بعد ذلك على أيد النازيين.
- بعد الحرب العالمية الثانية، واجه اللاجئون اليهود والأشخاص المهجرين الذين رغبوا بإعادة توطينهم في الولايات المتحدة قيودا مشددة. الهجرة الإجمالية إلى الولايات المتحدة لم تزيد بعد المحرقة، ولكن في محاولة لتجاوز تقاعس الكونغرس ومساعدة لاجئي الحرب، أمر الرئيس هاري ترومان بملء حصص الهجرة القائمة بأشخاص مهجرين. وفقا لأحكام توجيه ترومان، وصل إلى الولايات المتحدة حوالي 22,950 مهجر بين العامين 1945 و1947؛ ثلثين منهم كانوا من اليهود.
- في عام 1948، خفف الكونغرس من القيود على الهجرة مما سمح لـ -400,000 مهجر بدخول الولايات المتحدة. مع ذلك، ذهبت معظم هذه المواقع للمسيحيين؛ حوالي 20%، أو 80,000، كانوا يهودا.
- بالإجماع، استقر 137,450 لاجئ يهودي في الولايات المتحدة بحلول عام 1952، بحسب متحف ذكرى المحرقة الأمريكي في العاصمة واشنطن.( تايمز أوف إسرائيل: ما الذي قاله الأمريكيون عن لاجئي الحرب اليهود)
هذا كان إجمالي منْ استقر من اليهود بالولايات الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، والآن تعالوا نرى أسباب الانحياز الأمريكي لإسرائيل اليوم:

(أ) أسباب الانحياز الأمريكي لإسرائيل:
ألا يجعلنا القول السابق  من كوفي عنان وتلك التصرفات من إسرائيل وذلك الصمت من مجلس الأمن والأمم المتحدة أن نتساءل لماذا تُسرع العدالة الدولية بتنفيذ قراراتها وإظهار قوة عضلاتها على العرب والمسلمين؟! بينما تتأخر تلك العدالة بل وتتلاشى قوتها أمام انتهاكات إسرائيل؟!
وتأتينا الإجابة من الولايات المتحدة الأمريكية فهي  الداعم الرئيسي لإسرائيل من خلال ما يقوم به السياسيون الأمريكان  ووسائل الإعلام بتأييد إسرائيل وسياستها بحماس مفرط، ومنقطع النظير لقد زودت الولايات المتحدة إسرائيل لسنين طويلة بالدعم الحاسم دبلوماسيا وعسكريا وماليا، وقد شمل ذلك ما يربو على ثلاثة بلايين دولارا سنويا، وهذا الدعم المبالغ فيه من قبل الأمريكان إلى إسرائيل لا يرجع إلى قوة إسرائيل، وإنما يرجع إلى عاملين هما:
العامل الأول: قوة هيمنة وسيطرة اليهود على دوائر صُنع القرار داخل الولايات المتحدة الأمريكية حتى أننا يمكننا القول بأن الولايات المتحدة الأمريكية تُدار قراراتها الداخلية والخارجية وفقا لمصلحة اليهود، ومن ثمة لمصلحة إسرائيل.
العامل الثاني:
دعوى الانتساب إلى ما يسمى بـ ( البقية المختارة ) من أبناء يعقوب أو بني إسرائيل ، حيث تتنافس الطائفتان اليهودية، والمسيحية البروتستانتية  في احتكار الانتساب إلى بقية (الشعب المختار ) من سلالة أسباط بني إسرائيل، تلك السلالة التي يعتقدون أنها لن تنقرض حتى يخرج منها جيل الخلاص الذي سيشهد أحداث نهاية العالم .

والآن تعالوا بنا نناقش هذين العاملين في شيء من التفصيل:
أولا: قوة هيمنة وسيطرة اليهود على دوائر صُنع القرار داخل الولايات المتحدة الأمريكية:
ومن أشهر الشهادات التي تؤكد قوة وسطوة اليهود داخل الولايات المتحدة الأمريكية ما يلي:
- المطران دزموند توتو Bishop Desmond Tutu من جنوب أفريقيا – والحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 1984 – حيث قال"لقد تم وضع الحكومة الإسرائيلية فوق منصة عالية (بالولايات المتحدة) وإذا ما انتقدها أحد وصموه فورا بالعداء للسامية، يخاف الناس في هذه البلاد من نعت الخطأ بالخطأ لأن اللوبي اليهودي قوي .. قوي جدا."(2)
- الكاتب اليهودي وأستاذ العلوم السياسية بنيامين جنزبرج " توصل اليهود منذ الستينيات إلى امتلاك واستخدام النفوذ القوي بنواحي الحياة الأمريكية الاقتصادية والثقافية والفكرية والسياسية، ولعب اليهود دورا مركزيا في الشئون المالية الأمريكية خلال الثمانينيات وكانوا من بين المنتفعين الرئيسيين من عمليات اندماج وإعادة تنظيم الشركات الكبرى. أما اليوم فرغم أن اليهود يصل عددهم بالكاد إلى حوالي 2% من تعداد السكان إلا أن قرابة نصف بليونيرات هذه الأمة من اليهود. ومن اليهود أيضا المديرون التنفيذيون لأكبر ثلاث شبكات تلفازية وأربعة من أكبر استوديوهات السينما وأكبر دار لإصدار الصحف وجريدة النيويورك تايمز أكبر الجرائد وأعظمها أثرا .. ودور اليهود ملحوظ أيضا في الحياة السياسية الأمريكية .." (3)
- ستيفن شتاينلايت Stephen Steinlight المدير السابق للشئون القومية باللجنة اليهودية الأمريكية قال إن لليهود " قوة سياسية لا تتناسب مع عددهم .. وهي أعظم من قوة أي مجموعة عرقية أو ثقافية في أمريكا" ويمضي ليشرح أن النفوذ الاقتصادي لليهود وقوتهم يتركزان بصورة غير متناسبة في هوليوود والتلفاز وفي مجال الأخبار" (4)
- سيمور ليبست وإيرل راب الكاتبان اليهوديان في كتابهما "اليهود والحال الأمريكي الجديد" المنشور عام 1995 حيث قالا "شكل اليهود خلال العقود الثلاثة الماضية:
 50% من أفضل 200 مثقف بالولايات المتحدة..
 20% من أساتذة الجامعات الرئيسية ..
 40% من الشركاء بالمكاتب القانونية الكبرى بنيويورك وواشنطون.
 59% من الكتاب والمنتجين للخمسين فيلما سينمائيا التي حققت أكبر إيراد مابين عامي 1965 - 1982
58% من المديرين والكتاب والمنتجين لاثنين أو أكثر من المسلسلات بوقت الذروة التلفازي."(5)
- أحد الأعضاء البارزين في مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية أن اليهود قد أسهموا بحوالي 50% من أموال الحملة الانتخابية لإعادة انتخاب الرئيس الأمريكي بل كلنتون عام 1996(6)
- . مايكل مدفد الكاتب والناقد السينمائي اليهودي المعروف قال "ليس معقولا أن ننكر حقيقة قوة اليهود وبروزهم في الثقافة العامة. إن أي قائمة بأسماء مديري الإنتاج ذوي النفوذ بكل استوديوهات السينما الكبرى تحتوي على أغلبية كبيرة من الأسماء اليهودية الواضحة" (7)

- جوناثان جولدبرج رئيس تحرير الجريدة الأسبوعية اليهودية البارزة "فوروارد Forward" كتب قائلا "إذا نظرت إلى عدد من القطاعات الأساسية – وخاصة قطاع المديرين باستوديوهات هوليوود – لوجدت أن أعداد اليهود تطغى لدرجة أن القول بأن تلك الأماكن يحكمها اليهود مجرد ملاحظة إحصائية لا أكثر" (8)
- تشارلس لندبرج وقف في 11 سبتمبر 1941 يخطب في جمع من7000 مستمع في دي موين Des Moines بولاية إيوا Iowa عن خطورة تورط الولايات المتحدة في الحرب التي كانت تدور رحاها بأوربا حينئذ، فشرح كيف أن البريطانيين واليهود وإدارة روزفلت شكلوا المجموعات الرئيسية الثلاث التي كانت تدفع بأمريكا إلى الحرب.
قائلا عن اليهود "إن خطرهم الأعظم على هذه البلاد يرجع إلى ملكيتهم الضخمة ونفوذهم بالسينما والصحافة والراديو والحكومة في بلادنا." واستمر لندبرج قائلا في فقرة أخرى "إنهم يريدون لنا التورط في الحرب لأسباب مفهومة من وجهة نظرهم بقدر ما هي غير حكيمة من وجهة نظرنا، فهي أسباب غير أمريكية. نحن لا نستطيع لومهم لأنهم يتطلعون إلى ما يعتقدون أنه في صالحهم ولكننا يجب أيضا أن نتطلع إلى صالحنا. لا يمكن لنا أن نسمح للعواطف الطبيعية لقوم آخرين وتحيزاتهم بأن تدفع ببلادنا إلى الخراب. (9)
- ألفرد للينثال الباحث اليهودي الأمريكي في عام 1978  قال في دراسته المفصلة بعنوان "الصلة الصهيونية" "كيف فرضت الإرادة الصهيونية على الشعب الأمريكي؟! .. إنها الصلة اليهودية وذلك الترابط القبلي فيما بينهم وجذبهم العجيب لغير اليهود. تلك هي العوامل التي صاغت تلك القوة غير المسبوقة .. تنتشر تلك الصلة اليهودية الصهيونية في مناطق المدن الكبرى فتتخلل الدوائر الثرية المالية والتجارية والاجتماعية والترفيهية والفنية."
و قال ليلينثال أيضا بأن تغطية أنباء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني - بالتلفاز والصحف والمجلات الأمريكية - تتعاطف مع إسرائيل دون هوادة بسبب القبضة اليهودية الممسكة بالإعلام. يظهر ذلك بجلاء على سبيل المثال في تصوير "الإرهاب" الفلسطيني أو كما يقول للينثال "تم ضمان وجود التقارير أحادية الجانب عن الإرهاب - التي لا تربط أبدا بين السبب والنتيجة - لأن السيطرة الإعلامية هي أكثر مكونات الصلة اليهودية فاعلية." (10)

- يهودا بوير Yehuda Bauer  مؤرخ الهولوكوست الإسرائيلي والأستاذ بالجامعة العبرية بالقدس قال عن إستغلال وتزييف الحقائق الخاصة بالهولوكوست " لقد أصبح الهولوكوست رمزا متسيدا في ثقافتنا سواء كان عرضه أصيلا أو غير أصيل وسواء كان متمشيا مع الحقائق التاريخية أو متعارضا معها وسواء كان عرضه عن فهم وتفهم أو كان أثرا رمزيا مبتذلا ينقصه الذوق ... من الصعب أن يمر شهر دون إنتاج تلفازي جديد أو فيلم جديد أو مسرحية جديدة أو كتاب جديد أو شعر أو نثر متعلق بالموضوع وهذا الفيضان يتزايد بدلا من أن يتراجع." (11)
- نورمان فنكلشتين Norman Finkelstein وهو باحث يهودي كان مدرسا للعلوم السياسية بكلية هنتر Hunter College التابعة لجامعة المدينة بنيويورك City University of New York فقد ورد بكتابه "صناعة الهولوكوست " The Holocaust Industry قوله:
"استثارة الهولوكوست خدعة تهدف إلى تحريم كل انتقاد لليهود .. فعقيدة الهولوكوست الراسخة – بإضفائها البراءة التامة على اليهود - تعطي المناعة لإسرائيل ويهود أمريكا ضد النقد المشروع .. لقد استغلت التنظيمات اليهودية هولوكوست النازي لصد انتقاد اسرائيل وسياساتها التي لا يمكن أن يكون هناك دفاع أخلاقي عنها." كتب فنكلشتين أيضا عن "الابتزاز" الفاجر الذي مارسته إسرائيل والتنظيمات اليهودية ضد ألمانيا وسويسرا وغيرها من البلدان لكي "تغتصب بلايين الدولارات". ويتوقع فنكلشتين أن يصبح الهولوكوست "أكبر جريمة سرقة في تاريخ البشرية". (12)
- آري شافيت Ari Shavit الصحفي الإسرائيلي كتب عن شعور اليهود الإسرائيليين بالحرية لممارسة التصرف الهمجي ضد العرب قائلا "هناك اعتقاد ويقين مطلق بأن حياة الآخرين لا تعادل حياتنا في قيمتها، فالبيت الأبيض اليوم في أيدينا ومعه مجلس الشيوخ والكثير من الإعلام الأمريكي." (13)
- الأدميرال توماس مورر Thomas Moorer الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي تحدث عن التحكم اليهودي الإسرائيلي في الولايات المتحدة فقال بحنق واضح" لم أر أبدا رئيسا أمريكيا .. أيا كان .. يقف في وجههم ( الإسرائيليين ) إن ذلك يحير العقل، فهم يحصلون دائما على ما يريدون. يعلم الإسرائيليون دائما ما هو جار، وقد وصلت يوما إلى درجة الامتناع عن تدوين أي شيء. لو علم الأمريكيون مدى سيطرة هؤلاء الناس على حكومتنا لحملوا السلاح وثاروا. لا شك أن مواطنينا لا يعلمون شيئا عما يجري." (14)
- د. دافيز D. Davis السفير الفرنسي في لندن أقر مؤخرا بأن إسرائيل خطر على السلام العالمي ونعتها بأنها "الدولة الصغيرة القذرة" قائلا "لماذا يتعرض العالم لخطر قيام حرب عالمية ثالثة بسبب هؤلاء الناس؟"(15) 
يمتلك اليهود ويستخدمون قوة هائلة ونفوذا بالولايات المتحدة، واللوبي اليهودي عامل محدد في تأييد الولايات المتحدة لإسرائيل. المصالح اليهودية الصهيونية ليست مطابقة للمصالح الأمريكية، بل إنها متضاربة في واقع الأمر.
طالما بقي اللوبي اليهودي الشديد القوة متحصنا فلن تكون هناك نهاية للتشويه اليهودي المنظم للتاريخ والأحداث الجارية والسيطرة اليهودية الصهيونية على الجهاز السياسي للولايات المتحدة والقهر الصهيوني للفلسطينيين والصراع الدموي بين اليهود وغير اليهود بالشرق الأوسط والتهديد الإسرائيلي للسلام.

ثانيا: دعوى الانتساب إلى ما يسمى بـ ( البقية المختارة ) من أبناء يعقوب أو بني إسرائيل
قبل مناقشة تلك العقيدة المسماة بالبقية المختارة من أبناء يعقوب لابد لنا من أن نتعرف على حقيقة مصطلحين سيكثر ذكرهما في حوارنا وهما:
(1) مصطلح الأنجلوساكسون : هم عنصر البيض البروتستانت ، يعتبرون أنفسهم صفوة المجتمع الأمريكي وأصحاب الفضل في تأسيس دولته العملاقة ، فهم الذين شكلوا بذرة الهجرة الأولى لهذه الأرض الجديدة قبل 300 عام ، وهم يحملون في غالبيتهم معتقد البروتستانت (Protestant) الذي يعني الاحتجاج ، وبالرغم من وجود شرائح كبيرة من الأمريكيين ترجع إلى أصول أسبانية وآسيوية وإفريقية ، إلا أن الأنجلوساكسون ذوي الأصول الأوروبية هم العنصر المسيطر والمتسيّد في الولايات المتحدة .
(2) مصطلح  الأسباط : جمع سبط ، وهو ابن الابن ، أو الحفيد ، والأسباط المذكورون في القرآن هم أبناء يعقوب الذين هم أحفاد إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام - ، ومن هؤلاء الأسباط تشعبت قبائل أبناء يعقوب أو (بني إسرائيل) وهم اثنا عشر ، ستة منهم لأم واحدة ، والباقون كل اثنين من أم .
إن المراقب للتاريخ الأمريكي تصدمه وقائع الطريقة التي تعامل بها الأمريكيون مع شعوب العالم الأخرى ؛ إذ سرعان ما يكتشف المرء ألا فرق كبيراً بين نظرة اليهود إلى ( الجوييم ) أو الأمميين العوام المستباحي الأرواح والدماء والأعراض ، وبين نظرة الأنجلوساكسون إليهم ، فكلا النظرتين تنطلقان من مقولة أن هناك جنساً متفوقاً لا بد أن تخضع له كل الشعوب وتركع تحت رجليه كل الأمم بحيث لا تكون لحياتها قيمة إلا بالقدر الذي تخدم به الشعب المختار، ولا تكون لأرضها أهمية إلا بقدر ما تمد ذلك الشعب بالخيرات ، أما إذا تعارضت حياة أولئك الأغيار أو الجوييم أو الأميين مع المصالح العليا للشعب المختار ، فلا ضرورة لهذه الحياة أصلاً ، ويصبح من العبث الإبقاء عليها، أما إذا ما تجرأ أحد منهم على تهديد حياة أحد من أبناء الشعب المختار ، فإن قيامته لا بد وأن تقوم، ونهايته لابد وأن تأتي من خلال الإحراق أو الإغراق أو الاسترقاق أو أي وسيلة من وسائل الإزهاق .   و هنا ندرك مدى الارتباط  بين عقدة الدم الأنجلو ساكسوني الأمريكي و عقدة الدم اليهودي وعدم الاختلاف بينهما فكلاهما يرتكز على قاعدتين ثابتين هما: القاعدة الأولى قاعدة الاستهانة الشديدة بدماء الأغيار أو الجوييم أو الأميين.
والقاعدة الثانية هي: الحرص الشديد على دماء  الشعب المختار سواء كان دما يهوديا أو دما أنجلو ساكسونيا.
إذا كانت إسرائيل قد قامت على أرض وأجساد وأعراض الفلسطينيين، وانتهكت إسرائيل في سبيل ذلك كل مبادئ وقيم الإنسانية فنفس الشيء فعله المهاجرون البروتستانت في الولايات المتحدة الأمريكية: فقد جاء في كتاب (العملاق ) لكاتبه ( يوردجاك ) العديد من النصائح للقيادات الأنجلو ساكسونية المتزعمة للمهاجرين البروتستانت إلى القارة الأمريكية الجديدة ، منها « إن إبادة الهنود الحمر والخلاص منهم أرخص بكثير من أي محاولة لتنصيرهم أو تمدينهم ؛ فهم همج ، برابرة ، عراة ، وهذا يجعل تمدينهم صعباً .
 إن النصر عليهم سهل ، أما محاولة تمدينهم فسوف تأخذ وقتاً طويلاً ، وأما الإبادة فإنها تختصر هذا الوقت ، ووسائل تحقيق الانتصار عليهم كثيرة : بالقوة ، بالمفاجأة ، بالتجويع ، بحرق المحاصيل ، بتدمير القوارب والبيوت ، بتمزيق شباك الصيد ، وفي المرحلة الأخيرة : المطاردة بالجياد السريعة والكلاب المدربة التي تخيفهم ؛ لأنها تنهش أجسادهم العارية » ! 
- في عام 1730 م ، أصدرت الجمعية التشريعية ( البرلمان ) لمن يسمون أنفسهم : ( البروتستانت الأطهار ) تشريعاً يقنن عملية الإبادة لمن تبقى من الهنود الحمر ، فأصدرت قراراً بتقديم مكافأة مقدارها 40 جنيهاً مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر ، و40 جنيهاً مقابل أسر كل واحد منهم ، وبعد خمسة عشر عاماً ارتفعت المكافأة إلى 100 جنيه ! ثم وضع البرلمان البروتستانتي ( تسعيرة ) جديدة بعد عشرين عاماً من صدور القرارات الأولى : فروة رأس ذكر عمره 12 عاماً فما فوق : 100 جنيه ، أسير من الرجال : 105 جنيهات ، أسيرة من النساء أو طفل : 55 جنيهاً ، فروة رأس امرأة أو فروة رأس طفل : 50 جنيهاً .
  - في عام 1763 م أمر القائد الأمريكي ، البريطاني الأصل ( جفري أهرست ) برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري في أماكن تجمعات الهنود الحمر ، لنقل مرض الجدري إليهم بهدف نشر المرض بينهم ؛ مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت عشرات الألوف منهم .
 وبعد عقود قليلة انتهى أمر السكان الأصليين في القارة الأمريكية إلى ما يشبه الفناء ، بعد الإبادة المنظمة لهم على أيدي المبشرين بالمحبة ، والسلام للبشرية جمعاء !
  لقد ظل النصارى ينافسون اليهود على احتكار النسبة إلى « الشعب المختار» و « البقية الصالحة » من بني إسرائيل ، وظل هذا التنافس في القرون التالية لظهور الإسلام .
  وكان الأساس الذي استند إليه الطرفان ، نصوصاً من التوراة تشير إلى استمرار تلك البقية من الشعب المختار ، جاء في سفر أشعيا : ( ويكون في ذلك اليوم ، أن بقية إسرائيل ، والناجين من بيت يعقوب ، لا يعودون يتوكلون على ضاربهم ، بل يتوكلون على قدوس إسرائيل بالحق ، ترجع البقية ، بقية يعقوب إلى الله القدير ، لأنه وإن كان شعبك يا إسرائيل كرمل البحر ، ترجع بقية منه) (16)

عندما حدث الاختراق اليهودي للنصرانية الكاثوليكية بعد حركة ( الإصلاح الديني ) في القرن السادس عشر للميلاد التي أدخل بموجبها ( مارتن لوثر ) «إصلاحات » جذرية على الديانة النصرانية ، أصبحت بها النصرانية المخترقة قريبة جداً من الديانة اليهودية ؛ حيث جعل مارتن لوثر كتاب التوراة مرجعاً حرفياً للنصارى ، فأصبح كل ما يدين به اليهود من النصوص الحرفية للتوراة يدين به النصارى الذين أطلق عليهم بعد ذلك التحريف اسم : ( البروتستانت )
جون كالفن
وبعد مارتن لوثر صاغ (جون كالفن ) الفكر البروتستانتي ليصبح متمرداً على الفكر الكاثوليكي ، واستطاع به أن يسحب البساط من تحت أقدام الكاثوليك بدعوى التميز البروتستانتي عرقياً ودينياً ، وتمكن من نقل معتقد ( الشعب المختار ) بشكله التوراتي الحرفي إلى الديانة البروتستانتية الجديدة ، حتى أصبحت الشعوب التي تدين بهذا المذهب وفي طليعتهم الإنجليز يستشعرون أنهم وحدهم يمثلون الامتداد الطبيعي لـ ( شعب الله المختار ) المسئول وحده عن قيادة العالم والوصاية عليه باسم الأنجلوساكسونية البروتستانتية .
ولهذا قصة غريبة لا تخلو من الطرافة !  لقد بدأ بعض الباحثين منذ القرن السابع عشر للميلاد يجرون أبحاثاً تاريخية لاهوتية لإثبات أن الشعوب ( الأنجلو ساكسونية ) هي الامتداد الطبيعي لمنْ تبقى من أسباط بني إسرائيل ، وأنهم ليسوا إلا بقية من بعض قبائل الأسباط المختارة ، وحاول هؤلاء إثبات فرضية هجرة بقايا بني إسرائيل ممن آمن بعيسى - عليه السلام - إلى أوروبا فراراً من بطش الأعداء ، وأنهم تكاثروا حتى أصبحوا شعباً ، وكان أول من حاول إثبات ذلك ؛ الباحث الأكاديمي ( جون سادلر ) من جامعة كمبردج عام 1650م . 
وبعد قيام الثورة الفرنسية ومواجهتها للكنيسة الكاثوليكية ، ساد اعتقاد في أوروبا بأن الشعب البريطاني ( الأنجلو ساكسوني ) يمثل الشعب المختار ؛ لأنه ينحدر كما يزعمون من سلالة أفرايم بن يوسف بن يعقوب - عليهما السلام- من زوجته المصرية ، وبُني على ذلك الوهم يقين بأن الشعب الأنجلو ساكسوني البروتستانتي سيظل في بريطانيا وغيرها أميناً على رسالة عيسى حتى يعود فيملك العالم ، وقد أصَّل لهذا المعتقد ( جون ويلسون ) المتوفى سنة 1781م ، وبنى على ذلك عملياً أنه يجب على الشعب البريطاني أن يعيد السيطرة على (أرض الميعاد ) لأنها مكتوبة للصالحين من بني إسرائيل بحسب التوراة.
وفي أواخر القرن التاسع عشر تحرك هذا المعتقد عملياً من خلال ما سمي بالحركات « الأنجلو إسرائيلية » مثل ( جمعية أنجلو إسرائيل ) وجماعة ( أنجلو أفرايم) وجماعة ( ميتروموليتان ) الأنجلو إسرائيلية .
وعندما هاجرت أفواج من الأنجلو ساكسون إلى القارة الأمريكية إبان اكتشافها ، ساد اعتقاد بأن بين المهاجرين مجموعات من سبط ( منسَّى ) وهو الأخ الثاني لإفرايم بن يوسف - عليه السلام - ، وحاول باحثون أمريكيون معاصرون إثبات تلك المقولة من خلال المعلومات المستمدة من الآثار الفرعونية الهيروغليفية في الهرم الأكبر بمصر.

أما اليهود فظلوا في المقابل يحتفظون بدعوى انحدار بعضهم من نسل ( يهوذا ) الذي تمثل قبيلته السبط المختار الذي بسببه سمي اليهود يهوداً وتتعلق به نبوءات آخر التاريخ ، وخصوا اليهود الذين قدموا إلى أوروبا من أسبانيا بذلك ، ولذلك ظلوا يزايدون على دعاية الاصطفاء ، ويجادلون عليها الإنجليز على الرغم من كل ما قدمه الإنجليز لهم من خدمات  .  
أما الإنجليز أنفسهم ؛ فقد انتعش لديهم الاعتقاد بأن الأنجلو ساكسون هم الشعب المختار حقاً ؛ لأنهم قادوا طائفة البروتستانت في العالم نحو السيطرة على الأرض المقدسة التي ستُترك « مؤقتاً » لليهود في حماية البروتستانت ريثما يعود المسيح ؛ حيث سيكون هؤلاء اليهود أو جزء منهم في طليعة أنصار المسيح عندما يعود ! !  ولكن بريطانيا أفل نجمها كقوة عالمية بعد الحرب العالمية الثانية ، فتسلم الشعب الأمريكي المنتمي أيضاً في أغلبيته إلى هوية وعرقية الرجل الأبيض الأنجلو ساكسوني البروتستانتي ، تسلم راية المسؤولية عن سيادة ذلك الجنس على العالم باعتباره الوريث الشرعي لدور ( الشعب المختار ) .(17)

(ب) سيطرة اليهود على مراكز اتخاذ القرار السياسي فى إدارات رؤساء الولايات المتحدة:منذ عهد هاري ترومان إلى وقتنا الحاضر ، وهذه أمثلة:
كلينتون يعبر عن ولائه لإسرائيل بزيارة حائط البراق
  
أولا: اليهود في إدارة الرئيس: بيل كلينتون                     
- كاربن  آدلر: آمرة الاتصال بين الرئيس والمجتمع اليهودي
- مادلين أولبرايت: سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
- جين ألكسندر: مسئولة الهبات والتبرعات لشؤون الفنون
- روجر آلتمان: نائب وزير الخزانة
- زو بيرد: مستشار مساعد لشؤون الأمن القومي
- صمويل بيرجر: نائب مدير الأمن القومي
- روبرت بورستن: ناطق باسم الشؤون الصحية
- كيث بويكن: مساعد اتصالات
- ديفيد دراير: مساعد اتصالات
- ستيوارت آيزنستات: مساعد سكرتير الأمن القومي
 - جيف إيلر:مساعد اتصالات
 - توم ابشتاين: مساعد خاص للرئيس
- جوديث فيدر: مستشارة وزير الصحة
- هرشل جوبر: مساعد سكرتير شؤون المحاربين القدامى
- ستانلي جرينبرج: مسئول استطلاع الآراء حول الرئيس
- ماندى جرانولد: منسق المؤتمرات الإعلامية
- مورتن هلبرن: مساعد وزير الدفاع
- مارجريت هامبورج: نائبة مدير قسم المساعدات
- ألكسيس هيرمان: سكرتير الأشغال العامة
- فيليب هايمان: نائب وزير العدل
- مارتن إندك: مدير شؤون الشرق الأوسط فى مجلس الأمن القومى
- ميكى كانتور: الممثل التجاري الدولي
- ستيف كيسلر: مسئول إدارة الأغذية والدواء
- رون كلاين: المستشار الثالث فى البيت الأبيض
- مادلين كونين: نائبة وزير التعليم
- ديفيد كسنت: مستشار إعلامي
- أنتونى ليك : المستشار الرئيسي للأمن القومي
- آرثر ليفيت ( الابن ) : مدير الصرافة والسندات المالية
- يوجين ليدويك : مدير إدارة سك العملة
- إيرا ماجازنير: مستشارة للرئيس
- ديفيد مكسنر:مسئول الاتصال مع مجتمع المثليين والسحاقيات
- فرانك نيومان: مساعد وزير المالية
- بيرنارد ناسبوم: مستشار بالبيت الأبيض
- ستيفن أوكسمان: مساعد وزير الخارجية لشؤون أوربا
- هيوارد باستور: رئيس سكرتارية الكونجرس
- ايمانويل رام: رئيس سكرتارية الشؤون السياسية بوزارة الخارجية
- روبرت ريتش: وزير العمل
- أليس ريفيلين: نائبة سكرتير الميزانية
- روبرت روبن: وزير الخزانة
- إيلى سيجال: مدير مكتب الخدمات الوطنية
- ريكى سيدمان:مستشار إعلامي
-  روبرت شابيرو: مستشار اقتصادي
- جوان ايدلمان: مساعدة وزير الدولة للشؤون الاقتصادية
- لورنس سمرز:مساعد وزير الخارجية للسياسة القومية
- بيتر تارنوف: مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية
 - لورا تايسون: مديرة مجلس المستشارين الإقتصاديين
 - مايكل والدمان: مساعد إعلامي
 - وولتر زالمان: نائب وزير الشؤون الصحية


 ثانيا: اليهود في إدارة الرئيس: جورج بوش ( الابن ) 
- ريتشارد بيرل: مستشار السياسة الخارجية ورئيس مجلس الأمن القومي
- بول وولفتز: نائب وزير الدفاع
- دوجلاس فيث: وكيل وزارة الدفاع
- إدوارد ليتواك: عضو مجلس الأمن القومي
- هنرى كيسينجر: وزير خارجية سابق ومستشار بالخارجية
- دف زخيم: وكيل وزارة الدفاع لشؤون المالية
- كينيث إدلمان: مستشار بوزارة الدفاع
- لويس لبى: مساعد كبير موظفي ديك تشيني
- روبرت ساتلوف: مستشار اللجنة الوطنية للأمن القومى
- إليوت أبرامز: مستشار اللجنة الوطنية للأمن القومى
- مارك كروسمان: وكيل وزيرة الخارجية للشؤون الخارجية
- ريتشارد هاس: مدير تخطيط السياسة الداخلية بوزارة الخارجية
- روبرت زويلك : الممثل التجاري الدولي
- آري فليتشر: الناطق الرسمي للبيت الأبيض
- جيمس شلزنجر: مستشار فى وزارة الدفاع
- ديفيد فرام: كاتب خطابات الرئيس ومخترع أكاذيب " محور الشر"
- جوشوا بولتن: نائب كبير موظفي البيت الأبيض
- جون بولتن: نائب وزيرة الخارجية للأمن العالمي والحد من التسلح
- ديفيد ورمسر: مساعد جون بولتن
- إليوت كوهين: عضو مجلس سياسة الدفاع فى وزارة الدفاع
- ميل سمبلر: رئيس بنك التصدير والاستيراد
- مايكل شيرتوف: وكيل وزارة العدل لشؤون الجريمة
- ستيف جولد سميث: آمر الاتصال بين الرئيس والمجتمع اليهودي
- كريستوفر جيرستن: مساعد وكيل وزارة الصحة لشؤون العائلة والطفل
- جوزيف جولد هيرن: مدير حملة انتخابات الرئاسة
- مارك واينبرجر:نائب وزير الإسكان والتنمية الحضرية
- صمويل بودمان: نائب وزير التجارة
- بوني كوهين: مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الإداري
- روث ديفز: مديرة معهد الخدمات الأجنبية (لتدريب السفراء وموظفي الخارجية)
- لينكولن بلومفيلد: مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية العسكرية
- جاى ليفكاوتز: مدير مجلس السياسة الداخلية
- كين ميلمان: المدير السياسي للبيت الأبيض
- براد بليكمان: منسق استقبالات ومواعيد الرئيس
 ثالثا: اليهود في إدارة الرئيس باراك أوباما:        
- روبرت جيتس: وزير الدفاع
- توم داشل: وزير الصحة والخدمات الإنسانية
- جانيت نابوليتانو: رئيسة قسم الأمن الداخلي
- رام إيمانويل: كبير موظفي البيت الأبيض
 - ديفيد آكسلرود: مستشار رئيسي للرئيس
 - لورنس سمرز: مدير الهيئة الاقتصادية الوطنية
- دان شابيرو: رئيس مكتب الشرق الأوسط بهيئة الأمن الوطنى
- إيريك لين: مستشار حول السياسة تجاه الشرق الأوسط
- جيمس ستاينبرج: وكيل وزيرة الخارجية
- جاكوب ليو: وكيل وزيرة الخارجية
- لي فاينستاين: مستشار السياسة الخارجية
- مارا رودمان: مستشارة السياسة الخارجية
- جارد بيرنشتاين: مستشار اقتصادي رئيسي
- تيم جينثر: وزير الخزانة
- جارى جنسلر: مسئول التجارة الخارجية
- ايلينا كاجان: المدعية الفيدرالية العامة
- سالي كاتزن: مستشارة قانونية رئيسية للرئيس
- رون كلاين: كبير موظفي نائب الرئيس
- اريك لاندر: رئيس  لجنة الرئيس للعلوم والتقنية
- هارولد فارموس: رئيس مشارك لجنة الرئيس للعلوم والتقنية
- ايلين موران: مدير إدارة الاتصالات بالبيت الأبيض
 - بيتر أورزاك : مدير إدارة الميزانية بالبيت الأبيض
 - روبرت ريتش: مستشار اقتصادي للرئيس
  - دينيس روس: مبعوث الرئيس للشرق الأوسط
  - روبرت روبن: وزير سابق للخزانة ومستشار اقتصادي
  - مارى شابيرو: مديرة الصرافة والسندات
   - فيل تشيليريو: مساعد الرئيس للشؤون التشريعية
   - مونا ساتفين: نائبة كبير موظفي البيت الأبيض

  رابعا: اليهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب:
نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» اليمينية الإسرائيلية، رصداً لأحد عشر مسئولا في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كلهم من اليهود الداعمين لإسرائيل، ولكثير منهم سياسات واضحة في دعم المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
وذكرت الصحيفة أن 11 شخصية يهودية مؤثرة ستعمل إلى جانب ترامب وهو الأمر الذي سيكون له أثره على السياسات الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، ومن أهم الشخصيات اليهودية المؤثرة في إدارة الرئيس الأمريكي، بحسب الصحيفة:
-  جاريد كوشنر، 36 عاماً، وهو زوج إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي، التي تحولت بدورها إلى اليهودية، ويشغل كوشنر منصب المبعوث الشخصي لترامب إلى الشرق الأوسط، الأمر الذي يعكس الثقة العالية التي منحها ترامب له.
-  ترامب دافيد فريدمان، وهو في نهاية الخمسينات من العمر، يتكلم العبرية، ويملك بيتاً في حي الطالبية في القدس الغربية، وهو محام منذ فترة طويلة لترامب، وأعلن ترامب اختيار فريدمان لمنصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، ومعروف عن فريدمان دعمه وتمويله للمستوطنات الإسرائيلية وعبّر عن شكوكه بشأن مستقبل حل الدولتين.
-  جيسون غرينبلات، يهودي متدين درس في مدرسة دينية في الضفة الغربية أواسط الثمانينيات، يتولى منصب الممثل الخاص للمفاوضات الدولية مع التركيز على الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، العلاقات الأمريكية – الكوبية، والاتفاقيات التجارية الأمريكية مع دول العالم. وتسود الخشية لدى الأوساط الفلسطينية والعربية من كون هذا الثلاثي: كوشنر وفريدمان وغرينبلات من مؤيدي إسرائيل، ومن غلاة اليمين المتطرف الذين يتفوقون على كثير من أعضاء الكنيست الإسرائيلي في تعصبهم لإسرائيل في قضية الصراع في الشرق الأوسط.
-  ستيفن منوحين، 54 عاماً، الذي سيتولى حقيبة المالية في الحكومة الأمريكية، حيث يتوقع أن يكون له دور بارز في دعم سياسات أمريكية تهدف إلى رفع الدعم المالي الذي تقدمه الإدارة لحليفتها إسرائيل.
-  ستيفن ميلر، 31 عاماً، منصب مستشار كبير للسياسات، وأشارت الصحيفة إلى أن ميلر لعب دورا حيويا في كتابة الخطابات خلال الحملة الانتخابية لترامب، وعمل لمدة 7 سنوات كمساعد برلماني، الأمر الذي هيأه لدى ترامب لتولي هذا المنصب.
-  كارل ايكان، ذو الـ 80 عاما ـ وهو رجل أعمال – يتولى مستشار خاص في قضايا الإصلاح التنظيمية.
-  غاري كوهين ، 56 عاماً، ويرأس المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض.ولفتت الصحيفة إلى انه تولى مناصب رفيعة في عدد من الشركات.
-  بوريس ايبشتين، وهو في أواسط الثلاثينيات من العمر، يتولى منصب مساعد خاص للرئيس ومدير الاتصالات المساعد للعمليات البديلة. وقد عمل أيبشتين محامي تمويل واستثمار في نيويورك، ودافع عن الشبكات التلفزيونية الكبرى لترامب.
-  دافيد شولكين، 57 عاما ، طبيب باطني يتولى  وزارة شؤون المحاربين القدامى .
-  ريد كوديش، في مطلع الأربعينيات من العمر، يتولى منصب مساعد الرئيس للمبادرات داخل الحكومات والتكنولوجيا، ومسئول عن المبادرات التي تتطلب تعاونا متعدد الوكالات مع التركيز على الابتكار التكنولوجي والتحديث
-  أبراهام بيركوفيتش، 27 عاماً، مساعدا خاصا للرئيس ترامب ومساعدا لجاريد كوشنر، حيث عمل لصالح شركات كوشنر في وقت سابق.ومنذ اليوم الأول لحملته الانتخابية، حرص ترامب على إظهار وده ودعمه الكبير لإسرائيل، وكان واضحاً أن ترامب يريد كسب ود اللوبيات الإسرائيلية في الولايات المتحدة، انطلاقاً من مصالح اقتصادية وتجارية. كما أنه يمثل اتكاء من الرئيس الأمريكي على قاعدة يمينية أمريكية ترى في دعم إسرائيل أبعاداً أيديولوجية ودينية، كما يرى مراقبون.  
                 
رود بارسلي و جون ماكين دمروا الإسلام، أبيدوا أهله!
     
هذه هي الرؤوس الظاهرة التي تخطط لرؤساء الولايات المتحدة برامج السياسة الداخلية والخارجية، وتضع مسبقا  الخطوط التي يجب عليهم الالتزام بها من منطلق المبادىء والعقيدة التي يؤمنون بها وهى المصلحة اليهودية الصهيونية، والتي تأتى فوق كل اعتبار وطني أمريكي، ولم لا وأكثرهم يحمل الجنسية الإسرائيلية بجانب الأمريكية وأكثرهم أعضاء فى ما يسمى " مجلس العلاقات الخارجية on Foreign Relations "Council الذي يخطط مسار السياسة الخارجية الأمريكية.
 أما الشخصيات الخفية التي تحرك اللعب فى الخفاء فتتمثل فى الجمعيات السرية مثل المحافل الماسونية ، وجمعية النورانيين ( شعارها يتمثل فى هرم فى قمته عين تشع نورا ويظهر فى الجانب الخلفي من عملة الدولار الأمريكي) ، وجمعية العظام والجمجمة ( ويسمى أعضاؤها بالعظميين) ، وغيرها من الجمعيات الماسونية.
بوش وكيري أعضاء في منظمة الجمجمة والعظام
ومن هذا المفهوم يخططون للنيل من الإسلام والمسلمين ، فالثلاثة الأول فى قائمة إدارة الرئيس جورج بوش هم من خطط لضرب العراق كما أن لهم اتصالات مباشرة بالإدارة الحاكمة فى إسرائيل ( أدين ريتشارد بيرل عام 1970 بتمرير معلومات أمريكية عسكرية هامة لإسرائيل )
وأعتقد أن الوهم يعتري ويصُيب كل منْ يظن أن تغيير الرئيس سيغير فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه الإسلام والمسلمين فالذين استبشروا خيرا بقدوم الرئيس السابق أوباما نسوق لهم قول "أبنر ميكفا" اليهودي من شيكاغو ومستشار الرئيس السابق كلينتون حيث " إنه ( أوباما) أول رئيس يهودي ، وقد ربته وأوصلته إلى البيت الأبيض شبكة يهود شيكاغو"
كما نسوق لهم شهادة وكيلة وزارة الخارجية فى دولة جنوب إفريقيا
السيدة فاطمة حاجيق حيث قالت :" اليهود هم منْ يحكم أمريكا سواء كانت الحكومة جمهورية أو ديموقراطية وسواء كان الرئيس جورج بوش أو باراك أوباما،إنهم ( اليهود ) ، كما فى العالم الغربي ، يحكمون أمريكا بالمال اليهودي ولذلك لا تتوقع من هذه الدول خيرا " (18)
ربما اتصفت السيدة حاجيق بقدر كبير من الشجاعة وهي تقول ذلك الرأي أو تلك الشهادة، وربما تعود تلك الشجاعة لكونها تعيش خارج الولايات المتحدة الأمريكية، أما لو كانت تعيش داخل الولايات الأمريكية وغلبت عليها تلك الجراءة أو الشجاعة لكان مصيرها التنكيل مثل كل منْ غلبتهم الشجاعة داخل الولايات الأمريكية، فكل منْ انتقد نفوذ اليهودي في الولايات الأمريكية دفعوا الثمن كبيرا من سمعتهم ووظائفهم ومستقبلهم كما حدث لكل من السيناتورة ليام فولبرايت ، والسيناتور أدلاى ستيفنسون الثالث ، والسيناتور شارلز بيرسى ، وعضوي الكونجرس بول فندلى وبول مكلوسكى ، والممثل الراحل مارلون براندو .
وأحيانا يكون القتل هو الحل حيث قتل مدير اللجنة العربية الأمريكية لمحاربة التمييز فى الغرب الأمريكي أليكس عودة على يد رابطة الدفاع اليهودية عام 1985 .


(ج) سؤال لماذا هذا؟!
لماذا يقف الرأي العام الأمريكي ضد العرب والمسلمين، رغم عدالة قضيتهم ؟! ولماذا هذا الصمت على تلاعب إسرائيل بادارات الحكم الأمريكية المختلفة؟! ولماذا الصمت على فعل إسرائيل بالفلسطينين؟! ولماذا الصمت على فعل اليهود بالمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء في فلسطين؟! ولماذا الصمت على قتل المسلمين بدم بارد في: العراق وأفغانستان وبورما والشيشان وكل مكان من أرجاء المعمورة؟! ولماذا ولماذا ولماذا كل هذا؟!
يجيبنا على هذا التساؤلات الكاتب والصحفي الأمريكي المعروف 'مايكل كوليز بايبر' من خلال كتابه: 'الإعلام الأمريكي والصراع العربي - الإسرائيلي'
يؤكد 'بايبر' في البداية، ان السياسات تجاه إسرائيل والعالم العربي، التي اتبعها أولئك الذين يسيطرون على حكومة الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، ليست من نوع السياسات التي يمكن أن يساندها الشعب الأمريكي إذا توفر لديه فهم كامل لتاريخ الشرق الأوسط خلال القرن الماضي، وهذا يتصل بشكل مباشر بموضوع تحيز الإعلام. ولهذا السبب بالذات - تحيز الإعلام - فشل الأمريكيون لزمن طويل في فهم الطبيعة غير السوية للسياسات التي تتبعها حكوماتهم.
ويبدأ الكاتب بالقول: إن الإعلام الأمريكي يظل يكرر على الأمريكيين أن الحكومات في الدول المستبدة تسيطر على الإعلام، ويؤكد لهم أن ذلك خطأ، ويستدرك الكاتب بأن ما لم يقله الإعلام لهم هو أن في الولايات المتحدة اليوم مجموعة صغيرة من العائلات المتحكمة التي تسيطر على وسائل الإعلام الكبرى، وتستخدم هذه السلطة كي تتحكم في الحكومة وسياساتها. ورجل الشارع الأمريكي ليست لديه فكرة عن أن الإعلام هو أداة في يد أولئك الذين يسيطرون عليه كي يمارسوا من خلاله السلطة السياسية، ويشير الكاتب إلى أن الشعب الأمريكي شعب طيب حقيقة، لكنه في كثير من الأحوال بالغ السذاجة.
ويفخر الكاتب أنه خلال ثلاث وعشرين سنة، كان واحداً ضمن قلة من الصحفيين الأمريكيين الذين حاولوا تحقيق التوازن والصدق عند الكتابة عن صراع الشرق الأوسط، وانه دخل عالم الصحافة كي يحارب التحيز ضد العرب والمسلمين من جانب الإعلام الأمريكي. ويؤكد الكاتب أنه على الرغم من أن التأثير الصهيوني على الإعلام الأمريكي وعلى صنع سياسة الحكومة الأمريكية أكبر من أي وقت مضى فإنه بفضل انتشار 'الإنترنت' ووسائل الإعلام المستقلة فإن عدد الصحفيين والكتاب في أمريكا الذين لهم الجرأة على الكلام يزداد بشكل كبير. وترتب على ذلك نتيجة مباشرة مفادها أن المزيد من الأمريكيين - وهم حقيقة بالملايين - قد بدئوا يفهمون أن هناك أكثر من جانب لقصة صراع الشرق الأوسط وان السبب الحقيقي للأزمة والمستمر مع العراق - بغض النظر عن الأحداث المأساوية للحادي عشر من سبتمبر 2001 ومن المسئول عنها - هو التحيز الأمريكي الذي لا أساس له ضد العالمين العربي والإسلامي.


أمثلة لتحيز الإعلام الأمريكي لإسرائيل:
ينتقل الكاتب بعد ذلك إلى تقديم أمثلة للإعلام الأمريكي، تصور تحيزه إلى جانب إسرائيل.؟ في 18 أكتوبر 1983 الشرطة الأمريكية تلقي القبض على يهودي يلف وسطه بمتفجرات ويهدد بتفجير مبنى 'الكابيتول'.
هذه الحادثة ذُكرت بشكل عابر في الـ 'نيويورك تايمز'، ومرة في الـ 'واشنطن بوست'، ولم تصل إلى الجماهير العريضة في الداخل والخارج، لأن الذي قام بالمحاولة الانتحارية كان يهودياً إسرائيليا. وعلى الرغم من تأهيل الخبر ليكون كبيراً، إلا أن الـ 'واشنطن بوست' دفنته نهائياً.
ويضيف الكاتب بالقول: تخيلوا لو أن ذلك الانتحاري كان عربياً فلسطينياً لحصل الآتي:
-       تنشر صفحة أولى بجميع صحف أمريكا.
-  إفراد شبكات الأخبار لمساحة وزمن إضافيين لموضوع 'الإرهاب العربي'.
-       فيلم 'هوليوودي' عن الحادث.
-  صورة الضابط الذي أمسك بالإرهابي على غلاف مجلة (People).
ومثال آخر، عندما ألمح الفاتيكان الى القوة الخفية لمجموعة العائلات القوية المساندة لإسرائيل والمصالح المالية التي تسيطر على احتكار الإعلام وتغطيتها الموسعة للفضائح الجنسية للكنيسة الكاثوليكية، وقد أكدت مقالة للفاتيكان بشكل مباشر، أن رفض الكنيسة الكاثوليكية دعم حرب الخليج ضد صدام حسين ،1991 كان سبباً في أن يحمل المسيطرون على الإعلام الأمريكي ضغينة ضد الكنيسة. ويخلص الكاتب القول: إنه بالحجم نفسه الذي جعل الإعلام كلمة 'مسلم' أو 'عربي' مرادفة لكلمة إرهابي. فقد جعل كلمة 'كاثوليكي' مرادفة لعبارة 'من يشتهي الأطفال جنسياً - Pedpphile'.
ويؤكد الكاتب أن أفراد 'الصفوة الجديدة' اليوم هم من تلك العائلات اليهودية الثرية - ولهم على عكس عائلات روكفلر ومورجان وروزفلت وكيندي وفاندريلت وأمراء العهود الماضية الآخرين - مكانة عامة بكثير مما كان عليه الحال للنخبة غير اليهودية من الأمريكيين في الماضي، وأنهم أي اليهود الأمريكيين مرادفين لأمراء 'ألف ليلة وليلة' وأنهم بأبسط العبارات، استغلوا ثروتهم في حصد أكبر قدر من السيطرة الإعلامية، ويدلل على ذلك سيطرتهم على ثلاث من كبريات المجلات الإخبارية، وهي 'تايم' و 'نيوز ويك' و 'يو أس نيوز آند ورلد ريبورت'، إلى جانب صحيفتين يوميتين كبيرتين هما 'واشنطن بوست' و 'نيويورك تايمز'.

إضافة إلى صحافة 'التابلويد' التي تُدار بإحكام وتتولى تنظيمها شخصية أمريكية صهيونية، ذات نفوذ، هو نائب وزير الخزانة السابق 'روجر التمان'. كما أن كل شبكة من شبكات التليفزيون الرئيسية تسيطر عليها المصالح اليهودية المالية.
بعض الشهادات عن تحيز الإعلام الأمريكي لإسرائيل:
هذه السيطرة العليا على الشبكات والصحف والمجلات الإخبارية، والوجود اليهودي المتميز وسط محرري الأخبار والافتتاحيات لهذه المؤسسات الإعلامية، كل ذلك يشكل الإدراك الأمريكي بصراع الشرق الأوسط، ويورد الكاتب شهادات حية لكتاب أميركيين يهود، حول الموضوع منها:
- في كتابه 'القبائل - Tribes' يقول الكاتب الأمريكي اليهودي جويل كوتيكين: 'إن اليهود يملكون نفوذاً ودور نشر ودعاية ومسرح، وان ربع القيادات من اليهود - أي بما يعادل عشرة أضعاف نسبتهم المئوية إلى السكان'.
- يصرح 'جيه جيه جولدبرج' في كتابه 'النفوذ اليهودي داخل المؤسسات الإعلامية الأمريكية' بالقول: 'إن اليهود ممثلون داخل الأنشطة الإعلامية، بأعداد تجاوز نسبتهم إلى السكان، وأنهم يشكلون ربع أو أكثر من ربع الكتاب والمحررين والمنتجين في النخبة الإعلامية الأمريكية، بما في ذلك قطاعات شبكات الأخبار في صحف أسبوعية، والصحف الأربع اليومية الكبرى وهي: 'نيويورك تايمز' و 'لوس أنجلوس تايمز' و 'واشنطن بوست' و 'وول ستريت جورنال'.
ويستشهد 'جولدبرج' بما قاله 'يوجين فيشر' مدير العلاقات اليهودية الكاثوليكية، حيث يقول: 'إذا كان هناك نفوذ يهودي، فهو نفوذ الكلمة وقوة كاتبي الأعمدة وصناع الرأي اليهود، لأنه إذا كان في إمكانك تشكيل الرأي، ففي إمكانك تشكيل الأحداث'.
ويضيف جولد برج إلى ذلك، سيطر اليهود على صناعة السينما في 'هوليوود' بقوله: 'جميع كبار المديرين في 'استوديوهات هوليوود' الكبرى من اليهود، ما يمثل صناعة ذات لون عرقي'.
ويضيف: الكتاب والمنتجون والمخرجون - إلى حد ما - من اليهود، وحسب دراسة صدرت أخيراً فهم يملكون 59% من أفلام القمة، وهذا يؤكد 'أن الثقل الذي يمثله اليهود في واحدة من أغنى وأهم الصناعات، يمنح يهود 'هوليوود' كثيراً من النفوذ السياسي'.
- وعن دورهم المتزايد الأهمية في الصحافة، يستشهد الكاتب بقول 'تشارلز سيبلرمان': في عام 1982 كان المنتجون المنفذون لكل النشرات المسائية الثلاث من اليهود، وفي برنامج CBC / و .ABC/ 02/02
- وفي كتابه الصادر عام 1995 'التشابه وأوجه السخط' يؤكد المؤلف اليهودي 'باري' روبين، كيف تتخلل المصالح اليهودية الثقافة الشعبية الأمريكية في الإعلام المكتوب؟ ودلل على ذلك بالقسم الخاص بعرض الكتب في 'واشنطن بوست'، وانه في يوم واحد هو 18 أكتوبر 1992 كان مملوءاً بالكتب التي أعدها يهود أو تتناول اليهود في كل شيء، بدءاً من السيرة الذاتية لـ 'بل جراهام' وهو أحد الناجين من المحرقة (هولوكوست) وانتهاء بكتب ليهود تناقش تنوع الثقافات بعبارات مشتقة من معاني اندماج اليهود في المجتمع الأمريكي.
ويؤسس الكاتب على ما سبق بقوله: 'إن من العدل والدقة المطلقة الإشارة إلى أنه وبسبب نفوذ القوة الصهيونية على الإعلام، ناهيك عن تراكم الثروات والنفوذ في مجالات أخرى، فإن هذه القوة الآن في أمريكا تعتبر أعظم مما كانت عليه في أية دولة، وفي أي فترة من فترات التاريخ'.
- ولقد لخص البروفيسور اليهودي الأمريكي 'نورمان كانتور' هذه القوة في كتابه المثير للجدل 'السلسلة المقدسة'، بقوله: 'لا شيء في التاريخ اليهودي يعادل هذه الدرجة من الاعتلاء اليهودي للسلطة والثروة والتميز، وان اليهود قد تفوقوا على أباطرة العهد القديم والعائلات العريقة مثل 'آل مورجان وآل روكفيلر وآل هاريمان وآل روزفلت وآل كيندي'.
كلينتون ومونيكا

رابطة 'مناهضة التشهير'
ولحماية الصهيونية ومصالح اليهود وإسرائيل في حالة تجاسر صحفي ملتزم / مستقل أو شخصية سياسية، بأن كشف أو اقتراح أموراً غير طيبة عن إسرائيل، فإن رابطة 'مناهضة التشهير' (ADL) التي تحتفظ بروابط وثيقة مع 'الموساد' الإسرائيلي، لا تتردد في استخدام أخبث وأقذر الوسائل الممكنة ضده، لأنها تعتبر جزءاً من القوة الإعلامية الموالية لإسرائيل في أمريكا اليوم، ولا يمكنك مناقشة التحيز الإعلامي الأمريكي لصالح إسرائيل من دون مناقشة دور هذه الرابطة التي تعرضت لفضيحة عام 1992 عندما أغارت شرطة التحقيقات الفيدرالية وشرطة سان فرانسيسكو، لأسباب غامضة على أحد مكاتبها ومنزل أحد كبار عملائها السريين واسمه 'روي بالوك'، وتم التحقيق مع الرابطة لقيامها بأعمال تجسس داخلية غير مشروعة واستخدامها غير المشروع لملفات مخابرات الشرطة، وسارت القضية في مسارها القانوني، وقيل إن السلطات تخطط لتوجيه اتهامات جنائية لكبار مسئولي الرابطة، ولكن القضية حفظت بعد قيام الجماعات اليهودية بالضغط على النائب العام لسان فرانسيسكو.
ولم تفوت الرابطة المذكورة فرصة للتشهير بكل ما هو عربي، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، عندما شنت حملة دعاية مسعورة على السعودية بشكل خاص، لدرجة أن الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي في الولايات المتحدة، ذو اللسان العفيف، وصف مؤخراً الدعاية المضادة للسعودية بعبارة مختارة بعناية وهي 'روث البهائم المتخلف في الحظيرة'.
ريتشارد نيكسون الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية.

ثم يعرض الكاتب بعد ذلك لأخطر ثلاث قضايا سياسية هزت النظام الحكومي الأمريكي خلال النصف الأخير من القرن العشرين، التي يمكن أن تكون ذات علاقة مباشرة باستمرار الصراع في فلسطين، واستمرار الدور الامبريالي لإسرائيل في شؤون الشرق الأوسط، ويشير الكاتب هنا إلى اغتيال جون كيندي وفضيحة 'ووترجيت' والإطاحة بالرئيس نيكسون، وفضيحة (مونيكا لونسكي)، ومحاكمة الرئيس كلينتون. حيث يؤكد الكاتب بالوثائق في كتابه 'الحكم الأخير' صلة 'الموساد' الإسرائيلي ورابطة مناهضة التشهير الـ (ADL)، بهذه الجرائم والفضائح، ما يمثل السر الكبير 'الصلة المفقودة' التي تفسر اغتيال كيندي، الذي حقق نهاية قاطعة للضغوط الهائلة التي تمارسها الإدارة الأمريكية على حكومة إسرائيل، من أجل وقف برنامجها النووي في حينه.
أما عن الرئيس الأسبق نيكسون، فقد دبرت فضيحة 'ووترجيت' المعروفة، عندما كان يستعد لفضح الطريقة التي تتحكم بها إسرائيل وأعوانها بالسياسة الأمريكية الخارجية، وانه سيقول إلى الشعب الأمريكي على الهواء مباشرة، إن الحقيقة الكاملة،أن إسرائيل وأصدقاءها في أمريكا هم العقبة أمام السلام. وهذا ما أكده المغفور له الملك فيصل، بعد ذلك. ولكن الفرصة لم تتح لنيكسون ليُقدم على هذه الخطوة الجريئة، لأن وسائل الإعلام قرعت طبول الحرب لإخراج نيكسون من منصبه عبر فضيحة مدوية.
أما الرئيس السابق كلينتون، و 'فضيحة مونيكا لوينسكي' فقد كان وراءها 'ويليام كريستول' الليكودي اليهودي المعروف مثل أبويه، والذي يشغل حالياً مركزاً مرموقاً في الإعلام.
والحقيقة أن 'فضيحة مونيكا' قد أجبرت كلينتون على التراجع عن الضغط على إسرائيل إلى الدرجة التي تُرضي اليمين الإسرائيلي، والنتيجة نجاة كلينتون من الاتهام ومحاكمة مجلس الشيوخ، ولكن 'فضيحة مونيكا' بدت وكأنها من عمل الإعلام الأمريكي، لأنها وضعت إدارة كلينتون على حافة النهاية.
اغتيال جون كينيدي

ويؤكد الكاتب في خاتمة كتابه، أن هناك الكثير من الأمريكيين الذين يشعرون بالإعجاب تجاه الشعب العربي والإسلامي، وكثيرون آخرون يمكنهم أن يحملوا هذه المشاعر إذا عرفوا الحقيقة التي حجبتها عنهم كبريات وسائل الإعلام، ويدعو أيضاً شعوب وزعماء العالم العربي إلى أن يمدوا أيديهم بالصداقة والمساندة إلى جميع الأصوات الجسورة والجريئة والعمل معاً وسوياً، كي يمكننا أن نحقق تسوية عادلة وسلمية للأزمة القائمة في الشرق الأوسط، التي تهدد بتدمير عالمنا كله.

إخواني وبني جلدتي:
فهل بعد ذلك ستظل قبلتنا صوب الغرب الصليبي المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا؟! أم سنُغير قبلتنا إلى داخل أرضنا؟! نحتمي بشعوبنا بدلا من الاحتماء بهؤلاء الأعداء ؟! هل سنظل نتغنى بالديمقراطية الأمريكية التي لا ترى النور إلا إذا كانت في مصلحتها؟! ها هو الكاتب الأمريكي ناعوم تشومسكي يصف لنا كيف أن حكومة بلاده تدوس على « القيم » الديمقراطية إذا ما تبين أنها تحول بين أمريكا وبين مصالحها الذاتية فيقول : « لم يُثر انقلاب فاشي في كولومبيا إلا قليلاً من احتجاج حكومة الولايات المتحدة ، بينما لم تهتم بانقلاب عسكري في فنزويلا ، ولا بعودة السلطة للمعجب بالفاشية في بنما ، ولكن المرارة والعداوة التهبت في حكومتنا عندما صعدت للسلطة أول حكومة ديمقراطية في تاريخ جواتيمالا »
وبينما لم تهتم أمريكا بقيام أنظمة ديكتاتورية معادية للديمقراطية ما دامت تخدم الأغراض الغربية ، فقد أطاح الأمريكيون - كما قال تشومسكي - بالعديد من الحكومات ( الديمقراطية ) عندما ظهر لهم أن تلك الأنظمة الديمقراطية لا تخدم مصالحهم الإجرامية ..
يقول : « أعاقت حكومتنا بعض الحكومات البرلمانية ، وأسقطت بعضها ، كما حدث في إيران عام 1953م ، وجواتيمالا عام 1945م ، و تشيلي عام 1972م ، ولم تكن أساليب الإسقاط طبيعية جداً ، فلم يكن القتل العادي هو عمل القوات التي حركناها في نيكاراجوا ، أو عمل وكلائنا الإرهابيين في السلفادور أو جواتيمالا ، ولكنه كان بصفة واضحة قتل القسوة والتعذيب السادي : تعليق النساء من أقدامهن ، بعد قطع أثدائهن ، وفض بكارتهن ، وقطع الرؤوس وتعليقها على خوازيق ، ورطم الأطفال بالجدران حتى يموتوا .. »
تعالوا نُمعن الفكر في قول هنري كسنجر الأمريكي اليهودي وهو يوضح لنا الموقف الأمريكي من الحرب العراقية الإيرانية الموقف الأمريكي من تلك الحرب « سياستنا تجاه تلك الحرب أن لا تُهزم العراق ، وألا تنتصر إيران »

ما رأيكم إخواني؟!
لقد حقق العراق نصراً صعباً وغير مكتمل على إيران ، و خرج العراق قويا بعد تلك الحرب ، وهذا ما لم يستطع الأمريكيون الصبر عليه بسبب قرب العراق من حليفتهم ( إسرائيل ) ، وكان لا بد من إجراء يشبع الرغبات السادية لدى الأمريكيين والإسرائيليين في رؤية دماء أحفاد البابليين وهي تسيل قرب ضفتي دجلة و الفرات ، فثْأر اليهود مع العراق قديم قدم التوراة المحرفة ، وواسع اتساع أرض السبي، فلم ينسى اليهود الملك البابلي نبو خذ نصر وتدميره لمملكة أورشليم، ولم تنسَ العقلية الصهيونية ما ورد في تراثها «الإسرائيلي» القديم، وما سطرته كتبهم القديمة من اضطهاد للشعب اليهودي من قِبل الملوك القدماء في حضارة بابل القديمة كأمثال الملك البابلي «نبوخذنصر» الذي أعمل فيهم السبي والقتل والتحريق.
نبوخذ نصر

ولم تنس العقلية الصهيونية ما ورد بالتلمود من ذِكْر الإخراج الأول وخراب الدولة اليهودية على يد «نبوخذنصر» قبل آلاف السنين فقد تطرق كذلك إلى أن خراب دولتهم الثانية سيكون على أيدي جنود أولي بأس يخرجون من أرض بابل، وهذا ما يفسر حالة الفرحة والنشوة التي اعترت الصهاينة في العالم ـ وخاصة في «إسرائيل» ـ عندما نزلت القوات الأمريكية شوارع بغداد في العام 2003م مؤذنة ببدء الاحتلال للأراضي العراقية.
ونشير هنا إلى مثال واحد يوضح حجم ما تحمله العقول الصهيونية من حقد وغل وكراهية للعراق وأهله؛ فقد انتشر أحد الأناشيد الكنسية القديمة في فترة الأربعينيات من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الحرب العالمية الثانية، في الوقت الذي نشط فيه الزعيم النازي أدولف هتلر في ألمانيا، وكان هذا النشيد مستوحى من قصة وردت في التوراة في كتاب «دانيال»، ويقصّ هذا النشيد الذي كان يردد على ألسنة الصبية والفتيات في مدارس الأحد قصة ثلاثة أطفال كانوا من سبايا المالك البابلي «نبوخذنصر» هم «شادراك» و«ميشاك» و«أبيدنكو» أتوا من أرض «إسرائيل»، وقد أمرهم الملك البابلي بعبادة آلهته فرفضوا، فأمر بوضعهم في المحرقة، فأنجاهم الرب «يهوا» من النار دون أن يصيبهم أي أذى.
مشهد تخيلي للسبي البابلي لليهود على يد الملك العظيم نبوخذ نصر

نشرت صحيفة «يو إس إيه توداي» الأمريكية في تقرير لها في العام 2002م، أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» آنذاك أرييل شارون طالب بوضع إستراتيجية عسكرية جديدة في العام 2001م بالتعاون مع خبراء البنتاجون للحرب على العراق، وأنه ناشد الرئيس الأمريكي عدم تأجيل أمريكا عملها العسكري، وأن أي تأخير سوف يزيد من المخاطر ومن إمكانية تزوّد العراق بالأسلحة النووية.
كما يجب ألا نغفل ما تم جشوه في العهد القديم من قصص عن جرائم السبي والاغتصاب والقتل المنسوبة إلى حكام تلك الدولة وعلى رأسهم الملك «نبوخذنصر» هذه القصص والأساطير التي تفيض منها روح الكراهية للإمبراطورية الآشورية والبابلية في العراق، والتي كانت سببا لدفع القيادة الأمريكية لغزو العراق، ثم زرع الفتن بين أهله.
وكيف يتأخر بوش وهو من المسيحيين المتصهينين هذا بخلاف اللوبي الصهيوني في أمريكا صاحب النفوذ في الولايات المتحدة الأمريكية وله إملاءات على الإدارة الحاكمة لا تقبل الجدل أو النقاش، فهو سيف مسلط على رقاب العاملين في الإدارة بداية من الرئيس الأمريكي نفسه وحتى أقل العاملين شأنًا فيها.
فقرات توراتية على صور ضرب العراق التي تعرض على بوش 1
فقرات توراتية على صور ضرب العراق التي تعرض على بوش 2
فقرات توراتية على صور ضرب العراق التي تعرض على بوش 3

فما كان من الأمريكان إلى أن واربوا الباب أمام صدام ليُصفي الخلاف مع الكويت بالقوة، وفي نفس الوقت يُشعروا الكويت بأنهم لن يتخلوا عنهم، فيتمسكوا بموقفهم وتزداد هوة الخلاف اتساعا وينتهي الأمر بغزو صدام للكويت ثم يشرع الأمريكان ومن خلفهم اليهود ليحرروا الكويت في حرب تحرير الكويت تلك الحرب التي  يصف الإنجليز حقيقتها بكلمات أوردتها صحيفة التايمز البريطانية بعد إعلان وقف إطلاق النار ، حيث جاء فيها : « كانت الحرب نووية بكل معنى الكلمة ، وجرى تزويد جنود البحرية والأسطول الأمريكي بأسلحة نووية تكتيكية ، لقد أحدثت الأسلحة المطورة دماراً يشبه الدمار النووي ، واستخدمت أمريكا متفجرات وقود الهواء المسماة ( BLU-82 ) وهو سلاح زنته 15000 رطل وقادر على إحداث انفجارات ذات دمار نووي حارق لكل شيء في مساحة تبلغ مئات الياردات » .
  واستخدمت أمريكا وبريطانيا قنابل اليورانيوم المستنفد لأول مرة ؛ حيث أطلقت الدبابات ستة آلاف قذيفة يورانيوم .(19)
 بينما أطلقت الطائرات عشرات الآلاف من هذه القنابل ، وقدر أحد التقارير السرية لهيئة الطاقة الذرية البريطانية كما قالت الصحيفة مقدار ما ألقي على العراق بأربعين طناً من اليورانيوم المنضب ، وألقي من القنابل الحارقة ما بين 60 إلى 80 ألف قنبلة ، قتل بسببها ما لا يقل عن 52 ألف شخص حسبما أعلنت السلطات الأمريكية نفسها ، أما الأمريكيون فلم يسل لهم دم يذكر على أرض العراق ؛ لأنهم كانوا يقاتلون من الجو ، بعد أن شلوا سلاح الطيران العراقي على الأرض ، وقد راقت هذه النتائج لأمزجة الأنجلوساكسون الذين راحوا يتلمظون الدماء العراقية ويتشهون مناظرها وينشرون أخبارها ( السارة ) على شعوبهم الحرة .
فقد نشرت صحيفة الجارديان البريطانية في شهر ديسمبر 1991م تقريراً بعنوان : ( دفن الجنود العراقيين أحياء ) نقلت فيه عن العقيد الأمريكي ( بانتوني مارينوم ) قائد الوحدة الثانية في الجيش الأمريكي قوله وهو يصف عمليات طمر العراقيين في الخنادق أحياء : « من المحتمل أن نكون قد قتلنا بهذه الطريقة آلاف الجنود العراقيين .. لقد رأيت العديد من أذرع الجنود وهي تتململ تحت التراب وأذرعها ممسكة بالسلاح » ! ويبدو أن الاهتمام بالكيف غطى على الاهتمام بالكم في رصد الأمريكيين لمجريات عمليات القتل ؛ حيث كان السؤال المطروح دائماً ، ليس هو كم سقط من القتلى ؟! وإنما : كيف سقطوا وبأي سلاح ( ناجح ) قُتلوا ؛ فقد سئل ( كولن باول ) الذي كان وقت الحرب رئيساً لأركان الجيش الأمريكي عن عدد القتلى من العراقيين فقال : « لست مهتماً به إطلاقاً » ! ! نعم ! لم يكن مهماً عند باول أن مائتي ألف قتلوا من جراء تلك الحرب ، وأن منهم آلافاً قتلوا أثناء انسحابهم ، وإنما كان المهم عند رئيس أركان الحرب في أمريكا سابقاً ورئيس الدبلوماسية لاحقاً أن يعرف مدى ( فاعلية ) الأنواع المختلفة من وسائل القتل الأمريكية.
أكد تقرير حكومي أمريكي رُفع إلى الرئيس السابق جورج بوش في أغسطس من العام 2008م أن جهاز «الموساد» تمكّن حتى الآن من قتل 350 عالمًا نوويًّا عراقيًّا، بالإضافة إلى أكثر من 300 أستاذ جامعي في كافة التخصصات العلمية المختلفة، وذلك بمساعدة قوات الاحتلال الأمريكي في العراق.
آثار التشوهات بالسلاح الأمريكي القذر ضد العراقيين 









وأوضح التقرير الذي أعدته وزارة الخارجية الأمريكية «أن ضباط الموساد والكوماندوز الإسرائيليين الذين يعملون في الأراضي العراقية منذ العام 2007م، مهمتهم الأساسية هي تصفية العلماء النوويين العراقيين المتميزين، بعد أن فشلت جهود واشنطن منذ بداية الاحتلال في العام 2003م في استمالتهم للتعاون والعمل في الأراضي الأمريكية. ورغم أن بعض هؤلاء العلماء أجبر على العمل في مراكز أبحاث حكومية أمريكية، إلا أن الغالبية الكبرى منهم رفضوا التعاون مع العلماء الأمريكيين في بعض التجارب، وهرب جزء كبير منهم من أمريكا إلى بلدان أخرى.
فجر كل منْ البروفيسور وولت ومعه البروفيسور جون ميرشهايمر في آذار/2006، وبعد خطاب ألقاه الرئيس بوش بمناسبة ثلاث سنوات على احتلال العراق، قنبلة في وجه الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية حينما أكدا: " أن إسرائيل تقف وراء الحرب على العراق"، ووثق الباحثان وهما من جامعتي هارفارد وشيكاغو: "أن الولايات المتحدة تعاني من الإرهاب ومن صورة سيئة في الشرق الأوسط بسبب علاقاتها مع إسرائيل" و"أن إسرائيل واللوبي اليهودي يوجهان السياسة الخارجية الأمريكية"، و"أن الضغط الإسرائيلي هو الذي دفع الإدارة الأمريكية لشن الحرب على العراق"، وقد تبرأت الجامعتان من البروفيسورين، كما شنّت اللوبيات اليهودية هناك حملة مقاطعة أكاديمية واجتماعية وإعلامية ضدهما، وقد وصف هذا البحث الذي أعلنه الباحثان بأنه "التقرير الأكاديمي الذي أفزع أمريكا".
بينما كتبت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" مشيرة إلى أنه "كان هناك غياب كامل للإعلام الأمريكي في تغطية الجدل الذي دار حول الدراسة التي أعدها البروفيسوران والت وميرشهايمر حول نفوذ إسرائيل وأنصارها في واشنطن على السياسة الخارجية للولايات المتحدة".
فجّر معهد أبحاث الشرق الأوسط في واشنطن فضيحة جديدة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة حينما أجرى استطلاعا لآراء نحو 2300 أكاديمي أمريكي لمعرفة آرائهم في تقرير البروفيسورين المشار إليهما أعلاه فــ"أكد 86% منهم أن اللوبي الإسرائيلي يقوم بوضع مصالح إسرائيل فوق المصالح القومية للولايات المتحدة". ولذلك لا دهشة بذلك الكم الكبير من التصريحات والوثائق التي تتحدث عن "أن إسرائيل تحتل قمة الأجندة السياسية / الإستراتيجية الأمريكية ومحور مشروع الشرق الأوسط الكبير.
أعلن المفكر الأمريكي مايكل كولينزبايبر في محاضرة له أمام مركز زايد في أبو ظبي مؤكداً: "أن خطة شن الحرب على العراق تتصل بأرض إسرائيل الكبرى"
الديمقراطية الأمريكية في العراق






وتفضح شهادة الجنرال الأمريكي المتقاعد انطوني زيني الذي وضع خطة الحرب ضد العراق في 1991، القصة من أولها إلى آخرها، حينما أعلن وأكد "في أعقاب صحوة ضميرية متأخرة" أن كل خطة الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين وإعادة تشكيل الشرق الأوسط إنما هي من أجل تعزيز أمن إسرائيل"
أكد "اوري افنيري" أحد أهم أقطاب "معسكر السلام" الإسرائيلي، في مقالة قديمة له حول "السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط" جوهر ما ذهب إليه البروفيسوران وولت والبروفيسور جون ميرشهايمر حينما قال: "من الناحية العملية فإن الولايات المتحدة تعتبر منطقة محتلة من قبل إسرائيل، وهذا ليس احتلالاً مباشراً، مكشوفاً، وحشياً، وغبياً مثل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، إنما هو احتلال محكم ليس له مثيل أو شبيه أو أسوأ منه في الواقع العالمي، وربما ليس في تاريخ الشعوب"، وأوضح افنيري: "أن مركز ثقل الاحتلال الإسرائيلي هو الكونغرس الأمريكي بمجلسيه اللذين يلعبان دوراً مركزياً في النظام السياسي الأمريكي، وبالتالي فإن السيطرة الإسرائيلية على الأجهزة صاحبة القرار في الولايات المتحدة مطلقة تقريباً، والحكم الإسرائيلي في نيويورك وواشنطن مستقر بصورة لا تقارن مع الحكم الإسرائيلي في غزة ورام الله...". إلى ذلك، هناك كم هائل من الوثائق والشهادات الأخرى التي تتحدث عن سطوة اللوبي الصهيوني على البيت الأبيض والكونغرس بمجلسيه.
وقد تبع هذه الحرب حرب أخرى ، كانت أكثر أمناً للأمريكيين ، وأكثر فتكاً بالعراقيين ، وهي حرب الحصار التي قتل بسببها من الأطفال فقط ما لا يقل عن مليون طفل ، لم تحرك دماؤهم المتجمدة نبضاً من إحساس في عروق الأمريكيين ومنظماتهم ( الإنسانية ) بل إن وزيرة الخارجية الأمريكية اليهودية السابقة ( مادلين أولبرايت ) لما سئلت عام 1996م عن ضحايا الحصار - وكانوا وقتها نصف مليون طفل ( فقط ) - وهل هناك مسوغ مشروع لهذا القتل الجماعي في الشرعية الدولية ؟ أجابت : « قرار الحصار كان صعباً ؛ لأنه يستدعي ثمناً باهظاً من الضحايا ، ولكن هذا الثمن كان من الضروري دفعه » ! ! 
أطفال العراق يدفعون ثمن الحصار لنقص الأدوية






ولهذا استخدموا الأسلوب نفسه في حروب البوسنة و كوسوفا التي ادعى الأمريكان أنهم خاضوها من أجل تحرير شعوب البلقان من الطغيان الصربي ، مع أنهم في الحقيقة أرادوا أن يحلوا محل الصرب في السيطرة الاستراتيجية على منطقة البلقان ، وإلا فإن شكاية أهالي تلك البلدان من آثار تلك الحرب الأمريكية تدمي القلوب ؛ فقد ألقت أمريكا على سكان البلقان - أثناء « تحريرهم » - أكثر من عشرة أطنان من اليورانيوم المنضب ، والأنباء تتحدث عن أن حالات سرطان الدم قد قفزت إلى مستويات مخيفة ؛ حيث بدأ سكان كوسوفا والبوسنة يشعرون - بعد ( التحرير ) الأمريكي - أنهم أصبحوا فرائس الإشعاعات التي لا يمكن الفرار منها.
نساء مسلما يبكين في كوسوفا من جرائم الصرب!!

وتجيء أحداث أفغانستان لتثبت بما لا يقبل التشكيك ؛ أن عقدة الدم الأنجلوساكسوني لا تزال تتحكم في التحرك الأمريكي سلباً أو إيجاباً ؛ فالأمريكيون قاتلوا وقاتلوا بكل شراسة وجرأة وجسارة عندما أمنوا من فوق السحاب وقوع أي خسارة من الدم ، فاستمر القصف الجوي الجبان على المدن الأفغانية المكشوفة طوال شهر بعد بدء الحرب ، حتى أوقع الأنجلو ساكسون ما لا يقل عن عشرين ألف أفغاني جُلهم من المدنيين ، ثأراً لـ ( 2700 ) قتيل أمريكي من ضحايا هجمات سبتمبر التي يعلم الأمريكيون جيداً أن ليس للمدنيين الأفغانيين فيها ناقة ولا جمل، على الرغم من العديد من الحقائق التي تم كشفها مؤخرا، والتي تُثبت أن التحالف الصهيوني المسيحي هو صاحب الباع الطويلة في إحداث أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ثم إلصاق التهمة بالإسلام والمسلمين تحت غطاء فضفاض ألا وهو الحرب على الإرهاب. فالوقائع الماثلة أمامنا كبيرة ودامغة هي الأخرى، فلا يبقى هنا أمام العرب سوى العبرة والاعتبار، فهل لنا أن نعتبر؟! (21)
{  أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }. سورة البقرة – 214 -
. ضحايا القصف العشوائي المتعمد في أفغانستان
















المراجع:
(1) كما ورد بالصفحة 11 من "فوروارد Forward " التي تصدر بمدينة نيويورك، عدد 19 أبريل 2002.
(2) دزموند توتو "التمييز العنصري بالأرض المقدسة" الجارديان البريطانية 29 أبريل 2002
(3) بنيامين جنزبرج Benjamin Ginsberg "العناق القاتل- اليهود والدولة" جامعة شيكاغو 1993 الصفحتين 1/ 103.
(4) ستيفن شتينلايت "نصيب اليهود من التغيير السكاني بأمريكا – إعادة النظر في سياسة الهجرة التي أسيء توجيهها" مركز دراسات الهجرة نوفمبر 2001. http://www.cis.org/articles/2001/back1301.html
(5) سيمور مارتن لبست Seymour Martin Lipset وإيرل راب Earl Raab"اليهود والوضع الأمريكي الجديد" - مطبعة جامعة هارفارد 1995 صفحتي 26/27
(6) جانين زكريا Janine Zacharia "السفراء غير الرسميين للدولة اليهودية" جريدة جروسالم بوست الإسرائيلية The Jerusalem Post عدد 2 أبريل 2000
(7)  مايكل مدفد Michael Medved "هل هوليوود يهودية أكثر من اللازم؟" مومنت Moment جزء 21 رقم 4 1996 صفحة 31.
(8) جوناثان جيرمي جولدبرج Jonathan J. Goldberg "القوة اليهودية: داخل المؤسسة اليهودية الأمريكية" آديسون-وزلي 1996، الصفحات 39 و 40 و 280 و 287 و 288 و 290 و 291
(9) مقابلة مع لاري كنج بشبكة CNN في 5 أبريل 1996 - "ملاحظات براندو" جريدة لوس أنجيليس تايمز 8 أبريل 1996 صفحة 4، وقد اضطر براندو للاعتذار عن ملاحظاته بعد وقت قصير.
(10) للينتال "الصلة الصهيونية" الناشر دود وميد dodd-Mead نيويورك 1978 الصفحات 206/2018/219/229.
(11) من محاضرة في 1992 طبعت في كتاب دافيد شيزاراني David Cesarani "الحل الأخير: الأصل والتطبيق" الناشر روتلدج 1994 صفحتي 305/306.
(12) نورمان فنكلشتين "صناعة الهولوكوست" الناشر فرسو Verso لندن ونيويورك 2000 الصفحات 130/138/139/149.
(13) النيويورك تايمز 27 مايو 1996 جاء عن مصدر المقال ذكر شافيت كاتبا في جريدة هآريتز العبرية الإسرائيلية اليومية.
(14) من مقابلة مع مورر 24 أغسطس 1983 وردت بكتاب بول فندلي "إنهم يجرئون على الكلام: الأفراد والمؤسسات يواجهون اللوبي الإسرائيلي" الناشر لورنس هل Lawrence Hill 1984 ، 1985 صفحة 161
(15)  د. دافيز D. Davis "المبعوث الفرنسي للمملكة المتحدة: إسرائيل تهدد السلام العالمي" جيروساليم بوست 20 ديسمبر 2001 – السفير هو دانيال برنارد . Daniel Bernard
(16) راجع مقال الدكتور يوسف الصغير في مجلة البيان العدد (161) لتدرك خطورة استعمال هذا السلاح
(17) أمريكا وإسرائيل وعقدة الدم الشيخ الدكتور / عبد العزيز بن مصطفى  كامل دكتوراه في الشريعة جامعة الأزهر .وعضو هيئة تحرير مجلة البيان: أعده / محمد جلال القصاص
(18) مملكة يهوذا: عبد الهادي صالح التويجري إسلام ديلي: رصد ومتابعة الإعلام
(19) مقال الدكتور يوسف الصغير في مجلة البيان العدد (161).
(20أمريكا وإسرائيل وعقدة الدم الشيخ الدكتور / عبد العزيز بن مصطفى  كامل دكتوراه في الشريعة جامعة الأزهر .وعضو هيئة تحرير مجلة البيان: أعده / محمد جلال القصاص
(21) المرجع السابق


هناك 9 تعليقات:

  1. - يهودا بوير Yehuda Bauer مؤرخ الهولوكوست الإسرائيلي والأستاذ بالجامعة العبرية بالقدس قال عن إستغلال وتزييف الحقائق الخاصة بالهولوكوست " لقد أصبح الهولوكوست رمزا متسيدا في ثقافتنا سواء كان عرضه أصيلا أو غير أصيل وسواء كان متمشيا مع الحقائق التاريخية أو متعارضا معها وسواء كان عرضه عن فهم وتفهم أو كان أثرا رمزيا مبتذلا ينقصه الذوق ... من الصعب أن يمر شهر دون إنتاج تلفازي جديد أو فيلم جديد أو مسرحية جديدة أو كتاب جديد أو شعر أو نثر متعلق بالموضوع وهذا الفيضان يتزايد بدلا من أن يتراجع." (11)
    - نورمان فنكلشتين Norman Finkelstein وهو باحث يهودي كان مدرسا للعلوم السياسية بكلية هنتر Hunter College التابعة لجامعة المدينة بنيويورك City University of New York فقد ورد بكتابه "صناعة الهولوكوست " The Holocaust Industry قوله:
    "استثارة الهولوكوست خدعة تهدف إلى تحريم كل انتقاد لليهود .. فعقيدة الهولوكوست الراسخة – بإضفائها البراءة التامة على اليهود - تعطي المناعة لإسرائيل ويهود أمريكا ضد النقد المشروع .. لقد استغلت التنظيمات اليهودية هولوكوست النازي لصد انتقاد اسرائيل وسياساتها التي لا يمكن أن يكون هناك دفاع أخلاقي عنها." كتب فنكلشتين أيضا عن "الابتزاز" الفاجر الذي مارسته إسرائيل والتنظيمات اليهودية ضد ألمانيا وسويسرا وغيرها من البلدان لكي "تغتصب بلايين الدولارات". ويتوقع فنكلشتين أن يصبح الهولوكوست "أكبر جريمة سرقة في تاريخ البشرية". (12)
    - آري شافيت Ari Shavit الصحفي الإسرائيلي كتب عن شعور اليهود الإسرائيليين بالحرية لممارسة التصرف الهمجي ضد العرب قائلا "هناك اعتقاد ويقين مطلق بأن حياة الآخرين لا تعادل حياتنا في قيمتها، فالبيت الأبيض اليوم في أيدينا ومعه مجلس الشيوخ والكثير من الإعلام الأمريكي." (13)
    - الأدميرال توماس مورر Thomas Moorer الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي تحدث عن التحكم اليهودي الإسرائيلي في الولايات المتحدة فقال بحنق واضح" لم أر أبدا رئيسا أمريكيا .. أيا كان .. يقف في وجههم ( الإسرائيليين ) إن ذلك يحير العقل، فهم يحصلون دائما على ما يريدون. يعلم الإسرائيليون دائما ما هو جار، وقد وصلت يوما إلى درجة الامتناع عن تدوين أي شيء. لو علم الأمريكيون مدى سيطرة هؤلاء الناس على حكومتنا لحملوا السلاح وثاروا. لا شك أن مواطنينا لا يعلمون شيئا عما يجري." (14)
    - د. دافيز D. Davis السفير الفرنسي في لندن أقر مؤخرا بأن إسرائيل خطر على السلام العالمي ونعتها بأنها "الدولة الصغيرة القذرة" قائلا "لماذا يتعرض العالم لخطر قيام حرب عالمية ثالثة بسبب هؤلاء الناس؟"(15)
    يمتلك اليهود ويستخدمون قوة هائلة ونفوذا بالولايات المتحدة، واللوبي اليهودي عامل محدد في تأييد الولايات المتحدة لإسرائيل. المصالح اليهودية الصهيونية ليست مطابقة للمصالح الأمريكية، بل إنها متضاربة في واقع الأمر.
    طالما بقي اللوبي اليهودي الشديد القوة متحصنا فلن تكون هناك نهاية للتشويه اليهودي المنظم للتاريخ والأحداث الجارية والسيطرة اليهودية الصهيونية على الجهاز السياسي للولايات المتحدة والقهر الصهيوني للفلسطينيين والصراع الدموي بين اليهود وغير اليهود بالشرق الأوسط والتهديد الإسرائيلي للسلام.

    ردحذف
  2. (أ) أسباب الانحياز الأمريكي لإسرائيل:
    ألا يجعلنا القول السابق من كوفي عنان وتلك التصرفات من إسرائيل وذلك الصمت من مجلس الأمن والأمم المتحدة أن نتساءل لماذا تُسرع العدالة الدولية بتنفيذ قراراتها وإظهار قوة عضلاتها على العرب والمسلمين؟! بينما تتأخر تلك العدالة بل وتتلاشى قوتها أمام انتهاكات إسرائيل؟!
    وتأتينا الإجابة من الولايات المتحدة الأمريكية فهي الداعم الرئيسي لإسرائيل من خلال ما يقوم به السياسيون الأمريكان ووسائل الإعلام بتأييد إسرائيل وسياستها بحماس مفرط، ومنقطع النظير لقد زودت الولايات المتحدة إسرائيل لسنين طويلة بالدعم الحاسم دبلوماسيا وعسكريا وماليا، وقد شمل ذلك ما يربو على ثلاثة بلايين دولارا سنويا، وهذا الدعم المبالغ فيه من قبل الأمريكان إلى إسرائيل لا يرجع إلى قوة إسرائيل، وإنما يرجع إلى عاملين هما:
    العامل الأول: قوة هيمنة وسيطرة اليهود على دوائر صُنع القرار داخل الولايات المتحدة الأمريكية حتى أننا يمكننا القول بأن الولايات المتحدة الأمريكية تُدار قراراتها الداخلية والخارجية وفقا لمصلحة اليهود، ومن ثمة لمصلحة إسرائيل.
    العامل الثاني:
    دعوى الانتساب إلى ما يسمى بـ ( البقية المختارة ) من أبناء يعقوب أو بني إسرائيل ، حيث تتنافس الطائفتان اليهودية، والمسيحية البروتستانتية في احتكار الانتساب إلى بقية (الشعب المختار ) من سلالة أسباط بني إسرائيل، تلك السلالة التي يعتقدون أنها لن تنقرض حتى يخرج منها جيل الخلاص الذي سيشهد أحداث نهاية العالم .

    ردحذف
  3. أما اليهود فظلوا في المقابل يحتفظون بدعوى انحدار بعضهم من نسل ( يهوذا ) الذي تمثل قبيلته السبط المختار الذي بسببه سمي اليهود يهوداً وتتعلق به نبوءات آخر التاريخ ، وخصوا اليهود الذين قدموا إلى أوروبا من أسبانيا بذلك ، ولذلك ظلوا يزايدون على دعاية الاصطفاء ، ويجادلون عليها الإنجليز على الرغم من كل ما قدمه الإنجليز لهم من خدمات .
    أما الإنجليز أنفسهم ؛ فقد انتعش لديهم الاعتقاد بأن الأنجلو ساكسون هم الشعب المختار حقاً ؛ لأنهم قادوا طائفة البروتستانت في العالم نحو السيطرة على الأرض المقدسة التي ستُترك « مؤقتاً » لليهود في حماية البروتستانت ريثما يعود المسيح ؛ حيث سيكون هؤلاء اليهود أو جزء منهم في طليعة أنصار المسيح عندما يعود ! ! ولكن بريطانيا أفل نجمها كقوة عالمية بعد الحرب العالمية الثانية ، فتسلم الشعب الأمريكي المنتمي أيضاً في أغلبيته إلى هوية وعرقية الرجل الأبيض الأنجلو ساكسوني البروتستانتي ، تسلم راية المسؤولية عن سيادة ذلك الجنس على العالم باعتباره الوريث الشرعي لدور ( الشعب المختار ) .(17)

    ردحذف
  4. ومن هذا المفهوم يخططون للنيل من الإسلام والمسلمين ، فالثلاثة الأول فى قائمة إدارة الرئيس جورج بوش هم من خطط لضرب العراق كما أن لهم اتصالات مباشرة بالإدارة الحاكمة فى إسرائيل ( أدين ريتشارد بيرل عام 1970 بتمرير معلومات أمريكية عسكرية هامة لإسرائيل )
    وأعتقد أن الوهم يعتري ويصُيب كل منْ يظن أن تغيير الرئيس سيغير فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه الإسلام والمسلمين فالذين استبشروا خيرا بقدوم الرئيس السابق أوباما نسوق لهم قول "أبنر ميكفا" اليهودي من شيكاغو ومستشار الرئيس السابق كلينتون حيث " إنه ( أوباما) أول رئيس يهودي ، وقد ربته وأوصلته إلى البيت الأبيض شبكة يهود شيكاغو"
    كما نسوق لهم شهادة وكيلة وزارة الخارجية فى دولة جنوب إفريقيا
    السيدة فاطمة حاجيق حيث قالت :" اليهود هم منْ يحكم أمريكا سواء كانت الحكومة جمهورية أو ديموقراطية وسواء كان الرئيس جورج بوش أو باراك أوباما،إنهم ( اليهود ) ، كما فى العالم الغربي ، يحكمون أمريكا بالمال اليهودي ولذلك لا تتوقع من هذه الدول خيرا " (18)
    ربما اتصفت السيدة حاجيق بقدر كبير من الشجاعة وهي تقول ذلك الرأي أو تلك الشهادة، وربما تعود تلك الشجاعة لكونها تعيش خارج الولايات المتحدة الأمريكية، أما لو كانت تعيش داخل الولايات الأمريكية وغلبت عليها تلك الجراءة أو الشجاعة لكان مصيرها التنكيل مثل كل منْ غلبتهم الشجاعة داخل الولايات الأمريكية، فكل منْ انتقد نفوذ اليهودي في الولايات الأمريكية دفعوا الثمن كبيرا من سمعتهم ووظائفهم ومستقبلهم كما حدث لكل من السيناتورة ليام فولبرايت ، والسيناتور أدلاى ستيفنسون الثالث ، والسيناتور شارلز بيرسى ، وعضوي الكونجرس بول فندلى وبول مكلوسكى ، والممثل الراحل مارلون براندو .
    وأحيانا يكون القتل هو الحل حيث قتل مدير اللجنة العربية الأمريكية لمحاربة التمييز فى الغرب الأمريكي أليكس عودة على يد رابطة الدفاع اليهودية عام 1985 .

    ردحذف
  5. (ج) سؤال لماذا هذا؟!
    لماذا يقف الرأي العام الأمريكي ضد العرب والمسلمين، رغم عدالة قضيتهم ؟! ولماذا هذا الصمت على تلاعب إسرائيل بادارات الحكم الأمريكية المختلفة؟! ولماذا الصمت على فعل إسرائيل بالفلسطينين؟! ولماذا الصمت على فعل اليهود بالمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء في فلسطين؟! ولماذا الصمت على قتل المسلمين بدم بارد في: العراق وأفغانستان وبورما والشيشان وكل مكان من أرجاء المعمورة؟! ولماذا ولماذا ولماذا كل هذا؟!
    يجيبنا على هذا التساؤلات الكاتب والصحفي الأمريكي المعروف 'مايكل كوليز بايبر' من خلال كتابه: 'الإعلام الأمريكي والصراع العربي - الإسرائيلي'
    يؤكد 'بايبر' في البداية، ان السياسات تجاه إسرائيل والعالم العربي، التي اتبعها أولئك الذين يسيطرون على حكومة الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، ليست من نوع السياسات التي يمكن أن يساندها الشعب الأمريكي إذا توفر لديه فهم كامل لتاريخ الشرق الأوسط خلال القرن الماضي، وهذا يتصل بشكل مباشر بموضوع تحيز الإعلام. ولهذا السبب بالذات - تحيز الإعلام - فشل الأمريكيون لزمن طويل في فهم الطبيعة غير السوية للسياسات التي تتبعها حكوماتهم.
    ويبدأ الكاتب بالقول: إن الإعلام الأمريكي يظل يكرر على الأمريكيين أن الحكومات في الدول المستبدة تسيطر على الإعلام، ويؤكد لهم أن ذلك خطأ، ويستدرك الكاتب بأن ما لم يقله الإعلام لهم هو أن في الولايات المتحدة اليوم مجموعة صغيرة من العائلات المتحكمة التي تسيطر على وسائل الإعلام الكبرى، وتستخدم هذه السلطة كي تتحكم في الحكومة وسياساتها. ورجل الشارع الأمريكي ليست لديه فكرة عن أن الإعلام هو أداة في يد أولئك الذين يسيطرون عليه كي يمارسوا من خلاله السلطة السياسية، ويشير الكاتب إلى أن الشعب الأمريكي شعب طيب حقيقة، لكنه في كثير من الأحوال بالغ السذاجة.
    ويفخر الكاتب أنه خلال ثلاث وعشرين سنة، كان واحداً ضمن قلة من الصحفيين الأمريكيين الذين حاولوا تحقيق التوازن والصدق عند الكتابة عن صراع الشرق الأوسط، وانه دخل عالم الصحافة كي يحارب التحيز ضد العرب والمسلمين من جانب الإعلام الأمريكي. ويؤكد الكاتب أنه على الرغم من أن التأثير الصهيوني على الإعلام الأمريكي وعلى صنع سياسة الحكومة الأمريكية أكبر من أي وقت مضى فإنه بفضل انتشار 'الإنترنت' ووسائل الإعلام المستقلة فإن عدد الصحفيين والكتاب في أمريكا الذين لهم الجرأة على الكلام يزداد بشكل كبير. وترتب على ذلك نتيجة مباشرة مفادها أن المزيد من الأمريكيين - وهم حقيقة بالملايين - قد بدئوا يفهمون أن هناك أكثر من جانب لقصة صراع الشرق الأوسط وان السبب الحقيقي للأزمة والمستمر مع العراق - بغض النظر عن الأحداث المأساوية للحادي عشر من سبتمبر 2001 ومن المسئول عنها - هو التحيز الأمريكي الذي لا أساس له ضد العالمين العربي والإسلامي.

    ردحذف
  6. إخواني وبني جلدتي:
    فهل بعد ذلك ستظل قبلتنا صوب الغرب الصليبي المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا؟! أم سنُغير قبلتنا إلى داخل أرضنا؟! نحتمي بشعوبنا بدلا من الاحتماء بهؤلاء الأعداء ؟! هل سنظل نتغنى بالديمقراطية الأمريكية التي لا ترى النور إلا إذا كانت في مصلحتها؟! ها هو الكاتب الأمريكي ناعوم تشومسكي يصف لنا كيف أن حكومة بلاده تدوس على « القيم » الديمقراطية إذا ما تبين أنها تحول بين أمريكا وبين مصالحها الذاتية فيقول : « لم يُثر انقلاب فاشي في كولومبيا إلا قليلاً من احتجاج حكومة الولايات المتحدة ، بينما لم تهتم بانقلاب عسكري في فنزويلا ، ولا بعودة السلطة للمعجب بالفاشية في بنما ، ولكن المرارة والعداوة التهبت في حكومتنا عندما صعدت للسلطة أول حكومة ديمقراطية في تاريخ جواتيمالا »
    وبينما لم تهتم أمريكا بقيام أنظمة ديكتاتورية معادية للديمقراطية ما دامت تخدم الأغراض الغربية ، فقد أطاح الأمريكيون - كما قال تشومسكي - بالعديد من الحكومات ( الديمقراطية ) عندما ظهر لهم أن تلك الأنظمة الديمقراطية لا تخدم مصالحهم الإجرامية ..
    يقول : « أعاقت حكومتنا بعض الحكومات البرلمانية ، وأسقطت بعضها ، كما حدث في إيران عام 1953م ، وجواتيمالا عام 1945م ، و تشيلي عام 1972م ، ولم تكن أساليب الإسقاط طبيعية جداً ، فلم يكن القتل العادي هو عمل القوات التي حركناها في نيكاراجوا ، أو عمل وكلائنا الإرهابيين في السلفادور أو جواتيمالا ، ولكنه كان بصفة واضحة قتل القسوة والتعذيب السادي : تعليق النساء من أقدامهن ، بعد قطع أثدائهن ، وفض بكارتهن ، وقطع الرؤوس وتعليقها على خوازيق ، ورطم الأطفال بالجدران حتى يموتوا .. »
    تعالوا نُمعن الفكر في قول هنري كسنجر الأمريكي اليهودي وهو يوضح لنا الموقف الأمريكي من الحرب العراقية الإيرانية الموقف الأمريكي من تلك الحرب « سياستنا تجاه تلك الحرب أن لا تُهزم العراق ، وألا تنتصر إيران »

    ردحذف
  7. فما كان من الأمريكان إلى أن واربوا الباب أمام صدام ليُصفي الخلاف مع الكويت بالقوة، وفي نفس الوقت يُشعروا الكويت بأنهم لن يتخلوا عنهم، فيتمسكوا بموقفهم وتزداد هوة الخلاف اتساعا وينتهي الأمر بغزو صدام للكويت ثم يشرع الأمريكان ومن خلفهم اليهود ليحرروا الكويت في حرب تحرير الكويت تلك الحرب التي يصف الإنجليز حقيقتها بكلمات أوردتها صحيفة التايمز البريطانية بعد إعلان وقف إطلاق النار ، حيث جاء فيها : « كانت الحرب نووية بكل معنى الكلمة ، وجرى تزويد جنود البحرية والأسطول الأمريكي بأسلحة نووية تكتيكية ، لقد أحدثت الأسلحة المطورة دماراً يشبه الدمار النووي ، واستخدمت أمريكا متفجرات وقود الهواء المسماة ( BLU-82 ) وهو سلاح زنته 15000 رطل وقادر على إحداث انفجارات ذات دمار نووي حارق لكل شيء في مساحة تبلغ مئات الياردات » .
    واستخدمت أمريكا وبريطانيا قنابل اليورانيوم المستنفد لأول مرة ؛ حيث أطلقت الدبابات ستة آلاف قذيفة يورانيوم .(19)
    بينما أطلقت الطائرات عشرات الآلاف من هذه القنابل ، وقدر أحد التقارير السرية لهيئة الطاقة الذرية البريطانية كما قالت الصحيفة مقدار ما ألقي على العراق بأربعين طناً من اليورانيوم المنضب ، وألقي من القنابل الحارقة ما بين 60 إلى 80 ألف قنبلة ، قتل بسببها ما لا يقل عن 52 ألف شخص حسبما أعلنت السلطات الأمريكية نفسها ، أما الأمريكيون فلم يسل لهم دم يذكر على أرض العراق ؛ لأنهم كانوا يقاتلون من الجو ، بعد أن شلوا سلاح الطيران العراقي على الأرض ، وقد راقت هذه النتائج لأمزجة الأنجلوساكسون الذين راحوا يتلمظون الدماء العراقية ويتشهون مناظرها وينشرون أخبارها ( السارة ) على شعوبهم الحرة .
    فقد نشرت صحيفة الجارديان البريطانية في شهر ديسمبر 1991م تقريراً بعنوان : ( دفن الجنود العراقيين أحياء ) نقلت فيه عن العقيد الأمريكي ( بانتوني مارينوم ) قائد الوحدة الثانية في الجيش الأمريكي قوله وهو يصف عمليات طمر العراقيين في الخنادق أحياء : « من المحتمل أن نكون قد قتلنا بهذه الطريقة آلاف الجنود العراقيين .. لقد رأيت العديد من أذرع الجنود وهي تتململ تحت التراب وأذرعها ممسكة بالسلاح » ! ويبدو أن الاهتمام بالكيف غطى على الاهتمام بالكم في رصد الأمريكيين لمجريات عمليات القتل ؛ حيث كان السؤال المطروح دائماً ، ليس هو كم سقط من القتلى ؟! وإنما : كيف سقطوا وبأي سلاح ( ناجح ) قُتلوا ؛ فقد سئل ( كولن باول ) الذي كان وقت الحرب رئيساً لأركان الجيش الأمريكي عن عدد القتلى من العراقيين فقال : « لست مهتماً به إطلاقاً » ! ! نعم ! لم يكن مهماً عند باول أن مائتي ألف قتلوا من جراء تلك الحرب ، وأن منهم آلافاً قتلوا أثناء انسحابهم ، وإنما كان المهم عند رئيس أركان الحرب في أمريكا سابقاً ورئيس الدبلوماسية لاحقاً أن يعرف مدى ( فاعلية ) الأنواع المختلفة من وسائل القتل الأمريكية.
    أكد تقرير حكومي أمريكي رُفع إلى الرئيس السابق جورج بوش في أغسطس من العام 2008م أن جهاز «الموساد» تمكّن حتى الآن من قتل 350 عالمًا نوويًّا عراقيًّا، بالإضافة إلى أكثر من 300 أستاذ جامعي في كافة التخصصات العلمية المختلفة، وذلك بمساعدة قوات الاحتلال الأمريكي في العراق.
    آثار التشوهات بالسلاح الأمريكي القذر ضد العراقيين

    ردحذف
  8. ولهذا استخدموا الأسلوب نفسه في حروب البوسنة و كوسوفا التي ادعى الأمريكان أنهم خاضوها من أجل تحرير شعوب البلقان من الطغيان الصربي ، مع أنهم في الحقيقة أرادوا أن يحلوا محل الصرب في السيطرة الاستراتيجية على منطقة البلقان ، وإلا فإن شكاية أهالي تلك البلدان من آثار تلك الحرب الأمريكية تدمي القلوب ؛ فقد ألقت أمريكا على سكان البلقان - أثناء « تحريرهم » - أكثر من عشرة أطنان من اليورانيوم المنضب ، والأنباء تتحدث عن أن حالات سرطان الدم قد قفزت إلى مستويات مخيفة ؛ حيث بدأ سكان كوسوفا والبوسنة يشعرون - بعد ( التحرير ) الأمريكي - أنهم أصبحوا فرائس الإشعاعات التي لا يمكن الفرار منها.

    ردحذف
  9. وتجيء أحداث أفغانستان لتثبت بما لا يقبل التشكيك ؛ أن عقدة الدم الأنجلوساكسوني لا تزال تتحكم في التحرك الأمريكي سلباً أو إيجاباً ؛ فالأمريكيون قاتلوا وقاتلوا بكل شراسة وجرأة وجسارة عندما أمنوا من فوق السحاب وقوع أي خسارة من الدم ، فاستمر القصف الجوي الجبان على المدن الأفغانية المكشوفة طوال شهر بعد بدء الحرب ، حتى أوقع الأنجلو ساكسون ما لا يقل عن عشرين ألف أفغاني جُلهم من المدنيين ، ثأراً لـ ( 2700 ) قتيل أمريكي من ضحايا هجمات سبتمبر التي يعلم الأمريكيون جيداً أن ليس للمدنيين الأفغانيين فيها ناقة ولا جمل، على الرغم من العديد من الحقائق التي تم كشفها مؤخرا، والتي تُثبت أن التحالف الصهيوني المسيحي هو صاحب الباع الطويلة في إحداث أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ثم إلصاق التهمة بالإسلام والمسلمين تحت غطاء فضفاض ألا وهو الحرب على الإرهاب. فالوقائع الماثلة أمامنا كبيرة ودامغة هي الأخرى، فلا يبقى هنا أمام العرب سوى العبرة والاعتبار، فهل لنا أن نعتبر؟! (21)
    { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }. سورة البقرة – 214 -

    ردحذف