السبت، 17 مارس 2018

(ب) بعض أفعال الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع اليهود والنصارى:(د) تعامله – صلى الله عليه وسلم – مع أهل الذمة – اليهود والنصارى –


(11) : سيرة الرسول -  صلى الله عليه وسلم –
(د) تعامله – صلى الله عليه وسلم – مع أهل الذمة – اليهود والنصارى –
(ب) بعض أفعال الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع اليهود والنصارى:
والآن تعالوا بنا نستعرض بعضا من مواقف الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم – مع الأقليات غير المسلمة في المدينة، فعندما هاجر المسلمون إلى يثرب – المدينة المنورة- كان يعيش فيها قبيلتين من العرب هم الأوس والخزرج وثلاثة قبائل يهودية هم بنو قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع.  أسلمت الأوس والخزرج ولم تسلم القبائل اليهودية وإن كان بعضها أسلم.
ولقد رأينا فيما مضى على الرغم من كل ما قاساه الصحابة الكرام الأوائل من مشركي مكة، إلاَّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي اكتوى أيضًا بنار القسوة والتعذيب - لم يَرُدَّ على الكافرين والمشركين بهذا الأسلوب، ولم يعاملهم بالمثل عندما أنعم الله عليه بالنصر والتمكين، ولم يرتضِ يومًا أن يفرض عليهم عقيدة لم يقتنعوا بها بعد، امتثالاً لأوامر القرآن الكريم التي يقول الله فيها{أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ})يونس: 99) وهو ما طبَّقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعل منه دستورًا للمسلمين في تقرير الحرية الدينية، فلقد احترم النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – مبدأ الحرية الدينية وحث الجيل الأول من الصحابة على احترامها، وأقام تلك الحرية الدينية على أساس من العدل والإحسان والرحمة والتسامح، وكان تعليمه – صلى الله عليه وسلم – من خلال مواقف عملية وليس من خلال إرشادات كلامية، ليحرص الصحابة على القيام بمثل ما كان يفعل – صلى الله عليه وسلم – ومن تلك المواقف:

(1) النبي – صلى الله عليه وسلم – يبحث عن التعايش السلمي:
حرص  رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التعايش السلمي بالمدينة، ولذا سارع – صلى الله عليه وسلم – بعقد معاهدة مع المهاجرين والأنصار والأقليات غير المسلمة بالمدينة ( يهود بني النجار وبني الحارث وبني ساعدة وبني جُشم وبني ثعلبة وغيرهم.) ليضمن للدولة الإسلامية الحقوق التي لها والواجبات التي عليها ، وذلك  لرغبة رسول الله-  صلى الله عليه وسلم - في مسالمة غير المسلمين، وقد جاء في نصوص المعاهدة والتي تُعد أول دستور في تاريخ البشرية ما يلي:
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(هذا كتاب من محمد النبي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومنْ تبعهم ، فلحق بهم وجاهد معهم ، أنهم أمة واحدة من دون الناس ، المهاجرون من قريش على رباعتهم ، يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط  بين المؤمنين . وبنو عوف على رباعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين .
وبنو ساعدة على رباعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين .
 وبنو الحارث على رباعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين .
وبنو جشمْ على رباعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين . وبنو النجار على رباعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين .
وبنو عمرو بن عوف على رباعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين .
وبنو النبيت على رباعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين . وبنو الأوس على رباعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين
وإن المؤمنين لا يتركون مفرحاً بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل، ولا يحالف مؤمن مولي دونه ، وأن المؤمنين المتقين على من بغي منهم ، أو ابتغى دسيعة ظلم ، أو إثم ، أو دوان ، أو فساد بين المؤمنين ، وأن أيديهم عليه جميعاً ، ولو كان ولد أحدهم ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ولا ينصر كافر على مؤمن وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم ، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس وأنه من تبعنا من يهود ، فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم ، وأن سلم المؤمنين واحدة،ولا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم .
وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعض وأن المؤمنين يبىء بعضهم على بعض بمال نال دماءهم في سبيل الله ، وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدي وأقومه ، وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ، ولا يحول دونه على مؤمن ، وأنه من اعتبط مؤمناً قتلاً عن بينة فإنه قود به إلى أن يرضى ولي المقتول ، وأن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه ، وأنه لا يحل لمؤمن آمن بما في هذه الصحيفة ، وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثا،ولا يؤويه وأنه من نصره أو آواه ، فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء ، فإن مرده إلى الله عزَّ وجلَّ وإلى محمد
 وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين ، وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين ، لليهود دينهم ، وللمسلمين دينهم ، مواليهم وأنفسهم ، وإلا من ظلم وأثم ، فإنه لا يرتع إلا نفسه وأهل بيته.
 وأن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف وأن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف وأن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف ، وأن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف ، وأن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف ، وأن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف . إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوقع إلا نفسه وأهل بيته . وأن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم وأن لبني الشطنة مثل ما ليهود بني عوف ، وأن البر دون الإثم وأن موالي ثعلبة كأنفسهم ، وأن بطانة يهود كأنفسهم .
وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد ، وأنه لا ينحجز على ثأر جرح وأنه من فتك فبنفسه فتك وأهل بيته إلا من ظلم وأن الله على أبر هذا .
وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وأن بينهم النصح والنصيحة ، والبر دون الإثم وأنه لم يأثم امرؤ بحليفة .
 وأن النصر للمظلوم ، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين ، وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة، وان الجار كالنفس غير مضار ولا آثم وأنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها .
 وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يُخاف فساده فإن مرده إلى الله عزَّ وجلَّ ، وإلى محمد رسول الله ، وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره وأنه لا تجار قريش ولا من نصرها ، وأن بينهم النصر على من دهم يثرب .
وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه ، فإنهم يصالحونه ويلبسونه وأنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإن لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.
 وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على ما لأهل هذه الصحيفة مع البر الحسن من أهل هذه الصحيفة وأن البر دون الإثم .
ولا يكسب كاسب إلا على نفسه وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره . وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم وأنه من خرج آمن . ومن قعد آمن بالمدينة . إلا من ظلم أو آثم ، وأن الله جار لمن بر وأتقى ، ومحمد رسول الله )) (1) ابن هشامالسيرة النبوية , تحقيق و ضبط و شرح و فهرسة : مصطفى السقا و إبراهيم الابياري و عبد الحفيظ شلبي , دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبنانج2 , ص : 148/149/ 150.
قال بن هشام : المفرح : المثقل بالدين و الكثير العيال , و استشهد ببيت للشاعر بهيس العذري و الذي جاء فيه :
إذا أنت لم تبرح تؤدي أمانة …… و تحمل أخرى أفرحتك الودائع.

(2) نماذج من مواقف الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – مع اليهود والنصارى:
- كان من أول مظاهر الحرية الدينية قد ظهرت في تطبيقات الرسول العملية؛ إذ كان من ضمن الغنائم التي آلت إلى المسلمين بعد فتح خيبر مجموعة كبيرة من نسخ التوراة، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بردها مباشرة إلى أصحابها اليهود. (2) أحكام الذميين والمستأمنين (101).

- موقف الرسول - صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين مع يهودي يدعى زيد بن سعنة أراد أن يختبر حلمه - صلى الله عليه وسلم-
قال زيد لم يبق شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفتها في وجه محمد - صلى الله عليه وسلم - حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما قال فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه وجهله فذكر قصة إسلافه للنبي - صلى الله عليه وسلم - مالا في ثمرة، قال فلما حل الأجل أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه وهو في جنازة مع أصحابه، ونظرت إليه بوجه غليظ
وقلت: يا محمد ألا تقضيني حقي فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب لمطل.
قال: فنظر إلى عمر وعيناه يدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم قال: يا عدو الله أتقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أسمع وتفعل ما أرى فو الذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر لومه لضربت بسيفي رأسك .
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم ثم قال: "أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر، أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن التباعة، اذهب به يا عمر فاقضه حقه وزد عشرين صاعا من تمر." 
فأسلم زيد بن سعية - رضي الله عنه - وشهد بقية المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوفي عام تبوك رحمه الله . (3) البداية والنهاية لابن كثير 2 / 310 والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 1 /566 والمعجم الكبير للطبراني 5 /224 وأورده الهيثمي في المجمع وقال رواه الطبراني ورجاله ثقات مجمع الزوائد. للحافظ الهيثمي 8 /240 36. كتاب علامات النبوة. 11. (بابان في بشارة الكتب السابقة). 1. باب ما كان عند أهل الكتاب من أمر نبوته صلى الله عليه وسلم. الحديث رقم: 13898-
- الغلام اليهودي: عن أنس رضي الله عنه قال  : "كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النبي ‏‏ - صلى الله عليه وسلم-  ‏فمرض؛ فأتاه النبي‏ ‏ -صلى الله عليه وسلم - ‏يعوده؛ فقعد عند رأسه؛ فقال له"أَسْلِمْ" فنظر إلى أبيه وهو عنده؛ فقال له: أطع ‏أبا القاسم. ‏فأسلم فخرج النبي‏- صلى الله عليه وسلم - ‏وهو يقول:"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّار. " (4) البخاري: كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلَّى عليه؟ وهل يُعرَض على الصبي الإسلام؟ (1290)، والترمذي (2247)، والحاكم (1342)، والنسائي في سننه الكبرى (7500)

- جنازة اليهودي: عن ابن أبي ليلى أنَّ قيس بن سعدٍ وسهل بن حنيف كانا بالقادسيَّة، فمرَّت بهما جنازةٌ، فقاما، فقيل لهما: إنَّها من أهل الأرض(أهل الذمة ) .
فقالا: إنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مرَّت به جنازةٌ فقام، فقيل: إنَّه يهوديٌّ. فقال"أَلَيْسَتْ نَفْسًا" فها هو ذا النبي- صلى الله عليه وسلم - يُعِّلم أُمَّته احترام غير المسلمين حتى الموتى منهم (5) البخاري: كتاب الجنائز، باب من قام لجنازة يهودي (1250)، ومسلم: كتاب الجنائز، باب القيام للجنائز (961(
حصون خيبر

- القتيل المسلم بأرض خيبر: روى سهل بن أبي حَثْمة رضي الله عنه أنَّ نفرًا من قومه انطلقوا إلى خيبر، فتفرَّقوا فيها، ووجدوا أحدهم قتيلاً، وقالوا للذي وُجِدَ فِيهِمْ: قد قَتَلْتُمْ صاحبنا.
قالوا: ما قتلْنَا ولا علمنا قاتلاً.
فانطلقوا إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله، انطلقنا إلى خيبر فوجدنا أحدنا قتيلاً.
فقال:"الْكُبْرَ الْكُبْرَ" ( أي قدِّموا في الكلام أكبركم. ) فقال لهم:" تَأْتُونَ بِالْبَيِّنَةِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ؟! "قالوا: ما لنا بَيِّنَةٌ! قال: "فَيَحْلِفُونَ؟!" قالوا: لا نرضى بأيمان اليهود. فكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن يُبطل دمه،  (فوَدَاه) (أي دفع دِيَتَه) مائةً من إبل الصَّدقة. (6) البخاري: كتاب الديات، باب القسامة (6502) وهذا لفظه، ومسلم في كتب القسامة والمحاربين والقصاص والديات، باب القسامة (1669)
فالقتل تمَّ في أرض اليهود، والاحتمال الأكبر أن يكون القاتل من اليهود، ومع ذلك فليس هناك بينة على هذا الظنِّ، والأمر في مجال الشكِّ والتخمين، وهذا لا يُفلِحُ في الدعوى؛ ولذلك لم يعاقِب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - اليهودَ بأي صورة من صور العقاب، بل عرض فقط أن يحلفوا على أنهم لم يفعلوا! وليس هذا فقط، بل دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دية القتيل من بيت المسلمين؛ ليسكِّن من ثائرة الأنصار، وبذلك تهدأ الفتنة دون ضرر لليهود.
- التعامل مع أهل الكتاب بالبيع والشراء، فهذا نبينا يتعامل مع أهل الكتاب : فعَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - اشْتَرَىَ مِنْ يَهُودِيّ طَعاماً إِلىَ أَجلٍ، وَرَهَنَهُ درْعاً لَهُ مِنْ حَدِيدٍ (7) رواه البخاري في صحيحة "الرهن" 1/ 341، وعند مسلم في "البيوع - فيه 2/31
- لما جاء وفد نصارى نجران سمح النبي - صلى الله عليه وسلم- لهم  وكانوا ستين شخصاً أن يدخلوا مسجده وأن يجلسوا فيه بضعة أيام فإذا حضرت صلاتهم قاموا متوجهين إلى الشرق على مرأى ومسمع من رسول الله دون اعتراض منه أو منع و ( حاورهم بسعة صدر ورحابة فكر وجادلهم بالتي هي أحسن ومع أنه أقام الحجة عليهم إلا ،إنه لم يكرههم على الدخول في الإسلام بل ترك لهم الحرية في الاختيار ، وقد أسلم بعضهم بعدما رجعوا إلى نجران . (8) سيرة ابن هشام 2/158 وأسباب النزول للواحدي ص 66 الرحيق المختوم 532 ، 533( انظر: السيرة النبوية (1/574)
وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابًا لأهل نجران: "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِلأسْقُف أَبِي الْحَارِثِ، وَأَسَاقِفَةِ نَجْرَانَ، وَكَهَنَتِهِمْ، وَرُهْبَانِهِمْ، وَكُلِّ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ مِنْ قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ جِوَارُ اللهِ وَرَسُولِهِ، لا يُغَيَّرُ أُسقفٌ مِنْ أسقفَتِهِ، وَلا رَاهِبٌ مِنْ رَهْبَانِيَّتِهِ، وَلا كَاهِنٌ مِنْ كَهَانَتِهِ، وَلا يُغَيَّرُ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِهِمْ، وَلا سُلْطَانهُمْ، وَلا مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ، جِوَارُ اللهِ وَرَسُولِهِ أَبَدًا مَا أَصْلَحُوا وَنَصَحُوا عَلَيْهِمْ غَيْر مُبْتَلَيْنَ بِظُلْمٍ وَلا ظَالِمِينَ" (9) ابن كثير: السيرة النبوية 4/106، والبداية والنهاية 5/55، وابن القيم: زاد المعاد 3/549.
معاهدة رسول الله مع نصارى نجران

- معاهدة رسول الله نصارى جرباء وأذرح
عاهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- نصارى جرباء وأَذْرُح، فقد جاء في كتاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم -لهم: "هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لأَهْلِ أَذْرُح؛ أَنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ وَمُحَمَّدٍ، وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مِائَةُ دِينَارٍ فِي كُلِّ رَجَبٍ وَافِيَةً طَيِّبَةً، وَاللهُ كَفِيلٌ عَلَيْهِمْ بِالنُّصْحِ وَالإِحْسَانِ لِلْمُسْلِمِينَ" (10) ياقوت الحموي: معجم البلدان 1/129، 2/118.،ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/290، وابن كثير: السيرة النبوية 4/30.
وهنا نجد أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يتحمَّل مسئوليات ضخمة في توفير الأمان لقبائل ضعيفة، قليلة العَدَد، هزيلة الغَنَاء عن المسلمين مقابل مبلغ زهيد لا يساوي شيئًا
- معاهدة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - نصارى آيلة
حيث قدم (يُحَنَّة بن رؤبة) ملك آيلة( آيلة: هي قرية أم الرشراش المصرية على ساحل البحر الأحمر، والتي يحتلها اليهود، وسمَّوها: إيلات.(وما حولها -وكان نصرانيًّا- على رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وهو في تبوك، وهو ما رواه جابر –رضي الله عنه - رأيت يُحَنَّة بن رؤبة يوم أتى النبيَّ- صلى الله عليه وسلم - وعليه صليب من ذهب وهو معقود الناصية، فلمَّا رأى النبيَّ- صلى الله عليه وسلم - كفَّر، وأومأ برأسه (أي: طأطأ رأسه خضوعًا ووضع يده على صدره)، فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - : "ارْفَعْ رَأْسَكَ". وصالحه يومئذٍ، وكساه بُردًا يمانيًّا (11) البيهقي: السنن الكبرى 9/185. وانظر أيضًا: الصالحي الشامي: سبل الهدى والرشاد 5/460.

ولعلَّ حسن استقبال النبي- صلى الله عليه وسلم - ليُحَنَّة ليؤكِّد على رغبته- صلى الله عليه وسلم - في إبرام الصلح بالشكل الذي يحفظ كرامة الآخر؛ فقد جاء الرجل مرتديًا صليبًا، فلم يعنفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -،ولم يُنكر عليه ذلك، وليعلم -أيضًا- أن الصلح مع المسلمين الأقوياء المنتصرين على الروم ليس مذلَّةً، بل هو عهد صادق مع قوم أوفياء يحترمون الآخر.
وقد كان نصُّ الصلح: "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذِهِ أَمَنَةٌ مِنَ اللهِ، ومُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللهِ لِيُحَنَّةَ بْنِ رُؤْبَةَ وَأَهْلِ آيلة، سُفُنُهُمْ وَسَيَّارَتُهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ لَهُمْ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَأَهْلِ الْيَمَنِ، وَأَهْلِ الْبَحْرِ، فَمَنْ أَحْدَثَ مِنْهُمْ حَدَثًا فَإِنَّهُ لاَ يَحُولُ مَالُهُ دُونَ نَفْسِهِ.. وَإِنَّهُ طَيِّبٌ لِمَنْ أَخَذَهُ مِنَ النَّاسِ.. وَإِنَّهُ لاَ يَحِلُّ أَنْ يُمْنَعُوا مَاءً يَرِدُونَهُ، وَلاَ طَرِيقًا يُرِيدُونَهُ مِنْ بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ. (12) ابن هشام: السيرة النبوية 2/525، 526، وابن سيد الناس: عيون الأثر 2/258، وابن القيم: زاد المعاد 3/466.

(3) صبر الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – على استفزازات  اليهود له.
بعد قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة وعقده اتفاق تعايش سلمي ما بين الأوس والخزرج والمهاجرين والأنصار وقبائل يهود، حاول اليهود استفزاز الرسول – صلى الله عليه وسلم – والمسلمون جميعا رغبة منهم في إثارة الفتنة إلا أن الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – كان يتحلى بسعة صدر كبيرة، وبحكمة بالغة والصبر الكامل في مقابل ما يفعله اليهود، ومن أبرز تلك المواقف التي حاول اليهود من خلالها استفزاز اليهود:

(أ) التهجم على الذات الإلهية سبحانه وتعالى:
قال تعالى: { لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ ٱلأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } (13) سورة آل عمران: 181
قال الإمام ابن كثير – رحمه الله -
قال سعيد بن جبير عن ابن عباس: لما نزل قوله تعالى:
{ مَّن ذَا ٱلَّذِى يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً }
(البقرة: 245)
قالت اليهود: يا محمد، افتقر ربك، فسأل عباده القرض؟ فأنزل الله: { لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ } الآية، رواه ابن مردويه وابن أبي حاتم.
وقال محمد بن إِسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أنه حدثه عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه بيت المدراس، فوجد من يهود أناساً كثيراً قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص، وكان من علمائهم وأحبارهم، ومعه حبر يقال له أشيع.
فقال له أبو بكر: ويحك يا فنحاص اتق الله وأسلم، فو الله إِنك لتعلم أن محمداً رسول الله قد جاءكم بالحق من عنده، تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة والإنجيل.
فقال فنحاص: والله يا أبا بكر ما بنا إِلى الله من حاجة من فقر، وإِنه إِلينا لفقير، ما نتضرع إِليه كما يتضرع إِلينا، وإِنا عنه لأغنياء، ولو كان عنا غنياً ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم، ينهاكم عن الربا ويُعْطناه، ولو كان غنياً ما أعطانا الربا.
فغضب أبو بكر رضي الله عنه، فضرب وجه فنحاص ضرباً شديداً، وقال: والذي نفسي بيده لولا الذي بيننا وبينك من العهد لضربت عنقك يا عدو الله، فأكذبونا ما استطعتم إن كنتم صادقين.
فذهب فنحاص إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد أبصر ما صنع بي صاحبك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: " ما حملك على ما صنعت؟
 "فقال: يا رسول الله، إِن عدو الله قد قال قولاً عظيماً، زعم أن الله فقير، وأنهم عنه أغنياء، فلما قال ذلك، غضبت لله مما قال، فضربت وجهه، فجحد فنحاص ذلك، وقال: ما قلت ذلك، فأنزل الله فيما قال فنحاص؛ رداً عليه، وتصديقاً لأبي بكر: { لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ } الآية، رواه ابن أبي حاتم (14)  تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير

(ب) الدعاء على الرسول - صلى الله عليه وسلم – بالموت:
فقد كانوا يمرُّون علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  ويَدْعُون عليه بالموت في وجهه، وهم يحاولون أن يُظهِروا عكس ذلك، فيقول أحدهم: السام عليك. والسام هو الموت، فلا يزيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في ردِّه عليهم على قول: "وَعَلَيْكُمْ" (15) ابن هشام: السيرة النبوية 1/558، 559، والسهيلي: الروض الأنف 4/254، 255، وابن سيد الناس: عيون الأثر 1/285
قالت أم المؤمنين/عائشة - رضي الله عنها – "دخل رهط من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليكم، قالت عائشة - رضي الله عنها -: ففهمتها، فقلت: وعليكم السام واللعنة.
قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مهلاً يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله))، فقلت: يا رسول الله أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قد قلت: وعليكم) بل وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر الصحابة الذين يسمعون هذا الدعاء بأن يترفَّقُوا بالردِّ ولا يتفحَّشُوا في القول(16)  رواه البخاري برقم (5678) و(5683)؛ ومسلم برقم (2165).

(ج) إثارة الشحناء والبغضاء بين المهاجرين والأنصار:
كان رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - حريصًا كل الحرص على تنفيذ ما جاء في المعاهدة التي عقدها مع اليهود، وفعلًا لم يأت من المسلمين ما يخالف حرفًا واحدًا من نصوصها، ولكن اليهود الذين امتلأ تاريخهم بالغدر والخيانة ونكث العهود، لم يلبثوا أن تمشوا مع طبائعهم القديمة وأخذوا في طريق الدس والمؤامرة والتحرش وإثارة القلق والفتن والاضطراب في صفوف المسلمين.
فقد مر شاس بن قيس، وكان شيخًا يهوديًا عظيم الكفر شديد الحقد على المسلمين شديد الحسد لهم، على نفرٍ من أصحاب رسول الله -صَلَّى الله عليه وسلم - من الأوس والخزرج، في مجلسٍ قد جمعهم يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من أُلفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال:
قد اجتمع ملأ بني قيلة، بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتى شابًا من يهود كان معهم فقال: اعمد إليهم فاجلس معهم ثم اذكر يوم بُعاث وما كان من قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل.
 فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم رددناها الآن جذعة، وغضب الفريقان جميعًا، وقالوا: قد فعلنا، موعدكم الظاهرة، السلاح السلاح، فخرجوا إليها وكادت تنشب الحرب.
فبلغ ذلك رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين، حتى جاءهم.
فقال:"يا معشر المسلمين، الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، بعد أن هداكم الله للإسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم؟!"
فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيدٌ من عدوهم، فبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس.

(د) إثارة الشك والريبة في عقيدة المسلمين:
وذلك كما هو واضح في المواقف التالية:
-  عن ابن عبـاس: أن يهود كانوا يستفتـحون علـى الأوس والـخزرج برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل مبعثه. فلـما بعثه الله من العرب، كفروا به، وجحدوا ما كانوا يقولون فـيه.
فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور أخو بنـي سلـمة: يا معشر يهود، اتقوا الله وأسلـموا فقد كنتـم تستفتـحون علـينا بـمـحمد - صلى الله عليه وسلم - ونـحن أهل شِرْك، وتـخبروننا أنه مبعوث، وتصفونه لنا بصفته.
فقال سلام بن مشكم أخو بنـي النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه، وما هو بـالذي كنا نذكر لكم فأنزل الله جل ثناؤه فـي ذلك من قوله: { وَلَـمّا جاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدّقٌ لِـمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِـحُونَ عَلَـى الّذِينَ كَفَرُوا فَلَـمّا جاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ علـى الكافِرِينَ} (البقرة: 89) (17) تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري
- عن السديّ: { وَقَالَت طَّائِفَةٌ مّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ ءامِنُواْ بِٱلَّذِي أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَجْهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكْفُرُواْ ءاخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }(آل عمران: 72)  كان أحبـار قرى عَرَبِيَّة اثنـي عشر حبراً، فقالوا لبعضهم: ادخـلوا فـي دين مـحمد أول النهار، وقولوا نشهد أن مـحمداً حقّ صادق، فإذا كان آخر النهار فـاكفروا وقولوا: إنا رجعنا إلـى علـمائنا وأحبارنا فسألناهم، فحدثونا أن مـحمداً كاذب، وأنكم لستـم علـى شيء، وقد رجعنا إلـى ديننا فهو أعجب إلـينا من دينكم، لعلهم يشكون، يقولون: هؤلاء كانوا معنا أوّل النهار، فما بـالهم؟ فأخبر الله عزّ وجلّ رسوله - صلى الله عليه وسلم – بذلك (18) تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري

(م) حث الأنصار على عدم الإنفاق على المهاجرين:
عن ابن عباس، قال: كان كردم بن زيد حليف كعب بن الأشرف، وأسامة بن حبيب، ونافع بن أبي نافع، وبحري بن عمرو، وحيّ بن أخطب، ورفاعة بن زيد بن التابوت، يأتون رجالاً من الأنصار، وكانوا يخالطونهم، يتنصحون لهم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
فيقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر في ذهابها، ولا تسارعوا في النفقة فإنكم لا تدرون ما يكون! فأنزل الله فيهم: { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا ءاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ }: أي من النبوّة التي فيها تصديق ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَـٰفِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً }(سورة النساء: 37) (19) تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري
هذه هي بعض النماذج من غدر اليهود وكيدهم ومحاولات استفزازهم للرسول – صلى الله عليه وسلم – وللمهاجرين والأنصار، و ذلك رغم العهد الذي بينهم وبين الرسول – صلى الله عليه وسلم – وما كان رده – صلى الله عليه وسلم – على تلك المواقف منهم إلا بالصبر واحترام العهد والميثاق بل كان  يأمر الصحابة بأن يترفَّقُوا في الردِّ ولا يتفحَّشُوا في القول مع اليهود.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق