الخميس، 15 مارس 2018

ثانيا:تعامل الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع اليهود والنصارى:(د) تعامله – صلى الله عليه وسلم – مع أهل الذمة – اليهود والنصارى –


(11) : سيرة الرسول -  صلى الله عليه وسلم –
(د) تعامله – صلى الله عليه وسلم – مع أهل الذمة – اليهود والنصارى –
ثانيا:تعامل الرسول – صلى الله عليه وسلم –  مع اليهود والنصارى:
بعد هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة حرص على وضع دستور ينظم أمور الحياة في المدينة، وعلى رأسها إدارة العلاقة بين جميع طوائف وجماعات المدينة من مهاجرين وأنصار وفصائل يهودية، ويعد دستور المدينة أول دستور في تاريخ العالم، وأحد أهم معالم المجد السياسي والإنساني للحضارة الإسلامية فقد سبق النظام الإسلامي جميع الأنظمة في إعلاء قيم التسامح والتكافل والحرية ونصرة المظلوم، وغيرها من القيم الحضارية.
وبإقرار جميع الفصائل بما جاء صارت المدينة دولة وفاقية رئيسها الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وصارت المرجعية العليا للشريعة الإسلامية، وصارت جميع الحقوق الإنسانية مكفولة، كحق حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر، والمساواة والعدل.
وعمل دستور المدينة على حماية أهل الذمة والأقليات غير المسلمة وجاء في هذا الأصل "وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين ولا متناصر عليهم".
وهو أصل أصيل في رعاية أهل الذمة، والمعاهدين، أو الأقليات غير الإسلامية التي تخضع لسيادة الدولة وسلطان المسلمين فلهم حق النصرة على من رامهم أو اعتدى عليهم بغير حق سواء من المسلمين أو من غير المسلمين، من داخل الدولة أو من خارجها.(1) النبأ الوطني: الاثنين 03/أكتوبر/2016

إن هذا الإقرار للحرية الدينية يعني الاعتراف بالتَّعَدُّدِيَّة الدينية، ولقد جاء ذلك الاعتراف حين أقرَّ النبي الحرية الدينية في أوَّل دستور للمدينة، وذلك حينما اعترف لليهود بأنهم يُشَكِّلُون مع المسلمين أُمَّةً واحدة، وأيضًا في فتح مكة حين لم يُجْبِرِ الرسول قريشًا على اعتناق الإسلام، رغم تمكُّنه وانتصاره، ولكنه قال لهم: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ" (2)  ابن هشام: السيرة النبوية 2/411، والطبري: تاريخ الأمم والملوك 2/55، وابن كثير: البداية والنهاية 4/301.
وعلى دربه أعطى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب للنصارى من سكان القدس الأمان "على حياتهم وكنائسهم وصلبانهم، لا يُضَارُّ أحدٌ منهم ولا يرغم بسبب دينه"(3) انظر: الطبري: تاريخ الأمم والملوك 3/105.
(أ) بعض أقوال الرسول – صلى الله عليه وسلم – في حق:اليهود والنصارى: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
- " منْ قتل قتيلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما" (4) نسائي – قسامه – 15 & أحمد- 5- 38, 52)
قال - صلى الله عليه وسلم - : "منْ قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما" (5) أخرجه البخاري في صحيحة، أبواب الجزية والموادعة، باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم (2995)ومعنى «لم يرح رائحة الجنة»: لم يشمها.
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ألا منْ ظلم معاهدا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة"  (6) صحيح: أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الخراج، باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات (3054)، والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب الجزية، باب لا يأخذ المسلمــون من ثمــار أهــل الذمــة (18511)، وصححــه الألبانـي في صحيــح الجامــع (2655).
- قوله - صلى الله عليه وسلم - "لا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع" (7) حسن: أخرجه أحمد في مسنده، من مسند بني هاشم، مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (2728)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 422) برقم (2549)، وحسنه الأرنؤوط في تعليقه على المسند.
- روى أبو داود في السنن عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ عن أبِيهِ عن جَدّهِ قال: قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : "المُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمّتِهِمْ أدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدّ مُشِدّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ، وَمُتَسَرّيهمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلاَ ذُو عَهْدٍ في عَهْدِهِ " (8) سُنَنُ أبي دَاوُد باب في الهجرة، هل انقطعت؟. باب في السرية تردُّ على أهل العسكر. الحديث رقم: 2751ـ ورواه النسائي في السنن عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه كتاب القسامة. 2163 ـ باب سقوط القود من المسلم للكافر. حديث رقم: 4743 ـورواه ابن ماجة في السنن عن ابن عباس كتاب / باب المسلمون تتكافأ دماؤهم. حديث رقم: 2683 (31) باب المسلمون تتكافأ دماؤهم.
- كما نهى - صلى الله عليه وسلم - عن التعرض للرهبان وأصحاب الصوامع، وعن التمثيل والغلول، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيوشه قال: «اخرجوا باسم الله، تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع» (9) حسن: أخرجه أحمد في مسنده، من مسند بني هاشم، مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (2728)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 422) برقم (2549)، وحسنه الأرنؤوط في تعليقه على المسند.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق