الأربعاء، 28 مارس 2018

(2) الخلفية السياسية:توطئة: نشأة إسرائيل:(12) مخططات اليهود ومصالح الغرب الصليبي:ثالثا: ملاحظات تؤخذ في الإعتبار:



ثالثا: ملاحظات تؤخذ في الإعتبار:
(12) مخططات اليهود ومصالح الغرب الصليبي:
توطئة: نشأة إسرائيل:
(2) الخلفية السياسية:
أما الخلفية السياسية فتمثلت في المصالح الكبرى للدول الاستعمارية كإنجلترا وفرنسا قديما، ثم الولايات المتحدة الأمريكية حديثا، فقد اجتهد اليهود في إغراء الدول العظمى التي بيدها الحل والعقد بربط مصالحها بمصالح اليهود في إقامة دولتهم في فلسطين والتحدث مع كل دولة بما يتماشى مع هواها وأهدافها القريبة والبعيدة، ولأجل تحقيق هذه الأغراض قاموا بالسيطرة على الأفراد الحاكمة في الحكومات المسيطرة، مع توطيد العلاقات  بالدول ذات الحل والربط للوصول إلى الأهداف المنشودة، كبريطانيا ووعد "بلفور" المشهور وأمريكا والامتداد الجغرافي والتوسع فيه.
فالصهيونية كحركة دينية سياسية تعني في المقام الأول بالعودة إلى فلسطين، ليست فكرة جديدة وليدة هذا القرن ، أو ما قبله من القرون ، ولكنها فكرة وليدة الفكر اليهودي المنحرف الذي غيَّر وبدَّل وصرَّف وزيَّف في كتاب موسى ـ عليه السلام ـ وأنها فكرة كانت تتوارثها أجيال اليهود جيلا إثر جيل مرة في طي الكتمان ، وأخرى جهارًا نهارًا كالشمس في رابعة النهار، وذلك حسب حالة القوة التي يتمتع بها اليهود في المجتمع الذي يعيشون فيه، فكانوا يستغلوا ظروف ذلك المجتمع لتتمشى مع فكرتهم حتى تبلورت تلك الفكرة واستمدت قوتها على يد الاستعمار الأوربي الطامع في أرض العرب وخيراتهم فساعد اليهود على تحقيق فكرتهم وهدفهم حتى يبلغ هو الآخر هدفه، ثم تطور الأمر بظهور المذهب البروتستانتي المتطرف الذي يؤمن بعقيدة الاسترجاع التي تعني ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين كشرط  لتحقيق الخلاص وعودة المسيح، فيما عرف بالمسيحية الصهيونية أو الصهيونية المسيحية.

وقبل ذكر تلك المواقف التي تؤكد ذلك البعد السياسي لدى اليهود ولدى الغرب الأوربي الاستعماري قديما والولايات المتحدة حديثا تلك المواقف،أود أن ألفت النظر إلى أن الصراع الذي يسود أركان العالم اليوم وأمس وغداً صراع ديني عقائدي: سواء كان هذا الصراع يأخذ طابع الحروب وأصوات البارود، أو يأخذ طابع الدبلوماسية والإعلام، فالحروب الصليبية لم تنتهي بعد، وإنما أخذت طابع جديد وشكل جديد عن الماضي.
لويس التاسع ملك فرنسا

فرنسا:
صرح لويس التاسع ملك فرنسا صاحب الحملة الشهيرة على مصر، والذي أُسر في دار ابن لقمان بالمنصورة، فلقد كتب ذلك الرجل كلمات مازالت محفوظة حتى اليوم في دار الوثائق القومية في باريس جاء فيها: إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال الحرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة بإتباع ما يلي:
·  إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت فليُعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملا في إضعاف المسلمين.
· عدم تمكين البلاد العربية والإسلامية أن يقوم فيها حكم صالح.
· إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
· الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه ويضحي في سبيل مبادئه.
· العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة.
· العمل على قيام دولة غريبة في المنطقة العربية تمتد حتى تصل إلى الغرب.

هذا ما أوصى به لويس التاسع ملك فرنسا بعد حملته الفاشلة على مصر، أوصى به ملوك أوربا، فكلهم ضد الإسلام سواء، و إذا ما عمقنا النظر، وأمعنا التفكير في تلك الكلمات لوجدناها تصرخ بالصدق في ما وصل إليه حالنا العربي والإسلامي.
كامبل بنرمان رئيس وزراء بريطانيا

انجلترا:
ولا ننسى ما قام به كامبل بنرمان رئيس وزراء بريطانيا سنة 1907 حيث قام بتشكيل لجنة من علماء التاريخ ورجال القانون و السياسة ليس من بريطانيا وحدها وإنما من عدة دول أوربية، ووجه بنرمان خطابا لهذه اللجنة محدداً لها مهمتها وأهدافها جاء فيه:
( إن الإمبراطوريات تتكون وتتسع وتقوى، ثم تستقر إلى حد ما، ثم تنحلَّ رويداً رويداً، وتزول، والتاريخ ملئ بتلك الأمثلة، وهي لا تتغير بالنسبة لأي إمبراطورية أو أمة، فهناك إمبراطوريات: روما وأثيبتا والهند والصين، وقبلها بابل وأشور والفراعنة وغيرها، فهل يمكن الحصول على أسباب أو وسائل تحول دون سقوط الاستعمار الأوربي وانهياره، أو تؤخر مصيره المظلم بعد أن بلغ الذروة الآن، وبعد أن أصبحت أوربا قارة قديمة استنفذت كل مواردها، وشاخت معالمها، بينما العالم الآخر لا يزال في شبابه يتطلع إلى مزيد من العلم والتنظيم والرفاهية؟!)
هذا ولقد ظل هؤلاء العلماء يبحثون ويتدارسون طيلة سبعة أشهر، ثم قدموا نتيجة أبحاثهم في هيئة تقرير سري خاص إلى وزارة الخارجية البريطانية ومن أبرز ما جاء في هذا التقرير:
إن الخطر ضد الاستعمار الأوربي في آسيا وفي أفريقية ضئيل، ولكن الخطر الضخم يكمن في البحر المتوسط، وهذا البحر همزة الوصل بين الغرب والشرق، وحوضه مهد الأديان والحضارة، ويعيش في شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوافر له وحدة التاريخ والدين واللسان، وكل مقومات التجمع والترابط، هذا فضلا عن نزعاته الثورية، وثرواته الطبيعية.
فماذا تكون النتيجة لو نقلتْ هذه المنطقة الوسائل الحديثة، وإمكانيات الثروة الصناعية الأوربية، وانتشر التعليم بها، وارتفعت الثقافة؟!

إذا حدث ما سلف فستحل الضربة القاضية حتما بالاستعمار الغربي، وبناءاً عليه، فإنه يمكن معالجة الموقف على النحو التالي:
- على الدول ذات المصالح المشتركة أن تعمل على استمرار تجزؤ هذه المنطقة... وتأخرها، وإبقاء شعوبها على ما هي عليه من تفكك وتأخر وجهل.
- ضرورة العمل على فصل الجزء الأفريقي في هذه المنطقة عن الجزء الآسيوي، وتقترح اللجنة لذلك إقامة حاجز بشري قوي، وغريب، يحتل الجسر البري الذي يربط آسيا بأفريقيا، بحيث يٌشكل في هذه المنطقة... وعلى مقربة من قناة السويس قوة صديقة للاستعمار الأوربي... وعدوة لسكان المنطقة.
أريتم كيف يخططون لنا؟! وكيف قامت دولة إسرائيل؟! وأين قامت ؟!!
الولايات المتحدة الأمريكية:


- ريتشارد نيكسون في كتابه " انتهزوا الفرصة"، أنهم ليسوا سوي وكلاء للولايات المتحدة في حكم شعوبهم، وأن  معظم من يطلقون عليهم الإرهابيين، هم الفئة المجاهدة التي رأت المخاطر المحدقة بالأمة،  وحاولت أن تقاوم انجرافنا للهاوية، وقد كلف الغرب  الوكلاء المحليين بمحاولة القضاء عليها، كما كلفت إسرائيل، وعندما عجزوا، جَيَش الغرب جيوشه كلها للقيام بالمهمة.

- رونالد ريجان: حينما سؤال لماذا هذا التحيز الأمريكي لإسرائيل؟! ولماذا لا تساند الولايات المتحدة الأمريكية الحق الفلسطيني؟! فكان رده لا تنسى أننا مازلنا صليبيون.

- كما ينبغي علينا ألا ننسى ما ذكره راعي البقر السابق جورج دبليو بوش، وهو يخطب في جنوده المتوجهين إلى العراق فيما عُرف إعلامياً بالحرب على الإرهاب واصفاً الحرب على العراق المسلم لإسقاط صدام بأنها – حرب صليبية – ثم بعد ذلك ليقول عن تلك الجملة إنها زلة لسان، ونسى الأخ بوش أن زلات اللسان تُعبر عن ما هو مستقر في مكنون النفس، ويتصرف صاحبه على أساسه، ويُخفيه عن الناس.
وأكبر دليل على صدق ما جاء على لسان راعي البقر وحكومته ومنْ جاء بعده، أنهم يدسون صليباً في رمال شاطئ ميامي بأمريكا لكل جندي يُقتل في الحرب في العراق أو أفغانستان. و بخلاف حديث راعي البقر يمكن لمنْ يرغب في المزيد عن الكيد الأوربي الأمريكي للعرب والإسلام يجده على مدوناتي:
Mrx111.blogspot.com            بعنوان: الصهيومسيحية
نزوح الفلسطينيين من أراضيهم و تهجيرهم.
في كلمة ألقاها بنيامين نتنياهو أثناء صلاة الصباح التي يقيمها المسيحيون الأمريكيون لإسرائيل، في مستهل فبراير 1985م عندما كان سفيراً لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، أشاد نتنياهو بـ "الزمالة التاريخية بين المسيحيين المؤمنين واليهود، لان هذه الزمالة قد عملت بنجاح على تحقيق الحلم الصهيوني".
فأولئك الذين يعرفون التاريخ الحقيقي للانخراط المسيحي العميق في الحركة الصهيونية لا يجدون أي مدعاة لأية دهشة أو تساؤل بشأن الدعم القوى الذي يقدمه لإسرائيل كل المسيحيين المؤمنين في العالم .. والذي جعل الكتاب والقساوسة والصحفيين ورجال الدولة ـ بريطانيين وأمريكيين ـ دعاة متحمسين لإعادة اليهود إلى وطنهم، حيث لم تكن هذه الصهيونية المسيحية قاصرة على الدعوة أو المثاليات بل امتدت إلى الخطوات العملية اللازمة لتحقيق ذلك الذي كان حلماً ".
تنامي عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين.

فنتنياهو الذي تربى وتعلم في أمريكا وعمل سفيراً لبلاده فيها،تعرف خلال وجوده فيها عن قرب على التيار المسيحي الديني الداعم لإسرائيل، وسعى هذا التيار لتحقيق المشروع الصهيوني بكامله، انطلاقاً من إيمان أتباعه بنبوءات توراتية تعتبر إقامة إسرائيل وعودة اليهود إليها وبناء الهيكل مقدمات ضرورية لعودة المسيح الثانية، وبداية العصر الألفي السعيد حيث سيحكم المسيح العالم من مقره في القدس!! وانطلاقاً من إدراك نتنياهو لهذه الحقائق فقد حرص خلال عمله في أمريكيا وحتى بعد توليه رئاسة الوزراء على التقرب إلى هذا التيار والاجتماع بزعمائه ومؤيديه لكسب دعمهم وتأييدهم لكل ما يقوم به (1)
الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم (الجذور - الممارسة - سبل المواجهة) المؤلف: يوسف العاصي إبراهيم الطويل.
نتنياهو يتصفح مخطوطة قديمة من التوراة جلبها يهود اليمن

وقد ظهر هذا التحول في النظرة المسيحية إلى اليهود في كتابات رائد الإصلاح البروتستانتي، القس الفيلسوف (مارتن لوثر). فقد كتب لوثر عام 1523 كتابا عنوانه: (المسيح ولد يهودياً) قدم فيه رؤية تأصيلية للعلاقات اليهودية المسيحية من منظور مغاير تماما لما اعتاده المسيحيون من قبل، فكان مما قال في كتابه: "إن الروح القدس شاءت أن تنزل كل أسفار الكتاب المقدس عن طريق اليهود وحدهم. إن اليهود هم أبناء الرب، ونحن الضيوف الغرباء، وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل من فتات مائدة أسيادها"
فاليهود تحولوا من (أمة ملعونة) إلى (أبناء الرب)، من (الغيتو) إلى قمة المجتمع، من (أمة مدنسة) ظلمها المسيحيون كثيراً، إلى (أمة مقدسة) يظلم بها المسيحيون شعوباً أخرى لا صلة لها بتاريخ التدنيس والتقديس هذا.

أن المذاهب المسيحية تفاوتت في استيعابها لهذا التحول تفاوتاً كبيراً، فالبروتستانت (الأميركيون والبريطانيون) تمثلوا هذا التحول كأعمق ما يكون، حتى أصبحت اليهودية جزءا من لحمهم ودمهم، والكاثوليك (فرنسا وإيطاليا وإسبانيا) ظلوا أكثر تحفظاً إلى حد ما، ولذلك لم يبرئ الفاتيكان اليهود من دم المسيح إلا عام 1966م، أما الأرثوذكس (الأوروبيون الشرقيون) فلا يزالون يحتفظون بتلك النظرة المتوجسة تجاه اليهود واليهودية. وهذا ما يفسر التفاوت في المواقف السياسية: حيث التماهي مع الدولة اليهودية في أميركا وبريطانيا، والتحفظ في أوروبا الجنوبية على السياسات الإسرائيلية (خصوصا من طرف فرنسا أكبر الأمم الكاثوليكية الغربية) والريبة في أوروبا الشرقية، وخصوصاً روسيا، لكن ما يهمنا هنا هو التماهي الأميركي البريطاني مع الدولة اليهودية، ومحاولة فهمه"(2) المسيح اليهودي ـ رضا هلال ـ ص63 - مكتبة الشروق الدولية.
الأهداف المستقبلية للحركة الصهيونية:
1)     تدعيم الاقتصاد الصهيوني بإنشاء المصانع الضخمة المتعددة الأغراض.
2)     التوسع والامتداد على حساب الدول العربية المجاورة في جميع المجالات.
3)                      تفريغ فلسطين من العرب بشكل كامل.
4)                      السيطرة على العالم ككل وجعل أبناء صهيون سادة العالم.
5)     تركيع وإذلال أي محاولة تخرج للقضاء على الصهاينة ومخططاتهم.
6)                      التحكم في مجريات الأحداث في حياة الناس اليومية.
7)     التحكم في السياسة الأمريكية لتثبيت مصالحهم وذلك بالتغيير والعزل وما إذا ذلك.
والآن تعالوا بنا نرى كيف سعى وخطط اليهود لتحقيق تلك الأهداف.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق